ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م أشعلت مخاوف الصهاينة ومن وقتها بدأوا بالتحريض

الدور الإسرائيلي في الأزمة والحرب على اليمن

> باحثان اسرائيليان: بعد الفشل السعودي.. أصبح تهديد أنصار الله للأمن القومي الإسرائيلي حقيقة قائمة
> بعد أكثر من 50 عاما.. السعودية وإسرائيل تجددان الشراكة في اليمن

الثورة/عباس السيد
تمثل إسرائيل تهديدا مباشرا لدول المشرق العربي من خلال احتلالها لكامل فلسطين وهضبة الجولان ومزارع شبعا. إضافة إلى تهديدها غير المباشر لكل الدول العربية انطلاقا من نظرية الأمن القومي الإسرائيلي المؤسسة على ضرورة إضعاف الدول العربية عن طريق تفتيتها إلى كانتونات طائفية ودينية ، حيث تعتبر هذه النظرية أن الضمانات الفعلية لأمن إسرائيل في المحيط العربي هي تفتيت العالم العربي إلى دويلات طائفية متناحرة لإضعافها. وقد أكد على هذا التوجه أوديد يونيون مستشار آرئيل شارون وأحد واضعي السياسات الإسرائيلية حين قال “إن إسرائيل تستهدف الأمة العربية في كيانها السوسيولوجي وليس فقط في أرضها ، وذلك من خلال تفتيت الأمة طائفيا ومذهبيا إلى دويلات متنافرة في ما بينها، لتبقى جميعا تحت السطوة الإسرائيلية”.
وتؤكد التوجه ذاته نظرية السلام المبني على الردع التي صاغها نتنياهو في كتابه “مكان تحت الشمس” والتي تعني في مفهومها العام تقوية إسرائيل وإضعاف الدول العربية.
وتتقاطع إسرائيل في هذه النقطة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر إضعاف الدول العربية وسيلة للسيطرة على المنطقة العربية بشكل عام، ومنطقة الخليج العربي بشكل خاص، مسألة مهمة بالنسبة لأمنها القومي، لما يمثله موقع العالم العربي من الناحية الجيوسياسية كعازل لأوروبا، ومدخل للسيطرة على آسيا من جهة ، ولما تمثله منطقة الخليج العربي كمصدر رئيسي للبترول الذي تتنفس به رئة الغرب الصناعية. (1)
البحر الأحمر في الاستراتيجية الإسرائيلية
الهيمنة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب تُعد جزءا اساسيا من الاستراتيجية الصهيونية التي رسمت ملامحها قبل قيام دولة الكيان الإسرائيلي بعقود. وهي تهدف إلى تحقيق عدد من الغايات السياسية والأمنية والاقتصادية ، وقد بدأ تيودورهرتزل ـ مؤسس الحركة الصهيونية ـ بوضع مخططات ” قناة البحرين ” لربط البحر الأحمر بالبحر الميت ثم إلى البحر المتوسط قبل نصف قرن من قيام دولة الكيان الإسرائيلي.
ولا يزال هذا المخطط قيد الدراسة إلى جانب خيارات أخرى للمشروع الذي يهدف لربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط ليكون منافسا لقناة السويس المصرية. وهناك أسباب كثيرة اقتضت تأجيل المشروع ، من بينها عدم اكتمال الهيمنة الإسرائيلية على البحر الأحمر.
وخلال العقود الماضية ، استطاع الكيان الإسرائيلي التغلغل في مياه وجزر البحر الأحمر ، وكانت البداية من خلال المعارك العسكرية والسياسية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي التي تمكن خلالها من فرض اتفاقات دولية تسمح له بالإبحار عبر قناة السويس المصرية ، ثم عبر خليج العقبة واعتبار مضائق تيران المصرية ممرا بحريا دوليا ، ثم اتجه نحو جنوب البحر الأحمر ، حيث استطاع الكيان الإسرائيلي في السبعينات الحصول على عدد من الجزر الأثيوبية جنوب البحر الأحمر ، قبل استقلال إريتريا التي عززت علاقتها مع الكيان الإسرائيلي.
