السواد الأعظم من أبناء ريمة يعزفون


عن لبس الجديد وتقديم الأضاحي
مواطنون: تفكيرنا اقتصر على توفير الاحتياجات الأساسية.. والعيد العافية
أمين جمعية الثميلي: توقف أعمالنا الخيرية ناتج عن عدم تلقينا أية مساعدات من التجار وأهل الخير
مدير الشؤون الاجتماعية والعمل: دورنا يقتصر على فحص ومراجعة وثائق الجمعيات ومنح التصاريح

العيد فرحة يتغنى بها الصغار والكبار وسيمفونية تعزف أجمل الكلمات وما إن يحل فضاء هذا الوطن إلا وترى كل اليمنيين يتأهبون لاستقباله بكل شغف وشوق كون هذا العيد يمثل شعيرة دينية لها وقع خاص في نفوسهم إذ يقومون بتجهيز ما يتطلبه هذا العيد وفقا لما هو مألوف فالأضحية يقومون بتجهيزها قبل قدوم عيد الأضحى بنحو شهر وملابس العيد والحلويات غير أن الأحداث التي مر ويمر بها اليمن قد أثرت على الحالة الشرائية وعلى الإيفاء بمتطلبات العيد وشكلت صعوبة في توفير ما يمكن توفيره لهذا العيد وأبناء محافظة ريمة يستقبلون هذا العيد بنفسيات أليمة ومعاناة عديدة نتيجة للأحداث التي سيطرت على البلد (الثورة) استطلعت آراء عدد من المواطنين في المحافظة حول هذا الموضوع وخرجت بالحصيلة التالية:

الأخ عبدالله أحمد الفضل- معاق- مديرية السلفية قال:
الأزمة ماعد خلتنا نعمل حاجة إحنا كل سنة نقوم بالتجهيز للعيد ونفرح بقدوم العيد وربك يسهل بفلوس من أهل الخير نشتري أضحية ونشتري ملابس وجعالة العيد ونبتهج لكن العيد هذا العام جاء بين أزمة عكرت علينا المزاج والفرحة والظروف صعبة والناس حالتهم حالة والجمعيات الخيرية المفروض تقدم العون والمساعدة لنا وللناس المحتاجين هذه الأيام لكن يقولوا مابش معاهم ولا شيء لأن الأزمة على ما يقولوا أقست قلوب أصحاب الخير ولم يسلموا لهم الصدقات, واستطرد قائلا: يا أخي إحنا عايشين على بركة الله أما الجمعيات والله أني ذهبت إلى إحدى الجمعيات من أجل أحظى بمساعدات لكن لم يسجلوني أين نسير¿¿ أين نجي¿¿ لمن نشتكي¿¿ من يسمعنا¿¿!!

ظروف صعبة
من جانبه تحدث الأخ يحيى عامر- موظف بالقول:
كما تعرف أن للعيد نكهة خاصة وله مطالبه ولاشك أننا نقوم بالاستعداد لهذه المناسبة من جميع الجوانب مثل تربية الأضحية من قبل شهرين أو أكثر أما بالنسبة لبقية الطلبات مثل ملابس وجعالة العيد فقد قمنا بشرائها مع أن الوضع الحالي للموظف والأزمة التي عصفت باليمن خلال هذه الفترة قد جعلت الحالة أكثر تعقيدا وأصبح من الصعب توفير معظم هذه المتطلبات ورغم أن العيد مناسبة عظيمة تجعل الناس جميعا في تلهف لاستقباله إلا أن معظم المواطنين في هذا العيد لا يفكرون إلا كيف يعيشون وأتمنى من الجمعيات الخيرية أن تسهم في التخفيف من معاناة مثل هذه الفئات التي تأثرت كثيرا بالوضع الحالي الذي يعيشه الوطن.

عيد العافية
كما تحدث الأخ قحطان محمد صالح- مديرية مزهر قائلا:
عيد الأضحى عيد كبير يقدم الناس فيه الأضاحي وشراء الملابس للكبار والصغار وتشوف الناس كلهم فرحين ومسرورين ولكن بعدما وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة بسبب الصراع بين الأطراف السياسية فلم نعد نفكر بشيء سوى طلب العافية وسلامة رؤوسنا ما عاد نشتي نعيد الزلط مابش والعمل ضعيف يومين نشتغل وأسبوع متعطل والميسورون المتصارعون على الكراسي ما هم دارين ما ببطوننا لا يهمهم من يقتل ولا همهم من يعاني ولا همهم من يغرق أو يحرق ببحورهم ونيرانهم.
وأضاف: عيد الأضحى هذا العام جاء في ظروف صعبة ومؤلمة لا فلوس معانا ولا حاجة والجمعيات الخيرية الذي تقولوا عليها أنها تقدم المساعدة للمحتاجين أين هي¿¿ المفروض يدعموا الناس المحتاجين هذه الأيام لكن ما أبصرنا ولا سمعنا عن أي جمعية تبادر وتشوف أحوالنا وأحوال أمثالنا وهذا يعود إلى عدم الشعور بالواجب الإنساني لدى هذه الجمعيات فاليهود والنصارى عملوا جمعيات للإنسان وللرفق بالحيوان وإحنا جمعياتنا وحكومتنا وجدت لقتلنا وتدميرنا أحياء حسبنا الله فيهم والعيد عيد العافية.

