علماء ودعاة: مجتمعنا اليمني بأمس الحاجة لتعزيز ثقافة التسامح والتعايش بين أفراده

تعزيز ثقافة التسامح والتعايش السلمي هو أكثر ما يحتاجه أبناء الأمة واليمنيين خاصة حلم يراود الجميع واليمنون للسعي البدء من جديد وفتح صفحات جديدة للمشاركة والبناء وقبول الأخر وإبداء حسن النوايا لتغيير الحال وتبديله وإيجاد الحلول والأفكار القادرة على لم وجمع الكلمة والعيش بحب واحترام وكرامة والدعوة إلى التعايش بين أبناء المسلمين عامة واليمنيين خاصة….

الحب والتعايش
سعاد الحيمي باحثة في علم اجتماع تقول: ثقافة التسامح تعني الحب والتعايش السلمي وإثبات قاعدة أن الناس سواسية كأسنان المشط لا فرق بين عربي وعجمي وأبيض وأسود إلا بالتقوى بعيداٍ عن العصبية والقبلية والحسب والنسب والمناصب تحت مظلة الإسلام الذي اكرم الناس بالأخوة قال تعالي (إنِمِا الúمْؤúمنْونِ إخúوِةَ)أي الود بين الناس والاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين الناس بمختلف أفكارهم واتجاهاتهم ونبذ العنف والقتل بين المسلمين دون وجه حق ومحاولة العفو والتسامح ونسيان الماضي والبداء بصفحة جديدة من أجل اليمن والنهوض بهذا الوطن والتقدم في جميع المجالات.

