” الثورة” تلتقي عدداً من المخترعين والمبتكرين اليمنيين وتبرز ابتكاراتهم

الثورة/ أحمد المالكي

يشعر الإنسان بالحزن والأسى عندما يرى عقولاً يمنية شابة تبتكر وتخترع وتصنع، ويرى في نفس الوقت بلداً يوجد فيه مثل هذه العقول والقدرات المتقدة والفذة دون ابتكار ولا اختراع ولا تصنيع نتيجة لعدم الاهتمام بالمبتكرين والمخترعين والمصنعين والمبدعين في المجالات الصناعية والإنتاجية المتنوعة حيث لا ندري كيف تم وأد هذه العقول المبدعة وهي حية ترزق طيلة عقود طويلة مضت ، والحقيقة إني شعرت بالأمل يعود من جديد والسعادة تغمرني عندما التقيت بعدد من المبتكرين والمخترعين والمصنعين اليمنيين الذين بدأوا خلال هذه المرحلة والبلد يعيش تحت ظروف العدوان والحصار العسكري والاقتصادي الغاشم ، يظهرون بابتكاراتهم واختراعاتهم إلى العلن عندما وجدوا من يهتم بهم ويتابعهم ويظهر قدراتهم سواء من الرسمي أو من المؤسسات الوطنية التنموية التي تهتم بجوانب الابداع والابتكار ، خصوصا وأن لدى فخامة الاخ الرئيس توجه جاد في الاهتمام بهؤلاء وقد بدى ذلك في تكريمه للفائزين في جائزة المسابقة الوطنية للاختراع وتأكيده المستمر على ضرورة الاهتمام بالعقول والخبرات الوطنية.
ومن هنا يمكن الحديث عن نهضة صناعية واقتصادية قد تتحول إلى ثورة على مستوى المنطقة والعالم إذا ما تم الاهتمام بالقدرات والإمكانات المحلية والوطنية البشرية والطبيعية وتحويلها إلى فرصة وبناء وتنمية واقتصاد حقيقي يرفع اليمن إلى مصاف الدول المتقدمة وليس هذا ببعيد او مستحيل عندما نقرأ ونرى صوراً ونماذج من هذه القدرات والإبداعات الابتكارية الموجودة في اليمن. «الثورة» نزلت والتقت عدداً من المبتكرين والمصنعين في مختلف المجالات الطبية والتعليمية والزراعية وخطوط الإنتاج الصناعي والأمن والسلامة المنزلية والشخصية وغيرها وخرجت بالحصيلة التالية فإلى التفاصيل:
السيد القائد عبدالملك الحوثي يؤكد في محاضرته الرمضانية الـ21 على أن الجانب الاقتصادي إذا قام على أساس صحيح وعلى معاملات سليمة وتعامل نظيف خال من الغش والخداع والمكر وعلى أساس من الأمانة والإتقان والجودة وحسن المعاملة والصدق فيها فهذا يساعد على الاستقرار والنمو الاقتصادي ، وأكد على أن السوق يحتاج الى امانه ويحتاج الى قيم لأن الدول التي نهضت احتاجت إلى قيم تحكم العمل وأن من بين هذه القيم الاتقان والجودة العالية للمنتج وهناك دول عملت على ان تكون منتجاتها ذات جودة عالية وصارت من افضل الدول المنتجة والمصنعة كاليابان. الرئيس مهدي المشاط التقى يوم الاثنين 23 رمضان 1440 هـ بقيادة وزارة الصناعة والتجارة وشدد على ضرورة رعاية المخترعين والمبتكرين وإخراج ابتكاراتهم إلى حيز الوجود وتبنيها وثمن جهود الوزارة في هذا الجانب وقال: نراهن في الرؤية الوطنية على العقول النيرة من أبناء الشعب اليمني لبناء هذا الوطن المعطاء، فيما أكد وزير الصناعة والتجارة عبدالوهاب الدرة على المضي في تنفيذ التوجيهات ورعاية المخترعين والشروع بتشكيل هيئة تتكفل برعاية مثل هذه الكوادر.
