اليمن.. فيتنام القرن٢١ !!

عبدالله الأحمدي

 

 

يسطر اليمنيون المقاومون للعدوان السعو- أمريكي ملحمة أسطورية هي الأولى من نوعها في تاريخ الشعوب المدافعة عن حقها في الحياة والحرية والاستقلال والسيادة.
عدوان همجي غادر تعرضت له اليمن، وماتزال؛ جنَّدت له السعودية وتحالفها كل الإمكانيات العسكرية والاقتصادية واللوجستية.
تم تدمير وإحراق كل شيء على الأرض، واستهداف المدنيين في الطرقات والمساجد والساحات وقاعات الأفراح والمآتم، وإحراق المزارع، وضرب قوافل الغذاء في الطرقات، وتم فرض حصار جائر من كل الجهات. ولم تسلم حتى المقابر والآثار التاريخية من همجية هذا العدوان المتوحش.
عدوان تجرَّد منفذوه من كل القيم الدينية والإنسانية وحق الجوار.
الأمر شبيه بما حدث للشعب الفيتنامي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي من قبل الإمبريالية الأمريكية وأعوانها.
مديرية واحدة هي صرواح تعرضت لأكثر من ثلاثين ألف غارة جوية من قبل طيران العدوان، هذا لم يحدث في أي حرب عالمية، أو داخلية.
هناك مصادفة في تشابه الحالة اليمنية بالفيتنامية، حيث كان جنوب فيتنام تحت الاحتلال والشمال محرر ويقاوم، ويتعرض لغارات الطيران الأمريكي، وهذا ما هو حاصل في اليمن؛ الجنوب محتل والشمال محرر ويقاوم العدوان، ويتعرض للحصار وللغارات الوحشية.
يقتفي العدو السعودي خطوات سيده الأمريكي في الإجرام والإبادة الجماعية وسياسة الأرض المحروقة.
للعدو السعودي أطماع في الأرض اليمنية، وقد تجلَّت أطماعه بالغزو العسكري لمحافظات وجزر بعيدة عن الحرب والصراع مثل حضرموت والمهرة وسقطرى وميون.
لقد علَّمنا التاريخ أن الشعوب التي تتعرض للعدوان والاحتلال ليس أمامها من طريق لحماية أراضيها واسترجاع سيادتها واستقلالها إلا طريق الكفاح المسلح والحرب الشعبية طويلة الأمد من أجل إرغام المعتدي والمحتل على الرحيل.
كانت هزيمة أمريكا في فيتنام ماحقة ومذلة، وستكون أمحق وأذل لأدوات أمريكا في اليمن.
عندما انسحب الأمريكان من فيتنام حاول بعض الخونة الصعود الى إحدى الطائرات الأمريكية، فركلهم الجنود الأمريكان قائلين لهم : ( الآن لا نحتاجكم، انتهى دوركم )، لكن الخونة والمرتزقة لا يتعظون، حتى من أقرب الأحداث والتعامل الأمريكي مع الأدوات.
لقد شاهدنا أدوات أمريكا في مطار كابول بأفغانستان وهم يتعلقون بالطائرات في محاولة للهرب، لكن أسيادهم الأمريكان امطروهم بالرصاص!!
العدوان السعوأمريكي وأدواته في اليمن بدأوا يتجرعون مرارة الهزائم في اليمن، فتراهم يهربون كالنعاج من مارب باتجاه سيئون حاملين ما سرقوه من أموال، وبالذات الأوراق المالية المزورة التي رفعوا بها سعر الصرف، ليصل سعر الـ1000 ريال سعودي الى ( ٥٠٠٠٠٠ ) ريال يمني مزور، استعدادا منهم للهرب إلى خارج البلاد.
في فيتنام انسحب الفرنسيون بعد هزيمتهم في معركة دان بيان فو وتصدر المشهد الأمريكي.
وفي اليمن أعلنت دويلة الإمارات الانسحاب العسكري من تحالف العدوان – كما قالوا – وتصدر المشهد العسكري العدو السعودي، ومن بقي من مرتزقة الخارج والداخل والمجاميع الإرهابية؛ داعش والقاعدة.
في العام ١٩٧٥م تجرع الأمريكي هزيمة مذلة في فيتنام وعلى ضوئها انسحب من حرب فيتنام دون رجعة بعد أن أحرق المدن والقرى.. نفس المشهد يتكرر في اليمن، إذ يتجرع السعودي ومرتزقته الهزائم، وخاصة في المناطق الشمالية الشرقية ( مارب، الجوف، شبوة، البيضاء ) وقريبا سنرى الهزيمة الكبرى للعدو السعودي، وسنرى الداشر محمد بن سلمان يرفع الراية البيضاء.
الفرق بين معركة الأمريكي في فيتنام وعدوان بني سعود وأسيادهم الأمريكان على اليمن إن مدن الأمريكي كانت بعيدة عن المعركة، بينما مدن العدو السعودي ومصالحه الاقتصادية تتعرض يوميا لهجمات الجيش اليمني ولجانه الشعبية.
استخدم الأمريكيون في فيتنام قنابل النابلم لإحراق القرى والمزارع وقتل السكان، ومثلهم استخدم العدو السعودي القنابل الفراغية في نقم وعطان، والقنابل الجرثومية لنشر الأوبية والأمراض الفتاكة.
يتفوق العدو السعودي ومرتزقته على سيدهم الأمريكي بالأكاذيب، واستخدام النازحين كدروع بشرية.
سكان مارب كانوا في انتخابات ١٩٩٣م لا يزيدون عن مائة الف مواطن؛ ولهم دائرتان انتخابيتان ،لكن إعلام المرتزقة يهذي عن وجود مليوني نازح دون احترام لعقول الناس !!
الآن لم يعد الكذب والتضليل والغارات الجوية تفيد المرتزقة، أو سيدهم السعودي، أصبح تحرير المدينة قاب قوسين أو أدنى، وهزيمة العدوان محتومة ومحققة، وأذناب العدوان لازالوا يغامرون بأبناء الناس، ويزجون بهم الى المحارق، رغم أن قادة العدو السعودي ومرتزقتهم يفرون، لكنهم يتركون ( أبو ألف ) يواجهون مصيرهم المحتوم.
نقول لهم: لا داعي للمغامرات فالقضية محسومة، سلموها واسلموا.
شكرا لكل مقاومي العدوان لأنهم كسروا عنجهية العدو السعودي والصلف الأمريكي.

قد يعجبك ايضا