حكمة التسامح
محسن الكول موظف يقول: إذا وجد التسامح تقل الأحقاد وتختفي الجريمة والثارات إلى جانب تعزز ثقافة العفو بين الناس إلا أننا نرى اليوم عكس ذلك فقد تقتل النفس البشرية لمجرد اختلاف في الرأي أو المذهب أو الطائفة وهذا واقع بشعه لمجتمع يتصف بالحكمة والإيمان وفي ظل الإسلام الذي دعا للرحمة والتعاون والتكافل والود بين الناس وقبول رأي الاخر وعدم الاجترار للعنف الذي لا يولد إلا العنف ولهذا فأننا بحاجة ماسه للتسامح مع أنفسنا ومع الأخرين ومع هذا الوطن الكبير.
سحر سالم سعيد طالبة جامعية تقول: مجتمعنا في الفترة الراهنة وما يحدث من مخاض عسير على المستوى السياسي والاجتماعي والمعيشي ما أحوجنا لثقافة التسامح والعفو بين الناس والتعايش وقبول الأخر والتجاوز عن الأخطاء والإنصاف والعدالة وتقديم مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية والحزبية وتضيف قائلة: حتى على مستوى الأسرة ما أشد احتياج الأبناء للتعايش مع أبائهم بما شرع الله من الطاعة والرحمة وما أحوج الآباء للتسامح والعفو عن أبنائهم وتربيتهم وتعليمهم بالتي هي أحسن وما أحوج الجيران إلى العفو والتسامح فيما بينهم ونبذ الخلافات والأحقاد وحسن الجوار وعدم إضرار الجيران وحب الخير والتسامح من أجل مجتمع طيب.
سمة الأخلاق
صفاء محمد الوتاري طالبة جامعية تعتبر التسامح سمة الأخلاق والقيم النبيلة التي ترتكز على التأثر المجتمعي والتي يساهم في إعدادها المجتمع كاملاٍ واليمنيون وما يحصل لهم في السنوات الأخيرة هو تناسيهم للتسامح والعفو فيما بينهم مما زادت الأحقاد والكراهية فيما بينهم ويلعب الدين الدور الكبير في هذا الجانب من خلال العلماء الذين يقومون بالتوعية للناس وتعزيزها في نفوسهم لمبدأ التسامح والعفو وكذلك على التربويين أيضا دور من خلال غرس قيمة التسامح بين الطلاب وتعريفهم أنها قيمة إسلامية وإنسانية ووسائل الإعلام التي تلعب دوراٍ الآن في زيادة الكراهية بين الناس من خلال التحريض والعنصرية التي لا يوجد لهم رقيب لذلك فيجب على الجميع الوقوف أمام أنفسهم لإيجاد التسامح بين الناس.
قيم التسامح
أكرم المحيا باحث في العلوم الاجتماعية يضيف قائلاٍ: إن التسامح والتعامل الطيب شيء موجود في كل إنسان بالفطرة ولكن ما يتعرض له الإنسان من ضغوط مجتمعية تسيطر على سلوكه وتجعله ينسى هذه القيمة الأخلاقية وقد ينجر للعنف الذي هو أصلا ليس من طبيعة الإنسان وإنما هي مكتسبة من المجتمع لهذا فإن زرع قيم التسامح والعفو والمحبة يتحملها بدرجة كبيرة الأبوين والأسرة ومن ثم المدرسة ويأتي فيما بعد المجتمع الذي يتحمل جزءاٍ كبيراٍ من المسؤولية لأن المسألة في تكامل الأدوار للوصول إلى حقيقة نشر ثقافة التسامح كما يجب أن تؤثر في اتجاه نبذ العنف والتشدد بالرأي.
ثقافة مفقودة
د. طاهر الحزمي علم اجتماع جامعة صنعاء يضيف: إن نشر ثقافة التسامح يحتاج تكاتفاٍ من جميع وسائل الاتصال المجتمعية عبر عدة طرق منها تركيز وسائل الإعلام على ترسيخ قيم المحبة والتسامح بين الناس وتوضيح مسألة العقاب تجاه من يسعى للإرهاب والعنف حيث إن الإعلام يعتبر أكثر الطرق تأثيرا على الناس ويساعد في توجيههم وإرشادهم للتسامح والخير والمحبةكما يقوم المنهج الدراسي في المدارس بدور كبير في غرس ثقافة التسامح بين الأطفال وتحفيزهم على الأعمال النبيلة والسلوك الحميد ونبذ العنف ووسائله لأن الجيل إذا ما تم تربيته على السلوكيات التي تتضمن القيم النبيلة سوف يكون المجتمع خالياٍ من أعمال العنف لأن اليمن بحاجة لإحياء فضيلة التسامح والتعايش السلمي بين أفراده ليعيشوا بأمان وسلام.
علي محمد غليس باحث دراسات إسلامية يرى أن الحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها فهو أحق بها وهذا ما طبقها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على المسلمين أيامه وهناك الكثير من المواقف والأمثلة للرسول والتي تعتبر دروساٍ للتسامح والتعايش السلمي كما تعايش الرسول في المدنية مع اليهود والتحالف معهم والتسامح والعفو وقد ضرب لنا مثلاٍ في موقفه مع أهل مكة يوم الفتح ومن ذلك عفوه وتسامحه مع أهل مكة رغم أنهم طردوه وصادروا حقه وممتلكاته في مكة وآذوه وقوله لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء فكانت اصدق المواقف وأكثرها عبرة فاليوم ما أحوج الناس لتعليم الخير والتضحية والمصداقية ونشر ثقافة التسامح بين الناس والبدء بأنفسهم وتطبيق هذه الثقافة على كل المستويات المجتمعية من الأسرة للمجتمع للسياسة والعمل على جمع الناس على المحبة والتسامح ونبذ التطرف والعنصرية وعلماء الدين تقع عليهم المسؤولية في ترسيخ هذه الثقافة من خلال الاعتدال في الخطاب الديني والتشديد على التسامح والمحبة والخير وللإعلام ووسائله المختلفة دور في نشر ثقافة التسامح والحب والاحترام وتقبل الآخر ونبذ الحقد والمناكفات السياسية والحزبية وتغليب مصلحة الوطن على ماسواها.

قد يعجبك ايضا