جهاز عصبي
نحن بدورنا نزلنا والتقينا بعدد من المبتكرين والمخترعين اليمنيين وفي البداية التقينا بالأخ المهندس عبدالكريم البحيري والذي تحدث عن اهم الأجهزة والابتكارات التي عمل عليها مثل جهاز الباور سوند وهو جهاز عصبي يعمل بالموجات الصوتية وقد حصل على براءة اختراع من وزارة الصناعة والتجارة إضافة الى جهاز (تيبل باور)وهو عبارة عن جهاز طبي يستخدم في إعادة تأهيل المرضى المصابين بجلطات أو حوادث معينة حيث تم تجريب هذا الجهاز في عدة مراكز خاصة واثبت نجاحه ،
ويضيف البحيري بالقول: ابتكرت أيضا جهازاً يسمى «موليتي بيل سيستم» وهو جهاز يستخدم في معالجة المرضى الذين فقدوا القدرة على تحريك اطرافهم وتمت تجربته واثبت نجاحه. البحيري له عدة ابتكارات في المجال الطبي والصناعة البديلة والتي يمكن ان توفر ملايين الدولارات التي يتم انفاقها لاستيراد مواد مشابهة من الخارج يمكن تصنعيها محليا كما يقول المبتكر البحيري والذي يؤكد على ضرورة وجود جهات رسمية ووطنية تستوعب وتتفهم أهمية ما يقوم به في مجال البدائل وتصنيع الأجهزة محلية الصنع خاصة وانه واجه كثيراً من العراقيل في السابق ، مؤكد ان هناك إمكانية لإنشاء مصانع يمكن بواسطتها عمل خطوط انتاج كبيرة تغطي احتياج البلد والانتقال الى التصدير وبجهود محلية وذاتية .
الليد الذكي
كما التقينا بالشبل المبتكر هيثم محمد سبأ الجبري وهو أحد مخرجات مشروع (أنت مبدع) حيث يقول: قمت بصناعة جهاز طوارئ ذكي بثلاثة أنظمة الأول الليد الذكي والثاني نظام حماية المنزل من الاقتحام والثالث نظام الباب الذكي الشخصي وشاركت بالابتكار في عدة مسابقات أهمها مدارس القيم وحققت المركز الثالث ، كما قمت بصناعة روبوت حقيبة لمساعدة الجندي أو الشخص أثناء الإصابة أو الحالات الطارئة وشاركت بها في مسابقة المبتكر اليمني ،
مضيفا: طبعا هذه الابتكارات مازالت قيد التطبيق في وقت قصير. وتابع المخترع الشبل الجبري قائلا: إن هذه الاختراعات والابتكارات يمكن ان تخرج الى ا لضوء إذا ما تم الاهتمام بها ودعم الأفكار التي أنجزتها وهي الآن في بداية التطبيق العملي.
ابتكارات زراعية
..الأخ أحمد المشامي مزارع ومنتج في مجال الابتكارات الزراعية الخاصة بمكافحة الآفات النباتية حيث يقول : إنه ابتكر عدداً من الأسمدة والمبيدات الطبيعية التي تفيد التربة والزراعة في اليمن والتي يمكن أن تكون بديلة عن المواد الكيميائية السامة التي يتم استيرادها من الخارج والتي تقوم بتدمير البنية الزراعية وقتل الأرض والأشجار وتضر بصحة الإنسان.
وأوضح المشامي أن من أهم ما أنجزه وابتكره من الأسمدة يتمثل في سماد (المتوازن الكومبس) و(الثلاثي الطبيعي) والتي تم انتاجها من مواد ومكونات طبيعية نباتية محلية وتم البدء باستخدامها في مجال الزراعة وحققت نتائج فعالة أفضل من الأسمدة التي يتم استيرادها من الخارج وبأسعار ارخص من المستورد بثلاثة أضعاف، وقال: إن هناك عينات تم البدء ببيعها في السوق واستخدامها في مناطق تهامة حيث تم تجربتها على محصول الطماطم والمانجو والسمسم والشمام كما تم استخدامها في محافظة عمران وأثبتت فعالية ونجاحاً كبيراً جدا أفضل من الأسمدة المستوردة بكثير.
أما في مجال المبيدات فقد انتج وابتكر المشامي عدة أنواع كـ (الشامل الطبيعي) و(البلنت بلاس)الخاص بالضريب للحفاض على الشجرة من الإصابة بالبرد.