بعد حرب 1973م، زاد الخناق على “إسرائيل” بسقوط نظام هيلا سيلاسي وقيام نظام شيوعي في إثيوبيا. بهذا فقدت كل من “إسرائيل” والولايات المتحدة حليفاً استراتيجياً في أفريقيا والبحر الأحمر.
بالإضافة إلى ذلك، بدأ اليمن الشمالي في عهد الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، بتقديم نفسه كطرف أساسي ومُبادر في مسألة الحفاظ على أمن البحر الأحمر من التهديدات الإسرائيليّة، والتسابق بين قطبي الحرب الباردة. توّجت هذه الجهود بمؤتمر تعز لأمن البحر الأحمر في مارس 1977م، ونشر قوات يمنيّة على جزيرتي “حنيش الكبرى” و”جبل زقر” في نفس العام.
تفريط عربي ويمنى
لم يستمر الاهتمام العربي عموماً واليمني خصوصاً في أمن البحر الأحمر طويلاً، لأسباب كثيرة، منها سياسات علي ناصر محمد الانفتاحيّة في جنوب اليمن في الثمانينيّات، وانهيار الاتحاد السوفياتي، وحرب الخليج الثانيّة، وترسُّخ نظام علي صالح في اليمن الموّحد بعد عام 1994.
أدّت هذه العوامل في عقد التسعينيّات إلى تقدّم إسرائيلي واضح في تأمين حريّة ملاحتها جنوب البحر الأحمر، ومشاركتها للولايات المتحدة الأميركية في السيطرة عليه. ثمّة متغيِّر إقليمي أساسي حقّقت معه “إسرائيل” هدفها الاستراتيجي بتعطيل الدور اليمني في جنوب البحر الأحمر، وهو استقلال إريتريا عن إثيوبيا عام 1991، وإقامتها علاقات سياسية وعسكريّة ممتازة مع “إسرائيل”. وبذلك لم يتبقَ إلا التأمين النهائي في الجانب اليمني، رغم أن اليمن في عهد نظام صالح، أي منذ 1978، لم يشكل تهديداً عملياً لـ ”إسرائيل”. (2)
صالح.. ثلث قرن من اللامبالاة
لم يول الرئيس على عبدالله صالح اهتماما بأمن البحر الأحمر، وخلت سياسته ـ نظرياً وعملياً ـ من لعب أي دور في جنوب البحر الأحمر، والتسليم بتحوّل هذه المنطقة إلى حيّز نفوذ أميركي-أوروبي-إسرائيلي. وكانت هذه السياسة واضحة في سكوت نظام صالح المطبق عن تواجد قوات بحرية إسرائيليّة صغيرة، ومحطّات تنصّت في أرخبيل “دهلك” الإريتري، ومشاركة البحريّة والاستخبارات الإسرائيلية في السيطرة على جنوب البحر الأحمر بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركيّة.
اتّسمت سياسة نظام صالح بشأن التواجد الإسرائيلي، مع موقفه غير المبالي بسياسة استضافة القواعد الأجنبيّة، التي انتهجها نظام إسماعيل جيله في جيبوتي، التي حوّلت مضيق باب المندب -الذي يفترض أن يكون مركز الثقل الجيوسياسي اليمني في السياسة الدوليّة- إلى مرتع لقواعد وبوارج من كل أقاصي الأرض ، وطوال ثلث قرن لم يقم نظام صالح ببناء سلاح بحريّ، واكتفى بخفر السواحل في دولة بحريّة لها ساحل بطول يزيد عن 2200 كيلومتر!(3)
21 سبتمبر 2014 تبعث مخاوف اسرائيل
مع قيام ثورة 21 سبتمبر 2014م ، شعر الإسرائيليون مجددا بالقلق وبدأوا حملة تحريض واسعة ضد اليمن. اليمن الخارج من تحت العباءة السعودية رافعا شعار ” الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل “. القلق الإسرائيلي عبرت عنه العديد من الصحف العبرية الرئيسية “يديعوت أحرنوت”، “هارتس”، “جروزاليم بوست” التي نشرت مقالات وتقارير موسعة ، رأت في مجملها أن استيلاء ” الحوثيين ” على ميناء الحديدة ومطاريها المدني والعسكري، بعد السيطرة على العاصمة صنعاء ، يمثل تهديدا صريحا ومباشرا للکيان الإسرائيلي وأمنه القومي وأمن البحر الأحمر.
