
حضرموت / أحمد بن زاهر– أحمد بزعل –
لعيد الأضحى المبارك في محافظة حضرموت وفي عموم محافظات الجمهورية طقوس وعادات وتقاليد تضفي على هذه المناسبة جوَ مفعمَ بالبركات والأفراح الغامرة , والمشاعر الفياضة في نفوس المواطنين التي تترجم في الواقع المعاش ولمعرفة العادات المتبعة في محافظة حضرموت التقت” الثورة” بالعديد من المواطنين والشخصيات الاجتماعية وخرجت بالحصيلة التالية:
الأخ / حسين عوض حداد : كان أول المتحدثين قال :
عيد الأضحى المبارك بمحافظة حضرموت لا يختلف كثيراٍ عن عيد الفطر المبارك من حيث العادات والتقاليد حيث يبدأ التحضير لأفراح العيد قبل العيد بيومين على الأقل فيقوم الناس بشراء لحم العيد والملابس الجديدة والحلويات والبسكويت وطلاء منازلهم خاصة الذين لم يقوموا بطلائها في عيد الفطر المبارك .. وكذا تغيير ستائر الغرف والنوافذ وتغيير ملابس الوسائد (المخدات) وفرش الغرف بالموكيت والقطف ورشها بالروائح العطرية والند كزينة لأهل البيت ولاستقبال المعاودين, وفي الصباح الباكر من أول أيام العيد يتجه الناس إلى المساجد والساحات العامة لتأدية صلاة العيد والاستماع إلى خطبة العيد حيث تمتلئ المساجد بالمصلين شيوخاٍ وشباباٍ وأطفالاٍ وبعد الانتهاء من الصلاة يتبادلون التهاني والتبريكات بمناسبة العيد وقليل من الناس من يتوجه إلى معايدة الأهل والأقارب في أول أيام العيد .. أما في اليوم الثاني فيقوم الأفراد والجماعات بالزيارة للأقارب والأصدقاء والجيران حيث يستقبلون بترحاب وتقدم لهم العصائر والشاي والنعنع واللبان وقبل انصرافهم يتم رشهم بالعطور ويزداد الأطفال فرحة وبهجة بالعيد عند ارتدائهم الملابس الجديدة وعند ذهابهم لمعايدة أقاربهم الذين يستقبلونهم بفرحة وبشاشة غامرة .. ويقدمون لهم النقود كهدية العيد وبعد صلاة العصر يتوجه الناس إلى شواطئ البحر حيث الجو الطلق الجميل كما أن البعض يتجه إلى الاستراحات والمنتزهات لقضاء فترة أيام العيد فيها.
فسحة للتزاور
يقول الأستاذ / محمد سقاف الهدار من جانبه :
العيد فسحة للتزاور والمعايدة وتبادل التهاني وهو فرصة لتحديد نكهة مسار الحياة والخروج عن دائرة رتابة التعامل اليومي والروتين المألوف .. والعيد أيضاٍ انطلاق نحو آفاق رحبة للخلق والإبداع , و في مقدمة كل ذلك تواد وتواصل مع من نحب من أرحام وأهل وأصدقاء , والعيد محطة للتأمل والتبصر ومراجعة للذات.. واستطرد : وهناك جملة من العادات والتقاليد اللطيفة والحمببة إلى قلوب الصغار والتي كانت حاضرة ومتبعة قبل أن تنحسر وتتلاشى من بينها على سبيل المثال عادة المشاعيل أو الكنابير المغرد (كنابرة أو كنبورة) التي كان الأطفال الصغار يمارسونها في الخمسة الأيام الأولى من شهر ذي الحجة , وفي الخمسة الأيام التي تليها تكون للكبار منهم يقومون بعملية (التشعيل) وهذه اللعبة أو العادة لاتزال تمارس إلا أن الإقبال عليها بدا يتلاشى نتيجة لعدة عوامل ومسببات الكنبارة عبارة عن سراج صغير وعادة يصنع من علبة الطماطم الصغيرة وتملأ بالقاز ويمتد من أعاليها أنبوبة صغيرة بداخلها فتيل خيط تضاء و يحملها الصبي الصغير, أما الفتاة فتصنع كنبارتها من الطين, وكلاهما يرفعهما عود صغير ولكل منهما أرجوازة خاصة, فمثلاٍ عند ما تدخل البنت إلى الدار تقول .
يالله بحجة وتمدينة نزور النبي
ونزور كعبة محمد يا اهل بيت النبي
والغائب الله يجيبه بينكم محتبي
حجاج ومسافرين تحت الجبل واقفين
لا هلت العشر قل يالله مع الواقفين
ياعشر موسى عسى الله يرحم المسلمين
عادت علينا ولا عادت على الكافرين
وإذا أهل البيت المزار أكرموا البنت الصغيرة بشيء من النقود أو قطع الحلوى تقول.
