شركة أرامكو السعودية.. بين جسر مذبح وقناة بنجوريون الإسرائيلية

تابع العالم برمته مشكلة السفينة ( EVER GIVEN ) وأثرها على الاقتصاد العالمي الذي تكبد 60 مليار دولار خلال فترة قاربت الأسبوع ، وخسر الإقتصاد المصري قرابة 100 مليون دولار وتأثر الاقتصاد العالمي بتوقف 30 % من حجم التجارة العالمي يوميا من الحاويات و15 % يوميا من النفط الخام العالمي ، فماهو الرابط بين كل تلك الأحداث وماعلاقة شركة أرامكو والقناة الإسرائيلية خاصة بعد تعرض مصفاة أرامكو بعملية مشتركة للقوة الصاروخية والطيران المسير نفذها رجال الله وما علاقة إسرائيل وأمريكا بكل هذه الأحداث .
الثورة / سليم الجعدبي

وهنا قد يتساءل القارئ الكريم ما العلاقة بين جسر مذبح ، وقناة بنجوريون الإسرائيلية وهنا أجيب .
لعل البعض قد واجهته مشكلة تأخر وانقطاع شارع الستين ( جسر مذبح ) أثناء أوج الحركة المرورية ( ساعات الظهيرة ) وهنا لنتخيل أثر الاختناق على سكان الستين الشمالي ( جولة الجمنة والمديريات المحيطة بها ) وشارع الستين الجنوبي ( جولة مذبح وما حولها ) وشارع الستين الغربي ( جولة عصر وما حولها ) وتعتبر أعلى سلطة نقدية في أمريكا وتملكه أسر يهودية صهيونية أصبحت هي من يتحكم بكل العالم عبر وسيلتها الرئيسية ( البنك الدولي والمؤسسات التابعة له وأبرزها مؤسسة التمويل الدولي ) التي تسيطر على اقتصاديات الدول بحجة دعم المشاريع الخاصة في العالم بأسره ، وهذا ما قاله روتشلد الأكبر مؤسس الأسر اليهودية الصهيونية المالكة للفيدرالي الأمريكي (أعطوني السيطرة على عملة أي أمة وحق إصدار النقد فيها وليس مهما بعد ذلك من الذي يسن قوانينها ويضع مشروعاتها ) لهذا ظهرت الأقوال الوهًّابية وعلى سبيل المثال ( مات رسول الله ودرعه مرهون ليهودي ) لتعزيز ثقافة القروض والربا التي من خلالها سيطر الصهاينة على كل العالم .لذا لن ينجح أي اقتصاد طالما وفي مكوناته قروض وبالذات من البنك الدولي، ومن هنا يجب على كل الدول الخاضعة لقروض البنك الدولي أن تركز على تقييم كافة المشاريع الاقتصادية من خلال إيجاد البديل لمصادر التمويل في تلك المشاريع عبر مساهمة المواطنين في تلك المشاريع.
قام الاستعمار البريطاني بتجميع اليهود في جزيرة العرب وأرض فلسطين من خلال سلالتين من اليهود ( يهود ناطقين العربية وهم آل سعود ) في الحرم المكي والمدني و( يهود ناطقين بالعبرية ( يهود فلسطين ) في الحرم الثالث لضمان تدفق عصب الدولار إلى أمريكا وهو النفط .
يرتكز الاقتصاد الإمريكي الدولار ( هيمنة أمريكا على العالم ) على عمودين أساسيين هما النفط والذي يتم تأمينه من بقرة الخليج الحلوب والثاني القوة العسكرية الأمريكية التي تحمي هذا النفط لذا نلاحظ حجم التدخل الأمريكي عندما يتعلق الأمر بالنفط .
أدت عملية قصف مصفاة أرامكو في الرياض إلى إثارة هلع أمريكا وإسرائيل على المورد الاقتصادي النفطي من جهة لذا بدأ البحث عن بدائل استراتيجية آمنة هذا من جهة ، ومن جهة أخرى تأكد للعالم فشل وضعف الترسانة الأمريكية التي فضحها المقاتل اليمني حيث تطور الأمر من إظهار المعدة العسكرية ككرتون من ورق يتم إحراقها بالولاعة ( العمليات البرية ) إلى إظهار عجز منظومات الباتريوت فخر الصناعات الأمريكية في عدم مقدرتها على التصدي لصواريخ ومسيّرات اليمن ومن جهة أخرى سيؤثر ذلك على الصفقات المستقبلية لشركات الصناعة الأمريكية كما هو الحال تماما في حرب تموز عندما تمكن محور المقاومة في لبنان من إظهار عجز دبابات الميركافا ( مقبرة الميركافا ) وهذا بديهي لأي دولة مستوردة للطيران فبدلا من أن يتم شراء الطائرات الحربية بمئات الملايين من الدولارات وتحتاج إلى تموين لوجستي في الجو وتعرض حياة طياريها للخطر أصبحت تقنية الطيران المسيّر أقل كلفة وأكثر فاعلية في تحقيق أهادفها العسكرية
عموما بعد ضربة أرامكو ظهرت مشكلة جنوح السفينة كأنسب حل لتحقيق أهداف تتعلق بالكيانين ((اليهود العرب أبو عقال واليهود العبريين ( أبو كوفية ) تتمثل في التالي :-
اليهود العرب :- كان لابد من إيجاد حل لمشكلة تأخر أرامكو عن الوفاء بإلتزاماتها تجاه أسواق الطاقة العالمية بعد الضربة الصاروخية والطيران المسيّر اليمني ويظهر الأمر على أنه تأخر للسفن بسبب قطع قناة السويس .

