
القاهرة /وكالات –
قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس :إن الهجوم الذي أوقع عشرات القتلى من الجنود في شبه جزيرة سيناء أمس الأول تم بدعم خارجي.
وأوضح السيسي أنه بصدد اتخاذ إجراءات على الحدود مع قطاع غزة لإنهاء المشكلة (الإرهاب) من جذورها مضيفا أن تلك الإجراءات ستكون “كثيرة” على حد قوله دون أن يوضح طبيعتها.
وتأتي هذه القرارات بعد هجوم انتحاري أمس الأول بسيارة مفخخة استهدف حاجزا للجيش في شمال سيناء وأسفر في آخر حصيلة عن مقتل 30 جنديا في أسوأ هجوم منذ إطاحة الجيش الرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو 2013م اثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه.
وأضاف الرئيس المصري في كلمته التي ألقاها بلهجة حازمة وخلفه قيادات من الجيش المصري: “هناك دعم خارجي جرى تقديمه لتنفيذ هذه العملية وأريد أن أنبه المصريين: احذروا.. يريدون كسر إرادة مصر والمصريين وكسر إرادة الجيش باعتباره عمود مصر وكأنهم يسألون المصريين: هل أنتم تريدون النجاح¿ تريدون عودة الدولة مرة أخرى تريدون أن تتحركوا في جميع الجهات وتحققوا نجاحا¿ كأنه ليس مطلوبا أن تنجح مصر”.
ولم يوضح الرئيس المصري هوية الجهات الخارجية التي قال إنها قدمت دعما لتنفيذ عملية الجمعة ومضى قائلا في أول تصريح معلن حول الهجوم :”مصر تخوض حرب وجود وهناك شهداء سقطوا وهناك شهداء سيسقطون مرة ثانية وثالثة لأن هذه قضية حرب كبيرة نحزن نعم نتأثر نعم لكن يجب أن نكون مدركين أبعاد المؤامرة الكبيرة ضدنا”.
وحذر السيسي من محاولات “للتدخل بين الشعب المصري وبين جيش مصر وأجهزة الدول” واصفا تلك المحاولات بـ”الخطر الحقيقي”.
وتتهم مصر جماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها وأعلنتها “تنظيما إرهابيا” في ديسمبر بالتعاون مع الجماعات المتشددة التي تنشط في شمال سيناء.
وبدأ أمس تطبيق حالة الطوارئ في قسم من شمال ووسط شبه جزيرة سيناء التي تشكل معقلا لإسلاميين مسلحين متشددين.
وأعلن دخول حالة الطوارئ حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش يوم أمس “لمدة ثلاثة أشهر” على أن يرافقه حظر للتجول.
كما أعلن الحداد الرسمي لثلاثة أيام على الضحايا العسكريين الذين نظمت لهم جنازة عسكرية رسمية أمس بحضور رئيس الجمهورية كما ذكرت قنوات فضائية مصرية خاصة.
وبينما ذكرت مصادر أمنية أن طائرات الاباتشي العسكرية المصرية قصفت أمس مواقع يشتبه أن يكون متشددون من جماعة أنصار بيت المقدس يختبئون فيها قرر الجيش في اجتماع طارئ أمس تشكيل لجنة من كبار قادته لدراسة “الأحداث الإرهابية الأخيرة بسيناء”.
وذكرت رئاسة الجمهورية في بيان صدر بعيد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يضم كبارة قادة الجيش برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي انه “تم تكليف لجنة من كبار قادة القوات المسلحة لدراسة ملابسات الإحداث الإرهابية الأخيرة في سيناء واستخلاص الدروس المستفادة”.
وأضاف :إن ذلك يهدف إلى “تعزيز جهود مكافحة الإرهاب بكافة صوره في سائر أنحاء الجمهورية”.
ولم تعلن أية مؤسسة رسمية مصرية تفاصيل الهجوم بشكل رسمي حتى الآن. كما لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
وتسري حالة الطوارئ في المنطقة الممتدة من مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة حتى غرب العريش كبرى مدن محافظة شمال سيناء وتتضمن أيضا مناطق وسط سيناء.
وهي تشمل معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة الذي قررت السلطات المصرية أمس الأول إغلاقه اعتبارا من يوم أمس وحتى إشعار آخر بحسب ما أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية ومسؤولون في المعبر.
