أ.يوسف فتح مراد
يعتبر الغش هو خداعاً واحتيالاً، ومعناه أن يقوم شخص بخداع شخص آخر ويأخذ منه مجهوده أو يحرمه من منفعة أو حق بطرق حتيالية خبيثة، والغش يعدّ من الظواهر السلبية التي تظهر في المجتمع، وتدل على الخروج عن قِيَم ومعايير الشرع؛ ممّا يترك أثراً سلبيّاً على مظاهر الحياة الاجتماعيّة.
والغش يعتبر من الآفات الاجتماعية التي تضرّ بالمجتمع وتشوّه قيَمه، فيؤدي لسلب الحقوق، ويشجع على انتشار الفساد، ويتصف الشخص الغشاش بالطمع والأنانية، فهو لا يفكر إلا بمصلحته، ويسعى لتحقيق أهدافه ومكاسبه بشتى الطرق، ويتخذ مبدأ “الغاية تبرر الوسيلة” أحد أنواع الغش هو الغش في الامتحانات، سواء في المدرسة أو الجامعة، أو أي اختبار يتحدد من خلاله مستوى الطالب العلمي أو العملي، والغش في الامتحان هو الاعتماد على جهود الغير وسلبها منه إما بإرادته أو رغماً عنه، من أجل الحصول على درجات أعلى وتحقيق النجاح لكن دون وجه حق وتُعد ظاهرة الغش في الامتحانات ظاهرة سلبية منتشرة في مدارسنا، وهي من أكبر المشاكل التي يواجهها التعليم والمعلّمون، وأكثرها تأثيراً على الطالب وعلى المجتمع، إذ غالباً ما يجتمع الغش مع سلوكيات سلبية وأخلاق ذميمة أخرى، مثل الكذب والخداع والسرقة هو خيانة للنفس وخيانة للمعلم الذي يراقب قاعة الامتحان، وهو من ناحية أخرى سرقة لجهد شخص آخر، والحصول على امتيازات غير مشروعة، وكأي تصرف سلبي، يتبع الغش في الامتحان تصرفات سلبية أخرى، حيث يضطر صاحبه بطبيعة الحال إلى الكذب والتملص من الاتهام إن كشفه المعلم، ولذلك فالغش يجمع أسوأ الصفات معاً.
ومن الآثار المترتبة على ظاهرة الغش تكاسل الطلاب وعزوفهم عن المذاكرة كما يؤدي ذلك الى ضعف روح المنافسة والتقليل من أهمية الاختبارات وجديتها، ومن خلال الغش يحصل الطالب على نتيجة مزيفة في حصيلته العلمية كما أن الغش يهدد قيم وأخلاقيات المتعلمين ويلعب دوراً كبيراً في تدمير المجتمعات بشكل عام في جميع جوانب الحياة كما أن للغش دوراً كبيراً في تدمير المجتمعات بشكل عام في جميع الجوانب.
لقد حرّم الدين الإسلامي الغش بجميع أشكاله، بما في ذلك الغش في الامتحانات، فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في حديث صحيح: “من غشّنا فليس منا”، والغش هو خيانة صريحة للأمانة وللمعلم وخداع للآخرين.
يرى علماء النفس التربوي أن ظاهرة الغش سلوك ينمو لدى الفرد من خلال. عوامل التنشئة الأسرية والاجتماعية، ويذهبون إلى أن سلوك الغش غالباً ما يتطور من خلال بيئة تربوية واجتماعية توفر المناخ المناسب لذلك”.
ولهذا كان لسلوك الغش بنظر أخصائيين اجتماعيين ونفسانيين خطر ليس على الفرد الغشاش فقط بل على أفراد المجتمع أيضا وتزداد مشكلة الغش وخطورتها عندما تمس الشريحة المتعلمة أو المثقفة في المجتمع كتلاميذ وطلبة المدارس أو الجامعات والذين يفترض أن تكون وسائل التربية والتعليم قد هذبت سلوكهم وصقلت أفكارهم سعياً وراء تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية التي يسعى المجتمع إلى تحقيقها وخاصة الغش في الامتحانات فهو يعتبر خلقاً ذميماً ومحرماً..
الغش والخديعة خلقان مذمومان يتصف بهما الشخص الذي لا يخاف ربه وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من غشنا فليس منا” وهذا يعم كل غش في أي شيء كان.
ومما يزيد قبح سلوك الغش هو أن الغش أو الغشاش يحمل صفة المنافقين، قال تعالى «يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ» وبهذا يتبين للجميع أن الغش في الامتحانات سلوك ذميم ومحرم سواء كانت المادة التي يختبر فيها دنيوية أو دينية لعموم الأحاديث والأدلة المتقدمة بخصوص هذا الشيء وأكثر من هذا ينظر الى هذا السلوك على أنه خيانة لعموم افراد المجتمع وليس للنفس فقط، الغش في الامتحانات محرم ويتنافى مع تعاليم ديننا الإسلامي.
Prev Post