مشاهدات وانطباعات من موسم حج 1435هـ

■ علي محمد الجمالي –

– توسعة الملك عبد الله في الحرم المكي
تسنى لي دخول توسعة الملك عبد الله الواقعة في الحرم المكي والواقعة الجهة الشمالية.. وقد دهشت من ضخامة المبنى الجديد ودقة العمل فيه وتوسع بنيانه بحيث يعتبر من أضخم التوسعات التي حصلت إلى الآن في الحرم المكي سواء بنياناٍ.. ومساحة وتنظيماٍ وسخاءاٍ .. وهذا جهد تشكر عليه قيادة المملكة .. ومن مميزات هذه التوسعة أن المصلي فيها .. يشاهد عبر بواباتها الضخمة المفتوحة..يشاهد الكعبة المشرفة وصحن الحرم حول الكعبة..وقد تم هدم البنيان المقفل السابق.. وتم بناء أدوار مفتوحة .. للطواف فيها وهذا سيخفف الزحام .. ويسهل للحجاج والمعتمرين الصلاة والطواف بكل سهولة ويسر..
– أهمية وجود مظلات في ساحات الحرم المكي
مما لاحظته.. وأنا أصلي في ساحات الحرم المكي الخارجية حول الحرم.. إن الحجاج يتزاحمون على الأماكن المظللة فيه خوفاٍ من حرارة الشمس الحارقة.. وقتي الظهر والعصر مما يتطلب وضع مظلات متحركة.. في ساحات الحرم المكي شبيهة بمظلات الحرم المدني بالمدينة المنورة.. كما أن الأدوار العليا والأخيرة الواقعة فوق الحرم المكي التي تتعرض للشمس.. هي أيضاٍ بحاجة إلى مظلات متحركة.. تقي المصلين فيها والساعين و الطائفين فيها..من حرارة الشمس الملتهبة وهذا عمل عظيم تؤجر عليه قيادة المملكة.. التي لا تألوا جهداٍ في سبيل راحة الحجاج والمعتمرين .. وأمنهم واستقرارهم.. كما أن قيادة المملكة حريصة ومتقبلة للملاحظات والمقترحات التي من شأنها تحسين الأداء وخدمة ضيوف الرحمان
– حمام مكة
تتزين ساحات الحرم المكي بحمام مكة .. التي تطوف في سماء الحرم .. وتحط على ساحاته وعلى مآذنه.. سعياٍ منها.. إما للحصول على طعامها.. الذي يتصدق به الحجاج والمعتمرون وأصحاب الخير من وضع القمح والحبوب الأخرى في أماكن تواجدها.. إلا أن شيئآ هامآ ينقصها هو عدم وجود أماكن خاصة تشرب منها في ظل الحرارة الشديدة التي تعاني منها .. ما يدفعها إلى أخذ استراحات في مآذن الحرم والبنايات المجاورة له.. رغم أن هذا الموضوع بسيط في نظر البعض إلا أنه عند الله عظيم لأن حمام مكة ستشرب وتحمد الله لمن فعل هذه المحسنة العظيمة في مكة والمدينة..
– مدينة الحجاج بجد ة…. معاناة لا تنتهي…
لا زالت معاناة الحجاج بشكل عام.. والحجاج اليمنيين بشكل خاص تتكرر كل عام.. فرغم حضور حجاج الوكالات.. قبل الرحلة.. باثني عشر ساعة.. ويزيد إلى مدينة الحجاج.. بمطار الملك عبد العزيز.. وافتراشهم الأرض بقاعات مدينة الحجاج… إلا أن الروتين.. وتراكم الرحلات لا زال يتكرر.. وتداخل وقت كل رحلة بأخرى بسبب عدم وجود صالات.. تستكمل إجراءات السفر حسب الموعد المقرر للرحلة.. وأنا هذه المرة كنت شاهداٍ.. ومشاهدا على معاناة الحجاج من العجزة.. وانتظارهم .. وكنت مشاهداٍ وشاهداٍ.. على وصول الطائرة اليمنية في موعدها.. وتواجد المدير الإقليمي ..لمحطة جده في المطار ..ووجود مدير محطة جده.. والمنسق للرحلات أحمد قرمش.. شاهدتهم.. وهم في مكتب تحكم وتوزيع الرحلات.. يتابعون يدخلون ويخرجون.. ينادون.. يترجون توفير صالة.. يدخلها حجاج اليمن لتخليص سفرهم.. لا فائدة.. يقول المختصون في هذه المكاتب في مدينة الحجاج.. ويرددون الصالات ممتلئة.. انتظروا.. وتمر ساعات.. على إقلاع الرحلة.. ويدخل وقت الرحلة الأخرى.
– عربيات لنقل أمتعة الركاب
لوحظ شحة العربيات الصغيرة الخاصة لنقل أمتعة الركاب في مدينة الحجاج بمطار الملك عبد العزيز بجدة.. لنقل أمتعة المسافرين من محل توقف السيارات إلى محل وزن الأثاث والأمتعة داخل صالات مدينة الحجاج وخارجها .. كما لاحظت منع خروج العربيات من داخل قاعات وصالات المسافرين إلى فناء القاعات حيث تغليف الأمتعة وحيث وقوف السيارات بحجة أن التعليمات تقضي بعدم خروج العربيات من الصالات الداخلية وهذا يسبب متاعب كثيرة وتعثر للمسافرين بأمتعتهم وأنا كنت واحداٍ ممن ظل وعلى مدار ساعتين كاملتين ابحث عن عربية لنقل أمتعتي من محل توقف التاكسيات رغم ملاحظتي وجود عربيات تنقل العفش من نفس المكان إلى الداخل ولو بنسبة قليلة.. ورغم أني سافرت إلى بلدان عدة ووجدت عربيات نقل العفش موجودة خارج صالات المطارات مما يتوجب على الجهة المختصة في مدينة الحجاج توفير كميات أكثر من العربيات لنقل أمتعة الحجاج والسماح لها بالخروج إلى محل توقف التكاسي
– الإدارة بنكهة عربية
وأنا أزور الشيخ أحمد با حفين .. في مقره بمكة المكرمة.. لما تربطني بهذه الشخصية من صداقة طويلة أحببت فيها هذا الرجل المحب للخير.. الساعي إليه هو وعقيلته التي ما أن تجد.. مستحقآ أو مستحقين لفعل الخير إلا وتقوم به.. ثنائي عظيم يجتمع لفعل الخير.. يتلذذون به كما يتلذذ أولئك البخلاء الذين يحبون جمع المال تلك هي المفارقة.. وأنا في هذه الأسطر لا أستطيع شرح ما يقومون به من عمل الخير وإدخال العشرات لأداء فريضة الحج .. وتكفل إقامتهم ومعيشتهم أثابهم الله بما يقدموه من فعل الخير لا تدري يدهم اليمنى ما قدمته اليسرى ..
فعند زيارتي للشيخ أحمد باحفين .. التقيت في مقره الأخ الدكتور علي بن عبد الغفور حلواني الذي أهداني كتابه الذي ألفه تحت عنوان الإدارة بنكهة عربية تضمن عدد من الموضوعات منها التحفيز الذاتي والموائمة واستخدام التقنيات الحديثة في الإدارة العصرية والإدارة التفاعلية والعديد من الموضوعات التي تحفز على النجاح .. جدير بالذكر أن المؤلف مدير فرع جمعية أصدقاء المجتمع بمكة المكرمة والتي تعنى بالأموات والتكفل بغسلهم ودفنهم بدءآ بالموت و إنتهااءبالدفن وكفالة اليتيم وأعمال خيرية أخرى .

قد يعجبك ايضا