
بثقة تامة يتحدث مدير الوكالة الأمريكية للتنمية في اليمن هيربي سميث ” ندرك أن مستقبل اليمن بيد الشباب” مقدما جرعة ساخنة من الأمل والتفاؤل في مرحلة صعبة وحرجة وصلت معها هذه الفئة الحيوية في المجتمع الى درجة حرجة من الاحباط والتشاؤم بمستقبل مجهول.
يحدد هذا المسؤول الدولي الطريق للوصول الى هذه الغاية وتتمثل “بالفرص” التي تجعل الشباب يشعرون بأهمية حياتهم والتخلص من وضعية الأعمل التي جعلتهم عالة على مجتمعهم وبلدهم.
لكن هذه الفرص بحسب “سميث” تحتاج الى افكار يتم ترجمتها الى مهارات تؤهل الشباب والخريجين ومختلف فئات المجتمع المهنية والحرفية وتمكنهم من ايجاد فرصة عمل أو إدارة مشروع تنموي منتج ومدر للدخل.
يقول سميث : لكي تزدهر اقتصاديا عليك استثمار مواردك البشرية والتركيز على الفرص الوظيفية ذات الديمومة التي يمكن أن يحصل عليها الشباب.
ويضيف : نساعد الحكومة اليمنية والمساهمة في التخفيف من الأعباء الاقتصادية وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.
ويشدد مدير الوكالة على أن اليمن تمر بتحدى اقتصادي وتفاقم ظاهرتي الفقر والبطالة الأمر الذي يتطلب دعم المجتمع الدولي وشركاء التنمية لليمن والوقوف معها في التصدي للأوضاع الاقتصادية الصعبة.
تأهيل
* تركز جزء من الأعمال التي تقوم بها الوكالة الأمريكية للتنمية في البحث عن فرص في الأعمال من خلال استقطاب الشباب اليمني وتأهيلهم وتدريبهم على تكوين وإدارة مشروعات صغيرة خاصة بهم للتخفيف من البطالة والفقر.
ويشير إلى أن الوكالة تركز في برامجها وانشطتها على الأوضاع المعيشية لليمنيين وإيجاد عناية صحية أفضل وتحسين مستوى التعليم وتدريب الشباب بما يضمن إيجاد فرص عمل حقيقية لهم .
ويقول : ندرك ان مستقبل اليمن بيد الشباب ولهذا تعمل برامجنا ان تضمن فرص عمل لهذه الفئة الشبابية الهامة والواعدة في اليمن.
ويتحدث سميث حول برامج وكالة التنمية التي تستهدف تدريب الشباب بمجال الأعمال من خلال التقائهم بالمستثمرين في القطاع الخاص وعرض أفكارهم الابداعية الجديدة وبلورتها في أعمال ومشاريع صغيرة تساهم بخلق مجتمع منتج ومزدهر.
ويؤكد سميث على أهمية هذه البرامج لخدمة التنمية في اليمن حيث سيكون لها اثر ايجابي ملموس على مختلف شرائح المجتمع.
طريق
* يقترح خبراء مشروع هام وفاعل يتمثل في إقامة مراكز ومؤسسات متخصصة في تشجيع الشباب والخريجين ومختلف شرائح المجتمع على إنتاج وتبادل الأفكار .
ويقول منذر الهاملي مدير مركز “الآفاق” للتدريب أن هذا المقترح مشروع نوعي قابل للتنفيذ .
ويشير إلى أن الشباب في بلادنا بحاجة لمن يأخذ بيدهم ويوجههم إلى الطريق المناسب لاستغلال طاقاتهم الفكرية والإبداعية وتحويلها إلى مشاريع واقعية نحل بها العديد من مشاكلنا التي استعصت عن الحل وتحولت إلى معضلة .
ويضيف : كل المشاريع مصدرها الرئيسي “فكرة” ومن ثم قيمة مضافة وإرادة وإصرار ودعم بسيط من جهات تمويلية يتحول الحلم والفكرة الى حقيقة ومشروع ولهذا فإن مشروع انتاج وتبادل الأفكار قابل للتنفيذ بشكل كبير.
وأهم نقطة يشدد عليها تتمثل في أن الفكرة هي نقطة البداية وهي الانطلاقة الحقيقية للمشاريع وريادة الأعمال وخلق مجتمع منتج.
ويؤكد أن أرباب العمل والأسواق لا يزالون يبحثون عن أصحاب المهارات لتوظيفهم على الرغم من وجود بعض الحواجز المتمثلة بالمهارات التقليدية الرئيسية والتي تحد من حصول الباحثين عن الوظائف من الفوز بفرصة عمل أو تأسيس عمل خاص بهم.
حلم
* تعقد الأوضاع الراهنة صعوبة البحث عن عمل حيث يحمل الشباب حلمهم في الوظيفة من عام لآخر وتظل الهم الأكبر الذي يرغبون بالتخلص منه والنفاذ الى أمل المستقبل.
ويعيش الشاب علي عبد الرزاق في كل عام حلم الحصول على وظيفة أو عمل حيث يعيش العام الخامس على التوالي منذ تخرجه بدون تحقيق حلمه.
ويريد علي كما يقول أن تستقر البلد وتهدأ الأوضاع لكي يبدأ العمل للمستقبل بالاهتمام بالشباب وتوفير كافة متطلباتهم وخلق بيئة أعمال تتيح العديد من الفرص للإبداع والعمل والتميز.
ويأمل هذا الشباب وغيره من العاطلين عن العمل ان يجدوا مبتغاهم في فرصة عمل كريمة ولائقة في ظل أوضاع صعبة ومعقدة.
ويرى خبراء في هذا الاتجاه ان حلم الحصول على فرصة عمل يتحول الى هاجس لدى الكثير من الشباب وطالبي العمل بدون المحاولة والبحث واستكشاف الأسواق والعمل على تطوير الذات واكتساب المهارات التي تضع الشاب أمام فرصته مهما كانت صعبة
