ليبيا.. قوات “حفتر” تحاول استعادة بنغازي

شنت القوات الموالية للواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر أمس هجوما جديدا في محاولة لاستعادة مدينة بنغازي (شرق) التي سقطت بأيدي ميليشيات إسلامية وخصوصا جماعة “أنصار الشريعة”.
وتشهد مدينة بنغازي منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011م انفلاتا أمنيا واسع النطاق وعنفا مستمرا يتجلى في عمليات خطف وتفجير واغتيال تطاول عناصر الجيش والشرطة واعلاميين وسياسيين ورجال دين وناشطين.
وقال حفتر في بيان بثته قنوات ليبية موالية :ان “تحرير مدينة بنغازي واستقرارها هي المرحلة الاستراتيجية الأهم في معركة الجيش ضد الإرهاب لأنها ستفتح الباب أمام تحرير كل ربوع الوطن من الإرهابيين العابثين باستقراره وأمنه ووحدته”.
وأكد شهود عيان أن دبابات هاجمت مقر “كتيبة 17 فبراير” الميليشيا الإسلامية في حين شنت مقاتلات تابعة لحفتر غارات على مقر الكتيبة الواقع في غرب المدينة. والعملية التي بدأها اللواء المتقاعد المثير للجدل الذي شارك في الانتفاضة ضد النظام السابق لم تحقق كثيرا من النجاح .
بل على العكس من ذلك فقد طردت قواته من بنغازي ميليشيات أسلامية ضمنها أنصار الشريعة التي تصنفها واشنطن منظمة “إرهابية”. وشكلت المجموعات الإسلامية “مجلس شورى ثوار بنغازي” الذي يجمع بين المتطرفين وآخرين أكثر اعتدالا. ومنذ ذلك الحين تدور معارك دامية بشكل شبه يومي بين الطرفين أوقعت حوالي خمسين قتيلا في الأسبوع الماضي.
وتدافع قوات حفتر منذ أسابيع عدة عن مطار بنغازي أخر معاقلها منذ فقدت سيطرتها على قواعد عسكرية مهمة. وقتل سبعة جنود أمس الأول بانفجار سيارة مفخخة قرب المطار بحسب متحدث باسم القوات الموالية لحفتر. وقد أكد حفتر أن “الساعات والأيام المقبلة ستكون صعبة على الليبيين لكنه لا بد من ذلك لكي نعيد الأمن والأمان”.
كما دعا احد المتحدثين باسمه الشبان في بنغازي إلى ضمان امن إحيائهم وعدم السماح للإسلاميين بدخولها. ويستند اللواء حفتر الذي يتهمه خصومه باغتنام الفوضى التي تغرق فيها ليبيا للقيام بانقلاب إلى عدد من الضباط السابقين في الجيش وكتائب أخرى في شرق البلاد بينها القوات الخاصة والقوات الجوية.
وللمرة الأولى أكد حفتر انه “سيعلن انتهاء خدمته العسكرية عقب خوضه معركة تحرير بنغازي” بعدما كان يعتمد الغموض حول نواياه الحقيقة. إلا انه لم يوضح ما إذا كان يسعى إلى دخول المعترك السياسي.
يذكر أن السلطات الانتقالية كانت أدانت عملية حفتر في أول الأمر لكنها باتت متهمة من قبل معارضيها بأنها متواطئة معه خصوصا بعد خسارتها طرابلس.
وتفرض مجموعة من الميليشيات وخصوصا الإسلامية منها وميليشيا مصراتة (شرق العاصمة) سيطرتها على العاصمة منذ اغسطس الماضي في ختام اسابيع من المعارك مع ميليشيات أخرى مؤيدة للحكومة وخصوصا ميليشيا الزتنان (غرب طرابلس). وشكلت الميليشيات المنضوية تحت لواء “فجر ليبيا” حكومة ظل في العاصمة.
وقد اضطرت حكومة عبد الله الثني والبرلمان اللذين تعترف بهما الأسرة الدولية إلى الانتقال إلى أقصى الشرق الليبي الخاضع لسيطرة قوات حفتر هربا من الميليشيات. ووعد حفتر بإعادة السلام والأمن إلى بنغازي التي هجرها الدبلوماسيون الذين تعرضوا لهجمات دامية منذ العام 2011م. وأخطرها الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية في سبتمبر 2012م وادى إلى مقتل السفير وثلاثة أميركيين آخرين.

قد يعجبك ايضا