الانقسام السياسي يؤجل انتخاب الرئيس في لبنان

تسببت الانقسامات السياسية المتواصلة الحادة والتي تسطير على لبنان في تأجيل انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية للمرة الثالثة عشرة على التوالي ويأتي هذا التأجيل في وقت تعيش فيه لبنان مرحلة حرجة جراء الفراغ الرئاسي منذ مايو الماضي بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 مايو الماضي وأوضاعا اقتصادية وأمنية هشة تضع أمن واستقرار بلاد الأرز على المحك في حال استمرار هذا الصراع الذي لا يخدم لبنان وشعبه.
وفي هذا السياق أرجأ مجلس النواب اللبناني للمرة الثالثة عشرة منذ ابريل الماضي جلسة انتخاب رئيس جديد للبلاد والتي كانت مقررة أمس بسبب عدم اكتمال النصاب نظرا إلى الانقسام السياسي الحاد في البلاد وتتطلب جلسة انتخاب رئيس حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب (86 من أصل 128).
وينقسم النواب بين مجموعتين أساسيتين: قوى 14 آذار وابرز أركانها سعد الحريري وسمير جعجع المرشح إلى رئاسة الجمهورية وقوى 8 آذار وأبرز أركانها حزب الله وميشال عون الذي يعتبر مرشح هذه المجموعة إلى الرئاسة. ولا تملك أي من الكتلتين الغالبية المطلقة. وتوجد كتلة ثالثة صغيرة في البرلمان مؤلفة من وسطيين ومستقلين.
وأعلنت رئاسة مجلس النواب إرجاء الجلسة إلى نهاية أكتوبر الحالي. وحضر إلى مقر البرلمان في وسط بيروت 58 نائبا للمشاركة في الجلسة التي لم تنعقد. ويأتي هذا الفشل الجديد في وقت يتعرض لبنان لهزات أمنية متتالية ناتجة من تداعيات النزاع في سوريا المجاورة.
وتعود رئاسة الجمهورية في لبنان إلى الطائفة المارونية. ومنذ انتهاء ولاية سليمان تتولى الحكومة المؤلفة من ممثلين عن غالبية القوى السياسية ويرأسها تمام سلام (سني) مجتمعة بموجب الدستور صلاحيات الرئيس لحين انتخاب رئيس جديد. ويتغيب عن جلسات البرلمان نواب حزب الله وحلفائه داعين إلى “التوافق مسبقا” على رئيس قبل عقد الجلسة.
من جهة أخرى قتل جندي لبناني وأصيب آخر بجروح في وقت مبكر من صباح أمس اثر إطلاق مسلحين النار عليهما في منطقة عكار (شمال) الحدودية مع سوريا بحسب ما أفادت قيادة الجيش. وأعلن الجيش في بيان أن مجهولين يستقلان دراجة نارية عند مفرق بلدة الريحانية – عكار أقدما على إطلاق النار من سلاح حربي باتجاه عسكريين من الجيش كانا يتجهان إلى مركز عملهما ما أدى إلى استشهاد أحدهما وجرح الآخر”.
وأشار الجيش إلى انه باشر “التحري عن مطلقي النار وملاحقتهما في الأماكن المشتبه في لجوئهما إليها”. وشهدت مناطق في شمال لبنان سلسلة حوادث مماثلة في الأشهر الماضية غالبا ما تزامنت مع توترات مرتبطة بالنزاع في سوريا المجاورة.
وشهد لبنان سلسلة من التفجيرات والحوادث الأمنية المرتبطة بالنزاع السوري آخرها معارك استمرت خمسة أيام في محيط بلدة عرسال الحدودية (شرق) بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا ومن مخيمات للاجئين داخل عرسال ما تسبب بمقتل عشرين جنديا و16 مدنيا وعشرات المسلحين. وانتهت المعارك بانسحاب المسلحين إلى جرود البلدة المتصلة بمنطقة القلمون السورية وما زالوا يحتجزون أكثر من 25 عنصرا من الجيش وقوى الأمن الداخلي.
وأفاد الجيش أن وحداته المنتشرة في محيط عرسال رصدت بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس “مجموعة إرهابية مسلحة تحاول التسلل إلى أحد المراكز العسكرية وعلى الأثر تصدت لها قوى الجيش واشتبكت معها بالأسلحة المناسبة ما أجبر العناصر الإرهابية على الانسحاب والفرار باتجاه الجرود”.
كما أفاد الجيش أن مركزا آخر تابعا له تعرض “لإطلاق نار من داخل مخيم للنازحين السوريين القريب من المركز” مشيرا إلى أن قواته “ردت على النار بالمثل وتعمل على تعقب مطلقي النار لتوقيفهم”. وتستضيف عرسال ذات الغالبية السنية المتعاطفة إجمالا مع المعارضة السورية عشرات آلاف اللاجئين الذين يقيم عدد كبير منهم في مخيمات عشوائية.

قد يعجبك ايضا