أفيقوا.. أمريكا سقطت وحان وقت العمل

 

عامر محمد الفايق
لم يكن أحد يتوقع أن الولايات المتحدة ستنهار كما يجري في هذه الآونة من الداخل لأضعف سبب لم يكن في حسبان محللي السياسة أو مراكز الأبحاث العالمية كـ” فيروس كورونا”.
الولايات المتحدة في وضعها الحالي تسير نحو السقوط لسبب أراده الله سبحانه وتعالى ولم يكن يجري في الحسبان وهو فيروس كورونا.
الولايات المتحدة 2020م أصبحت مكشوفة للعالم وأصبحت سمعتها في الحضيض نتيجة مئات السنين من ادعاء الديمقراطية وحقوق الإنسان والاهتمام بالمواطن الأمريكي، والآن وقعت في فخ لن تخرج منه إلا وقد أصبحت قوة من ضمن نظام عالمي جديد ومن المستحيل أن تعود إلى عهدها رغم مصارعة الأسباب الإلهية من قبل سياسيين وتجار لإعادتها وعملاء يحاولون صنع المستحيل.
صحيح أن الكثير من علماء السياسة تنبأوا بنظام عالمي جديد متعدد الأقطاب وصعود نجم الصين وروسيا والهند ليصل العالم إلى نظام عالمي من أربعة أقطاب أو أكثر لكن لم يكن أحد يتوقع أن يكون السبب كورونا.
هذا الفيروس “كورونا” الذي قتل آلاف الأمريكيين فضح الولايات المتحدة بأنها لا تهتم بشعبها وكذا قادتها من الصهاينة سواء الإدارات المتعاقبة أو حكام الولايات أو أعضاء الكونجرس النواب والشيوخ.
مع كل الإدعاءات الأمريكية تفضح الولايات المتحدة نفسها بأنها بلاد العنصرية وبأن التمييز بين أبناء شعبها موجود وبقوة لدرجة أن قادتها واعترفوا بذنوبهم فيما كانوا يتابعون العنصرية في العالم والتمييز في العالم وينشئون المنظمات المناهضة للعنصرية ويدعمونها عبر الشركات الصهيونية والسياسيين وماكينة الإعلام.
تماثيل أشخاص يمتون للعبودية بصلة كان لها نصيبها فلفضها الشعب الأمريكي وأغرقها في عدة ولايات منها في نهر المسيسبي لشخصيات كانوا يمتلكون العبيد.
الولايات المتحدة” القرصان “تحتاج أن يفيق البعض عاجلاً إن أو آجلاً والزمن كفيل بصدق ما أدعي بأنها تسير نحو الهاوية ونحو نفق مظلم والدور علينا أن نتخلى عنها في هذا الظرف، والبحث عن البديل عنها ما لم نرد أن نكون نحن البديل إذا استسلمنا لضعفنا.
الولايات المتحدة انتهت هيمنتها ومن يراهن عليها ويتمسك بها خاسر وسيخسر الكثير.
يجب الالتفات لشؤوننا أكثر من ذي قبل والاهتمام بمصالح شعوبنا أكثر من ذي قبل وإعلان ما أسلفت عبر إعلامنا وماكينتنا الإعلامية للذين لم يطلعوا على هذا الحدث العظيم.
البديل يجب أن يكون عربيا وإسلامياً وتأليب العالم العربي والإسلامي مهم في وقتنا الراهن ويجب استعادة العمل العربي والإسلامي المنهوب من قبل دول كانت ولازالت تتبع ذيل أمريكا في سيطرتها على العالم العربي والإسلامي وخطف قراره عبر منظمة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرهما من الكيانات.
الجامعة العربية وكذا التعاون الإسلامي خطفتهما السعودية وكذا أصبحتا كيانين مفرغين عقب سقوط أمريكا ومن المفيد توضيح ذلك بالدعوة لإنشاء كيانات جديدة لا تكون محصورة قطرياً بالعرب بل ربط هذه الكيانات بالإسلام عموماً.
أمريكا وأذيالها يتابعون التسلط اعتقاداً منهم بأنهم لازالوا يشكلون رقماً بينما الواقع يقول إن أي كيان يتم إنشاؤه الآن ويحتضن المسلمين شيعة أو سنة ومن كل الطوائف سيشكل نجاحاً غير مسبوق وسيمثل ضربة استباقية تتيح الفرصة أن يتوحد العرب والمسلمون تحت راية واحدة بالتدريج.
يفضل أن يكون النداء للدول العربية والإسلامية من اليمن بلاد الحكمة والإيمان في هذا الظرف من اليمن السعيد للانضمام لهذا العمل الذي سيكون ذا قيمة مستقبلاً ويعتبر انجازاً كبيراً وسيحسب لليمنيين السبق في تبنيه ولا يجب أن نشعر بأي عقدة نقص إزاء حمل المبادرة في ذلك.
أمريكا التي بدأت من حيث لا تشعر بالانسحاب من المنظمات والاتفاقات والمعاهدات الدولية، رغم ذلك مازال بعض المخدوعين من قادتها يراهنون على الشرق الأوسط بثرواته والاستهزاء بوعي أبنائه يعتقدون أنهم سيحصلون -والتفكير هنا مركز اقتصادياً- على المال لدعم السياسة بتفكير التاجر الأمريكي وعقليته أنه سيعود لقوته وعهده عند عالم يعتقد أنه غبي من شخص تاجر يدعي الذكاء وبالتالي يجب قطع كل ما يحلم به الأمريكي من عائد من حروب المنطقة اقتصادياً وتوضيحه لشعوب العرب والمسلمين.