الله يعزك كما عزيتنا ياحبيب
قوتك مجلجل ومن فوق المجلجل زبيب
وإذا أوعدوها بأن تمر عليهم مساء الغد تقول:
جئنا على وعدكم قلتوا لنا القابلة
والقابلة حصن بن عياش والزاوية
ذاك على صعيد الصغار أما الكبار فقد كانت مدينة الشحر وخاصة أنديتها الرياضية وملتقياتها الأدبية والثقافية عبارة عن مراكز إشعاع ونشاط تتحرك في صدر المجتمع خاصة في عهد الخمسينيات والستينيات تلك الفترة التي شهدت حراكاٍ ثقافياٍ ورياضياٍ ملحوظاٍ ومشهوداٍ حيث قال المحضار ( رحمه الله ) عن تلك الفترة :
الشحر معروفة بهذا الفن والتاريخ يشهد
فيها سبح عرق الرياضة واتقام الغصن وامتد
سل من تشأ عهد ستينياتها وأزيد
والمحضار ( رحمه الله ) يقصد هنا ناديي ( الكواكب والشباب وثالثهما نادي الاتحاد)
ففي الأعياد تتحول الأندية الثلاثة إلى خلايا نحل ومراتع نشاط وحركة.
تآلف القلوب
أما الأخ / محمد عمر علي بايعقوب فتحدث قائلاٍ
العيد فرصة للراحة ومتنفس لأوقات قد خلت في عمل وكد . لذا تتآلف القلوب وتلتقي الأحبة في أوقات تكون فيها اللحظات سعيدة تغمرها فرحة الأبناء والأطفال الذين تجمعهم بهجة العيد .. وعيد الأضحى موسم الحج فيه ذكرى عظيمة عندنا نحن المسلمون .. حيث تتجه الأتظار نحو بيت الله الحرام الذي يؤدي فيه الحجاج فريضة الحج , وتدعو قلوب أخرى لعل الله يرزقها زيارته . والعيد سمو ورفعة لعظمة الحدث .. وجلال المكان وقدسيته ومن أبرز العادات والتقاليد التي تشهدها محافظة حضرموت في عيد الأضحى المبارك وكغيرها من المحافظات تمتاز بعادات طيبة وتقاليد حميدة .. بدءاٍ بزيارة الأهل والأقارب بعد صلاة العيد وفرحة الأبناء بإشعال بعض الألعاب النارية تعبيراٍ عن فرحتهم وحرصاٍ من قيادة المحافظة لصقل هذه العادات وغرسها في أبنائنا حتى لاتذرها رياح التغيير ويطالها النسيان فقد اعتادت أن تشارك أبناء حضرموت أفراحهم بالعيد عند ارتدائهم الملابس الجديدة وحيث يذهبون لمعايدة أقاربهم وجيرانهم الذين يستقبلونهم بفرحة وبشاشة غامرتين .. حيث تقدم لهم النقود كهدية العيد
مناسبة عظيمة
الأخ صالح عبدالرحمن بايزيد من جهته تحدث بالقول:
عيد الأضحى المبارك مناسبة عظيمة وجميلة لها أثر وواقع كبيرين في نفوس المسلمين كونها تأتي تتويجاٍ لأيام العشر التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز يقول تعالى (والفجر وليال عشر) تلك الأيام المباركة التي فضلها الله تعالى وجعل فيها مناسك الحج إلى بيت الله الحرام .. قال تعالى ( وإذن في الناس بالحج يأتوك رجالاٍ وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) صدق الله العظيم// والمسلمون في كافة أنحاء العالم يشاركون اخوانهم الحجاج فرحتهم فيصلون صلاة العيد ويذبحون أضحيتهم .. وفي المكلأ مع بزوغ شمس اليوم العاشر من ذي الحجة ترى الناس أفراداٍ وجماعات يتوافدون على مصلى العيد لأداء صلاة العيد وسماع خطبة العيد رجالاٍ ونساءٍ وشباباٍ , بعدها يذهب الكل إلى بيته لذبح أضحية ودعوة أرحامه للتجمع معاٍ.
