• منذ العام 2000 بدأ علي عبدالله صالح بتعزيز علاقاته مع أمريكا فاتحا اليمن على كل أبوابها للأمريكيين ، وكانت حادثة المدمرة كول التي وقعت في سواحل عدن في أكتوبر 2000 ، فاتحة لمسار الارتهان والوصاية والسيطرة الأمريكية على اليمن عسكريا وسياسيا وأمنيا.
• ما بين العام 2001 والعام 2004 زار صالح واشنطن 3 مرات على الأقل ، لكن الأهم كانت هي الزيارة الأولى في 26 /11 /2001م ،والثانية في شهر يونيو 2004م ، وفي الأولى كان علي عبدالله صالح ممن سارعوا بالتعهد لأمريكا في أن يكون معها في حربها التي دشنتها عقب 11 سبتمبر 2001 م ، وقد تعهد لبوش بدعم الحرب التي تقودها أمريكا ضد ما تسميه الإرهاب.الثورة / إعداد/ عبدالرحمن الأهنومي
• خلال مشاركته في قمة الدول الثمان الصناعية الكبرى العام 2004 بتاريخ 9 يونيو، في جزيرة سي آيلند بولاية جورجيا الأمريكية ، التقى صالح الرئيس الأمريكي “جورج دبليو بوش” ، حيث جرى الحديث حول ما وصف حينها «مشروع الشرق الأوسط الكبير للإصلاحات في المنطقة والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك إضافة إلى علاقات التعاون بين البلدين الصديقين» ، وكان اللقاء قبل أسبوع من شن صالح ونظامه الحرب الغاشمة على الشهيد القائد السيد حسين بدر الحوثي في محافظة صعدة التي بدأت في 18 يونيو 2004/م.
• في سبتمبر 2004 ، وصل إلى صنعاء مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية والعسكرية الأمريكي لينكولن بلومفيلد والتقى مع علي عبدالله صالح ، وفي اللقاء وافق صالح على الطلب الأمريكي بتدمير وتفكيك صواريخ الدفاع الجوي ، وتعهد بعدم شراء منظومات جديدة ، وتعهد بعدم شراء أسلحة إلا بموافقة وإشراف أمريكي.
• لقد أدرك الأميركيون على نحو مبكر أن علي عبدالله صالح حليف لأمريكا يمكن الوثوق به في تدمير اليمن وإخضاعه ونزع عوامل القوة التي تعيق أمريكا في ذلك ، وفي واحدة من اللقاءات قال صالح كل شيء بثمنه ، طلب أموالا من أمريكا مقابل تمكينها من تدمير السلاح وفتح الأجواء للطائرات الأمريكية.
• وعلى الرغم من حصول الأمريكيين على إذن مطلق من الرئيس علي عبدالله صالح بالتحكم في الأجواء اليمنية وتنفيذ ضربات عسكرية متى شاءت ، إلا أن حادثتي مطار عدن في العام 2000 وتصدي القوات المسلحة للمروحيات الأمريكية ومنعها من الهبوط والتحليق ، جعل أمريكا لا تطلب فتح الأجواء ومنحها الإذن المطلق بتنفيذ العمليات العسكرية فحسب ، بل وتطالب بتفكيك الدفاعات الجوية وتدميرها، وتغيير عقيدة الجيش وإضعاف وتفكيك القوات البحرية والجوية وتحديد ما هو متاح لليمن من الأسلحة وما هو ممنوع امتلاكه ، وصولاً إلى تدمير وتفكيك القوات الجوية والبحرية بشكل كامل ، وبدء سحب الأسلحة الخفيفة والمتوسطة من المواطنين.
• خلال مشاركته في قمة الدول الثمان الصناعية الكبرى العام 2004 بتاريخ 9 يونيو، في جزيرة سي آيلند بولاية جورجيا الأمريكية ، التقى صالح الرئيس الأمريكي “جورج دبليو بوش” ، حيث جرى الحديث حول ما وصف حينها «مشروع الشرق الأوسط الكبير للإصلاحات في المنطقة والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك إضافة إلى علاقات التعاون بين البلدين الصديقين» ، وكان اللقاء قبل أسبوع من شن صالح ونظامه الحرب الغاشمة على الشهيد القائد السيد حسين بدر الحوثي في محافظة صعدة التي بدأت في 18 يونيو 2004/م ، أعقب ذلك اللقاء وصول مسؤول أمريكي إلى صنعاء تم فيه وضع اللمسات الأخيرة لتدمير منظومات الدفاع الجوي ، توسعت لاحقا برامج التدمير والتجريد للجيش اليمني انتهت بتدمير كلي للقوات البحرية وسلاح الجو والدفاعات.
