كشمير و ” دائرة التفريغ الأيوني ” للغضب العالمي

 

محمد أحمد المؤيد

لا أستغرب في كل ما حل ويحل بعالمنا اليوم من ويل وثبور وطبول حرب تقرع , لأن كل المؤشرات تجعلنا على قناعة بأننا قادمون على أي احتمالات قد يشهدها العالم, وفيما ينبغي أن يحدث , لأنها سنة الله في هذا الكون الذي قال في محكم كتابه: ” وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً” صدق الله العظيم , أي أن الهلاك لأي قرية أو قوم لا يأتي هكذا اعتباط وحاشا لله , ولكن لا بد من سبب كافٍ يستوجب نزول العذاب أو الهلاك لها , والتي حدد الله في من هم السبب ” المترفين / المتنعمين ببذخ وغنى فاحش ” لهلاك القرية وما الذي يقومون به ” من فسق وهو الافساد في الأرض ” , وهذا دليل واضح وصريح للبشرية جمعاء على أن أي سكوت منهم على أي فساد أو افساد في الأرض وظلم واستكبار وفسق لا شك يوجب عقاب الله وهو الهلاك كما ذكرته الآية الكريمة.
من يظن أن الله غافل عن ما يعمله الظالمون , فمذ أن أرخصت دماء الأبرياء في أرض العرب عموما ًواليمن وسوريا والعراق وفلسطين خصوصاً فلاشك أن الله سينزل غضبه وسخطه على ” المترفين / المستكبرين ” الذين يعيثون في الأرض الفساد , وكم أهلك الله من القرون من قبلهم وقد وردت آيات كثيرة تدل على هذا , غير أن من حق عليه العذاب كما قاله سبحانه ” أمرنا ” أي (تركنا / أخلينا سبيل ) من لهم صولة وجولة بزيادة البغي والفسق حتى يأتي أمر الله جزاءً وفاقا , ولذا فكل ما يحدث اليوم من إرهاصات عالمية تزداد رقعتها بين دول العالم حتى بدت كالنار (تتجاوب) وتتواصل فيما بينها حتى تقضي على أي رقعة في هذه المعمورة , وهذا ما يفسر لنا كيف أن الأحداث التي مرت علينا طيلة العقد الذي مضى تستمر في (التلاصي / الاندلاع) في كثير من دول العالم فنرى تارة الحروب السياسية على أشدها كما حصل مع التركمان والأمريكان وقضية القس وكيف أنها كانت على وشك اندلاع حرب ولكن فضل فيها استخدام الورقة الإقتصادية وكذا الحرب السياسية بين روسيا وأوروبا ومسألة استقصاء الدبلوماسيين فيما بينهم , وكذا قضية قطر ودول الخليج والحصار الخانق لقطر حتى اللحظة وكذا ما صارت إليه الأوضاع في الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا مع أصحاب السترات الصفراء والتي بدورها انتقلت العدوى إلى السودان الشقيق الذي يرأسه العميل البشير وكل هذا وذاك حتى اشتدت المسألة في أوكرانيا وروسيا والاعتداء على السفن ثم تواصل الأمر حتى وصل إلى فنزويلا انفلونزا التغيير وحمى أمريكا الطامعة في المعسكر الشرقي بمجمله , وكل هذا وذاك والعالم تنشب النار فيه وتزيد الإحتكاكات التي بدورها جعلت من الشحنات الايونية على أشدها حتى وصلت إلى التفريغ الايوني في منطقة كشمير المضطربة أصلاً ولكن العالم وجد ضالته في تفريغ غضبه وشحنته عند هذه النقطة التي على الفور استجابت لها.
حقيقة إن الوضع المزري الذي يشهده العالم يتطلب من كل العقلاء تحكيم العقل والمنطق وعدم ترك الظلم يستفحل في العالم وخاصة في قضية القضايا ذات البعد المظلومي العظيم ” مظلومية الحرب على اليمن “, الذي إن لم يجد العالم أي حيلة لدرء المظلومية اليمنية , فسيرى الويل والثبور خاصة ودول النووي أصبحت في الخط .
ولله عاقبة الأمور..

قد يعجبك ايضا