هذه خمسة ابتكارات في المجال الزراعي خاصه بالأخ أحمد شائف المشامي من منطقة بني الحارث الذي يقول: نشكر مؤسسة بنيان التي تقوم بدورها الريادي في تشجيع المبتكرين والمبدعين والتي دعمته حتى وصل الى مسابقة المبتكر اليمني التي نظمتها وزارة الصناعة والتجارة وحصل فيها على المرتبة السابعة.
خطوط إنتاج
الأخ المهندس قناف الهيثمي والأخ المهندس عبدالله عمر القطابري لديهما عدة ابتكارات قاما بتصميمها وإخراجها على الواقع وهي بجهود ذاتية حيث يقولان: إن من أهم الابتكارات التي قاما بها في مجال الصناعة المحلية تتمثل في خطوط انتاج وتعبئة السوائل في قوارير المياه وقوارير الشعير والكلوركس ، وكذلك المنتجات اللزجة كالعصائر والجل والشامبو وغيرها.
المهندسان الهيثمي والقطابري قاما بتصنيع عدة آلات لتعبئة المياه والشعير وهي الآن تعمل لدى العملاء بكفاءة عالية وبسرعة أفضل من المكائن المستوردة، كما قاما بإنتاج آلات تعبئة المواد الكيميائية مثل الريتول والكلوركس والفلاش وهي تدخل ضمن الصناعات الكيميائية كما يقومون بتصنيع آلات عصر البذور لاستخراج الزيوت من عدة بذور كالسمسم والحبة السوداء واللوز والفستق وغيرها والتي تصل الى 100 نوع من البذور التي يمكن منها استخراج أنواع كثيرة من الزيوت.
ويطمح المهندسان الهيثمي والقطابري الى تحقيق اكتفاء ذاتي للبلد في الجانب الصناعي حتى الوصول الى مرحلة التصدير مؤكدين ان ذلك يمكن تحقيقه طالما اليمن تمتلك عقولاً قادرة على الابداع والابتكار مع توفر تشجيع ورعاية رسمية من الدولة.
المركز الرابع
كذلك التقينا بفريق من المبدعين في مجال صناعة أجهزة وأدوات المختبرات المدرسية والطبية والزجاجية وهم شعلة بل ثورة من الابداع والتألق والتميز في مجال صناعة زجاجيات المختبرات.
الأستاذ حمود أحمد الهمداني رئيس الفريق يقول: إن التخصص الذي ابدعنا فيه هو الفريد من نوعه في اليمن وفي شبه الجزيرة العربية حيث لا يوجد في هذا التخصص سوى ثلاثة خبراء هم المهندس عامر عبدالله عامر والاخت الفنية عالية عبدالله الحمزي الى جانب رئيس الفريق الهمداني .
مشيرا الى ان هذا التخصص يخدم ثلاثة مجالات وهي مجال التعليم بشتى مراحله والمجال الطبي والمجال الصناعي والزراعي حيث اوجدنا أجهزة مختبرات زجاجية تضاهي المنتجات المستوردة (البايركس والبروسليكات) يدويا وبأدوات بسيطة جدا وبأقل التكاليف ولدينا استعداد لتغطية احتياجات الجمهورية اليمنية بالكامل، ويأمل الفريق ان تتم الاستفادة من خبراتهم في تدريب وتأهيل كوادر جديدة تغطي احتياج البلد حتى الوصول الى نقطة التصدير الى الخارج.
الفريق شارك في المسابقة الوطنية للمشاريع الريادية المبتكر اليمني وحصل على المركز الرابع، مثمناً جهود مؤسسة بنيان على دعمها وتشجيعها للمبتكر والمبدع اليمني، آملاً الاستمرار حتى الوصول الى تحقيق الهدف المنشود لبناء يمن قوي حر مستقل قادر على الإنتاج والتصنيع وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
انتاج المواد الكيميائية
كما التقينا بالأخ الأستاذ خالد السريحي رئيس فريق إنتاج المواد الكيميائية من خامات البيئة والحاصل على المركز الثامن في مسابقة المبتكر اليمني ومعه الأستاذ والباحث علي موسى والاستاذة أروى المقطري حيث يقومون بإنتاج المواد الكيميائية المستخدمة في المدارس والمعاهد والجامعات بمواد كيميائية مصنعة من خامات البيئة والتي تعطي نفس النتيجة الإيجابية للمواد المستوردة كما يهدف مشروعهم إلى استغلال الخامات الموجودة في البيئة وتوفير العملة الصعبة ودعم اقتصاد البلد وتشغيل الأيادي المحلية في هذا المجال
الفريق لدية 90 مادة كيميائية محلية تستخدم في المجالات التعليمية والطبية وهي تعتبر بديلة عن المواد المستوردة التي يصل قيمتها إلى النصف للمستورد.
