عن العملاء الجدد لإسرائيل.. وعن سفرائها الجائلين في سقطرى وعدن!

“بروس كاشدان” السفير الإسرائيلي الجوال.. نقطة الوصل بين »الكيان« والمطبعين أشرف على اغتيال المبحوح وارتبط بعلاقات متينة مع بن زايد

الثورة  تنشر صورة من لقاء صحفي أجرته الصحيفة مع عضو الكنيست الصهيوني عبدالوهاب الدراوشة الذي زار صنعاء في العام 1996م

الثورة /
تكشف الوثائق السرية الصادرة عن جهاز الأمن القومي أن المسؤول الصهيوني الذي زار صنعاء في العام 2007م ، إبان حكم صالح ، ويدعى «بروس كاشدان» ، ويعمل مستشارا لوزارة الخارجية الصهيونية ، وصل صنعاء في 14 يوليو 2007 وغادرها بعد يومين التقى فيها بقيادات عسكرية وأمنية من أقرباء الرئيس الأسبق صالح، جرى فيها بحث التعاون في المجال الأمني وأمن البحر الأحمر وباب المندب.
وقال الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع أن «بروس كاشدان» ناقش في الزيارة التي تعد الثانية من نوعها بعد زيارة سابقة في الثاني من فبراير 2005، المجال العسكري والمجالات الزراعية والسياحية والتعاون التجاري والسماح للمنتجات الإسرائيلية في السوق اليمنية ، ومن أهم ما بحثه المسؤول الصهيوني خلال الزيارة مجال الطيران المدني والتهيئة لتوقيع اتفاقية تسمح للطيران المدني الإسرائيلي عبور أجواء اليمن ، فمن هو بروس كاشدان؟
يعتبر بروس كاشدان مهندس العلاقات السرية بين الصهاينة والدول العربية ، ويسمى السفير الإسرائيلي الجوال ، نظرا لتعدد مهامه في أكثر من بلد عربي زارها المدعو كاشدان ، ونسق لعلاقات صهيونية مع تلك البلدان.
ويعد بروس كاشدان، مبعوث إسرائيل شبه السري إلى دول الخليج ، وقد زار البحرين في العام 2013، ونسق مع آل سعود لفتح بعثات دبلوماسية للصهاينة ، وهو دبلوماسي صهيوني مخضرم يعمل منذ أوائل التسعينيات وقد عمل كمبعوث خاص لوزارة الخارجية الصهيونية إلى دول الخليج، ويشغل حاليا منصب المبعوث الخاص للسودان، ومعظم أعمال كاشدان ترتكز على خلق علاقات دبلوماسية مع دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وفي هذا الصدد تساق رواية تتعلق باليهودي بروس كاشدان، الذي يعد مقرباً من محمد بن زايد ، ويتولى العديد من مهامّ الوصل بين تل أبيب وعواصم عربية عديدة على رأسها أبو ظبي، أن اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس محمود المبحوح، في دبي مطلع 2010، نفذ بوجود كاشدان فعلياً في الإمارات يومذاك؛ مما يجعله أحد المخططين للعملية.
في العام 2018، قالت القناة العاشرة الإسرائيلية إن لقاء سريا جمع بين مسؤولين من الخارجية الصهيونية ، ومسؤولين سودانيين في مدينة إسطنبول التركية ، وأشار المصدر إلى أن كاشدان التقى قبل عام مع مجموعة من المسؤولين السودانيين على رأسهم محمد عطا، رئيس الاستخبارات السودانية حينها، والذي يشغل حاليا منصب سفير السودان في واشنطن.
– صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية تعرف كاشدان باعتباره مسؤول شؤون منطقة الخليج في وزارة الخارجية الإسرائيلية ، وتكشف الصحيفة أن كاشدان قام بزيارة سرية إلى البحرين في إطار توثيق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خلال العام 2013/م ، تزامنا مع تدخل قوات درع الجزيرة لمواجهة الثورة الشعبية في البحرين ، وأن الصهيوني المذكور قدم استشارات للجانب البحريني وعبر نائب وزير الخارجية البحريني.
يظهر من خلال تحركات الصهيوني كاشدان أنه عراب التطبيع والعلاقات بين الصهاينة والمطبعين العرب ، وأنه زار مصر في فترة حكم مبارك ، والتقى القذافي ، ونسق للعلاقة الخيانية بين البحرين والصهاينة ، والآن يعمل لفتح العلاقات مع عسكر السودان بعد الإطاحة بحكم البشير ، ويرتبط المذكور بعلاقات جيدة مع المسؤولين الأتراك ، وواضح أن كاشدان يواصل نفس مهامه التي كشفت الوثيقة عنها والتي تؤكد أن عفاش كان سباقا في الخيانة وبيع القضية الفلسطينية والانجرار نحو التطبيع.

