خواطر رمضانية – (27) عبدالرحيم البرعي (مداح الحضرة النبوية)

عبد الجبار سعد

قلú للمطيö اللواتي طال مسراها
منú بعدö تقبيلö يمناها ويسراها
ما ضرها يوم جد البين لوú وقفتú
تقص في الحيö شكوانا وشكواها
لو حملتú بعض ماحملت منú حرق
ما استعذبتú ماءها الصافي ومرعاها
لكنها علمت وجدي فأوجدها
شوق إلى الشأمö أبكاني وأبكاها
ما هب منú جبلي نجد نسيم صبا
للغورö إلا وأشجاني وأشجاها
ولا سرى البارق المكي مبتسما
إلا وأسهرني وهنا وأسراها
تبادرتú منú ربا نيابتي برع
كأن صوت رسولö اللهö ناداها
حتى إذا ما رأتú نور النبيö رأتú
للشمسö والبدرö أمثالا وأشباها
****
كنت مرة في الحرم المكي ففوجئت بوجود طبعة جديدة لديوان البرعي الذي اعتدنا أن نراه في الطرقات عند الباعة بطبعة شعبية لم تتغير منذ أن ولدنا حتى الآن فاقتنيت تلك النسخة وكان من قام بإصدارها أحد المثقفين السعوديين وقد أشار في المقدمة إلى أنه كان يسمع الحجاج اليمنيين حين يمرون بالطائف يرددون أبياتا ركيكة وينسبونها لعبد الرحيم البرعي مثل قولهم:
يقول عبد الرحيم يا صابر اصبر ** فإن الصبر عون الصابرينا
فما دامت لآدم بعد حواء ** وما دامت لزين العابدينا
لقد اشتهر عبد الرحيم البرعي بمدائحه النبوية الرقيقة في أصقاع العالم الإسلامي حتى أن كل مديح نبوي أضحى ينسب إليه ولو لم يكن له.
عبد الرحيم كان محبا والها بالحبيب المصطفى  ونلاحظ نوحه في شعره وحنينه لزيارة مدينة الحبيب التي يبدو أنه حرم منها حتى موته.
على الأرجح أنه مات في طريقه من مكة إلى المدينة التي لم يبلغها وقد نسجت أساطير حول هذا الحال فقد قيل أنه لو قدر لعبد الرحيم أن يصل إلى المدينة لخرج الحبيب المصطفى من قبره لملاقاته حتى سمعت أحدهم يروي ما يعتبره حديثا أن الحبيب قال: “أبغوني هذا الشاعر اليماني فإن له وصلة تخرجني من قبري” وأصحاب هذه الأسطورة يقولون أن قبره يزحف كل يوم باتجاه قبر المصطفى بمقدار شبر وبعضهم بمقدار بنانة وأنه حين يلتقي القبران يكون موعد القيامة!!
إنما أردت بهذا أن أوضح مقدار المحبة التي استوطنت قلب العارف اليماني الشاعر عبد الرحيم فنسöجت حولها الأساطير حيا وميتا.
عبد الرحيم كان يعيش مع روح المصطفى كل حياته:
قسما بالبيت والركن الذي طاب تقبيلا ومسحا والتزاما
أن في طيبة قوما جارهم في محل النجم يعلو أن يساما
روضة الجنة في أوطانهم وثرى آثارهم يشفي الجذاما
كل من لم ير فرضا حبهم فهو في النار وإن صلى وصاما
في ديوانه الشعبي المعروض في الطرقات والذي لا يخلو من أخطاء مطبعية كثيرة يوجد كنز من أدب المديح الذي لا يقدر بثمن.
فرحمة الله على عبد الرحيم البرعي العارف المحب الولهان.

قد يعجبك ايضا