صناعة القوالب
الأستاذ عبدالله علي الجهمي رئيس فريق صناعة القوالب وإنتاج النماذج والمجسمات إلى جانب الأخت إيناس محمد منصر والأخت سماح علي منصر التقينا بهم أيضا حيث يقولون إنهم استطاعوا أن يصمموا قوالب دائمة للمجسمات والنماذج التي من الممكن إنتاجها بكميات كبيرة وبأشكال مختلفة تلبي حاجة الجانب التعليمي والطبي واستخدامها في المختبرات الجامعية والتعليم العام ، وحسب الفريق فإن المنتج محلي خالص من الخامات المتاحة في السوق المحلية وهو ذات جودة عالية ينافس المستورد بشكل عام من حيث دقة التفاصيل والجانب العلمي كما أن أسعار المنتج أقل تكلفة من المنتجات المستوردة ،ويقول الفريق إن لديه المقدرة على صناعة أي قالب في مجالات اللعب والتحف والهدايا والأواني ودمى الملابس وأن المشروع يعتبر مشروعاً اقتصادياً حرفياً يسهم في رفع نهضة البلد التعليمية والاقتصادية والحد من الاستيراد وتشغيل الأيادي العاملة المحلية والوطنية والوصول إلى مستويات التصدير إلى الخارج إذا ما تمت رعاية وتبني هذا الفريق الذي أوضح أنه شارك في معارض بدول خليجية كالسعودية وعمان وطلبوا منه منتجاته بل وعرضوا عليه تبني المشروع .
المهندس إبراهيم الطيري رئيس فريق إنتاج الأجهزة والأدوات للمختبرات يقول :إنه إلى جانب الأستاذ توفيق رسام استطاعا كفريق تصنيع 67 جهازاً وأداة للمختبرات التعليمية والطبية وبجودة تنافس المستورد بخامات محلية حيث تمت دراسة واعداد التصاميم وإنتاج القوالب لكل جهاز بطريقة علمية وبما يلبي الاحتياجات المحلية ، وقد شارك الفريق بمنتجاته في عدة معارض مثل مكتب التربية العربي لدول الخليج ووزارة التربية بسلطنة عمان وبعض الدول الخليجية الأخرى كما شارك الفريق في مسابقة رواد المشاريع الابتكارية (المبتكر اليمني) التي نظمتها وزارة الصناعة والتجارة وتأهل إلى المرحلة الثالثة.
ويؤكد الفريق أن منتجاته تعتبر ذات جدوى اقتصادية كبيرة تسهم في الحد من الاستيراد لأجهزة المختبرات في الجانب الطبي والتعليمي وهي منافسة في أدائها وجودتها وسعرها وستسهم في تأهيل وتشغيل الأيادي المحلية والوطنية.
من جهته أشار الأستاذ عبدالله الحمران مدير عام إنتاج الوسائل والتقنيات التعليمية بوزارة التربية والتعليم إلى أن الوسيلة التعليمية تمثل الممارسة التنفيذية للمنهج التطبيقي في التعليم والذي يعد أرقى أساليب التعليم والتعلم ، ومن هذا المنطلق سعينا جاهدين لتشجيع كل الذهنيات القادرة على الابتكار في مجال تصميم وإنتاج الوسيلة التعليمية وكل ملحقاتها من مختبرات علمية وتجهيزات تعليمية وأثاث مدرسي بأياد يمنية خالصة قادرة على توظيف خامات البيئة المحلية كبدائل للتصنيع من شأنها الاستغناء عن الاستيراد يثقل كاهل الدولة بملايين الدولارات سنويا، وخير مثال على ذلك أننا بصدد استيراد 230 معمل علوم بقيمة مليون و800 الف دولار ،وكان بإمكان هذا المبلغ ان يوفر لنا أكثر من 500 معمل بالتصنيع المحلي حيث لا تتجاوز قيمة المختبر الواحد أكثر من مليون ريال يمني ، وفوق كل ذلك سيكون المنتج المحلي بمواصفات تضاهي المنتج الخارجي جودة ومتانة وبالتجربة المشهودة على مستوى الجزيرة العربية .