خلفيات المؤامرة وبداياتها
مثلت حادثة المدمرة الأمريكية USS Cole ، التي وقعت في 12 أكتوبر العام 2000 م ، في سواحل عدن البوابة الأمريكية للسيطرة العسكرية على اليمن ، لم تقتصر تداعيات التفجير الذي استهدف المدمرة الأمريكية على اليمن فحسب بل امتدت إلى السودان ودول أفريقية أخرى إذ اتخذت أمريكا من الحادثة ذريعة للتدخل وبدء مسار حرب الإخضاع والسيطرة التي امتدت حتى العام 2014/م.
تستخدم أمريكا عناوين عديدة في السيطرة على الشعوب والبلدان ، وتفتعل أحداث لتكون ذرائع وعناوين لتدخلها وسيطرتها وحروبها ، بينما الأهداف الحقيقية هي السيطرة على النفط ونهب الموارد والتحكم في الممرات وإفقار الشعوب ، تسمح عقيدة «المساحة الكبرى»، التي وضعها الأمريكيون لأنفسهم ، بالتدخّل العسكري (في بلدان حول العالم) بمقتضى المصلحة الأميركية، ووفق المشيئة الأميركية ، وتتضمن استراتيجية تعطي أمريكا استعمالَ القوة العسكرية لضمان النفوذ الأميركي على الأسواق الأساسية العالمية، ومصادر الطاقة والموارد الاستراتيجية.
يقول تشومسكي في كتابه من يحكم العالم ، أن مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية واختصاصيّي السياسة الخارجية في واشنطن، وضعوا منذ بداية الحرب في العام 1939، خطط الهيمنة الأميركية على العالم بعد انتهاء الحرب وحدّدوا «مساحة كبرى» أرادوا للولايات المتحدة أن تهيمن عليها، تشتمل على مصادر الطاقة الكامنة في الشرق الأوسط ، وضمن هذه «المساحة الكبرى»، تسعى الولايات المتحدة باستمرار للحفاظ على الهيمنة بقواميّة عسكرية واقتصادية، وفي الوقت عينه تعمل على كبح أي ممارسة للسيادة في الدول الواقعة في إطار هذه المساحة ، هذه الخطّة الأميركية سرعان ما تمّ تنفيذها إثر الحرب العالمية الثانية.
عقب التفجير الذي استهدف المدمرة» يو إس إس كول» في سواحل عدن عام 2000/م ، صرحت الإدارة الأمريكية بقيادة جور دبليو بوش بأنها ستعاقب اليمن والسودان ودول أخرى تتهمها بالوقوف وراء الحادثة ، في 1 نوفمبر 2000 تصدت القوات المسلحة اليمنية لطائرات عمودية أمريكية حاولت النزول في مطار عدن ، وفي 6 نوفمبر من الشهر نفسه منعت سلطات المطار مروحية عسكرية أمريكية من الهبوط في ثاني حادث من نوعه خلال أسبوع ، قبل الحدثين كانت الجمهورية اليمنية قد أصدرت بيانا حذرت فيه الطائرات الحربية الأمريكية من دخول الأجواء اليمنية لأنها ستكون أهدافا معادية، تكررت محاولات المروحيات الأمريكية في الهبوط واستمرت في التحليق قرب الشواطئ.
بعد خمس سنوات قال علي عبد الله صالح في 1 ديسمبر 2005 أن أمريكا، كانت تنوي احتلال مدينة عدن ، بذريعة استهداف مدمرتها «يو أس أس كول» الأمريكية ، إلا أنه حسب تعبيره منعها بالوسائل الدبلوماسية ، والوسائل الدبلوماسية يقصد بها صالح الاستسلام المطلق لأمريكا ، تجريد الجيش من السلاح تفكيكه وتدميره ، فتح الأجواء للطائرات الأمريكية ، إنشاء القواعد العسكرية ، تمكين أمريكا من اليمن سياسيا وأمنيا وعسكريا.
