شكل اتفاق السلم والشراكة الوطنية خارطة طريق لتحقيق المكاسب السياسية وفق عملية الانتقال السلمي للسلطة

استطلاع / أسماء حيدر البزاز –
■ الدعم الدولي لليمن حليف المنجزات التاريخية ووقوف مع تطلعات الشعب المشروعة
■ الاتفاقية سابقة حضارية في المنطقة والإرادة الوطنية مدخل نجاحها المتكامل
أشاد مراقبون ومحللون سياسيون بكل الجهود الإقليمية والدولية الجبارة التي ساهمت في الحفاظ على وحدة الوطن وأمنه واستقراره ومن تلك الجهود ما مثلته اتفاقية السلم والشراكة الوطنية الحاملة للعوامل الواقعية المستمدة من خصوصية الوضع السياسي والاجتماعي للبلد وحملت عوامل فرص النجاح الكاملة في الحفاظ على النسيج الوطني ومن خلال دعم التسوية السياسية باعتبارها الصمام الحقيقي والحصن المنيع من الوقوع في الاقتتال و براثن المجهول.
مراقبون ومحللون سياسيون يقرأون الأبعاد المختلفة التي حملتها اتفاقية السلم والشراكة الوطنية باعتبارها الشريك الرئيس في التحولات السياسية ببلادنا لما تضمنته محاورها وبنودها في استتباب الاستقرار ودعم التحولات بعيدا عن دعوات الاقتتال ومتارس الصراع وداعمة لمشروع بناء دولة مدنية حديثة وفق تطلعات الشعب نحو التغيير المنشود البداية مع الباحث السياسي والإعلامي جمال عبد الجبار والذي أفادنا بالقول : بأن التهديدات الحقيقة التي عاشتها اليمن جراء أحداث ثورات الربيع العربي وما حدث في العام 2011 في الداخل اليمني من بوادر صراع قوي ومحتد كاد أن يشل الدولة والمجتمع اليمني وبالتالي سيكون من نتائجه دخول اليمن في أتون صراع عسكري وحرب أهلية داخلية واسعة النطاق ستؤدي إلى تفكك وتمزق البنية الاجتماعية والسياسية للدولة اليمنية وبالتالي فإن الاتفاقية شكلت طوق نجاة للجسد اليمني والنسيج الوحدوي الذي كان يوشك على الانهيار والغرق .
الأزمات العربية
وقال : إن اتفاق وإجماع الدول الخليجية والعربية ومجلس الأمن الدولي للاتفاقية مثل بادرة نوعية لم تسبق إليها العديد من الأزمات العربية والدولية التي مرت بظروف مقاربة من حيث النتائج الكارثية فكثير من القضايا التي تبلور فيها اهتمام إنساني لم تحز على ذاك الحد من الإجماع الذي حصلت عليه القضية اليمنية من خلال الإجماع والدعم الواسع للاتفاقية ولو نظرنا إلى الوضع السوري بكل مأساويته والتفهم العالمي لحجم المأساة الإنسانية فيه ليجد المجتمع الدولي والإقليمي نفسه أسير انقسامات حادة وتباينات واسعة أعاقت التقدم إلى الأمام في حل المشكلة أو حتى الحصول على الإجماع لمبادرة في هذا الشأن ولعل الكثير من العوامل شكلت نقطة اهتمام مشتركة بين كل تلك الدول إقليمياٍ ودولياٍ في ضرورة تبني موقف موحد في دعم الاتفاقية لإبعاد اليمن من شبح كارثة كبيرة ومنها استشعار دول العالم أن واقع الأشكال في اليمن يبدو بشكل جلي وواضح إن اليمن قادم إلي حرب أهلية ضروس لا محالة .
موضحا بأن نتائج ذلك سيؤدي إلى انهيار النسيج الواحد للدولة اليمنية وتشظيها إلى كيانات وأجزاء صغيرة و صراعات وحروب لن تنتهي وهذا ما وعت إليه الاتفاقية لأن أي انهيار للدولة اليمنية سيؤدي إلى تمزقها .
