عشرة آلاف يمني يخضعون لامتحان الثقة

* لا تأتي غدا التي اخبرك عنها صديقك وهو يضع يده على كتابك ويعدك أن يعيده اليك في اليوم التالي الذي يطول انتظاره ومع الوقت تتحول مطالبتك بما أعرته مصدرا للازعاج ولن يتردد بشكوك الى طرف ثالث .
يدفع هذا الحال المنتشر بمن لديه كتاب ان يفكر مائة مرة قبل أن يوافق على إعارته إلى صديق لأنه لن يراه مجددا وسيتولى الزمن مهمة النسيان ومع كل هذا هناك من يقول لنا إن الكتاب سيعود اليك يوما وان كنت لا تعرف الشخص الذي قدمته اليه وهو جوهر المبادرة التي اطلقها عدد من الشباب المتطوعين تحت اسم اليمن تقرأ.

يقول محمد العمودي أحد أعضاء المبادرة انهم يعتمدون الثقة في التعامل ومن يحصل على كتاب يكون قد تحمل شيئا آخر وهي الثقة نحن نثق بك رغم أننا لا نعرفك ولن نستطيع إجبارك على إعادة الكتاب الذي أخذته الا أننا نعرف ثقتك وامانتك هذا هو ما نوزعه مع الكتاب مجازا وليس واقعا .
تقوم المبادرة التي تسير كما خطط لها على نظامين الاول استقبال الكتب من المتبرعين ممن يمتلكون كتبا أكملوا قراءتها ويرغبون أن يستفيد غيرهم منها وأن تخرج من رفوف المكتبة الخاصة وكما يقول العمودي فإن استقبال الكتب يكون بالتواصل مع المجموعة عبر وسائل الاتصال وشبكات التواصل الاجتماعي أو عبر الصناديق الموضوعة في أماكن عامة والمخصصة للتبرع بالكتب لصالح المبادرة .
النظام الآخر التوزيع للكتب المستلمة وتقديمها لمن يرغب باستعارتها للمدة التي يحددها ويراها كافية ثم يعيدها الى أحد الصناديق دون أن يبلغ المبادرة التي تتولى إعادة توزيعها من جديد لقارئ آخر .
لقد أعادوها
* يصر محمد العمودي على اعتبار ان ال30% هي نسبة الكتب التي اعيدت مشجعة نظرا لأن الوقت مبكر ولم تمر غير ثلاثة اشهر تلقينا فيها عشرة الف كتاب وبدأت حركتها بين القراء الذين سيصل عددهم الى نفس العدد وهم جميعا امام امتحان لثقتنا بهم , ما يهمنا أن يقرأ الناس أن يطلعوا على ما يفيدهم وما ينمي معارفهم وخيالهم ويطور توجهاتهم .
وعن نوعية الكتب التي تستقبلها المبادرة يؤكد العمودي انهم يبتعدون عن كل الكتب التي تثير الخلاف أو يراد منها إثارة جانب معين نرحب بالروايات والأعمال الأدبية الأخرى بمختلف انواعها والكتب المتعلقة بالتنمية البشرية وتنمية الذات والعمل الإداري وهي مطلوبة بكثرة الى جانب الأعمال الروائية باللغة الانجليزية وعليها إقبال نظرا لتقويتها لغة الدارسين المهم أننا نحاول قدر الإمكان تجنب الكتب الموجهة لصالح طرف أو جهة أو فكرة غير نافعة .
أما من يقوم بتحديد أولوية الكتب ونوع الإعارة فيفيد عضو المبادرة بوجود مجموعة تهتم بالفرز والتوثيق ووضع خط سير الكتاب وايصاله الى المستفيد بصورة جيدة بحيث تستثنى الكتب التالفة اجزاء منها والتي قد تنفر القارئ ولا تخدم هدف المبادرة الأساسي الذي هو التشجيع على القراءة .

التنمية للقراءة
* التنمية عبر القراءة هي واحدة من افضل اساليب التنمية الحديثة للمجتمعات حيث تصل الى اكبر عدد من الناس وتزرع قيم ومفاهيم جديدة عن العمل والاتقان وتقدم الكتب نماذج وتجارب آخرين قدموا الكثير من الخدمات للبشرية وتنتشر هذه الأنواع من المبادرات الداعية الى دعم القراءة في عدد كبير من البلدان وبالنسبة للمبادرات الموجودة في اليمن فهناك عدد منها وقد وزعت بعضها كتبا قيمة في المدارس والجامعات منها مبادرة القراءة للجميع وجميعها تعمل على شد الأعين الى الكتب وتجديد المعارف .