اليهود العبريين :-
ظلت مصر تمثل نقطة قلق للصهيانة كونها هي المشرفة على القناة الاستراتيجية التي تربط الأحمر بالمتوسط لذا كان لابد من تقييض المصريين بواسطة تلقيهم ضربة موجعة بعد ضربة سد النهضة التي تقف وراءها إسرائيل خاصة وأن هناك موجة غضب في الشارع المصري على القيادة المصرية بخصوص هذا الشأن إضافة إلى غضب الشارع بخصوص جزيرتي تيران وصنافير الأرض المصرية التي كان يمكن لمصر من خلالهما أن تبطل أي محاولة لبناء قناة بديلة عن قناة السويس وتمت الصفقة عبر اليهود العرب لمساعدة إخوانهم اليهود العبريين .
سيتم حرمان المصريين من عائدات القناة وحرمان عدد كبير من الموظفين وتأثيرها على عجلة الاقتصاد .
سيؤدي تأخر السفن في القناة إلى أن تبحث الدول عن خط تجاري بديل وسيبرز خط قناة بنجوريون الإسرائيلية ( الجهة المقابلة من إسرائيل هي الخط الأمثل ) وللعلم فقد سبق وأن تم إقرار شق قناة بنجوريون من قبل مجلس الوزراء الإسرائيلي ونسبت إلى مؤسسيها .
إن إنشاء قناة إسرائيلية بديلة عن قناة السويس سيسهل على السعوديين مد خط أنبوب لنفط أرامكو إلى البحر الأحمر عبر ميناء إيلات ومنها إلى المتوسط وللعلم فإنه بعد قرار التطبيع الخليجي وبالذات الإماراتي برزت تفاوضات الغرض منها مد خط أنبوب للنفط الإماراتي والسعودي إلى إسرائيل وقد ربما يتم إقحام الأردن في المشروع كون الأردن أصبح مستوياً وجاهزاً لأي أوامر يهودية ولعلنا تابعنا ما حدث قبل أيام من مشكلة ولي العهد الأردني وتدخله في أمور تتعلق بأمن الأردن وكذا العام الماضي عندما أدخلوا الأردن في مشكلة اقتصادية وظهرت السعودية ( يهود العرب ) كمنقذ .
أدرك اليهود الأمريكيون ( ناهبي ثروات العالم) أن تصدير النفط السعودي عبر خط أنبوب من حقول بقيق وخريص إلى ميناء ينبع أصبح مقلقاً وبالذات بعد تمكن الصاروخية اليمنية من ضرب أهدافها في ميناء التصدير بينبع .
وللعلم تم إنشاء خط أنبوب غرب شرق بطول 1200 كم (( بعرض الجزيرة العربية )) لتأمين نهب نفط الحجاز إبان حرب صدام على إيران والتي كانت ضمن المخطط الصهيوني لإجهاض الثورة الإسلامية الإيرانية عندما أحس الصهاينة بخطر الثورة الإيرانية وللعلم كان هناك خط أنبوب من إيران إلى إسرائيل إبان حكم الشاه وآخر أنشئ عام 1948م يمد بين حقول الإنتاج في السعودية إلى إسرائيل وتوقف في صيدا والآن أدرج ضمن التراث السعودي (( وسيتم تشغيله عند الحاجة )) لذا فاليهود الصهاينة الآن تتكرر مشكلتهم مع ثورة الشعب اليمني والتي أدخلوها في عدوان بعد أشهر على قيامها كما تم للثورة الإيرانية كون العدوان صهيونياً أمريكياً واحداً.
خلاصة فإن جنوح السفينة لم تكن حادثة عابرة وإنمآ كانت مخططة وستظهر آثارها للمصريين والعالم قريبا .
وللعلم فإن الشركات ذات العلاقة بالسفينة لها علاقة بالجانب الإسرائيلي وتعتبر سفينة ذات سوابق وسبق وأن قامت بأعمال تخريبية في موانئ عالمية .
لذا يستوجب الأمر أن تتعامل الحكومة المصرية بحذر شديد في هذا الجانب ويتم رصد حركة كل سفينة تدخل القناة ، وأن لاتتكرر مثل هذه الحادثة لأنها ستكون القشة التي تقصم ظهر البعير لذا يجب أن يتصرف المصريون كما تصرفت مصلحة المرور في جسر مذبح إما بضبط حركة كل سفينة تدخل القناة خاصة وأن تقارير برامج المتابعة عبر الأقمار أكدت حركة غير طبيعية للسفينة EVER GIVEN قبل حادثة الجنوح ، أو أن تتولى إدارة قناة السويس قيادة كل سفينة حتى إخراجها من القناة ، وإلا فسيكون جسر مذبح أرحم ..
* خبير اقتصادي

قد يعجبك ايضا