الجائحة رفعت الثقافة الصحية للمواطنين وعززت المناعة الشعبية لمواجهتها

كــورونـــــــا .. دعوة نحو السلوكيات الصحية والتغذية البنّاءة

إقبال نحو المنتجات الزراعية والحد من المصنعات المضرة والالتزام بوسائل التعقيم والتباعد الجسدي

لجائحة كورونا وجه آخر بات يدركه الغالبية العظمى من المواطنين الذين سبق وعيهم الصحي لمجابهة هذا الوباء بدوائه الأمثل بدءاً من المنزل فالشارع فالمجتمع .. بيقين القدرة على مقاومته وكبح انتشاره بتعزيز جسد المقاومة بالتغذية السليمة والبيئة الصحية والسلوكيات الإيجابية التي تنذر بدنو أجل الجائحة بإذن الواحد المقتدر ..
الثورة / أسماء البزاز

البداية كانت مع رئيس مركز التثقيف الصحي الدكتور يوسف الحاضري الذي قال: على مر العصور نتعرض لعدد من الإوبئة والأمراض المتعددة والمحتلفة التي تعيدنا للثقافة الإيمانية الصحية السوية وفق محددات إلهية ونبوية من خرج عنها ضلّ وشقى في حياته وصحته من خلال عدد من الممارسات الخاطئة التي تؤدي إلى نتائج كارثية
وقال الحاضري: هذا الوباء أحد تلك الأوبئة الكارثية والذي بالمقابل خلق وعياً مجتمعياً بأهمية العودة إلى الأسس الصحيحة للنظافة والتطهير والتعقيم وغسل اليدين المتكرر باعتبار ذلك ثقافة مجتمعية تاريخية حيث كان آباؤنا وأجدادنا نموذجاً للنطافة والوضوء وفق التعاليم الصحيحة لإزالة كل عوالق الأتربة والأوساخ وغيرها سواء أكانوا في المنزل أو عائدين من أشغالهم .
وأضاف الحاضري: النضوج الصحي لدى المواطنين بات ضرورة ملحة اليوم والذي تجسد بغسل الخضروات والفواكه وتعقيم المعلبات و الأسطح وتنظيف الشوارع والمساجد والمنازل والحفاظ على الغذاء المتوزان المفيد لتعزيز المناعة ضد كورونا وغيره من الأوبئة .
وبيَّن الحاضري: نحن ضد التباعد الاجتماعي ومع التباعد الجسدي حتى تنجلي الجائحة.

سلوكيات
خبيرة التغذية عبير مغلس بينت أن فيروس كورونا دفع للبحث في عديد من الأمور الطبية والصحية والغذائية المتعلقة بالإنسان والمرتبطة بالفيروس،والعديد من الأمور التي لم تكن محل الاهتمام قبل هذه الجائحة.
وقالت مغلس : بالرغم من بساطة العيش لدى المجتمع اليمني الذي يعيش مجمل حياته بالبركة إلا أن جائحة كورونا لعبت دوراً في رفع الثقافة الصحية لدى عديد من الناس من مختلف الطبقات ، فتوجه الناس لارتداء الكمامات صغاراً وكباراً والبحث عن المصادر البديلة لفيتامين c تثبت مرونة مجتمعنا في التغيير من العادات الغذائية والغوص في الثقافة الصحية.
وأضافت:الاهتمام بالنظافة وغسل الأيدي وغسل القات والخضروات بات ضرورة مهمة، فالنظافة دعىا إليها ديننا العظيم من قبل انتشار الأوبئة ، وفيروس كورونا يختلف عن غيره من الفيروسات في سرعة ووسيلة انتشاره ، فالأيدي تعتبر أكبر وسيلة لانتشار الفيروس بحسب مصادر كثيرة أثبتت أن الأيدي هي الوسيلة المباشرة لانتشار الفيروس.. لذا نصحت مغلس بغسل وتعقيم الأيدي باستمرار عند ملامسة الأسطح أو أي مكان ممكن أن يكون مسببا لانتشار الفيروس.. مؤكدة أهمية غسل الخضروات بالماء والملح والخل للتخلص من أي جراثيم ملتصقة بها ، وكذلك الحذر من لمس الأنف والفم. و الأسطح بدون التعقيم بعد تناول أكياس هذه المواد.