في الـ 11 من سبتمبر 2001/م ، ضربت التفجيرات أبراج التجارة في نيويورك ، كانت التفجيرات بتخطيط من المخابرات الأمريكية ، وقتذاك كان السيد حسين بدر الدين الحوثي يضع معالم المشروع القرآني في مران بمحافظة صعدة ، وقدم تعريفا واعيا لتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر واعتبرها أحداث رهيبة جدا تريد أمريكا من خلالها شن حرب على الإسلام والمنطقة ، وجعل ما حدث ذريعة لاحتلال الشعوب والبلدان والسيطرة على موارد الطاقة والثروات.
على إثر التفجيرات رفع الرئيس الأمريكي «جورج دبليو بوش» شعار من ليس مع أمريكا فهو ضدها ، وضع الدول العربية بين خيارين إما أن تكونوا معنا أو ستكونون هدفا لحروبنا ، وفي 7 أكتوبر 2001 م ، بدأت أولى عمليات أمريكا لاحتلال أفغانستان بذريعة أحداث 11 سبتمبر ، وبدعوى القضاء على طالبان وبن لادن ، اللذين أنشأتهما الإدارة الأمريكية نفسها لمواجهة القوات السوفياتية ، وبتمويل سعودي وخليجي.
في الشهر الثاني وتحديدا في 26/نوفمبر/2001/م ، ذهب علي عبدالله صالح إلى واشنطن ليؤدي الولاء للبيت الأبيض ، التقى الرئيس الأمريكي جورج بوش ، ووقع اتفاقا أمنيا يسمح لأمريكا بتوسيع التحقيقات حول الهجوم على المدمرة كول التي وقعت في عدن حسب الخبر الذي نشر وقتها ، لكن الحقيقة هو أنه أباح الأجواء اليمنية للطائرات الأمريكية ، وتعهد صالح لبوش تعهد بدعم الحرب التي تقودها أمريكا ضد ما أسمته الإرهاب.
في الثالث من نوفمبر 2002 ، م ، قامت طائرة أمريكية بتنفيذ أول غارة جوية في سماء اليمن ، أعلنت وقتها استهداف سيارة تقل أبو علي الحارثي وأحمد حجازي في مارب ، كانت هذه الحادثة مؤشر على أن الأجواء اليمنية باتت مفتوحة للأمريكيين ، وباتت اليمن مفتوحة للطائرات وللجنود وللقواعد الأمريكية.
شعرت الإدارة الأمريكية أن اليمن أصبح في المتناول ، فانتقلت إلى ترتيباتها لاحتلال العراق وكان ذلك سنة 2003م ، حيث بدأت عملياتها من 19 آذار/مارس إلى 1 آيار/مايو 2003, وأدت إلى احتلال العراق عسكريا وسياسيا والسيطرة على حقول النفط ما تزال أثاره مستمرة حتى اليوم.
على رغم حصول الأمريكيين على إذن مطلق من الرئيس علي عبدالله صالح بالتحكم في الأجواء اليمنية وتنفيذ ضربات عسكرية متى شاءت ، إلا أن حادثتي مطار عدن في العام 2000 وتصدي القوات المسلحة للمروحيات الأمريكية ومنعها من الهبوط والتحليق ، جعل أمريكا لا تطلب فتح الأجواء ومنحها الإذن المطلق بتنفيذ العمليات العسكرية فحسب ، بل وتطالب بتفكيك الدفاعات الجوية وتدميرها ، وتغيير عقيدة الجيش وإضعاف وتفكيك القوات البحرية والجوية وتحديد ما هو متاح لليمن من الأسلحة وما هو ممنوع امتلاكه ، وصولا إلى تدمير وتفكيك القوات الجوية والبحرية بشكل كامل ، وبدء سحب الأسلحة الخفيفة والمتوسطة من المواطنين.
