علماء ودعاة: من أحب الأعمال وأعظمها في أيام العيد إدخال السرور والسعادة في قلوب الناس

عيد الأضحى ليس فقط عيد فرحة وسرور وطعام وإطعام بل أنه أيضا تعليم للأمة كيف روح الإيمان والمحبة وقيم الأخوة والألفة والتراحم والتسامح بين المسلمين بعيدا عن التصنيفات السياسية والمناطقية والطائفية.. جاء العيد بحلته الفرائحية ليحيي في نفوس الناس معنى الجسد الواحد حول العيد وآثاره الإيجابية على أمة الإسلام كان لنا الاستطلاع التالي:

في البداية تحدث إلينا الشيخ عبدالرحمن البعداني بقوله: في مثل هذه الأيام الفضيلة علينا أن ندعو إلى إضفاء روح التسامح والمحبة والابتعاد عن الخلافات الحزبية والمناطقية والطائفية وتقديم أخوة الدين ولنا في ذلك أسوة بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم الذي عمق مفهوم الأخوة حينما قال: “المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا” فلنجعل هذا العيد شعارا واقعيا لصفاء القلوب وتطهيرها من الضغائن والأحقاد وعن صفاء القلوب يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه في المسجد: يدخل عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة فدخل رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه بيده فسلم على النبي وجلس ولما كان اليوم الثاني قال: يدخل من هذا الباب عليكم رجل من أهل الجنة: فدخل ذلك الرجل الذي دخل بالأمس تنطف لحيته من وضوئه معلقا نعليه في يده فجلس وكذلك في اليوم الثالث فقال عبدالله بن عمرو بن العاص فقلت في نفسي: والله لأختبرن عمل ذلك الإنسان فعسى أن أوفق لعمل مثل عمله فأنال هذا الفضل العظيم إن النبي أخبرنا أنه من أهل الجنة في أيام ثلاثة فأتى إليه عبدالله بن عمرو وطلب أن يبيت عنده ثلاث ليال قال: لا بأس قال عبدالله: فبت عنده ثلاث ليال والله ما رأيت كثير صلاة ولا قراءة ولكنه إذا انقلب على فراشه من جنب إلى جنب ذكر الله فإذا أذن الصبح قام فصلى فلما مضت الأيام الثلاثة.
قلت: يا عم رسول الله ذكرك في أيام ثلاثة أنك من أهل الجنة فما رأيت مزيد عمل!! قال: هو يا ابن أخي ما رأيت قال: فلما انصرفت دعاني فقال: غير أني أبيت ليس في قلبي غش على مسلم ولا أحسد أحدا من المسلمين على خير ساقه الله إليه قال له عبدالله بن عمرو: تلك التي بلغت بك ما بلغت وتلك التي نعجز عنها .
وأشار البعداني إلى وجوب أن يتميز اليمنيون بالصفاء في قلوبهم والرحمة والرأفة والمحبة في ما بينهم فكيف يهنأ المرء بالطعام وهو يعلم أن جاره أمسى طاويا يتلوى من الجوع ترى الفقراء والمساكين يملأون السكك والطرقات لا يجدون كسرة الخبز بينما ترمى أشهى الأطعمة في صناديق القمامة ولا تقدم إلى الأكباد الجائعة والبطون الخاوية والفقراء يمرضون السنوات الطويلة ولا يجد أحدهم دواء والمساكين يطرحون في المستشفيات على الأسرة كالموتى ولا يجدون من يزورهم.
الابتسامة مفتاح القلوب
أما الشيخ عبدالله حاتم فقد استهل حديثه بالقول: عيد الأضحى المبارك هو يوم فرح وسرور ولقاء بالأهل والأحباب للتسامح والتزاور ونسيان الحقد والأضغان ووقفة مع النفس في طاعة الله هذا كله تجديد للإيمان وبث الحب والوفاء وتماسك بين المسلمين فعن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” رواه مسلم.
أما العيد والفرح فيه فهو من محاسن هذا الدين وشرائعه فعن أنس قال: “قدم النبي ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية فقال:”قدمت عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما في الجاهلية وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم النحر ويوم الفطر”.
وأضاف: إن من أحب الأعمال وأعظمها في هذه الأيام المباركة هو إدخال السرور والسعادة في قلوب الناس والتحلي بالبشاشة والابتسامة والأخلاق الطيبة حيث يقول صلوات الله عليه وسلامه: “أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب المسلم”وقال: “أحب الأعمال إلى الله بعد الفرائض إدخال السرور على المسلمين” وعن جرير بن عبدالله بن جابر قال: “ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي” فمن لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره بذلك أره الله عز وجل يوم القيامة. وختم حديثه قائلا الابتسامة مفتاح القلوب.
قاطع الرحم ملعون
من جهته أوضح الشيخ جبري إبراهيم حسن في حديثه فضل صلة الأرحام والتي في وصلها دليل واضح على الإيمان بالله واليوم الآخر لحديث “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراٍ أو ليصمت ) والله تعالى يقول ” والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار” ويقول سبحانه: “فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم” فقاطع الرحم ملعون لعنه الله في كتابه وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لما خلق الله الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة فقال: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت: بلى يارب قال فذلك لك).
وأشار إلى أن صلة الرحم لها آثار في الرزق والمال والبركة والعمر لقول الرسول صلوات الله عليه وسلامه: من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه وقوله: الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله.
وختم حديثه قائلا: يجب أن لا نغفل عنها في العيد خاصة تحت أي حجة فهي سبب من أسباب دخول الجنة: فيا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام).

قد يعجبك ايضا