واستنكرت الصحافة العبرية ما وصفته بـ ” انشغال الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين بالتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، بينما تحقق إيران بصمت و بدون إحداث ضجيج يذكر مكاسب مضاعفة في اليمن من خلال الحوثيين”.(4)
يرى الإسرائيليون أن سيطرة أنصار الله على اليمن يمكن أن تقطع مدخل إسرائيل إلى المحيط الهندي والبحر الأحمر وتمنع غواصاتهم من الانتشار بسهولة في الخليج من أجل تهديد إيران. ولهذا فإن السيطرة على اليمن كانت بالفعل إحدى نقاط محادثات نتنياهو، في كابيتول هيل، عندما تحدث إلى الكونجرس الأمريكي حول إيران، في 3 مارس 2014، في ما دعته النيويورك تايمز في اليوم التالي “خطاب السيد نتنياهو غير المقنع إلى الكونجرس”.
في 5 مارس، قال السفير الإسرائيلي في واشنطن ، رون دمر، لفوكس نيوز، حول التناسق بين إسرائيل والسعودية “يجب أن يتنبّه الناس عندما تكون إسرائيل والعرب في نفس النقطة”.
في اليوم التالي لانطلاق ما سمى بعاصفة الحزم على اليمن ، نشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية مقالا للكاتب إليكس فيشمان ، وهو الخبير الأمني في الصحيفة ، تحت عنوان “ساعة اليمن تدق” قال فيشمان ” إن الحرب في اليمن تدخل في مصلحة إسرائيل، وهي فرصة لقطف ثمار استراتيجية حيوية لأمن الدولة”، على حد قوله.
وقال: “هكذا تجد إسرائيل نفسها مرة أخرى في الجانب ذاته من المتراس مع الدول السنية المعتدلة (السعودية). غير أن المصلحة المشتركة لإسرائيل والسعودية ودول الخليج لا تلقى تعبيرها”.
وأوضح فيشمان أن جهاز الأمن في إسرائيل كان قد وجّه تحذيراً إلى السفن الإسرائيلية بوجوب التعاطي مع الشاطئ اليمني على أنه شاطئ دولة معادية، وذلك قبل أن تبدأ السعودية شن غاراتها في اليمن. ولهذا التحذير آثار على مسارات الابحار ومستوى التأهب والحراسة للسفن الاسرائيلية التي تجتاز مضائق باب المندب وتدخل البحر الاحمر. وبحسب الصحافة العبرية فإن ” الصورة الاستراتيجية تشير إلى بداية انهيار النظام في اليمن، الذي يستند إلى السعودية والولايات المتحدة، واقامة نظام جديد يستند إلى إيران “.(5)
وسبق لرئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هدد بإرسال سفن حربية لضمان بقاء ممر باب المندب خاليا من ” التهديدات والمضايقات الحوثية ، التي تهدد ما قيمته 15 مليار دولار ممثلة في الشحن البحري الإسرائيلي قبالة سواحل اليمن.” وحذر نتنياهو من أن ” إسرائيل قد تمد معركتها مع إيران إلى العراق واليمن ” (6)
لم يقتصر الدور الإسرائيلي على التحريض على اليمن ، فمنذ الأشهر الأولى للحرب كانت إسرائيل مشاركة في تحالف العدوان بطرق مباشرة وغير مباشرة ، وعبر آليات ووسائل مختلفة.
وما رفع من مستوى القلق الإسرائيلي في المرحلة الأخيرة، أن «أنصار الله» بتوجهاتهم العقائدية والاستراتيجية إزاء قضية فلسطين، باتوا حقيقة ثابتة من حاضر اليمن ومستقبله، ولم يعد بإمكان أي قوة إقليمية أو دولية القفز عنهم أو تجاهلهم، وتتعاظم قدراتهم الصاروخية المتنوعة، بما يهدد حركة الملاحة الإسرائيلية في تلك المنطقة التي تشكّل معبراً إلزامياً لإسرائيل من المحيط الهندي وإليه.