محاليل التعقيم
المغلس أضافت: المعقمات ومحاليل التعقيم سلاح ذو حدين ، فاحتوائها على مواد قابلة للاشتعال وأخرى مضرة بطبقات الجلد . يجعل منها حلاً أمثل لمواجهة الفيروس وإن كان لا بد منها فلا بد من الحذر واتباع التعليمات ومعرفة مكوناتها. ويجب تجنب تصنيعها منزليا لأن تناولها يعد خطراً على الأطفال وعلى الأشخاص المصابين بأمراض الجهاز التنفسي والمعرضين له ، ولنكتف بغسل اليدين بالماء، والصابون بشكل مستمر.

50 %
كما تطرقت للحديث عن العادات الغذائية التي قد تؤثر سلبا أو إيجابا على صحة ومناعة الإنسان ، منوهة بضرورة الإكثار من تناول الخضروات والفواكه خصوصا ذات المحتوى الغني بفيتامين سي كالبيبار والبرتقال والجوافة والليمون، وشرب الماء وممارسة التمارين الرياضية ، وتجنب الجلوس دون حركة لساعات طويلة مثل تناول القات بدون حركة ،إضافة إلى التخفيف من تناول السكريات حيث أثبتت الدراسات أن تناول السكر يضعف الجهاز المناعي إلى ما يقارب 50 % ، وكذلك من مصادره المختلفة كالدقيق الأبيض الذي سمي بالسم الأبيض ،وينصح باستبدال ذلك بالدقيق المركب (خليط من نوع أو أكثر من الحبوب البلدية).
وأوضحت أن الحفاظ على الجهاز المناعي يعني تكوين خط دفاع قوي لجسم الإنسان يحميه من الأمراض والأوبئة ويقيه شرها ، بل ويعزز كفاءته في محاربتها.،فتقوية مناعتك يقيك شر كورونا.

عادات غير صحية
الحقوقية والناشطة الإعلامية وفاء الكبسي أوضحت أن فيروس كورونا كان له تأثير كبير في تغيير الكثير من العادات غير الصحية واكتساب عادات صحية أفضل، فبدلاً من شراء الوجبات الجاهزة والأطعمة المحفوظة اتجه الناس إلى الاهتمام بالغذاء الجيد خاصة الأغذية التي تحتوي على فيتامين سي، فقاموا بشراء الخضروات الطازجة والفواكه المتنوعة خاصة الحمضيات كالليمون والبرتقال والزنجبيل وغيرها من الأطعمة مثل منتجات الألبان واللحوم والأسماك والحبوب التي لها تاثيرات إيجابية على تعزيز وتقوية وظيفة الجهاز المناعي ، مبينة أن التغذية الصحية المتنوعة والمتوازنة والنوم الجيد والتمارين الرياضية البسيطة من أهم العناصر الأساسية لتقوية الجهاز المناعي.
وقالت الكبسي: لأهمية الوقاية وتعزيز الوعي المجتمعي لمواجهة هذا الفيروس حرصت وزارة الصحة ونشرت عبر مناصات الإعلام ووسائل التواصل المختلفة على القيام بحملات توعوية وإرشادية واسعة ما زاد الوعي المجتمعي بأهمية غسل اليدين بشكل مستمر، وغسل الخضروات والفواكه والقات قبل التناول ،إضافة إلى أهمية طبخ الطعام جيدا وغيرها من سبل الوقاية كإجراءات احترازية لحماية أنفسهم وأسرهم من هذا المرض، فأوجد ذلك روتيناً صحياً عند كثير من الناس ،وقبل كل هذا تعزيز الثقة والاطمئنان عند الناس فلا تهويل ولا تهوين لأن التوهم والتفكير السلبي من أهم المسببات التي تؤدي إلى اعتلال الشخص.
ونوهت بأهمية الأخذ بالأسباب واتباع الخطوات الوقائية و اللجوء إلى الله بالدعاء والتضرع لرفع هذا الكرب والبلاء، فلا ملجأ لنا إلا الله سبحانه وتعالى ولا كاشف للضر إلا هو جل شأنه.

