الفصل الثاني..إجراءات للتخفيف من الأعباء المدرسية

 

معلمون:
لم نفرض دفاتر كبيرة في الترم الدراسي الأول حتى نقسم التكلفة المادية على مرحلتين
مدراء مدارس:
نسعى جاهدين بالتعاون مع المعلمين للتقليل من المتطلبات الدراسية على الطالب

عدم مراعاة غالبية المدارس للظروف المادية الصعبة دفع بعض أولياء الأمور إلى القول: (نحن ندرس أبناءنا في العام الواحد مرتين) خاصة بعد تراكم الطلبات من أقلام وألوان وكراريس جديدة وقسط مالي ثانٍ بالإضافة إلى أغلفة للكتب والدفاتر التي يطلبونها مع بداية كل ترم دراسي والقائمة تطول في ظل ظروف اقتصادية قاسية فرضها علينا الحصار والعدوان، هذا القلق الجديد وهمومه وكذلك المعالجات الاقتصادية والنفسية والاجتماعية وغيرها من التفاصيل نتعرف عليها من خلال السياق التالي:
الأسرة /وائل الشيباني

لم تكتمل فرحة سعيد حين أخبره ولده أحمد أنه حصل على المرتبة الأولى في الفصل المنصرم لأنّ الخبر أتى متبوعا بورقة من المتطلبات الدراسية من دفاتر وأقلام وعلبة ألوان وهندسة، لم يكن هذا حال احمد فقط.. فقد أتى إخوانه البالغ عددهم ثلاثة تقريبا بنفس الطلبات ومما زاد الطين بلة هو ورقة الأقساط المالية المتبقية والتي كانت مرفقة مع قائمة الطلبات المدرسية ..
لم يشعر سعيد بنفسه كما قال إلا وهو يصرخ في وجه أبنائه وتوجه صوب غرفته ليبدأ بالتفكير في إيجاد طريقة تمكنه من سداد كل تلك المطالب المالية خاصة وأنه يسكن في بيت إيجار ومتطلبات أسرته كثيرة خاصة مع ازدياد ارتفاع أسعار الدفاتر ومتطلبات وأدوات الدراسة.
ليس ضروريا
بدوره يرى المعلم عبدالله الحداد مدرس مادة القرآن الكريم والتجويد أن دفتراً واحداً فقط يكفي الفصلين.. وإذا تطلب الأمر بالنسبة للطلاب الذين يستهلكون الدفتر سواء بتمزيقه أو الكتابة على ورقة وترك ورقة أخرى في هذه الحالة يُتلف الدفتر ويطلب من الطالب إحضار دفتر أبو ٤٠للفصل الثاني ..أما إذا كان الدفتر الخاص بالفصل الأول توجد فيه مساحة فلا مانع من أن يتابع الطالب كتابة الدروس فيه كتكملة للدروس التابعة للترم الأول، هذا ما يجب على الطالب فعله في مادتي.
أما بالنسبة للمعلمة صباح الجمرة مدرسة مادة الانجليزي فقد أوضحت أن مادتها مقسمة إلى قسمين كتاب حصة وكتاب واجب حيث يدرس مجموعة منها في الفصل الأول والباقي في الترم الثاني، وتقول الجمرة: انا بدوري لا أفرض دفاتر معينة، كل طالب حسب استطاعته، فنحن كمعلمين يجب علينا مراعاة الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد ونتعاون مع الأسر لمساعدة أبنائها على الدراسة في ظل ظروف صعبة وقاسية فرضت علينا مؤخراً.
تتفق معها المعلمة صفاء دهيم معلمة تربية إسلامية بأن متطلبات الترم الثاني تأتي قاصمة للظهر خاصة الأسر التي تقوم بتدريس أكثر من طالب وكل فرد فيهم لديه قائمة من الطلبات وهنا يأتي دور المعلم والمدرسة بتخفيف المتطلبات الدراسية كنوع من المساعدة لأولياء الأمور ولاتمام تعليم أبنائهم بدون منغصات مادية أو معنوية لربّ الأسرة وهي بدورها تطلب دفتراً أبو مائة وتقسمه للترمين كما تقول.