استنفار إسرائيلي
استنفر الصهاينة جهودهم لمواجهة التغيير الذي حدث في اليمن ، وكان لمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي ” قراءته وتوصياته ، إذ دعا تقرير للمعهد القيادة الإسرائيلية إلى تركيز جهودها على منطقة البحر الأحمر وزيادة معرفتهم بهذه الساحة ودراسة كيفية استثمار الموارد العسكرية والسياسية لمنع تحقق التهديدات المحتملة على إسرائيل في هذه المنطقة، التي مصدرها ” إيران ووكلاؤها ” في إشارة إلى ” أنصار الله “.
ورأى ” المعهد ” أيضاً في القراءة التي قدمها الباحثان يوآل غوجنسكي وعوديد عيران، أنه من زاوية إسرائيلية، ” الخطر المحتمل والمقلق جداً هو إيران، التي زادت في العقد الأخير من وجود أسطولها في منطقة خليج عدن “. ولفت أيضاً إلى أن الجمهورية الاسلامية ” لا تزال تسعى إلى الوجود البحري في البحر الأحمر عبر زيادة المساعدة للحوثيين، وسفنها رفعت علمها في البحر المتوسط أيضاً “.
وبحسب الباحثين ، لم يعد تهديد ” أنصار الله ” للأمن القومي الإسرائيلي، مجرد مخاوف أو تقديراً نظرييا، بل بات حقيقة قائمة، وخاصة بعد فشل العدوان السعودي الأميركي. وعلى هذه الخلفية، جاء في تقرير الباحثين الإسرائيليين: ” لقد تكوَّن تهديد جديد على حرية ” الإبحار الإسرائيلي ” في أعقاب الحرب في اليمن. المسلحون الحوثيون المدعومون من قبل إيران لغّموا مناطق على طول الساحل اليمني، واستخدموا قوارب مفخخة وصواريخ بر بحر، لضرب قطع بحرية عسكرية سعودية وأميركية “. واستناداً إلى هذه الحقيقة التي سلمت بها القراءة، أضاف الباحثان : ” أن هناك مصلحة واضحة لإسرائيل بأن تكون يد الائتلاف العربي في اليمن هي العليا “.
وتابعت القراءة التي قدمها المعهد المختص بشؤون الأمن القومي الأهم في إسرائيل، بالتشديد على ضرورة أن ” يبقى القرن الأفريقي والبحر الأحمر على جدول أعمال الحوار الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة. فالولايات المتحدة يمكن أن تساعد بالعلاقات بين إسرائيل ودول المنطقة “.
وحذر الباحثان من الدور الذي يمكن أن يؤديه اليمن في دعم المقاومة والقضية الفلسطينية، وامكانية أن ” يحول اليمن إلى محطة ترانزيت للتهريب إلى حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، بدل السودان “. وأضاف أن ” هناك وجوداً عسكرياً لإسرائيل في اريتريا، وقدرة وصول استخبارية إلى الساحة اليمنية. وفي السابق هدد الحوثيون بأنهم سيهاجمون هذه المنشآت الإسرائيلية “.
ودعيا إلى ضرورة أن تعمد إسرائيل إلى ” تعريف مصالحها في البحر الأحمر، والتأكد مما إذا كانت السياسات الحالية تخدم هذه المصالح… وإقامة أجهزة تعاون ، من بين جملة أمور لمنع تهريب الوسائل القتالية “. وختمت القراءة بالكشف عن وجود ” تعاون ليس بقليل مع بعض اللاعبين على ساحل البحر الأحمر في مواضيع أخرى ، وهذه الأمور انتجت أرضية مريحة لتعاون رسمي وغير رسمي أمني، اقتصادي وسياسي مع إسرائيل “. (7)
تحالف علني ومشاركة مباشرة
التحالف الإسرائيلي مع دول العدوان على اليمن يتعزز باستمرار ، وأنتقل في الآونة الأخيرة من السر إلى العلن ، وقد أسقط العدوان على اليمن كافة الأقنعة التي كان يتوارى خلفها الكثير من الأنظمة والأحزاب والقيادات ، وباتت مؤامرات السعودية على اليمن وعدد من الدول العربية وارتباطها المباشر مع الصهاينة تتجلى وضوحا باستمرار ، بما في ذلك التنسيق لتشكيل تحالف مشترك لمواجهة دول وحركات المقاومة في المنطقة ومن بينها الشعب اليمني المقاوم الذي لا يتردد ابدا في الجهر بموقفه الواضح من العدو الصهيوني والصراع معه واعتبارهم أن القضية الفلسطينية ليست محلا للمساومة والتفاوض حولها وان إسرائيل يجب أن تزول ولا مكان لها في الأرض العربية.
