مركز الترجمة وتعليم اللغات بجامعة صنعاء .. عطاء يفتقد للدعم

> المركز يعتبر الجهة الحكومية الوحيدة المعتمدة للترجمة في مختلف المحافل المحلية والدولية

> محدودية الطاقة الاستيعابية وتشتت قاعات الدراسة في كليات صنعاء وافتقار المركز لمبنى خاص أبرز المعوقات

تحقيق / أسماء البزاز

مركز الترجمة وتعليم اللغات أسسته وزارة التعليم العالي ورئاسة جامعة صنعاء عام 2004م ويعتبر المركز الجهة الحكومية الوحيدة المعتمدة للترجمة لدى كافة الجهات الحكومية المحلية والدولية المعتمدين بالإضافة إلى العديد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية ورغم ما يقدمه المركز من مخرجات توافق متطلبات سوق العمل إلا ان غياب الدعم الحكومي لمواصلة عطاءاته وافتقاره لمبنى خاص به ومحدودية طاقته الاستيعابية من أبرز التحديات التي تواجه سير عمل المركز ..

يقدم المركز خدمات الترجمة لأكثر من 20 لغة أجنبية إلى اللغة العربية والعكس في عدة مجالات أبرزها ترجمة السجلات التجارية، والاتفاقيات والعقود التجارية وبطاقات عضوية الغرفة التجارية وجميع الوثائق الأخرى وترجمة الكتب، والمجلات، والنشرات العلمية والثقافية، والتقارير وغيرها وترجمة جميع الوثائق الخاصة بالمنح والمعادلة والسفر (الوثائق الدراسية بجميع أنواعها ومستوياتها الصادرة من اليمن أو الصادرة من أي دولة أجنبية لأغراض المعادلات والتصديقات والمنح وغيرها – وثائق إثبات الهوية كالجواز أو البطاقة الشخصية أو العائلية – عقود وإثبات وقيد الزواج –وثائق الطلاق- شهادات الميلاد – شهادات الوفاة – الصحيفة الجنائية، …إلخ)
أضف إلى ترجمة التقارير الطبية وترجمة الوثائق القانونية بجميع أنواعها بما فيها (عقود الملكية، والبصائر، والأحكام، …إلخ) والترجمة الفورية والتتبعية للمؤتمرات بجميع أنواعها، اللقاءات الدبلوماسية والتجارية، والفعاليات والندوات وورش العمل، المحاكم …إلخ.
البنية التحتية
التقينا بنائب رئيس جامعة صنعاء الدكتور عبدالوهاب الوشلي والذي أشار في حديثه إلى أهمية المركز على المستوى الوطني كونه المركز الوحيد المعتمد حكوميا في ترجمة العلوم والأبحاث الحديثة في كافة المجالات الاقتصادية والعلمية والزراعية والطبية وفق المعايير العالمية للترجمة.
وقال الوشلي إن رئاسة جامعة صنعاء بذلت العديد من الجهود الكبيرة لديمومية عطاء المركز في مختلف اللغات ومواكبة المتغيرات ليقوم بدوره الوطني والخدمي إلا أنه يفتقد للبنية التحتية وشحة الإمكانيات والتمويلات اللازمة ولذا فنحن نطرح هذه القضية الهامة على رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية في إنصاف هذا الدور العظيم لمخرجات هذا المركز وتوفير احتياجاته الأساسية.
خدمات مجتمعية :
الدكتور محمد عبدالله الغرباني مدير عام مركز الترجمة وتعليم اللغات في جامعة صنعاء أوضح قائلا إنه تم إنشاء المركز بقرار من رئيس الجامعة عام 2004م بهدف تقديم خدمة مجتمعية متمثلة في شيئين الأول تقديم خدمة تعليم اللغات لمنتسبي جامعة صنعاء من أعضاء هيئة التدريس والموظفين وأبنائهم وطلاب الدراسات العليا وطلاب الجامعة والطلاب القادمين من مختلف المحافظات والجامعات اليمنية و خريجي الثانوية العامة.
وأضاف إن الخدمة الثانية التي يقدمها المركز تتمثل في تقديم خدمة ترجمة الوثائق بجميع أنواعها من البطائق الشخصية ,شهائد الميلاد ,عقود الزواج ,الجوازات, السجلات التجارية ,الوثائق الأكاديمية والتجارية والعلمية وترجمة المؤتمرات والمحافل والورشات العملية والعلمية بخدمات ترجمية ذات جودة. .