ويضيف الحمران بالقول: أملنا كبير في توفير الدعم والرعاية اللازمة لكوادرنا، وللدولة أن تتأكد أن لها في الوسائل التعليمية جبهة وطن متقدمة.
كما التقينا بالأخت المهندسة أمل محمد السريحي – مدير إدارة رعاية المبدعين والمبتكرين بمؤسسة بنيان والتي تقول: نقوم في الواقع باحتواء المبدعين والمبتكرين في مجالات مختلفة والتعرف على ما بحوزتهم وإبراز ابداعاتهم وابتكاراتهم والحفاظ على حقوق الملكية الفكرية لهم من خلال ربطهم بالجهات المعنية ممثلة بوزارة الصناعة والتجارة إدارة الملكية الفكرية ، ولأن مجال الابداع والابتكار ظل غائباً في بلادنا لاعتبارات سياسية كانت تمارسها الأنظمة السابقة مما شكل لدينا تحديا كبيرا بسبب غياب الجهات الراعية للإبداع والابتكار وحتى الاختراع وكذا الافتقار للطرق والوسائل العلمية اللازمة لتحقيق نهوض بنيوي تنموي وطني متخصص في مجال الابداع والابتكار ، وكان لزاما علينا أن نبدأ بوضع اهداف ورؤى وأساليب علمية تشكل نواة لبناء توجه واضح في مجال الابداع والابتكار وأن ننطلق من حيث انتهى الآخرون حتى لا نكون في مؤخرة الصفوف وحتى يكون لنا دور فعال في الدفع بعجلة التنمية الصناعية للنهوض بالوطن واقتصاده بعقول وايادي يمنية خالصة.
وتؤكد المهندسة أمل السريحي على أهمية إيجاد كيان وطني يعنى بالمبدعين والمبتكرين والمخترعين يتمثل بإنشاء هيئة وطنية رسمية مستقلة تكون بمثابة اللبنة الأساسية لرعاية المبدعين والمبتكرين في مختلف المجالات الصناعية بحيث تخصص لهذا الكيان أو الهيئة موازنة عامة من إيرادات الدولة بناء على تجارب دول كثيرة نهضت في هذا الجانب.
وترى المهندسة أمل السريحي أن أفضل الطرق لإيجاد جيل من المبدعين والمبتكرين تتمثل في رعاية المواهب الابتكارية والصناعية منذ الطفولة وإيجاد سياسة تعليمية تهتم وتنمي الجوانب والملكات الإبداعية في بداياتها والتي سيكون لها انعكاس كبير في تحقيق نهضة صناعية حقيقية للبلد في جميع المجالات كما ترى ان هناك طرقاً أخرى لاحتواء الابداع والابتكار منها ربط الصناعة بالبحث العلمي كما هو الحال في الدول التي نهضت صناعيا وفق ضوابط واسس علمية كان لها الأثر الكبير في نهضة تلك البلدان اقتصاديا وصناعيا واجتماعيا .
وتؤكد السريحي أن هناك أهمية لعمل حاضنات صناعية لدعم الابداع والابتكارات القابلة للتصنيع والتي يمكن الاستفادة منها في الظروف الحالية والمستقبلية للمساهمة في الدفع بعجلة التنمية والنهضة الصناعية لليمن ، وتوصي المهندسة أمل السريحي بأهمية تضافر الجهود الرسمية للدولة لرعاية الابداع والابتكار ضمانا لسيادة واستقلال البلد من الارتهان والاعتماد على الخارج وحتى يتحقق هدف الاكتفاء الذاتي تحت شعار “نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع” ونكون امتدادا صادقا لمشروع “يد تحمي ويد تبني” الذي صاغه الرئيس الشهيد صالح الصماد سلام الله عليه وانخراطا ضمن منظومة مشروع الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.

قد يعجبك ايضا