ومن أبرز العادات والتقاليد في العيد هو التزاور بين الأقرباء والأصحاب وإعانة المحتاجين وتستمر المعايدة حتى نهاية ذي الحجة لما في ذلك من تقوية لأواصر المحبة والألفة وتقام الأهازيج والألعاب الشعبية عصراٍ في كثير من الأحياء فرحة بالعيد.. ويتوجه الناس إلى الحدائق والمنتزهات في تنوع الفكرة لتظل البسمة مرسومة على كل الوجوه .. فمن العرض الموسيقي إلى سباقات الهجن مروراٍ بنزولات على المديريات بساحل ووادي المحافظة للمشاركة في مثل هذه الأفراح في إضفاء المظهر الجمالي لحضرموت .. وإقامة الحفلات الترفيهية على ضفاف خور المكلا أو شارع الستين أو كورنيش المحضار وغيرها من المنتزهات
عادات فريدة
* ويقول الباحث والمؤرخ الأستاذ/ جعفر محمد السقاف:
إن لعيد الأضحى بمدينه سيئون عادات وتقاليد فريده حيث تبدأ هذه التقاليد الموروثة أباٍ عن جد من أول شهر ذي القعدة بإحضار أقمشة العيد للرجال والنساء والصغار والكبار إلى الخياطين حيث لا توجد ملابس جاهرة كما هو الآن , فيقوم الخياطون بخياطة الملابس فقط أما الأزرار وتركيبها وثقوبها فهي من وظيفة ( درزي) آخر يقوم بها , كما يقدم المواطنون من الطبقة العليا الكوافي ( القلنسوات ) التي توضع على رؤسها خيوط ذهبية أو ملونة كما تطعم بمواد النشاء المقوى والذي يجعل القلنسوة قائمية بذاتها وكأنها ( الطربوش) والكبار يشدون عليها العمائم بأوضاع مختلفة , أما الشباب فيلبسونها لحالها وعند ما تنعكس أضواء الشمس على رؤسها المذهبة تحمل انعكاسات على الجدران وعلى المجاميع السائرة في موكب العيد لأداء صلاة العيد وزيارة الأهل والأقارب , طيلة أيام العيد الثلاث .
وأضاف: بالنسبة للأغنام وكباش العيد من أول شهر القعدة تقوم ربات البيوت بإعطاء الأغنام أفضل الغذاء الذي ينبت اللحم والشحم , فيدقون النوى المستخرج من التمور ويسمونه ( العجم ) ويقدم للأغنام صباحا ومساء فتسمن الأغنام باللحم والشحم , ويخصص الكبير منها ليذبح سنة ( الأضحية ) صدقة للفقراء والمساكين , وقبل بداية أيام العيد تأخذ البيوت في الرش بالنورة خاصة واجهات النوافذ وأساسات ومقدمات المداخل الرئيسية , وأما ( التكة ) وحوالي البيت فتطلى بالطين الناعم الممزوج بالتبن (مخلفات حصاد القمح ) كما تضياء شعلات النار من آعالي قمم الجبال ليعرف أبناء الريف حلول هلال العيد وتطلق الأعيرة النارية والمدافع وفي ليلة الزينة تسرج المساجد ويحضر الجيران إليها ليلة العيد لتلاوة القرآن والتفسير وتوزيع بعض الحلويات إضافة إلى شراب القهوة المنعش والذي يحتسونها ساعات طويلة من الليل إلى انبلاج الفجر , وتنشغل ربات البيوت بتبخير الملابس بالدخون وتنظيف الأحذية أما الصغار فينشغلون بفرقعة القراصيع النارية المصنوعة محلياٍ من حجرة يثقب عليها ثقب وتوضع فيه مفرقعات البارود وباحتكاكه بعملية الضرب على الحجرة تتفرقع المفرقعات محدثة صوتاٍ يتناسب وحجم مادة البارود , والتي تستخلص محليا من معادن في الجبال ( شبه كبريتية ).
كما يتغنى الأطفال ذكورا وإناثا بأغاني العيد ( الليلة عيد على الدنيا سعيد ) و( أهلا مرحب بالعيد ) و( ياليلة العيد قلبي سعيد ).
وأردف السقاف:
وبعد أداء صلاة العيد يتزاور الأهل والأقارب ذكوراٍ وإناثا وأطفالاٍ ويقدم البخور (العود) وشراب القهوة بنية أن تعود العيد وفي بعض الجلسات تنشد أناشيد , أما آخر الجلسة فلابد من قراءة فاتحة الكتاب بعد الدعاء بنية العواد.
مزيج من التقاليد..
* وعن العيد في مدينة تريم الغناء تحدث الأخ/ ابوبكر حداد بلفقيه وهو من أبناء هذه المدينة الشهيرة بالقول :
يختلف العيد من مكان لآخر .. إذ يتخذ صفاة وألوان متعددة .. إلا أن كل ألوان العيد في اليمن السعيد تكاد متقاربة ومتشابهة إلى حد كبير وتختلف في بعض الأشياء بحكم البيئة التي لها أثر في رسم العادات والتقاليد من مدينة إلى أخرى .
وهنا في تريم تكون العادات فيها مميزة إذ هناك مزيج من التقاليد الشعبية التي تتحكم في إضفاء الطابع الاحتفالي ورسم الجانب الجمالي للعيد , وتعمل على زيادة التقارب بين الناس وائتلاف بعضهم ببعض .