آلاف الطلبة
وعن عدد المقبلين في المركز أوضح الغرباني أن المركز يستقبل شهريا أكثر من ألف طالب .
وقال : نقيم دورات كل شهر بحسب المستويات فعلى سبيل المثال الدورة القائمة الآن في يناير 2019م عندنا حوالي 1200 طالب يتوزعون بين دورات اللغة الإنجليزية والالمانية والإيطالية. وفي الحقيقة يتقدم أضعاف أضعاف هذا العدد للدراسة في المركز ولكن بحكم الطاقة الاستيعابية للمركز المحددة حدت من العدد ابتداء من عام 2010م عندما اتسع المركز وازداد عدد الفصول زادت الطاقة الاستيعابية للمركز والآن أصبح باستطاعتنا استقبال حوالي ثلاثة آلاف طالب في الدورة.
الطلبة المتقدمون
وبين الغرباني إن معظم طلاب دورات اللغة الإنجليزية والألمانية هم خريجو الثانوية العامة ومن طلاب الجامعة .وكون المركز حكومياً ذا شهادة معتمدة فقد أنشئ بقرار من جامعة صنعاء ومعترف في وزارة التعليم العالي وبقية الجهات
صعوبات :
مشيرا إلى الصعوبات التي تواجه المركز في ظل هذه الظروف الراهنة ومن أبرزها أن المركز يعتمد على رسوم الطلبة في الدورات وفي الترجمة وهي رسوم مخفضة جدا باعتبار ان المركز يقدم خدمة مجتمعية هذه أهم صعوبات المركز فهو ما زال بحاجة الى مبنى مستقل ونحن بصدد البحث عن تمويل برئاسة الجامعة ممثلة بالأستاذ الدكتور أحمد محمد هادي دغار مع أنه داعم للمركز بشكل كبير ويشجع الدورات التي يقوم بها المركز و بشكل يومي يتابع المركز ونشاطه ويبحث عن تمويل لانشاء مركز للترجمة وتعليم اللغات لكن في ظل الظروف الراهنة صعب أن تجد كل ذلك الدعم ومع ذلك أملنا في السنوات المقبلة ان يكون للمركز مبنى مستقل ببنيته التحتية تتفق مع الخدمة التي تقدمها حاليا.
ترويج ولكن
لافتا إلى انه تم الترويج لهذ المركز عن طريق الموقع الالكتروني للجامعة والموقع الالكتروني للمركز وصفحة المركز على الفيس بوك نحن بصدد عمل دراسة ستقدم عن طريق رئاسة الجامعة للبحث عن تمويل لإنشاء المركز من جهات حكومية أو غير حكومية
بالرغم من أن مخرجات المركز توافق متطلبات سوق العمل و من المعروف ان اللغة الانجليزية والألمانية واللغات مطلوبة في سوق العمل فمعظم طلابنا يستفيدون من الدورات في شيئين إما أنها تساعدهم في الالتحاق في الجامعة سواء في برامج الماجستير والدكتوراة أو في برامج البكالوريوس والشيء الثاني انه يساعدهم في الحصول على الشهادة للالتحاق بالعمل. ولهذا فرسالتنا انه يسعى. المركز الى توظيف الامكانيات المادية والمعرفية للإسهام في تطوير الترجمة بالدرجة الأولى وتدريسها كما نسعى الى تقديم برامج لغوية متميزة تلتزم بمعايير الجودة على المستوى المحلي والدولي
26مركزاً
صالح محمد الحمزي المدير الإداري لمركز اللغات والترجمة تحدث بالقول : عدد المراكز 26 مركزاً داخل الجامعة بما فيها مركز اللغات والترجمة الذي أنشئ ونحن الآن بصدد الترم 37 للغة الإنجليزية والتركية والالمانية وايضا كان لدينا اللغة الفرنسية فحسب الوضع نوعا ما بعض اللغات احجب الطلاب عن دراستها لكنهم مستمرون في الدورات في الترم السابع والثلاثين ولدينا54 دورة مفتوحة في ثلاث فترات الأولى من الساعة 8 الى 11والثانية من 11الى 2 والثالثة من 2 الى 5 عدا الالماني يدرسون الى 6 بواقع اربع ساعات في اليوم مكثف والانجليزي 3ساعات مكثف ايضا.
