لندن /وكالات
تجري الشرطة بريطاني تحقيقات أمنية بوتيرة متسارعة “غير معتادة” منذ سنوات لإحباط هجمات قاتلة محتملة يتم التخطيط لها في الخارج خاصة سوريا.
وقال مارك رولي المسؤول الوطني عن مكافحة الإرهاب في بيان انه “منذ مطلع العام اعتقلنا 218 شخصا ونحن أمام عدد مرتفع بشكل استثنائي من التحقيقات المتعلقة بمكافحة الإرهاب” مؤكدا أن هذا العدد الكبير ليس معهودا “منذ سنوات عديدة”.
وأكد رولي في بيان في أحدث مؤشر على قلق السلطات البريطانية الجاد من خطر وقوع هجوم “حجم ونطاق ووتيرة أنشطة مكافحة الإرهاب شهدت تغيرا ملحوظا.”
وأضاف: “لقد أحبطنا مشاريع اعتداءات كثيرة هذا العام”.
وأوضح رولي أن هذه المخططات الإرهابية كانت “على درجات متفاوتة من التطور تتراوح من التخطيط الفردي لتنفيذ اعتداءات دموية مرتجلة إلى مؤامرات أكثر تعقيدا”.
ولفت إلى أن كل هذه المخططات إما تدار على ما يبدو من الخارج او انها استلهمت من الإرهاب الخارجي.
وأكد رولي :إن المجموعات المتطرفة تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت بطريقة تزداد تطورا وان الشرطة تسحب من الانترنت كل أسبوع وثائق متطرفة غالبيتها مرتبط بالعراق وسوريا وبعضها يتعلق بعمليات إعدام وتعذيب.
وتابع أن “مشكلة تزايد أعداد الشبان المفتونين وفي بعض الأحيان المستضعفين الذين يعتنقون الفكر المتشدد عبر الانترنت تمثل خطرا متعاظما”.
ولفت إلى أن هناك 66 شخصا اعتبروا في عداد المفقودين يشتبه في أنهم ذهبوا إلى سوريا.
ويأتي هذا الإعلان بعدما اعتقلت السلطات البريطانية في الأسابيع الأخيرة العديد من الأشخاص المشتبه بتورطهم بمؤامرات “كبيرة”.
وتعتبر بريطانيا هدفا للمتشددين الإسلاميين منذ الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة في التاسع من سبتمبر عام 2001م وقتل 52 شخصا حين نفذ أربعة شبان بريطانيون تفجيرات انتحارية في لندن عام 2005م.
وحذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من أن متشددي تنظيم داعش الذين يقاتلون في سوريا والعراق يشكلون أكبر خطر أمني على البلاد ووعد باتخاذ المزيد من التدابير للتصدي للخطر الذي يمثله مقاتلون متشددون يعودون لتنفيذ هجمات في البلاد.
وانضم رولي بتصريحاته هذه إلى سلسلة من المسؤولين الأمنيين وكبار رجال السياسة في بريطانيا حذروا من هذه المخاطر في الآونة الأخيرة.
وفي الأسبوع الماضي أصدر رولي مذكرة إلى ضباط الشرطة في شتى أنحاء البلاد ليكونوا في حالة تيقظ شديد للمخاطر التي تحيق بسلامتهم بينما قال رئيس بلدية لندن بوريس جونسون أن المخبرين يراقبون آلاف المشتبه بهم.
وخلال شهر أكتوبر ألقى المخبرون القبض على 14 شخصا وقال ضابط رفيع طلب عدم الكشف عن هويته :إن بعض المتآمرين المشتبه بهم كانوا قريبين جدا من تنفيذ هجوم.
وكانت بريطانيا رفعت مستوى التأهب الأمني في البلاد في نهاية أغسطس إلى درجة “الخطر” إي ما قبل الدرجة الخامسة والأخيرة وذلك لمواجهة التهديد الإرهابي المرتبط بسوريا والعراق. ويعني هذا المستوى أن وقوع هجوم هو أمر “مرجح جدا”.
وتقدر السلطات البريطانية عدد مواطنيها الذين ذهبوا للقتال في سوريا أو العراق بحوالي 500 شخص وهي تخشى أن يعود احدهم إلى المملكة المتحدة لارتكاب اعتداء إرهابي.
Prev Post
قد يعجبك ايضا