رغم تميزه بلقب رجل الصفقات، إلا أنه يعاني من عقدة إيران كأي صهيوني من حاملي فيروسات الحقد والكراهية لكل من يخالف كيانهم اللقيط، أو يتصدى لجرائمه بحق أطفال ونساء فلسطين.
عرف بكونه رجل أعمال، تاجراً بكل شيء وفي كل شيء، ولم يترك شيئاً لم يتاجر به في حياته العملية، بما في ذلك تجارته في أقدم مهنة في التاريخ وتسويقها بأفلام وثائق من إنتاج أفخم الاستديوهات التي شيدها في أحد أجنحة برج ترامب..
لكنه مسكون برعب “فوبيا إيران” حيث يراها ويرى رموزها، كما كان يرى كفار بني إسرائيل أنبياء الله.
في عهده الأول، ألغى الاتفاق النووي المبرم مع” طهران “والموقع برعاية سلفه أوباما بالشراكة مع دول الترويكا الأوروبية، وقرر إلغاء الاتفاق من طرف واحد ودون إبلاغ حتى شركائه في أوروبا، فعل ذلك نزولا عند رغبة نتنياهو.. زار الكيان فقرر نقل عاصمة الكيان إلى القدس وبدأ بنقل سفارة أمريكا.
اعتبر “الجولان العربية السورية أرضاً صهيونية واعترف بسيادتها كجزء من الكيان، ووجه باغتيال قائد فيلق القدس ” قاسم سليماني”.
غادر البيت الأبيض مكرها وقضى السنوات الأربع خارجها متهما أمام المحاكم والنيابات الأمريكية وتم التحقيق معه في 36 قضية، أقل قضية تودعه السجن بضع سنوات، دفع الملايين من الدولارات غرامات أمام المحاكم..
خاض الانتخابات مستغلا أخطاء سلفه وتعصبه وغبائه، لعب بعواطف الشعب الأمريكي خاصة ذوي الخلفيات العنصرية من ذوي البشرة البيضاء، ففجر صراعا اجتماعيا، وتمكن من اللعب بمناخ الانتخابات، وفاز مرة أخرى بالرئاسة وعاد للبيت الأبيض من بوابة أوكرانيا وجماجم أطفال غزة، بعد أن تعهد بإنهاء حرب أوكرانيا وحرب غزة وحلم بجائزة نوبل دون أن ينكر رغبته في أن يصبح ذات يوم بابا الفاتيكان..
إعادة مواقفه الكوميدية للذاكرة دور مهرج البلياتشوا في سيرك متحرك.
نعم يخدم بلاده وحريص على تنظيف كل خزائن دول العالم وتركيمها في خزائن البيت الأبيض إن لم تتسعها خزائن البنك الفيدرالي، مؤمنا أن اقتصاد بلاده ينهار وأن انهيار اقتصاد أمريكا يعني نهايتها.
كانت “التعريفة الجمركية” أولى أوراق الرجل في ابتزاز الاقتصاد العالمي.. وفي المقدمة الصين -العدو اللدود لأمريكا- لكن إيران هي عدو حاملات الطائرات الأمريكية في الوطن العربي التي يطلق عليها” إسرائيل “.
وأن واجبه حمايتها إكراما ” لإيباك” المجمع “الصهيوني” في أمريكا وصانع الرؤساء.
أشهر مرت على عودة ترامب للبيت الأبيض ولم يحقق شيئا من وعوده، غير قراره بطرد كل طالب في أمريكا خرج في مظاهرات مؤيده لأطفال غزة.
استقبل رئيس أوكرانيا وأهانه على الهواء، واجبره على توقيع اتفاق استغلال واحتكار المواد الخام النادرة في أوكرانيا ومنحها لأمريكا وشركاتها.
دخل في مساومة مع روسيا بوتين انتصار روسيا في أوكرانيا مقابل التخلي عن سوريا وغض الطرف عن فلسطين ولبنان..
حاول مساومة الصين ولم يوفق، فاتجه نحو طهران، ومارس معها طريقة” الخداع الاستراتيجي”..
لم يخدع طهران وحدها، بل خدع أيضا حلفاءه في الخليج الذين أعطوه التريليونات دعما ومكارم، وقليل منها استثمار بدون عودة أو عوائد.. يكفي حكام الخليج رضا ترامب عنهم، والمال سوف يتعوض.
زيارته للخليج وحمله التريليونات من خزائنهم دون أن يطلبوا منه إدخال حليب الأطفال والمياه والأدوية لأطفال غزة، بل طلبوا منه حل أزمته مع إيران بالحوار والمفاوضات، وسعي حكام الخليج فرادى وجماعات نحو طهران ولإقناعها بقبول التفاوض والحوار وإن بطريق غير مباشرة برعاية سلطنة عمان.
دخلت طهران المفاوضات وجولة بعد جولة، جاء العدوان الصهيوني على إيران، فبدت جولات المفاوضات بصورة خديعة اعترف بها ترامب وحليفه نتنياهو.
خلاصة القول إن ترامب هو الوجه الآخر لينتنياهو وأن أمريكا حريصة على حماية حاملات طائراتها المسماة ” إسرائيل” وليذهب بقية حلفائها العرب للجحيم بغض النظر عمن يحكم أمريكا.