إمكانيات جيدة :
وعن مخرجات المركز قال الحمزي : طبعا نحن حريصون جدا على ان تكون مخرجاتنا تواكب احتياجات سوق العمل حيث لدينا معامل ومكتبة ووسائل سمعية وبصرية ايضا لدينا كوادر متخصصة والأهم من ذلك لدينا كادر متخصص اكاديمي إداري وبالتالي تكون المخرجات مناسبة لسوق العمل مائة بالمائة وهناك إقبال شديد على المركز وهذا دليل على نجاح المركز والرسالة التي يقدمها ولذا فنحن نفتخر بما وصلنا اليه بالرغم أن رؤيتنا المستقبلية انه يزيد العدد اكثر ونتوسع أيضا في الدورات الأخرى لكن حجم المبنى محدود . حيث ان الطلبة موزعون ما بين قاعات المركز في المبنى (أ) و(ب) وايضا معنا قاعات نستخدمها في كلية اللغات والبعض في مركز التطوير التعليم الجامعي أو تطوير ضمان الجودة وبالتالي هذا التشتت في القاعات يسبب ارباكاً ونحن نتمنى أن يكون لدينا مركز متكامل .
وأوضح الحمزي : لقد أنشأنا مركزاً للخريجين و عما قريب سنستطيع من خلاله إحصاء عدد الخريجين في كل شهر وفي كل سنة من المركز.
مواكبة التطورات
من جهته يقول مختار سيف مدير عام شؤون الطلاب بالمركز: يسعى مركز الترجمة وتعليم اللغات إلى اعداد ثروة بشرية (معرفة رأس مالي بشري) متميزة بمعرفتها العلمية ومهارتها المهنية ،تفي باحتياجات المجتمع التنموية وتواكب متطلبات العصر الحديث من خلال الجودة في التعليم والتميز في البحث العلمي من خلال برنامج دبلوم ترجمة (تمهيدي ماجستير) ،والارتقاء في خدمة المجتمع .
موضحا : أن المركز حريص على أن يقدم أفضل المترجمين إلى سوق العمل ويحرص على رفع مستوى تعليم اللغات التي يتم التعامل بها في سوق العمل ، سواء أكانت اللغة الإنجليزية أو المانية أو الفرنسية وغيرها من اللغات الاخرى بالإضافة إلى التوسع في البرامج والأنشطة من أجل فتح آفاق الطلاب مع لغات اخرى جديدة يحتاجونها للتعاطي مع تنوع الثقافات في عالمنا اليوم ، فلابد من مواكبة التغيير المستمر في احتياجات ومتطلبات سوق العمل وذلك بتطوير العملية التعليمية بأساليب جديدة في ظل التنافسية والعولمة مع ابتكار آليات جديدة للمساهمة في حل المشكلات التي تواجه مسيرة التطور المجتمعي.
مبينا : انه وفي ظل الوضع الرهن الذي يمر به الوطن منذ أكثر من أربعة أعوام تحت العدوان فإن المركز يعمل على تحقيق أهدافه ورؤيته للنهوض بمستوي الخدمة المجتمعية.. مؤكد على أن نجاح المركز يتحقق بتعاون كادره الإداري والأكاديمي ورئاسة الجامعة ممثلة بالدكتور أحمد محمد هادي دغار رئيس مجلس الإدارة رئيس الجامعة وعليه يسرني ان اتقدم بخالص الشكر والتقدير للجميع على إخلاصهم وتفانيهم في سبيل انجاح المركز وتحقيق رسالته وأهدافه في ظل رؤيته المتميزة ونسأل الله العلى القدير ان يعيننا على اداء مهامنا العلمية والعملية.
تعاملات معتمدة
عصام عبدالواحد النزيلي رئيس قسم الترجمة في المركز تحدث عن التطورات والتحديات التي واجهت المركز وانطلاقته ممثلة بأحداث 2011م والتي سببت في غياب الكادر التدريسي للمركز وعزوف الطلبة من الالتحاق به وتعطلت العديد من أقسام المعهد ماعدا قسم الترجمة الذي كان لايزال يقوم بمهامه. وماتلا ذلك من أحداث العدوان في عام 2015م ومع ذلك برز المركز في صموده وتطوره بدعم من وزارة التعليم العالي ورئاسة جامعة صنعاء باعتباره منبراً تعليميا معتمداً حكوميا .
