تنصيب غني رئيسا لأفغانستان وسط احتفالية في كابول


كابول/ (رويترز) –
احتفلت أفغانستان أمس بتنصيب أول رئيس لها منذ عشر سنوات وأدى أشرف عبدغني اليمين ليرأس حكومة اقتسام سلطة في الوقت الذي يمثل فيه انسحاب معظم القوات الاجنبية اختبارا حاسما.
ولم يكن أول انتقال ديمقراطي للسلطة في تاريخ أفغانستان سلسلا ولم يتم التوصل لاتفاق على تشكيل حكومة وحدة إلا بعد مأزق استمر شهورا بشأن انتخابات أعلن كل من عبدغني ومنافسه عبد الله عبد الله فوزه فيها.
وفي ابراز للمشاكل التي تواجه الرئيس الافغاني الجديد وقع انفجار قرب مطار العاصمة الأفغانية كابول أمس قبل دقائق من أداء عبدغني اليمين وذكر شاهد من رويترز أنه رأى جثثا في المكان. ولم يتضح عدد الأشخاص الذين قتلوا وأصيبوا.
وقال أحد أفراد قوات الأمن: إن انتحاريا هاجم نقطة تفتيش أمنية قرب المطار.
وجاء الهجوم في الوقت الذي تجمع فيه كبار الشخصيات في كابول لحضور مراسم أداء عبدغني اليمين الدستورية. وسيتولى الرئاسة خلفا لحميد قرضاي في وقت حساس مع استعداد القوات الأجنبية للانسحاب من البلاد ومع اشتداد القتال ضد متشددي حركة طالبان.
وظهرت بالفعل بوادر توتر في الائتلاف الهش الذي سيدير البلاد. ونشب خلاف على توزيع الحقائب الوزارية وما اذا كان عبد الله سيلقي كلمة في حفل تأدية اليمين. وقال مساعد لعبد الله ان معسكره هدد بمقاطعة حفل التنصيب يوم الاثنين.
لكن عبد الله كان حاضرا لدى بدء الاحتفال صباح امس ووقف الى جوار عبدغني. ولم يتضح ما اذا كان البرنامج الاصلي قد عدل للسماح له بإلقاء كلمة.
ويمثل تنصيب الرئيس نهاية عهد برحيل الرئيس قرضاي وهو الزعيم الوحيد الذي عرفه الأفغان منذ أن أطاح غزو قادته الولايات المتحدة عام 2001م بحركة طالبان التي وفرت ملاذا للقاعدة.
وعززت إجراءات الأمن المشددة بالفعل في العاصمة كابول قبل حفل تنصيب الرئيس خشية أن يحاول مقاتلو طالبان تعطيل الحفل أو مهاجمة الشخصيات الدولية البارزة التي قدمت لأفغانستان لحضور حفل التنصيب.
ويأمل كل من المؤيدين الأجانب والأفغان أن يتمكن عبدغني وعبد الله من تنحية خلافاتها الانتخابية الحادة والعمل على تحسين الحياة في بلد يعاني من ويلات الحرب والفقر منذ عشرات السنين.
وترث الحكومة الجديدة مشكلات ضخمة من بينها محاربة طالبان التي شنت في الأشهر الأخيرة مزيدا من الهجمات الأكثر جرأة مع انسحاب القوات الأجنبية.
وسيتعين على عبدغني إعادة ضبط العلاقات مع الولايات المتحدة والتي توترت في السنوات الأخيرة في ظل حكم قرضاي. ومن المتوقع أن يكون من بين أول أعمال عبدغني كرئيس التوقيع على اتفاق أمني ثنائي يسمح لقوة صغيرة من القوات الأميركية بالبقاء في أفغانستان لتدريب ومساعدة الجيش والشرطة.
ورفض قرضاي التوقيع عليه ولكن كلا من عبدغني وعبد الله يؤيد التوقيع عليه فورا.
وأقيم حفل التنصيب في مجمع قصر الرئاسة الضخم. وشمل الحضور شخصيات أجنبية بارزة من بينها الرئيس الباكستاني ممنون حسين ومستشار البيت الأبيض الكبير جون بوديستا.
ومن المتوقع أن يكون من بين أعمال عبدغني المبكرة ايضا تعيين عبد الله كبير المسؤولين التنفيذيين للحكومة الجديدة وهو منصب موسع له سلطات مماثلة لسلطات رئيس وزراء استحدث للخروج من مأزق الانتخابات.
وستواجه الحكومة سنة مالية جديدة على الفور. وطلبت كابول التي تعتمد على المساعدات الخارجية من الولايات المتحدة ودول مانحة اخرى 537 مليون دولار لتسديد نفقاتها حتى نهاية العام.

قد يعجبك ايضا