منتجات زراعية
وللدكتور عبدالوهاب عبدالقدوس الوشلي – مساعد رئيس جامعة صنعاء السابق- رؤيته الخاصة حيث يقول: إن جائحة كورونا لها تأثير ونتائج عديدة على كافة المستويات، وما يهمنا هنا هو تأثير كورونا على الثقافة الصحية والزراعية، فمن أسباب الوقاية والعلاج من هذا الفيروس القاتل الاهتمام بشراء خضروات وفواكه غنية بفيتاميني (سي ودي) اللذين يكسبان الشخص المناعة، ورفع درجة النظافة والوعي الصحي بغسل كل ما نتناوله في أي وقت.
وطالب الوشلي بالاستفادة من المنتجات الزراعية الوطنية لأن أغلب المنتجات الزراعية المستوردة من الخارج غير صالحة للاستخدام الآدمي كما نجد العديد من الفضائح من هذا النوع بين الفينة والأخرى، أو تكون هذه المنتجات المستوردة معدلة جينيا مثل القمح وخلافه، وهذه موثقة بتقارير علمية لمؤسسات دولية ذات مصداقية عالية، وهذا يدفعنا كحكومة وشعب لتشجيع المزارع اليمني للتوجه نحو زراعة أرضنا الخيرة بالمنتجات الأساسية الحبوب والخضروات والفواكه وغيرها وتقديم كافة التسهيلات ، وترسيخ الثقافة الغذائية اليمنية في المناهج الدراسية ووسائل الإعلام.
وقال: إن المطبخ اليمني أغنى مطبخ في العالم بما يحتوي من وجبات متنوعة وصحية تغنينا عن الوجبات السريعة الدخيلة على الثقافة اليمنية، وهذا يعتمد على مدى وعي المواطنين بذلك.
وختم الوشلي حديثه بنصيحة مفادها : اشربوا حبة أسبرين يوميا والبسوا الكمامات دوما عند الخروج ولا تكون مغادرة المنزل ترفا، وتباعدوا ولا تتلامسوا والسلام تحية، تجنبوا الازدحام والأماكن المكتظة، واغسلوا أيديكم بالماء والصابون، وتجنبوا لمس وجوهكم بأيديكم خصوصا العينين والأنف والفم، وارفعوا مستويات النظافة في بيوتكم وشوارعكم، وتناولوا وجبات غذائية متوازنة تكثر فيها الفيتامينات.ولنطلق شعار “نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع” عملا بشعار الرئيس الشهيد صالح الصماد رضوان الله عليه، “يد تبني ويد تحمي”.