الدراوشة.. »مسؤول تعزيز التعايش اليهودي العربي« بلباس عربي
أشار المتحدث باسم القوات المسلحة إلى أن وفد الكنيست الإسرائيلي زار صنعاء في العام 1996م ، فمِمَّ يتكون الوفد ومن هم الأعضاء الذين زاروا صنعاء والتقوا بصالح؟
عضو الكنيست الذي زار صنعاء في العام 1996/م ويدعى عبدالوهاب الدراوشة ، هو من حزب العمل الإسرائيلي ، ثم مؤسس الحزب الديمقراطي ، وقد انضم عبد الوهاب دراوشة إلى «حزب العمل» الإسرائيلي وانتخب نائب في الكنيست سنة 1984الذي كان يقوده يتسحاق رابين وزير الدفاع الإسرائيلي ، ثم استقال عن حزب العمل في العام 1988 من عضوية العمل ، وأسس، في العام نفسه، «الحزب الديمقراطي العربي» ، واستمر عضواً في الكنيست الإسرائيلي حتى العام 2001، وخلال وجوده في الكنيست، عمل دراوشة في عضوية العديد من اللجان البرلمانية، كلجنة تعزيز مكانة المرأة والمساواة بين الجنسين، ولجنة التربية والثقافة والرياضة، ولجنة العمل والرفاه والصحة. عضو إدارة «معهد تعزيز التعايش اليهودي العربي من خلال التربية»، ورئيس «الجمعيّة العربية للثقافة والمنح الدراسية» في الناصرة.
في لقائه الدراوشة بصحيفة الثورة لدى زيارته لصنعاء في عددها الصادر بتاريخ 1 مارس / 1996 / م ، قال دراوشة إنه جاء إلى اليمن ليس ممثلا لإسرائيل ، وإنما للجماهير العربية في الداخل الصهيوني ، وقال إنه جاء ليستمع وجهة نظر اليمن حول مشكلة جزيرة حنيش مع اريتريا لينقلها إلى الجانب الإسرائيلي ، ورغم نفيه في اللقاء الصحفي المنشور في صحيفة الثورة ، إلا أن الدلائل والمؤشرات والعلاقة التي برزت لإسرائيل بمشكلة جزيرة حنيش توضح أن الدراوشة كان ناقلا لرسائل صهيونية إلى صالح ، ومنه إلى الإسرائيليين.