الموقف الواضح الذي يتبناه اليمنيون ضد كيان الاحتلال يشكل أحد الدوافع الرئيسية لاشتراك الصهاينة في الحرب على اليمن بشكل مباشر. وتشمل هذه المشاركة، التخطيط والتدريب والدعم الاستخباراتي والمشاركة المباشرة في العمليات العسكرية. وفي هذا السياق، تناقلت العديد من وسائل الإعلام خبر مشاركة ضباط صهاينة في الحرب على اليمن وقوائم بأسمائهم وبياناتهم، وتحوي القوائم بيانات أكثر من 100 ضابط جوي اسرائيلي في قاعدة الملك فيصل بالسعودية.
مواقع اسرائيلية بينها موقع “اسرائيل بالعربية” نقلا عن زعيمة حزب “ميرتس” اليساري الليبرالي سربت قائمة بأسماء أكثر من 100 ضابط جوي اسرائيلي متواجدين في قاعدة الملك فيصل بالسعودية.
وتوضح المعلومات ان تواجد الضباط الاسرائيليين في القاعدة السعودية في تبوك ، جاء باتفاق سعودي أمريكي في 20 من ابريل 2016، أي بعد عام من بدء الحرب السعودية على اليمن ، يقضي بتواجد الاسرائيليين والامريكيين في القاعدة الجوية وعدم تواجد السعوديين.
ووفقا للوثيقة التي سربتها زهافا جال أون زعيمة حزب “ميرتس” اليساري الليبرالي في إسرائيل تم توقيع هذا الاتفاق مع السلطات السعودية عقب زيارة أوباما للرياض في (2 إبريل2016) هدفاً لتغطية منظومة القبة الحديدية. (8)
واشارت مصادر أمنية وإعلامية إلى أن الضباط الاسرائيليين والامريكيين الجويين هم من يديرون فعليا عملية القصف الجوي في اليمن ، ويشارك في الطلعات الجوية وتنفيذ الغارات عدد كبير من الطيارين الإسرائيليين والامريكيين انطلاقا من قاعدة الملك فيصل في تبوك.
السعودية واستدعاء الخارج
هذه ليست المرة الأولى التي يستدعى فيها النظام السعودى الخارج للعدوان على اليمن ، فقد ألقت الحرب الحالية التي تقودها السعودية على اليمن، الضوء مجدداً على مسألة عالقة في ثنايا تاريخ الصراعات الإقليمية في المنطقة ، منذ القرن التاسع عشر ، وفتحت مجدداً، أرشيف التعاون العسكري بين المملكة وإسرائيل وقبلها مع المستعمر البريطاني ، بما يؤكد العمق التاريخي ومراحل التقارب والتعاون بينهما.
لقد كان التمدد الوهابي في عسير والمخلاف السليماني اليمني في الثلث الأول من القرن التاسع عشر حافزا للوالي محمد على باشا في مصر لإرسال قوات مصرية لمواجهة التمدد الوهابي السعودي في اليمن ، لكن القوات المصرية أجبرت على الانسحاب بعد تدخل بريطانيا واحتلالها لمدينة عدن في يناير 1839، بعد أربعة أعوام من دخول قوات محمد على اليمن.
قدم الوهابيون الذرائع للقوى الإقليمية والدولية للتدخل في اليمن ولا يزال ذلك ثابتا في السياسة السعودية تجاه اليمن.
صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، كشفت في تقرير لها بتاريخ 24 مايو 2018 ، عن طلب سعودي بتدخل إسرائيل في حرب اليمن ضد عبد الناصر في العام 1962. ولم تتردد إسرائيل في قبول الاقتراح، لا سيما أنها كانت تعاني من حالة عزلة دولية.
لم تكتف صحيفة “هآرتس” بنشر التقرير، بل نشرت مقالاً لباحث في الجامعة العبرية في القدس المحتلة، يدعى يوجيف الباز، استهل الباز مقاله بالتطرق إلى كون اليمن ساحة هامة استفادت منها إسرائيل في صراعاتها الإقليمية منذ الستينيات ـ وبحسب الصحيفة ـ شكلت اليمن مسرح مواجهة إقليمية واسعة، ليس الآن فحسب، ولكن حتى قبل خمسين عاماً، حيث غيرت أحداث حرب اليمن الأولى 1962ميزان القوى الإقليمية لصالح إسرائيل، وأدت – بحسب قول الباحث – بشكل غير مباشر، إلى هزيمة مصر في يونيو العام 1967.
تجديد الشراكة السعودية ـ الإسرائيلية
بعد مضي أكثر من 50 عاماً على الشراكة السعودية ـ الإسرائيلية في حرب اليمن لإجهاض الجمهورية خلال الستينات ، يجدد الطرفان شراكتهما في الحرب على اليمن، بذرائع مختلفة ، حيث كشف موقع ” ليبرتي فايترز”، الإخباري البريطاني، في مايو من العام 2017، عن مشاركة إسرائيل في ” التحالف” العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، بسرب من طائرات الـ F16.
كما تؤكد صحيفة ” لوموند” الفرنسية، في تقرير حديث، أنه ” لم يعد سوى القليل من الوقت، ليظهر على الملأ، تحالف جديد بين الولايات المتحدة وإسرائيل والخليج، وسيكون مزيجاً غير مسبوق من القوة العسكرية ورأس المال وموارد الطاقة”.
ويرى رئيس قسم الشؤون الدولية في الصحيفة الفرنسية، كريستوف عياد، أن “ما يرتسم الآن ضمن إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد، هو محور لم يسبق له مثيل، يجمع بين السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة”، مضيفاً أن “ما يحدث في الشرق الأوسط اليوم، ليس حرباً شيعية – سنية كما ترد في الوصف الثنائي الذي يقوم به الإعلام، ولكنه أكثر تعقيداً”. (9)
الهوامش :
1) محمد ولد دده ـ التجزئة السياسية العربية والأمن القومي العربي ، مجلة البحثية العدد الأول ، 2013
2) 3) ـ أيمن نبيل ـ مائة عام من السياسات الإسرائيليّة في اليمن ، موقع متراسي ، 2 مايو
2018. https://metras.co/%D9%85%D8%A7%D8%A6%D8%A9-%D8%
4) ـ موقع الوقت : الإثنين 15 صفر 1436
5) ـ محلل اسرائيلى : معركة اليمن فرصتنا لقطف ثمار استراتيجية ـ عربي 21نقلا عن ” يديعوت احرنوت ” https://arabi21.com/story/820029/%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%84-%D8%A5%
6) ـ الجزيرة نت ، نقلا عن موقع ستراتفور الأميركيى : إسرائيل قد تمد معركتها مع إيران إلى العراق واليمن https://www.aljazeera.net/news/presstour/2018/10/28/%D8%B3%D8%AA%D8%
7) ـ الأخبار اللبناينة 2 يوليو 2018
8) ـ صحيفة كيهان العربية : سياسية اسرائيلية تسرب اسماء 122 ضابطا اسرائيليا في قاعدة الملك فيصل 8 ديسمبر 2018ـ https://kayhan.ir/ar/news/86699/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%
9) صحيفة العربي ، مقال بعنوان : بعد 5 عقود.. السعودية وإسرائيل تجددان الشراكة ضد اليمن 24 مايو 2018
https://www.al-arabi.com/Issues /23474 /%D8%A8%D8%B9%D8%AF-5-%D8%

قد يعجبك ايضا