يعد الأكثر جودة على مستوى العالم محصول العنب في بني حشيش .. ثمرة تعاني المبيدات الرديئة والمُزارع آخر من يستفيد

 

تأسرك مشاهد مزارع العنب الممتدة على مساحات شاسعة في منطقة بني حشيش في الضواحي الشرقية للعاصمة صنعاء وتجد نفسك منبهرا بجمال الأشجار ودوالي عناقيد هذه الثمرة الطيبة التي تعد من فواكه الجنة .. وما إن تلتق بالمزارعين ومن يكدون طويلا في مزارعهم قبل أن تصل الثمرة إلى مرحلة النضج حتى تكتشف هموما وتحديات جمة تقف أمام زراعة وتسويق عنب بني حشيش الذي يعد الأجود على مستوى العالم .
الثورة / تصوير وتعليق / عادل حويس

عدسة “الثورة” زارت عدداً من مزارع العنب في منطقة بني حشيش والتقت المزارعين الذين تحدثوا بمرارة عن جملة من الهموم التي باتت تقف حجر عثرة أمام نمو وتطور زراعة العنب وجعلت المزارع الأقل استفادة من محصوله وكذلك الدخل القومي المنتظر من هذه الثروة العظيمة .
يقول المزارع علي أحمد قاسم – وهو من قرية غضران وأحد كبار المزارعين في بني حشيش- إن أول تلك التحديات التي تواجه زراعة العنب هي الأسمدة الرديئة وغير الصالحة للاستخدام والقادمة من الصين، مشيرا إلى أن تعدد هذه المبيدات وانعدام النوعيات الجيدة التي كانت تدخل إلى البلاد سابقا يضر بالشجرة وبالمزارع الذي يضطر إلى تجريب أنواع لا تحصى من تلك المبيدات، وبالتالي يتعرض لخسائر مادية مضاعفة ناهيك عن الآثار التي تتعرض لها التربة جراء استخدام المبيدات الرديئة ..
ويطالب المزارع قاسم الجهات المختصة في وزارة الزراعة بالنظر بمسؤولية إلى هذه القضية والعمل على نزول فريق من المهندسين الزراعيين من ذوي الخبرة والكفاءة إلى المزارع لتقديم المشورات والوصفات عن المبيدات الجيدة، موضحا أن العنب يحتاج إلى الأسمدة النافعة وإلى الري خاصة في فترة اللقاح، وخلال موسم الأمطار تصاب الشجرة بأنواع من الآفات ومنها البياض الزغبي وغيره، وهذه الآفات تتسبب في تساقط ثمرة العنب من الشجرة ولا يتبقى منه إلا القليل وبالتالي تذهب كل الجهود سدى .
وتحتاج زراعة العنب – كما يوضح المزارعون – توسعة دائمة وبشكل سنوي، لكن ونظراً للظروف المعيشية الصعبة بسبب العدوان والحصار وآثارهما جعلت تلك التوسعة عملية معقدة للغاية إلى جانب نقص مادة الديزل وانعدامه في أوقات كثيرة، الأمر الذي أدى – بحسب المزارع علي أحمد قاسم – إلى تلف ويباس مساحات من أشجار العنب .

إشكالية التسويق
الآلية المتبعة حاليا في تسويق محصول العنب – كما يؤكد المزارعون- لا تصب في مصلحة المزارع، إذ أن ما يسمى ” مسح السلة ” أدى إلى نقص السعر وجعله لا يصل إلى قيمة الأسمدة والمياه، ويجب على الجهات المعنية – بحسب المزارع قاسم – تحديد سعر ثابت للكيلو الواحد من العنب حتى تتحقق الفائدة للمزارع وللمستهلك على حد سواء، أما تحديد سعر السلة بمبلغ خمسة آلاف ريال بينما يقوم التاجر صاحب البسطة ببيع الكيلو بسعر يتراوح ما بين 1500- 2000ريال يحصل الضرر على المواطن وقبله المزارع الذي يكد ويتعب كثيراً مقابل الحصول على الفتات، وهذا الأمر يتطلب حلولا عملية من قبل جهات الاختصاص لضمان تسويق جيد على المستوى المحلي وإيجاد فرص لتصديره إلى الخارج وبما يعود بالنفع على المزارع والوطن بشكل عام.

الزبيب يعاني
آثار المبيدات الرديئة لا تقتصر على محصول العنب، فقد امتدت آثارها لتطال الزبيب أيضاً، ويوضح المزارع علي قاسم أن تلك المبيدات السيئة تسببت في انحصار إنتاج الزبيب على مناطق بسيطة وهي الواقعة في مصبات السيول بينما معظم المزارع يتساقط فيها محصول العنب بسبب المبيدات الرديئة قبل أن يصل إلى مرحلة الزبيب ويضطر المزارعون إلى جني محصول العنب الرازقي والأسود الصالح ليكون زبيبا قبل أوانه وبيعه عنبا أخضر بأسعار زهيدة لا تفي بتكلفة أجرة العاملين .
ويطالب المزارعون وزارة الزراعة بمضاعفة جهودها من أجل إيجاد المبيدات المناسبة لإصلاح ثمرة العنب والأسمدة الجيدة للحفاظ على جودة التربة وكذلك منع استيراد الزبيب الخارجي، نظرا لآثاره الكارثية على الزبيب المحلي الذي يعد الأكثر جودة على مستوى العالم من حيث الفائدة والمذاق.
ويوضح المزارع قاسم أن من ثمار منع استيراد الزبيب هو تشجيع المزارع المحلي ودفعه مرة أخرى إلى الاهتمام بإنتاج الزبيب المحلي .

قد يعجبك ايضا