بعد سقوط المخطط الصهيوني في اليمن.. هل ستعود أحلام الصهاينة من بوابة الأصدقاء الجدد؟
بعد إعلان العلاقات الخيانية بين النظام الإماراتي والصهاينة ، ينسحب الأمر نفسه على عملاء الإمارات الذين يقاتلون في سبيلها جنوب بلادنا الحبيبة , إذ أن ما يسمى بالمجلس الانتقالي الذي يسيطر على المحافظات الجنوبية تحت إشراف ضباط إماراتيين ، ووسط تقاطع تقارير إعلامية مترافقة مع تحذيرات قبلية يمنية من سعي الإمارات إلى إدخال «إسرائيل» إلى جزيرة سقطرى في المحيط الهندي قبالة السواحل الجنوبية لليمن ، وبروز تقارير عن مخططات إماراتية صهيونية مشتركة إنشاء قواعد عسكرية في جزيرة سقطرى ، يتضح جليا إلى أين تتجه الخيانات الجديدة من مرتزقة الإمارات الذين لا يمانعون في أن تكون لهم علاقات مع الكيان الصهيوني الخبيث.
تقول صحيفة إسرائيل اليوم في 23 يونيو 2020/م ، وتحت عنوان «خلف الأبواب، تمّ الإعلان عن قيام دولة جديدة في الشرق الأوسط، ليس هذا فحسب، إنما ستكون الصديق السري الجديد لإسرائيل» ، وتحدثت الصحيفة في التقرير عن «قيام دولة جديدة في جنوب اليمن، ستكون مدينة عدن عاصمتها»، بينما أشار إلى أن «قيادتها تغازل الدولة العبرية بمشاعر ودية وموقف إيجابي».
وبحسب الصحيفة، ردَّ العديد من الإسرائيليين بشكل إيجابي على هذا الودّ وأرسلوا تحياتهم إلى «الدولة المستقلة الجديدة في اليمن»، في إشارة إلى ما يسمى بالمجلس الانتقالي الذي يمثل مرتزقة الإمارات والذي يسيطر على مساحات كبيرة في المحافظات الجنوبية وجزيرة سقطرى.
وقالت مصادر مختلفة، في حديثها لـ”إسرائيل اليوم” التي تُعد من وسائل الإعلام المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب تُجري اجتماعات سرية مع حكومة جنوب اليمن، بقيادة عيدروس الزبيدي ، وهو ما يكشف العلاقة التي ينسجها العملاء مع المحتل الغاصب.
آنذاك علق نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك على حديث الصحيفة الصهيونية عن تواصل سري بين المجلس وإسرائيل، قائلاً: «اليهود جزء من العالم والبشرية ونحن مع السلام، ولو كان لنا علاقة مع أبناء عمومتنا اليهود ودولة إسرائيل سنعلن عنها» ، وأضاف بن بريك في مقطع فيديو نشره على حسابه على موقع تويتر: «نحن لا نُعادي أي دولة في العالم ولا ديانة إلا من يتعرض للجنوب… هذه مسلماتنا»، وتابع قائلاً: «السلام مطمع لنا ومطمح لنا مع إسرائيل وغير إسرائيل، وأي دولة حتى لو كانت في المريخ ستعين الشعب الجنوبي بعودة دولته، فإننا سنمد يدنا لها دون أن يقع ظلم على أي شعب من شعوب العالم».
وهذه ليست المرة الأولى التي يُبدي فيها بن بريك مشاعر ودية نحو إسرائيل، وهو ما تعتبره الصحيفة التي تتبع رئيس كيان العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو ، موقفاً إيجابياً يدل على العلاقات السرية بين الكيان المحتل ، والمجلس الانتقالي ، وفي تغريدة أخرى: «لا مانع والسابقة لقطر في هذا الباب في فتح العلاقة مع إسرائيل لضمان حق الفلسطينيين في قيام دولتهم بسلام وأمان مع دولة إسرائيل».
ويثور تساؤل في هذا الصدد عن المبعوث الذي خصصه نتنياهو مع أصدقائه الجدد ، أو بالأحرى العملاء الجدد لإسرائيل ، قد يكون «بروس كاشدان» السفير الصهيوني الجوال هو المنسق لهذه العلاقة الخائبة والخائنة ، ولطبيعة الحال ونظرا للحالة الفالتة للعملاء الجدد فإن بروس كاشدان يعد شيئاً مهماً بالنسبة لهاني بن بريك والزبيدي وبقية العملاء.

قد يعجبك ايضا