“مسافرو العيد.” بمأمن من مضايقات براميل الجهل والتطفل


العميد المقالح:
ظاهرة سيئة ومنافية لتاريخ اليمنيين الحضاري

العميد القاضي: القطاعات تعيق المسافرين وتحد من حرياتهم.

العميد الضراب: ندعو المواطنين إلى السفر ونحن جاهزون لرفع أي قطاع سيستحدث

برميل غير قانوني.. مطلي جداره الدائري بألوان الغباء والجهل.. يقف بجانبه أشخاص بحاجة لقوة أمنية تعيدهم إلى رشدهم وتصحح أفكارهم في كيفية استعادة الحقوق وعبر وسائل مشروعه ضمنها لهم القانون.. يحملون البنادق على أكتافهم.. يرسمون صورة سيئة للقبيلة والمجتمع.. تحمل صورهم أبرز أنواع التطفل.. بعضهم يتألم حين يجد القطاع القبلي الحل الوحيد لاسترجاع حقه المنهوب بعد أن عجزت الأجهزة الضبطية والقضائية عن إنصافه, وآخرون يتباهون بفعل ذلك.
القطاعات القبلية, مشكلة قائمة يعاني منها كافة أبناء المجتمع اليمني, إلا أن المعاناة ستزداد وتتكاثف خلال أيام إجازة عيد الأضحى المبارك.. إذ سيضطر سكان العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات ممن لديهم الرغبة في قضاء هذه المناسبة الدينية العظيمة بين أسرهم وأهاليهم في المناطق الريفية والمحافظات الأخرى إلى البحث عن سيارة صديق من خارج المحافظة وكذا سائق ولد بمنطقة أخرى..
“الثورة” تواصلت مع قيادات أمنية بوزارة الداخلية وبعض المحافظات لمعرفة ما يمكن فعله لتأمين الطريق للمسافرين حتى وان كان لهذه الأيام التي تشهد نزوحاٍ كبيراٍ من المدن إلى القرى والمناطق الساحلية.. وكانت حصيلتنا في السطور التالية..