العرب والمسلمون اليوم أكثر وعياً بمطامع أمريكا وكذا محاولتها تحشيد العالم المسيحي واليهودي لحرب الحضارات ضد الإسلام، يعني حرب حضارة ترتكز على الديانات، لأنهم قسموا العالم لصراعين حرب حضارة الغرب على حضارة الإسلام ولكن الإسلام برز ونجح ولم يتبق إلا المراسيم النهائية لانتصاره، ولكننا نحتاج لتوضيح هذا من خلال القيادة.
الحصار الاقتصادي زاد الآن على دول محور المقاومة لكنه مع كورونا عاد إيجابياً على دول محور المقاومة والنصر يختبئ عند عقول البعض ولا بد من إظهاره لخلق الوعي وتهيئة الناس له.
لا تنتظروا أن يقول ترامب في هذه الآونة أو أي إدارة قادمة أنهم هزموا ويعترفوا بالهزيمة ولكن افهموها يا أحبائي، من يبدأ كلمة الحرب لا يمتلك قرار انتهائها يجب إعلان هزيمة أمريكا، وتعميم النصر والبهجة على جميع المسلمين كي تكون الهزيمة مضاعفة من قبل دول محور المقاومة.
اختاروا أي يوم أو أي تاريخ أو أية مناسبة وستكون موفقة لإعلان هزيمة أمريكا.أمريكا التي نعرف سياستها الانكماشية عند الضعف والانبساطية عند القوة لم تستطع العودة إلى أي من السياستين خلال عقدين وأصبحت تتخبط، كالذي يتخبطه الشيطان من المس.
أمريكا لم تنسحب من منظمات أو اتفاقات دولية كثيرة أدناها منظمة تهتم بالصحة إلا لحدث عظيم.
أمريكا الآن تراهن على كيان الاحتلال الإسرائيلي في حرب صراع الحضارات كي تؤجج حربا جديدة وأمانيها أن ينقذها العرب والمسلمون أنفسهم من السقوط، فلنكن محنكين ولا نعطيها أي فرصة.
تريد أمريكا أن تستفز المسلمين بضم الضفة وغور الأردن بعد اعترافها بالجولان وعاصمة إسرائيل القدس ونقل السفارة والغرض تأليبي يندرج في إطار حرب نفسية عظمى تسلطها على العرب والمسلمين لكي تقتات على أزمات الشعوب.
ليس كيان الاحتلال جديراً بهذه المهمة لوحده فراهنت على الأصدقاء والموالين لها من دول خليجية ليكون حجم الاستفزاز كبيراً وبالتالي تفوز بالمليارات الناتجة عن حماية أنظمة عميلة ستتخلى عنها.
يجب أن يكون الرد على هذه الخطة بعزيمة وإصرار وصبر والتفكير بكل الاحتمالات وتكون الردود جاهزة وموضوعة على الطاولة كما يجب أن نكون على استعداد للحرب ونحمل السلاح كما نستعد للسلم ونعلنها من خلال اندلاع معارك هنا وهناك ونكون على أهبة الاستعداد للحرب أكثر ونعلنها صراحة، فالاستعداد والشجاعة ضرورية في هذا التوقيت مع الحفاظ على القليل من التروي والهدوء.
يجب العودة إلى القرآن أثناء ذلك والتوكل على الله في كل ما نقوم به ونفعله،يجب مطالبة الشعوب بإخراج أمريكا من كل دول محور المقاومة وغيرها ونتوجه للمواطن العربي والمسلم وليس نحو القيادات والحكام.
أمريكا ستهرب وتقرر الإعلان عن رئيس جديد قد يكون ترامب أو غيره وتأتي إدارة أخرى لكن لن تستطيع هذه الإدارة أن تلملم خلافاتها الخارجية والداخلية وتحل مصائبها التي لن تنتهي.
سيظل الخوف والاحتمالات ومراكز الأبحاث ومراكز الدراسات تتحدث عن قضية فلسطين ويجب أن تلاحقها الردود بالأقوال والأفعال ولا يجب أن يدع لها حل وطريق ومخرج إلا وتم الانتصار عليه.
يجب الركون على إمكانياتنا أكثر في هذه المرحلة كل في بلده ونكون واضحين مع شعوبنا أكثر عبر الإعلام، بل إنه يجب أن نقترب من الناس ونقيم الندوات والفعاليات التوعوية بمخاطر هذا الحدث.
يجب أن ننشر أن أمريكا تخلت عن الاتفاقيات والوعود التي قطعتها لشعوب العالم العربي والإسلامي من غير دول المحور.
كذلك على المستوى الاقتصادي يجب أن نكون حريصين على نفقاتنا في هذه المرحلة أكثر لكل دول المحور بالتزامن مع مطالبتنا” قيادياً وشعبيا ” للشعب الأمريكي بأن يكون حريصاً على نفسه وبالتالي سيطالبها بالرحيل من المنطقة لأنه الذي يهتم بنفسه أكثر من أن يكترث لمصلحة الإدارات واللوبيات الصهيونية.
يجب الاستمرار في سياسة تأليب شعوب العالم العربي والإسلامي خلال هذه الأحداث لتتوحد المواقف والرؤى لأنها فرصة إلهية عظيمة ولا يجب أن يقتصر ذلك محلياً بل يجب أن نتعدى الحدود في هذه المرحلة المهمة خصوصاً ونطالب الشعوب بالاستعداد لمواجهة أي احتمال أمريكي إسرائيلي والوفاء للقدس والأقصى القضية المركزية الأولى والتوحد ضد الاحتلال الحديث الأمريكي الإسرائيلي المباشر وغير المباشر عبر الأدوات الخليجية وغيرها.

قد يعجبك ايضا