أيام ما بعد الوضع هي الفترة الأكثر خطراً على الأم

التصرفات الخاطئة أثناء الحمل والولادة.. تضاعف من خطر وفيات الأمهات

 

تعتبر عملية الحمل والولادة طبيعية إلا أنها لا تزال في بلادنا رحلة محفوفة بالمخاطر حيث تموت الكثير من الأمهات لأسباب تتعلق بهذا الحدث الطبيعي إذ تعتبر فترة الحمل أو الوضع أو خلال 42 يوماً بعد الوضع هي الفترة الأكثر خطراً.
وأوضح مؤشر المسح الديموجرافي لصحة الأسرة في اليَمَن أن عدد وفيات الأمهات في اليَمَن (365) لكل مائة ألف ولادة حية، وهو رقم يجب التركيز عليه، وعدم إغفاله من قبل الجميع؛ لأنه مسؤولية عامة يجب التنبه إلى أهميتها وخطورة إغفالها، والعمل على تفعيل العوامل التي تخفض هذا الرقم المخيف خلال السنوات الست القادمة بهدف تحقيق إستراتيجية الألفية التي وضعتها وزارة الصحة العامة والسكان لتخفيض وفيات الأمهات.
منار البالغة من العمر 22 عاما لم يستطع زوجها حسان إنقاذ حياتها أو حياة طفلته الجديدة فقد توفيت الطفلة مع والدتها في إحدى المستشفيات الحكومية بالعاصمة صنعاء بعد أن تم إسعافها ليشخص الطبيب حالتها على الفور أنها مصابة بالفشل الكلوي وإحالتها إلى قسم غسيل الكلى فلم تتحمل الأم الحامل وتوفيت على الفور وتقول لطيفة إبراهيم أن ابنتها توفيت أثناء الولادة فقد تعسرت ولادتها وتم نقلها من قرية وصاب إلى المستشفى خارج المدينة واخذ ذلك فترة طويلة لم تتمكن من إنقاذها فقد كانت تنزف بكثرة وفارقت الحياة في الطريق وان قريتهم لا تتوفر بها الرعاية الطبية المتكاملة ولا توجد سوى بعض القابلات.
إحصائيات مخيفة أظهرت نتائج المسح الوطني الصحي الديموغرافي 2013م الذي نفذته وزارة الصحة العامة والسكان بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء تحسنا ملحوظا في المؤشرات الصحية المتعلقة بالأسرة في اليمن خاصة المتعلقة بالنساء والأطفال . وأوضحت نتائج المسح التي أعلنتها وزارة الصحة العامة والسكان أن معدل وفيات الأمهات في اليمن انخفض إلى 148 حالة وفاة لكل 100 ألف مولود حي ، وان وفيات الأطفال دون سن الخامسة من العمر انخفض إلى 53 وفاة لكل ألف مولود حي ووفيات الرضع إلى 43 وفاة لكل ألف مولود حي . وأشارت المسوحات في عام 1997 إلى أن حوالي 25 % من النساء في الفئة العمرية لسن الإنجاب يعانين من سوء التغذية وأن نسبة 47 % من ا لولادات ترافقت مع أعراض جانبية منها النزيف والتشنجات، وأن حوالي 37 % من السيدات ينجبن في فترات أقل من 24 شهراً بين ولادة وأخرى.
وأوضح تقرير المسح الديمغرافي لصحة الأسرة في اليمن أَن هناك أسباباً عديدة تقفُ وراء ارتفاع معدل الوفيات بين نساء اليَمَن من ضمنها النزيف الحاد الذي يظهر أثناء الولادة وبعد الولادة، وأيضاً ارتفاع السكر وضغط الدم، بالإضافة إِلَى النزيف الكثيف للدم، كما ارجع العديد من الأطباء ارتفاع حالات الوفاة إِلَى خطورة الزواج المبكر قبل سن الإنجاب. عوامل متعددة
ولم تكن الأسباب الطبية وحدَها وراء استمرار وفيات الأمهات أثناء الحمل أو المخاض فهناك عوامل أخرى تعود بعضها إلى تدني مستوى خدمات الرعاية الصحية في بعض المستشفيات أو شحة الإمكانيات المادية المرصودة لرعاية الأم الحامل.
كما ترجع حالات الوفاة بعد النفاس ترجع إلى عوامل خطيرة منها: الإنجاب المبكر والمتأخر وتكرار الحمل والولادة بدون فاصل زمني أقل من ثلاثة أعوام وقلة وعي المجتمع بأن المرأة الحامل معرضة لمخاطر الحمل والولادة وما بعدهما، والولادة بأيد غير مدربة.