الجميع يؤكد على أن العيد بالقرى أفضل بكثير من المدينة لا سيما في الوقت الراهن الذي تشهد فيه العاصمة صنعاء بعض التوترات والمظاهر المسلحة في شوارعها, وكذلك لانعدام الحدائق والمنتزهات التي يمكن أن يقصدها المواطن برفقة أسرته للحصول على وقتُ رائعُ يعيد للجميع فرحة ودهشة العيد.
القرى سواءٍ تلك الواقعة في قمم الجبال والتلال أو المتواجدة على ضفاف الوديان والمناطق الساحلية.. للعيد فيها نكهة أحلا وذوق خاص, يصعب تحقيقه أو وجوده بالمدن والعواصم.. هناك بالقرى الصغيرة التي تحتويها المزارع والوديان والشلالات وبساطة وتواضع أهاليها ورقة واحترام سكانها في التعامل المتسم بالتسامح, تجتمع فيها الأسر الكبيرة في بيتُ واحدُ, دائماٍ ما يكون بيت كبير العائلة, يتبادلون الزيارات مع جيرانهم وأهالي الحي, يجتمعون وقت المقيل في ديوان كبير يعود في أغلب الأوقات إلى عاقل أو شيخ القرية, ويضم أهالي القرية والمتوافدين من المدن بالإضافة إلى الهدوء وغياب الاختناقات المرورية وعوادم السيارات.
لن نقحم أنفسنا في تفاصيل وطقوس العيد بالقرى, كونها كثيرة ومتشعبة ومختلفة, إذ كل منطقة لها طقوسها وألوانها, لكن ما يهمنا هنا هو ماذا عملت وزارة الداخلية لتخفيف معاناة المسافرين من القطاعات القبلية خلال هذه الأيام.. حيث سيواجه مسافرون صعوبة في تعدي القطاع الذي يحتجز أبناء منطقة ـ إن لم يكن محافظة ـ على ذمة قضية بين صاحب القطاع وشخص من المنطقة أو المحافظة الأخرى, إلا أنهِ يتم احتجاز أي مواطن تثبت هويته انتمائه لتلك المنطقة.
هنا إذا كنت مسافر وهناك قطاع قبلي على منطقتك..عليك أن تلجأ إلى وسائل المواصلات الأجرة وتتحمل الازدحام داخلها وسموم التدخين وأصوات رفقاء السفر التي ترتفع في حال وجود اتصال حتى تتجاوز سقف السيارة.. وإن كنت غير مستعد للسفر بين سيارات الأجرة فعليك أن تبحث عن سيارة صديق لك من غير منطقتك وكذا سائق, لأن من يقف على مطب القطاع سيطلب منك هوية السائق وكرت السيارة.
مصدر رفيع بوزارة الداخلية, طلب عدم ذكر اسمه, أكد على أن الأجهزة الأمنية بكافة محافظات الجمهورية تمكنت من القضاء على ظاهرة القطاعات القبلية التي شكلت عائقاٍ كبيراٍ أمام رجال الأمن وكانت من أكثر القضايا التي يشكو منها المواطن والحكومة.
ودعا المصدر المواطنين الراغبين بقضاء إجازة عيد الأضحى المبارك بين أسرهم في الأرياف والمحافظات الأخرى إلى السفر دون أي قلق من القطاعات القبلية التي لم يعد لها وجود.. مشيراٍ إلى أن قيادة الوزارة أدركت أهمية ازالة القطاعات لا سيما قبل حلول إجازة العيد التي تشهد المدن فيها نزوح المواطنين إلى المحافظات الأخرى وذلك حرصاٍ منها على أن لا يتعرض المسافرون للاعتداءات أو المضايقات.
لم نكتف هنا بتصريح القيادي بوزارة الداخلية, وإنما تواصلنا مع عدد من مدراء عموم الأمن ببعض محافظات الجمهورية منها محافظة الحديدة التي أكد مدير أمنها العميد محمد المقالح على عدم وجود أي قطاعات قبلية في الموقع الجغرافي للمحافظة.. لافتاٍ إلى أن الأجهزة الأمنية على استعداد تام لمواجهة وإزالة أي قطاع قبلي سيتم استحداثه بالمحافظة.
وأبدى العميد المقالح استياءه من قيام أهل الحكمة والإيمان بممارسة مثل هذه الأعمال التي تعكس صورة سيئة للمجتمع الدولي والإقليمي عن اليمنيين الذين تحدث ومدح فيهم التاريخ منذ القدم.. داعياٍ المجتمع إلى نبذها ومساندة الأجهزة الأمنية على رفعها في أي مكان توضع.
مدير أمن محافظة المحويت العميد حسين القاضي أكد على أن أمن المحافظة تمكن من رفع كل القطاعات القبلية عبر تنسيق وتعاون أجري بين الإدارة الأمنية ومجتمع المحافظة.. مشيراٍ إلى أن أمن المحافظة أبرم وثيقة أتفاق بين الشرطة والشخصيات الاجتماعية والمشائخ والقبائل لما من شأنه يساهم في تثبيت الأمن والاستقرار ويمنع حدوث أي أعمال خارجة ومخالفة للقانون وأن يسترجع كل مظلوم حقه عبر طرق مشروعة وقانونية.. منوهاٍ بأن 80% مما ورد في بنود ذلك الاتفاق تم تنفيذه من قبل الجميع, من ضمنها عدم استحداث أو نصب أي قطاع قبلي.
في السياق ذاته قال مدير أمن محافظة حجة العميد حميد الضراب أنه لا يوجد أي قطاع قبلي بنطاق المحافظة بعد أن قاد حملة أمنية وبالتنسيق والتعاون مع الشخصيات الاعتبارية والقبلية لإنهاء كل تلك القطاعات التي كانت قائمة.. مؤكداٍ على استعداد أفراد أمن المحافظة وبالتعاون مع أفراد معسكر شرطة الدوريات وأمن الطرق “النجدة سابقاٍ” بالمحافظة لإزالة أي قطاع سيتم استحداثه.. مطمئناٍ الراغبين بالعودة إلى المحافظة أو المرور منها إلى محافظات أخرى بالسفر والعودة إلى الأهل والأصدقاء لقضاء إجازة العيد بجوارهم.
خطوة جادة أقدمت عليها وزارة الداخلية وفروعها بالمحافظات وهي القضاء على القطاعات القبلية التي كان يتخوف منها العديد من عازمي السفر.

قد يعجبك ايضا