رأت أمريكا أن الأسلحة الدفاعية التي تملكها القوات المسلحة اليمنية ومنها الدفاعات الجوية «روسية الصنع» تعيق تحليق الطائرات وتنفيذها لعمليات عسكرية في اليمن ، وكانت خطوة أولى في السيطرة العسكرية على اليمن ، وضعت ألإدارة الأمريكية خطة لتفكيك الدفاعات الجوية وتدميرها وبدأت مسارا شاملا لتدمير الجيش اليمني وشل قدراته ، العقيدة القتالية للجيش اليمني أيضا كانت تمثل مشكلة أيضا ، فبدأت أمريكا خطة المنهجة وصياغة العقيدة من جديد ووفق رؤيتها ولما يخدم مخططاتها.
صفقة تدمير صواريخ الدفاع الجوي
• صالح يتعهد لبلومفيلد: لا منظومات دفاع جوية جديدة والموجودة سنمحوها من السوق وكل صفقات شراء السلاح ملغية
• المسؤول الامريكي برنامج تدمير السلاح لا يقتصر على اليمن بل يشمل بلدانا أخرى
في 2 سبتمبر 2004/م , استقبل علي عبدالله صالح مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية والعسكرية الأمريكي لينكولن بلومفيلد ، في صنعاء ، وفي اللقاء ذكرت صحيفة الثورة الصادرة يومها أن واشنطن تنهي الحظر على توريد الأسلحة الأمريكية إلى اليمن ، لكن ما أكدته الوثائق أن صالح تعهد بتدمير الدفاعات الجوية وسحبها ، وتعهد بعدم شراء أي أسلحة دفاع جوي ، وإلغاء كل الصفقات التي كانت اليمن قد عقدتها مع موردي الأسلحة ، وطلب مليون دولار مقابل كل صاروخ يتم تدميره ، لكنه تراجع واعتبر الطلب مزحة حد تعبيره.
1 – تؤكد وثيقة صادرة عن السفارة الأمريكية نشرها موقع ويكليكس في العام 2011 ، تفاصيل مسار عقد صفقة أمريكية مع صالح لتدمير منظومات صواريخ محمولة ضد الطائرات التي يمتلكها الجيش اليمني ، وبحسب ما تضمنته الوثيقة، فإن أهم ما بحث صالح مع المسؤول الأمريكي تركز حول قيام اليمن بإتلاف الصواريخ المحمولة ضد الطائرات مقابل حصول اليمن على تعويض مادي من الولايات المتحدة. وركزت الوثيقة على إلحاح صالح في الحصول على أموال باهظة إلى درجة طلبه من مساعد وزيرة الخارجية الأمريكي على مليون دولار تعويض عن كل ستريلا [صاروخ]!. لكن «بعد صمت محرج، ضحك صالح، وأشار إلى أنه كان يمزح».
صالح لبلومفيلد: السلاح الموجود سندمره ، ولن نشتري منظومات دفاع جوية جديدة
2 – تقول الوثيقة التي أرسلت بتاريخ: 2 /9 /2004م ، بواسطة: السفير الأمريكي في اليمن توماس كراجسكي ، إن مساعد وزير الخارجية طرح مبادرة الولايات المتحدة المقترحة لإعادة شراء منظومات الدفاع الجوي ضد الطائرات ، ولم يوافق صالح على المضي قدما في عملية التدمير أو ما يصفها «إعادة الشراء» فحسب، لكنه أيضاً تعهد لمساعد وزيرة الخارجية أن حكومة الجمهورية اليمنية لن تسعى لشراء أي نظم جديدة ، وتضيف على الرغم من أن صالح حاول انتزاع المزيد من الأموال خارج الصفقة، إلا أنه تم إبرام الاتفاق ، وكان مساعد وزيرة الخارجية بلومفيلد عقد في 31 أغسطس، اجتماعاً مع وزير الداخلية العليمي، ورئيس هيئة الأركان القاسمي، ووكيل جهاز الأمن القومي عمار صالح.