وبمراجعة أسباب وفيات الأمهات في اليَمَن يتضح أن الريف هو السبب الأول للوفاة 39 % يلي ذلك تعسر الولادة 23 % ومن ذلك تتضح لنا أهمية توافر خدمات رعاية الحمل للتعرف على حالات الحمل والخطر وإحالتها إلى المختصين وقبلها وعي الأسرة بأهمية الرعاية للحامل ومراجعة المراكز التخصصية، وكذا أهمية الإشراف على الولادة من قبل أطباء أو قابلات مدربات ومؤهلات مع توافر خدمات الطوارئ التوليدية للتعامل مع الحالات الحرجة.
وخلال العقد الماضي أوضحت الدلائلُ أن الأمومة يمكن أن تكون أكثرَ أماناً لجميع النساء، حيث وضعت مجموعة من الاستراتيجيات وتدابير إنقاذ الحياة التي يمكن تطبيقها حتى في البيئات والمجتمعات ذات الموارد المنخفضة ومن أهمها التثقيف ورفع وعي الأسرة باكتشاف علامات الخطر أثناء الحمل والولادة وطلب الخدمة، ووضعت لذلك معاهدات دولية وقعت عليها جميع الحكومات في سائر أنحاء العالم ومن المعروف أن الحصولَ على خدمات رعاية الحمل يقي من وفيات الأمهات وإن معظم الولادات في اليَمَن تتم في المنزل دون إشراف من مختصين صحيين مؤهلين وتصل هذه النسبة إلى 82.2 % في الريف مقارنة ب59.5 % في الحضر نتيجة للعادات والتقاليد، ولكن السبب الحقيقي يكمن في تدني الوعي وضعف التثقيف بأهمية الولادة تحت إشراف كادر مؤهل، ومن ناحية أخرى فإن معدلَ استخدام خدمات ما بعد الولادة منخفض للغاية 12.6 % حيث أن معظم السيدات لا يلجأن إلى الحصول على أية رعاية بعد الولادة وتزيد نسبة عدم المستخدمات بين الريفيات عنها في الحضر نتيجة للأسباب السابقة. كانت تشكل نسبة وفيات الأمهات في اليمن أعلى النسب في الأعوام الماضية ولكن انخفضت النسبة عما كانت عليه سابقا حيث أصبحت تشكل وفيات الأمهات 25 % من وفيات النساء في سن الإنجاب 15 إلى 49 سنة وقد بلغت وفيات الأمهات بحسب الإحصائيات 148 حالة وفاة لكل 100000 مولود حي وتقول الدكتورة نجيبة رئيسة الجمعية اليمنية للصحة الإنجابية أن هناك العديد من الأسباب الطبية لوفيات الأمهات الأكثر انتشارا في اليمن منها نزيف قبل أو ما بعد الولادة وارتفاع ضغط الدم والولادة المتعسرة والإصابة بالأمراض وتفاقمها كالملا ريا وأمراض القلب والسكري وتضيف الدكتورة نجيبة أن هناك الكثير من المعوقات أمام الأمهات في خلال سعيهن لتلقي الرعاية اللازمة لإنقاذ حياتهن مما يسبب تأخيرهن وحدوث وفاتهن مثل تأخير اتخاذ القرار في الوقت المناسب للتوجه إلى المرفق الصحي بسبب عدم إدراك النساء وأسرهن عن مؤشرات الخطر وأعراض المضاعفات التي تهدد الحياة مما تؤدي إلى تأجيل قرار السعي للحصول على الرعاية وكثيرا من النساء والأسر تجد صعوبة في اتخاذ القرار بشان التماس الرعاية الطبية بسبب الرعاية المتدنية او المعاملة السيئة في المرافق الصحية أو بسبب التكاليف الباهضة للخدمة وأيضا تأخير الوصول إلى المرفق الصحي المناسب واستغراق وقت طويل للوصول إلى المرفق الصحي الملائم بسبب عدم وجود المواصلات أو عدم وجود الإمكانيات المالية للنقل سريعا أو صعوبة الطرق أو ضياع الوقت أثناء الانتقال من مرفق غير ملائم إلى مرفق ملائم كذلك تأخير المعالجة المناسبة وتلقي النساء الرعاية الطبية اقل من المستوى او بطيئة في المرافق الصحية بسبب تدني نوعية الخدمة لافتقار بعضها للبنية الأساسية (المياه والكهرباء والمعدات الطبية) وبعضها تعاني من عدم وجود الكوادر أو نقص في تدريبها او عدم التزامها بالعمل وبعضها تفتقر لإمدادات الأدوية الأساسية وتوفير الدم الآمن.

قد يعجبك ايضا