وتبدأ العادات الاحتفالية بعيد الأضحى المبارك من اليوم السابع من شهر ذي الحجة بالخروجات ( النزولات ) العائلية والجماعية , وفي الصباح تجد أغلب الأسر يذهبون إلى مكان ما لتناول وجبة الغداء , وربما طبخوه في ذلك المكان , وتناولوا بعده كاسات الشاي وحبات الحنظل , وفي عصر هذا اليوم تبدأ التجمعات الشبابية , يقضون ساعات العصر في الجبال يستطلعون المدينة ويتناولون بعض الوجبات الخفيفة ويروحون عن أنفسهم بالحديث والمرح وبعض الألعاب المسلية ويسمون هذا اليوم في تريم (بمطلع الحطب ) وفي المساء تتواصل التجمعات بين الأصحاب والخلان رجالاٍ ونساءٍ لعقد ساعات السمر وتناول وجبة العشاء والسهر إلى ساعة متأخرة من الليل خصوصاٍ الشباب منهم وهذه الوجبة المسائية تسمى في تريم بـ ( المداد ) بمعنى أن كل فرد يمد ويعاون بقسط من المال لتغطية تكاليف وجبة العشاء , التي ربما اختاروها وجبة دسمة , وسهروا مرحين بين أعمال الذبح والشوي والطبخ , ثم جلسوا يتبادلون الطرف والنكت والأحاديث المرحة والمسلية , وينتهي بهم هذا اليوم هكذا .
واستطرد بلفقيه: وفي اليوم الثاني ( أي يوم الثامن من شهر ذي الحجة ) تتواصل عاداتهم الفرائحية استعدادا للفرحة الكبرى يوم العيد , وهذا اليوم يسمى في تريم بعيد الصغار أي الأطفال , إذ تحتفل الأسر مساء في بيوتها بتوزيع قطع الحلوى والشوكلاته , ويسهر الأطفال في تقشير حبات الكزاب , ثم يسلمونها رب الأسرة ليتولى توزيعها على كل أفراد الأسرة , وهم على هذا الحال يتناولون وجبة العشاء ويحتسون كؤوس الشاي.
مواعظ وخطب
واستطرد بالفقيه:
وفي يوم عرفة يكون أكثر الناس ( ان لم نقل جميعهم ) في المدينة صائمين هذا اليوم , للأجر العظيم الوارد في صيامه , الذي أصبح عادة من عادات هذه المدينة , وفي عصر يوم عرفة يتوجه الرجال والأطفال إلى بعض المرتفعات , متشبهين بإخوانهم الحجاج في جبل عرفة , مجتمعين على قراءة بعض الأذكار والأوراد متضرعين إلى المولى عز وجل بالدعاء والابتهال أن يقسم لهم بنصيب وافر من رحمته التي كتبها لحجاج بيته الكريم , ثم يستمعون إلى المواعظ والخطب التي تذكرهم بفضائل يوم العيد والسنن الواردة فيه , وهم على هذا الحال حتى غروب الشمس وحين أذان المغرب يتناولون افطارهم في تلك الساحة ويؤدون صلاتهم , ويعظمون ربهم الجليل بالتكبير , ويتبادلون التحايا والتهاني وينادي المنادي معلنا موعد صلاة العيد في اليوم الثاني , وهم كذلك يتوجهون إلى منازلهم ويجتمعون مرة أخرى في النصف الثاني من الليل , كل في المسجد الذي يجاوره وذلك لإحياء ليلة العيد بالاعتكاف في بيوت الله وتلاوة القرآن الكريم والتكبير , وتدور أثناء ذلك كؤوس القهوة وقطع الحلوى وبعض المأكولات الخفيفة حتى طلوع الفجر .
وفي صباح العيد يلبس المواطنون الملابس الجديدة احتفالاٍ بالعيد والأطفال يلونون العيد هذا اليوم بلون جميل , قبعات ـ بالونات ـ حلويات ـ طماش قارح , والنساء يعددن وجبة الغداء في المنازل , والبقية في مصلى العيد , والطريق يعج بصوت جميل : الله أكبر الله أكبر …. الخ .
ومنذ الساعات الأولى يتم التزاور وتبادل التهاني بين الأقارب والخلان وتناول الشاي والحنظل في المنازل والتبخير بالعود والطيب .
وتتواصل طيلة أيام العيد الزيارات بين الأهل والأقارب والأصحاب والخلان لتقديم تهاني العيد في الصباح والمساء , وفي عصريات هذه الأيام تقام الألعاب الشعبية التراثية مثل ( الشبواني , الزامل , الرزيح وغيرها ) وهناك أيضا مباريات الألعاب الرياضية , وفي هذه الأيام أيضا يذبح المستطيع أضحيته , وتشهد الثلاثة الأيام ضيافات بين الأهل والأقارب .