وقال النزيلي : ان هناك جهات حكومية عدة تعتمد على المركز في ترجمة كافة وثائقها وتعاملاتها لقوة أدائه وكوادره ومخرجاته ومناهجه التي تواكب كافة التطورات العلمية والأكاديمية.
مميزات
أمة السلام أحمد العجل مدرسة اللغة الإنجليزية بالمركز تقول من ناحيتها المركز يعتبر جهة رسمية ا سمعة ذات وكفاءة جدا عالية لاتقل عن اي جهة رسمية أخرى باعتبارها جزءاً مكملاً وجزءاً رئيسياً من جامعة صنعاء فهو مكان جدا راقٍ وممتاز لقبول الطلاب وتعليمهم اللغة الانجليزية لأنه تتوفر فيه العديد من المميزات والأسباب التي تجعل توافد الطلاب بشكل كبير كما تلاحظين نسبة الطلاب الكثيرة في المركز تصل إلى اكثر من 1000 طالب في الشهر .وكما لاحظنا في المدارس وغيرها من الأماكن أن المنهج من أهم المناهج المطروحة ونلاحظ كثيراً من المراكز والمعاهد نفس المناهج .معتمد من جامعة صنعاء كما ايضا ان هناك شاشات مطورة واساليب حديثة وطرق تعليمية جديدة فنحن نواكب العصر لتعليم اللغة الإنجليزية وايضا نسعى جاهدين إلى أن نلبي مطالب الطالب، وبالنسبة لرسوم الطالب مناسبة جدا مقارنة بالمؤسسات التعليمية الأخرى فهي واحدة من أسباب إقبال الطلاب ونسبة الطلاب الكبيرة في المركز.
وقالت : ان معظم الطلاب الملتحقين بالمركز من خريجي مدارس وخريجي جامعات يرغبون في اكمال مرحلة الماجستير.
أهداف
مدير عام الإعلام والعلاقات بالمركز الأخ إدريس الخطيب تحدث عن غايات وأهداف المركز والمتمثلة في الريادة والتميز في مجال الترجمة وتعليم اللغات على المستويين المحلي والدولي وفق معايير الجودة بحلول العام 2025م.
الإمكانيات المادية والمعرفية
وأضاف الخطيب : يسعى المركز الى توظيف الامكانيات المادية والمعرفية للإسهام في تطوير مهنة الترجمة وتدريسها وكذا تقديم برامج لغوية متميزة تلتزم بمعايير الجودة على المستوى المحلي والدولي، مما يؤدي الى الدفع بدور الجامعة كمؤسسة علمية رائدة تسهم في دعم الجهود الوطنية لتنمية الموارد البشرية والمادية وتقديم الخدمات وتوفير الدراسات والبرامج ذات العلاقة بالترجمة وتعليم اللغات. بالإضافة إلى سعي المركز لتحقيق اهداف الجامعة في خدمة المجتمع في مجال الترجمة وتعليم اللغات واكتساب الطلبة والمتدربين المعارف العلمية واللغوية والمهارات المهنية في مجال الترجمة وتعليم اللغات بما يلبي احتياجات سوق العمل وتحقيق التميز النوعي والكيفي في تدريس اللغات الأجنبية الحية وترجمتها وخدمة المجتمع وفقا لمعايير الجودة والاعتماد الأكاديمي
تنوع المصادر
مؤكدا أن التنوع في مصادر التمويل والبحث عن فرص جديدة للموارد وفقا لاحتياجات المجتمع وتطورات العصر الحديثة ضرورة لا غنى عنها إضافة إلى أهمية السعي الى النهوض بحركة الترجمة والتعريب في اليمن سواء من حيث نقل المعارف ونشر التراث والفكر العلمي أو من حيث ضبط عملية الترجمة وتنظيم ممارستها بما يساهم في التنمية ومواكبة كل جديد في عالم القرية الواحدة اليوم وتطوير طرق متعددة لتبني شراكة مع القطاعات الحكومية والمؤسسات الخاصة والمنظمات وغيرها بالتواصل والتنسيق مع هذه الجهات لتأسيس شراكة في مجال التدريب والتأهيل والبرامج الأكاديمية في مجال تعليم اللغات والترجمة ومجال الدراسات العليا ورفع كفاءة العملية التعليمية والبحثية وربطها بتنمية المجتمع..داعيا الجهات الحكومية والخاصة إلى دعم وتمويل المركز ليواصل مهامه المجتمعية والتوعوية والخدمية.

قد يعجبك ايضا