صالح : علينا أن نمحوها من السوق
3 – خلال اللقاء عرض المسؤول الأمريكي مبادرة أمريكا في تدمير صواريخ الدفاع الجويMANPADS) )، وهي [مخزون من منظومات صواريخ محمولة ضد الطائرات لدى الجيش اليمني] ، وقد رحب صالح بزيارة بلومفيلد وبمبادرة (MANPADS)، ووصفها بأنها بمثابة جزء من استمرار الجهود الأمنية الأمريكية اليمنية المشتركة في الخليج العربي والشرق الأوسط ، وقد شكر بلومفيلد الرئيس صالح لتعاون بلاده وشراكتها في الحرب العالمية على الإرهاب، مشددا على أن أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على وجه الخصوص تشكل تهديداً خطيراً لمصالح الولايات المتحدة واليمن والأمن العالمي إذا ما ووافقه صالح بحماس، مضيفاً: «إذا ما كانت هذه الأسلحة في أيدي القاعدة أو الجهاديين فإن ذلك سيمثل تهديداً لقوات الأمن اليمنية وعلينا أن نمحوها من السوق «.
• التدمير لسواد عيون أمريكا
• صالح لبلومفيلد..لدينا 1435 صاروخاً سندمرها
• بلومفيلد المهلة 90 يوما لتدميرها ونتعهد بالتدريب الأمني والتقني على ذلك
4 – تشير الوثيقة إلى أن بلومفيد ، اعتبر مبادرة التدمير اقتراحاً نوعياً للغاية لتدمير المنظومات الدفاعية ، بمقابل أن تقوم أمريكا بعمل التدريب التقني والدعم لضمان جمع ونقل تلك المنظومات وللتخلص منها وتدميرها بشكل آمن ، وشدد بلومفيلد أنه تم منح 90 يوما مهلة لشراء وتدمير المخزون من الصواريخ، وتكشف الوثيقة أن صالح اعترف لبلومفيلد أن بحوزة اليمن 1435 من منظومات الدفاع الجوي ، وأوضحت أن صالح أكد أن هذه الأنظمة سيتم تدميرها وفقا للمبادرة المقترحة قبيل مغادرته إلى لندن في زيارة رسمية في 25 سبتمبر، مضيفا أنه وبحسب تقديراته فأنه لا يزال هناك ما بين 150-200 نظام آخر في أيدي القطاع الخاص ستقوم الحكومة بسحبها.
يضيف السفير الأمريكي في رسالته (ملاحظة: في 31 أغسطس أطلع بلومفيلد على 79 نظاماً من أنظمة (MANPADS) التي تم استرجاعها، مخزنة في مرفق وزارة الدفاع، ويبدو أن الـ 1435 نظاماً التي بحوزة الحكومة تمثل مزيج من الـ 79 نظاماً المشار إليها، مضافاً إليها الـ 1029 نظاماً التي اطلع عليها مسئول السفارة في نفس المكان في العام 2003، إضافة إلى أن عدداً آخر من هذه الأنظمة المحظورة التي لم نطلع عليها حين جمعت. وسنسعى لطلب توضيحات بشأن هذه الأعداد من وكيل جهاز الأمن القومي عمار صالح. نهاية الملاحظة) انتهى.
صالح يؤكد ولاءه المطلق للأمريكيين: لسنا بحاجة لصواريخ دفاع جوي
6 – أكد صالح كما تؤكد الوثيقة لمساعد وزيرة الخارجية أنه جاد في تدمير الصواريخ ، وأنه أصدر أوامره بجمع كل الأنظمة من القوات المسلحة اليمنية المرابطة في الميدان وإعادتها للمخازن فوراً ، لتدميرها وأثنى مساعد وزيرة الخارجية على إجراءات صالح مؤكدا أن منظومات الدفاع الجوي اليمنية يجب أن تبقى تحت سيطرة وتحكم السلطات ، يضيف السفير في رسالته «في الواقع فإن صالح أجاب قائلا: «نحن لسنا بحاجة إليها».
صالح يعِد: لا منظومات جديدة
7 – وتعهد صالح لمساعد وزيرة الخارجية بلومفيلد أن الدفاع الوطني اليمني لا يحتاج منظومات الدفاع الجوي ، ورد بلومفيلد “لقد أثرت قضية مهمة للغاية تتمثل في أن المنظومات تعتبر أكثر فائدة للإرهابيين منها لجيشكم” .