نظام الفصلين
نظام الترمين فرض على المعلمين نظاماً معيناً ..فلكل فصل كتب مختلفة عن الفصل السابق ..لهذا يجد المعلم نفسه أمام متطلبات لا بد منها.. هذا ما قاله الأستاذ/ يحيى التركي- وكيل مدرسة صناع الحياة الرائدة ..ويضيف: على الرغم من ذلك فنحن في مدرستنا نحاول قدر الإمكان أن نخفف من حدة هذه المتطلبات بإلزام المعلم بأن يطلب من طلابه دفاتر عادية ورخيصة مراعاة لظروف الأسر خاصة التي لديها أكثر من طالب يدرسون في مراحل مختلفة .ويقول التركي: نحن بدورنا نعلم بالأوضاع الاقتصادية للبلاد والأسعار المرتفعة للمستلزمات الدراسية لهذا نراعي هذا الجانب وندرك تماما الجانب الاقتصادي والمادي وتردي الأوضاع المعيشية للمواطنين، ونسعى جاهدين لإنجاح العملية التعلمية بتخفيف الضغط على الأسر.
الأسرة اليمنية بطبيعتها تعيش على قدر ما يكتسبه ربّ الأسرة والذي يعتبر في الغالب عائلها الوحيد، هذا ما قاله الأستاذ/ خالد بن صالح- مدير مدارس صناع الحياة.. ويضيف: المتطلبات الدراسية ليست بالأمر الجديد على الأسرة وعائلها.. لذا من المهم أن تضع الأسرة هذا بالحسبان وذلك بتوفير ميزانية خاصة لذلك ونحن بدورنا كتربويين نسعى لإرشاد الكادر التربوي لدينا لمحاولة تقليص المتطلبات الدراسية على الطلاب، كون ربّ الأسرة لديه التزمات أخرى للمدرسة كتسديد الرسوم وأجور الباصات والمواصلات التي توصلهم للمدارس ونحن نحاول بقدر المستطاع التعاون مع أولياء الأمور ومحاولة جعل الأسرة اليمنية تدفع بأبنائها للتعليم وهي لا تشعر بالعبء الثقيل عليها في إرسال ابنائها للمدارس.
شعور بالعجز
ويعتبر اخصائيو علم الاجتماع بأن الأزمات المادية الخانقة التي يواجهها مجتمعنا في هذه الفترة تسبب الكثير من المشكلات أهمها عدم القدرة على توفير كافة متطلبات الأسرة والأبناء خاصة الذين يدرسون في مدراس خاصة والتي لا تقف متطلباتهم عند حد معين فما أن ينتهي الفصل الأول بمتطلباته إلا ويأتي الفصل الثاني بنفس القدر من الطلبات وقد تزيد أحيانا لذا فإن مصاريف الدراسة الخانقة لربّ الأسرة تجعل منه رجلاً في حالة من العصبية والشعور بالضيق والتقصير تجاه أبنائه، كما يصاب الأبناء بالضعف وعدم الرغبة في التعلم وإذا لزم الأمر يتم تعريف أبنائهم بحدود إمكانياتهم المادية فلا بأس .
العجز في تأمين المصاريف يؤثر نفسياً على رب الأسرة فيشعره بالظلم والتقصير هذا ما طرحه الدكتور النفسي محمد سالم وأضاف قائلاً: أحيانا يضطر رب الأسرة للعمل الإضافي من أجل توفير متطلبات أولاده الدراسية ولكي لا يشعرون بأنهم أقل من أصدقائهم ويتأثرون نفسياً من جانب آخر على الأسر أن تعي بشكل كبير وتام حاجات أبنائها اليومية دون إفراط أو تفريط بحيث تعمل على إيجاد نوع من الموازنة لا تقل ولا تزيد عن الحاجة الفعلية وأن الأسباب الحقيقية وراء ذلك تعود إلى غياب التخطيط السليم لميزانية الأسرة وغياب ثقافة التوفير الذي يحتاج إلى تعاون وتفاهم من كل أفراد الأسرة.

قد يعجبك ايضا