الإرادة الوطنية
الباحث السياسي والإعلامي يحيى الضبيبي أشار إلى أن الاتفاقية مثلت أهمية كبيرة في تجنيب الوطن ويلات الصراع والحروب والفتن إلا أن هذه الاتفاقية ما كانت لتتحقق ذلك – كما قال – لولا الرغبة الحقيقية والصادقة لمختلف الفرقاء في اختيار طريق السلم الذي يتطلع إليه أبناء الشعب اليمني, فعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر حول الاتفاقية إلا إنها مثلت خارطة طريق سيتمكن من خلالها اليمنيين تحقيق مكاسب كبيرة لا يستهان بها في عملية الانتقال السلمي للسلطة والتسوية السياسية.
تعهدات دولية
وتابع حديثه بالقول : أن الاتفاقية حرصت من خلال المبادئ التي قامت عليها التأكيد على حفظ أمن اليمن واستقراره وقوته وهي ذات الأهداف التي ترتكز عليها ثورات ونضالات شعبنا المجيد بحيث يلبي الاتفاق طموحات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح وتتم عملية انتقال السلطة بطريقة سلسة وآمنة تجنب اليمن الانزلاق للفوضى والعنف ضمن توافق وطني إلى جانب التزام كافة الأطراف بإزالة عناصر التوتر سياسياٍ وأمنياٍ وكذا أن تلتزم كافة الأطراف بوقف كل أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال ضمانات وتعهدات تعطى لهذا الغرض.
موضحا : بأن هذه المبادئ أسهمت في الحفاظ على أمن الوطن وتجنيبه أتون الحرب والفتن والصراعات التي كانت ستمتد آثارها السلبية إلى دول المنطقة خاصة دول الجوار وأن الاتفاقية لن تكون ذات قيمة تاريخية ما لم تستكمل عملية الانتقال السلمي للسلطة على أكمل وجه دون عرقلة أو حرف لمسار التغيير وذلك يستدعي الإسهام الفاعل في دعم المشروع السياسي والاقتصادي والأمني الشامل وبمساندة ودعم أيضاٍ من المجتمع الدولي ومجلس الأمن.
أمن المنطقة
من جانبه يقول الناشط السياسي فيصل الفضلي أن الاتفاقية هي دليل الاهتمام والحرص الدولي لوضع اليمن الحاضر والمستقبل لكون مستقبل المنطقة مرهون بمستقبل اليمن ولهذا نجد هذا الاهتمام بالمبادرة خارجيا ودعمها ومباركتها اقليميا ودوليا يجعل القوى الفاعلة شريكاٍ حقيقياٍ في صناعة مستقبل البلاد لأن اتفاقية السلم والشراكة الوطنية هي حصيلة يمنية صنعتها جهود أبناء اليمن وسيبادرون في إرساء بنودها .
ابتزاز للدولة
الكاتب أديب البركاني يرى بأن الاتفاقية تتويج لنضالات اليمنيين نحو مستقبل الدولة المدنية بما شكلته من خارطة طريق سهلة المرام والتحقيق .
ومضى يقول : بأن الاتفاقية فوتت الفرصة على مبتزي السلطة وجنبت اليمن حرباٍ تكاد تكون شاملة وفوتت الفرصة على الأجندات الخارجية في التلاعب بمستقبل البلاد
عوامل نجاحها
في حين يرى الناشط الحقوقي نادر العريقي أن من أهم عوامل نجاح الاتفاقية بشكلها المتكامل الدور المجتمعي لتطبيق وتنفيذ كافة بنودها وإلى جانب رؤية موحدة تجمع المكونات السياسية على رأي واحد دون تأرجح أو تحالف مع الجماعات المسلحة سواء أكانت مذهبية أم قبلية أم سياسية من أجل إفشال المرحلة الانتقالية .
خاصة وأن الاتفاقية حققت العديد من المكاسب السياسية والمجتمعية وجنبت البلاد الكثير من الخسائر البشرية والمادية.
مكتسبات وطنية
أما الإعلامي عز الدين الشريعي فجاءت رؤيته عن الاتفاقية في إطار محافظتها على أمن البلاد واستقرارها باعتبار ذلك مطلباٍ وطنياٍ وأساسياٍ لمختلف الثورات اليمنية.
ويتفق معه الناشط يحيى عجلان حيث يقول: رغم الحالة السيئة التي يكابدها الوطن حاليا إلا أن الوضع أفضل مما هو عليه في دول الربيع العربي, والذي كاد يكون في اليمن أكثر فضاعة نتيجة الجهل المنتشر والسلاح والطوائف والأحزاب والمناطقية لولا هذه الحلول السلمية المثمرة بما يسهم في وأد أعمال الدمار والصراع والتخريب .