تعزيز الوعي
الكاتب فؤاد الصياد قال: جائحة فيروس كورونا التي اقتحمت عالمنا وشغلت اهتمام الدول كافة في البحث عن اللقاح المناسب للقضاء عليه، نتج عنه العديد ردود الأفعال التي تناقلتها كل وسائل الإعلام وشاهدها الجميع بشأن خطورة هذا الفيروس ما جعله محل اهتمام غالبية الناس في معظم البلدان ومنها بلادنا ومن ذلك نجد أنه تسبب في خلق قدر عال من الوعي عند الناس بمخاطر هذا الوباء فصار اهتمام الكثير منهم منصبا نحو معرفة ماهية الغذاء الأنسب للوقاية منه كالفواكه أو الخضروات ومن ناحية أخرى البحث عن الاحتياطات الصحية من حيث الحرص على التعقيم وغسل اليدين في أغلب الأحيان وتجنب أماكن الازدحام .
وبيَّن أنه لازالت هناك مخاوف من عدم استشعار بعض الناس حجم المخاطر والتقاعس عن أخذ تلك التدابير الوقائية ، إضافة إلى ضرورة عزم الجهات المعنية في السلطة على سرعة إغلاق أسواق القات وزيادة التثقيف الصحي والغذائي عبر مختلف وسائل الإعلام الرسمية والخاصة لما يشكله هذا الفيروس من تهديد حقيقي وصريح على حياة الناس واقتصادهم ومعيشتهم في حال استهانوا به ولم يأخذوا حذرهم منه.
ويرى أن الاعتزال في البيوت قدر المستطاع هو أمر مهم للغاية ولا يكون الخروج إلا للضرورة، داعيا الناس إلى أن لا يحصروا تفكيرهم دائما في هذا الوباء ولكن احذروا ولا تخافوا لأن العامل النفسي له تأثيرات حقيقية على الجهاز المناعي وهذا هو الأثر الأشد خطورة على حالة المصاب الذي قد ربما يتم شفاؤه بإذن الله .

الصحة العالمية
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن سيحقق لك فوائد كثيرة، ذلك أن ما نأكله ونشربه يمكن أن يؤثر على قدرة أجسامنا على مكافحة حالات العدوى ومنها فيروس كورونا المتفشي، وعلى احتمالات تعرضنا لمشاكل صحية في مرحلة عمرية لاحقة، بما في ذلك البدانة وأمراض القلب وداء السكري والسرطان بمختلف أنواعه.
وتعتمد المكونات الدقيقة لأي نظام غذائي صحي على عوامل مختلفة، مثل السن ودرجة النشاط، فضلاً عن أنواع الأطعمة المتاحة في المجتمعات التي نعيش بها، إلا أن هناك بعض النصائح الغذائية الشائعة عبر الثقافات والتي تساعدنا على التمتّع بحياة صحية وعمر مديد.
وحول ذلك أوصت منظمة الصحة العالمية بنظام غذائي صحي عبر موقعها الإلكتروني، مقدمة مجموعة من النصائح.
إن أجسامنا معقدة بشكل مدهش، وما من طعام واحد (باستثناء حليب الأم للرضّع) يحتوي على جميع المغذيات التي نحتاجها كي تؤدي أجسامنا وظائفها على النحو الأمثل، ولذا يجب أن تحتوي نظمنا الغذائية على مجموعة متنوعة من الأطعمة الطازجة والمغذية كي نظل أقوياء.

نصائح لضمان نظام غذائي متوازن
– ضع نُصب عينيك أن تتناول في نظامك الغذائي اليومي مزيجاً من المواد الغذائية الأساسية مثل القمح والذرة والأرز والبطاطس مع البقوليات مثل العدس والفاصوليا، إضافةً إلى الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة، والأطعمة ذات المصادر الحيوانية (مثل اللحوم والأسماك والبيض والحليب).
– اختر الأطعمة المكونة من الحبوب الكاملة مثل الذرة غير المصنّعة وحبوب الدُّخن والشوفان والقمح والأرز البني كلما استطعت؛ فهي غنية بالألياف القيِّمة ويمكنها أن تساعدك على الشعور بالشبع لمدة أطول.
– اختر اللحوم القليلة الدهن أو الخالية منه حيثما أمكن أو قم بإزالة الدهون المرئية منها.
– اختر الطهي بالبخار أو السلق بدلاً من قلي الأطعمة.
– بالنسبة للوجبات الخفيفة اختر الخضروات النيئة والمكسرات غير المملحة والفواكه الطازجة، بدلاً من الأطعمة ذات المحتوى المرتفع من السكريات أو الدهون أو الملح، مع مراعاة تقليص كمية الملح وتقليل استخدام الصلصات والتوابل مثل صلصة الصويا أو مرق الدجاج/اللحم (البهريز) أو صلصة السمك.
– تقليل استعمال أنواع معيّنة من الدهون والزيوت .

قد يعجبك ايضا