أمريكا تمنع الجيوش من التسلح
8 -تكشف الوثيقة أن مساعد وزيرة الخارجية أشار إلى أن أمريكا تريد التحكم في إنتاج الأسلحة لكنها تعتبره ليس بالأمر السهل، لكنه أوضح أن تقرير شركات الأسلحة في الدول العاملة مع الولايات المتحدة للحد من إنتاج منظومات الدفاع الجوي يفيد أن اليمن لا تزال زبونا محتملاً فأجاب صالح قائلاً:»لا. نحن لسنا بحاجة إليها.»
صالح لبلومفيلد: أخبر الأوربيين بإلغاء كل صفقاتنا معهم لشراء الصواريخ الجوية
9 – توضح الوثيقة أن مساعد وزيرة الخارجية بلومفيلد، سأل صالح قائلاً: «إذا كشف لي أصدقاؤنا في شرق أوروبا بأن لديهم عقوداً مع اليمن فهل أقول لهم لم يعد لديكم»؟. فأجاب صالح.» نعم ، أخبرهم أن العقد قد تم إلغاؤه وأن ليس لأحد أي صفقة لبيع الأسلحة إلى اليمن ما لم يتحدثوا إلي». ورد مساعد وزيرة الخارجية بأن التزام صالح بعدم حيازة أي منظومات دفاع جوي جديدة، هو أمر لا ينبغي التقليل من أهميته، كما أن ذلك من شأنه أن يعزز سمعة اليمن في واشنطن والمجتمع الدولي.
(المقايضة بمليون دولار)
10- تواصل الوثيقة تابع صالح القول «كن مطمئنا»، مضيفاً «إن اليمن لن يسعى إلى امتلاك مثل هذه الأسلحة بعد الآن، ولكن كل شيء له ثمن ، وسيتوجب عليكم دفع مليون دولار عن كل ستريلا [صاروخ]!.»(ملاحظة: بعد صمت محرج، ضحك صالح، وأشار إلى أنه كان يبالغ، ووعد بأن السعر سيخفض ، وطلب صالح التوضيح:» ما هو المبلغ الذي أنتم مستعدون لدفعه؟». كانت إجابة المساعد على ذلك بأن ثمن كل منظومة MANPAD )) كان قد حدد سلفاً، وهو غير قابل للتفاوض.
صالح : سندمر كل السلاح وكل شيء بثمنه
11 – تورد الوثيقة أن صالح عرض على المسؤول مبادرة توسيع الصفقة لتشمل أنواعا أخرى من الأسلحة ، بما في ذلك من صواريخ أرض جو من طراز SA-3-SA2، والرشاشات والصواريخ المضادة للدبابات، والألغام والقذائف الصاروخية والمتفجرات ، وزعم صالح قائلاً: «لقد دفعنا بالفعل تسعة مليارات ريال (حوالي 49 مليون دولار) لإبعاد هذه الأسلحة من السوق، «مضيفاً: ونحن مستعدون لتدميرها. ونأمل أنكم لن تحصروا البرنامج على منظومات الدفاع الجوي المحمولة»
لم يقتصر إذن تدمير السلاح وتجريد الجيش اليمني على مسألة تدمير الصواريخ الدفاعية مضادات الطائرات ، بل كانت هي البداية للمسار الذي انتهى بتفكيك الجيش اليمني وتدمير كل قدراته وشلها بما في ذلك القوات البحرية والجوية والطائرات والصواريخ ، وسنكمل مواصلة الحديث عنها في حلقات قادمة.
وقد فجرّت الدفعة الأولى من صواريخ الدفاعات الجوية وعددها 1161 صاروخاً، بمنطقة الجدعان بمحافظة مارب بتاريخ 28 شباط/فبراير 2005 أي بعد ثلاثة أشهر وهي المهلة التي حددها المسؤول الأمريكي لصالح ، ولاحقاً في عام 2009 تمّ تدمير الدفعة الثانية وقوامها 102 صاروخ في قاعدة عسكرية بوادي حلحلان بمارب، معظمها من صواريخ «سام 7» «ستريلا» و «سام 14» وصاروخين من طراز «سام 16»، بالإضافة إلى 40 قبضة خاصة بإطلاق صواريخ الدفاعات الجوية المحمولة على الكتف، و51 بطارية صواريخ.
وبالمجمل، تم إتلاف 1263 صاروخ دفاع جوي، و52 قبضة إطلاق محمولة على الكتف، و103 بطاريات صواريخ.