حياة بائسة
من جانبها تحدثت العمة صفية محمد العسكري بقولها:
يا ابني كنا نستعد للعيد بجمع السمن البلدي من البقر حقنا وكذلك العسل البلدي ونربي الكباش لعيد الحجة للأضحية ويتسوق الناس الأسواق يشتروا مقاضي العيد من الملابس والبهارات والحلويات وإحنا نستعد لتوفير هذه الطلبات كل عيد لكن هذا العيد جمعنا السمن والعسل فقط لأنها من البيت أما الحاجات الثانية ما استرناش نوفرها لا سامح الله من خلانا نعيش هذه الحياة البائسة كنا نفرح بقدوم العيد ونستقبله أحسن استقبال وكل شيء متوفر لكن ذلحين دخلونا بفتن وحروب ما خلوناش نستقر أخ يقتل أخاه من أجل الدنيا.
وعما إذا كانت تحظى بمساعدات من قبل
الجمعيات الخيرية بالمحافظة:
ـ كنا في السابق مستورين من الله في خير لكن هذه السنة وهذا العيد اشتدت الأزمة علينا وكنا نقول ان هذه الجمعيات ستنقذونا وتتفقد أحوالنا لكن ما حصلنا منهم ولا حاجة قاموا يسجلونا قالوا نيتهم يقدموا لنا مساعدات للعيد وما درينا إلا وهم يقولوا مابش معاهم مساعدات لأن أصحاب الخير وقفوها على ما يقولوا, والجمعيات الخيرية ما بلا بوساطة أو معاهم مصلحة منك أما أنهم يعملوا لوجه الله مابش, وأضافت العمة صفية متسائلة: هل هناك من يراقب هذه الجمعيات أين المجلس المحلي حقنا¿ ماذا يعمل وما دوره في الرقابة على عمل الجمعيات¿

عزوف عن تقديم المساعدة
بالمقابل أوضح الأخ عبده صالح الفقيه أمين عام الجمعية الخيرية بعزلة بني الثميلي بمديرية السلفية قائلا: جمعية بني الثميلي جمعية خيرية وتنموية في نفس الوقت حيث تقوم بتنفيذ عدد من المشاريع الخيرية كمشروع كسوة العيد والأضاحي والمواد الغذائية إلا أننا هذا العيد لم نستطع تقديم أي شيء للفقراء والمحتاجين نظرا للوضع المتردي الذي تعيشه اليمن فالتجار وأصحاب الخير عزفوا عن تقديم أي مساعدة لكننا نأمل خلال الفترة المقبلة أن نعوض ما فاتنا في هذه المناسبة العظيمة.

فحص ومراجعة
بدورنا اتجهنا صوب مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالمحافظة وهو الجهة الرقابية على سير عمل الجمعيات والمنظمات المدنية والتقينا مدير عام المكتب الأخ قايد علي الجرادي حيث قال:
ـ مكتب الشؤون الاجتماعية مكتب تنفيذي يقتصر دوره على فحص ومراجعة وثائق الجمعيات ومدى توافقها مع الشروط القانونية لتأسيس الجمعيات ومن ثم منحها تصاريح مزاولة النشاط وأوضح الجرادي أن مسألة الرقابة على أعمال هذه الجمعيات مناطة بلجنة الرقابة في الجمعية فإذا لم تقم بواجبها الرقابي على أكمل وجه فمن مهمات المجلس المحلي بالمديرية استدعاء الهيئة الإدارية ولجنة الرقابة للتحقيق معهم في أي مخالفات قد تحصل وفقا للقانون أما مكتب الشؤون الاجتماعية فهو جهة رقابية لاحقة عندما يتم الرفع إلينا من قبل الهيئة الإدارية بالمجلس المحلي بالمديرية بعدم قدرتهم على ضبط أي مخالفة لأي جمعية نقوم بإجراءاتنا القانونية وفقا للمستندات والوثائق التي تثبت المخالفات وندعو في الجمعيات الخيرية المحافظة إلى التجرد من الانتقائية في أعمالها الخيرية حتى تحقق الجمعيات الأهداف التي أنشئت من أجلها والتخفيف من معاناة الفقراء والمساكين.

قد يعجبك ايضا