الثورة / رضي القعود –
أكد المشاركون في ندوة بعنوان ( اتفاق السلم والشراكة ) على أهمية ما توصلت اليه القوى السياسية من اتفاق باعتباره يشكل منصة للخروج باليمن من أزمتها الراهنه إلى آفاق الشراكة والتعاون الإيجابي بين مختلف المكونات السياسية والمجتمعية والنخبوية المختلفة لما من شأنه إرساء مداميك الدولة الاتحادية المنشودة وإشاعة ثقافة التسامح والسلام والمحبة بديلا عن ثقافة العنف والكراهية والإقصاء والتهميش والاستئثار بالسلطة والتحكم بمصير البلد ومقدراته بصور وأشكال تقوده إلى الهاوية وتدخله في دوامات من دورات العنف وإراقة الدماء وإشاعة الفوضى التي لم يعد الشعب بمقدوره احتمال المزيد منها إذ ضاق ذرعا بها وتجرع ما يكفي من مراراتها
وقال المشاركون في الندوة التي نظمها مركز ( منارات ) إن الاتفاق قد أعطى مبادئ النزاهة والشفافية والإدارة الرشيدة حيزا وافرا في بنوده .. كون هذه المبادئ وضعف التعامل الجدي معها خلال الفترة الماضية والإخلال بها كان مؤداها استشراء مظاهر الفساد وسؤ الإدارة في المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية ما جعل من يتبوؤن مقاعد السلطة ينظرون إليها بأنها مغنم لا مغرم فيتشدقون بها ومن هم بخارجها يتطلعون إليها بحق أو باطل بالطرق المشروعة وغير المشروعة فضلا عن ذلك إن جل القيادات كان ولاؤها لأحزابها وتنظيماتها السياسية ونزعاتها المذهبية كانت تفوق كثيرا مستويات ولائها للوطن وخدمة مواطنيه مما نتج عنه آثار كارثية أضرة بالوطن وعوقت تنميته كما مست في العمق بأهم المتطلبات الحياتية بما في ذلك أمن واستقرار المواطن كما ألحقت بالغ الضرر بالنسيج الاجتماعي .
كما أوضحوا معنى عنوان الاتفاق بــالسلم والشراكة الوطنية المنطوي على دلالة تحقيق السلم باعتباره رديفا للثقة والمحبة والتعاضد للشراكة الوطنية حيث أن الأخيرة الشراكة الوطنية أكثر رحابة واتساعا في دلالاتها ومعانيها وأبعادها من الشراكة السياسية وهي أكثر شمولا لمختلف مكونات المجتمع وقواه الحية والفاعلة.
وأشاروا إلى أن الاتفاق ليس مقطوع الصلة بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني وما اتخذته القيادة السياسية من إجراءات وتدابير لبلورتها وترجمتها على أرض الواقع إذ جاءت بنود الاتفاق لتمنح الهيئات الوطنية المزيد من أكسير الحياة وترفدها بدماء وأنفاس جديدة تكسبها مزيدا من الفعالية والقوة والنيات لأداء الأدوار المنوطة بها رقيبها الأهم في ذلك وطنيتها الخالصة بمنأى عن إملاءات قوى النفوذ داخليا وخارجيا
كما تطرق المشاركون إلى ما تضمنه الاتفاق من المعضلات التي واجهت البلاد في الفترات الماضية وازدادت ترديا حتى وصلت الى أدنى مستويات البؤس وإشاعة حالات من التذمر والسخط والاستياء والتي انبرت تجلياته في تعامل مؤسسات أمنية وعسكرية في العاصمة ومحيطها بروح اللامبالاة وعدم الإكتراث بمختلف الأستهدافات للعاصمة الى حد بلغ بها لأن تسلم عدتها ومواقعها بأسلحتها الشخصية ومن هذا المنطلق أبدى المتحدثون أنه من الأهمية بمكان تنفيذ ما تضمنه الاتفاق على صعيد الرفع من المستوى المادي والمعيشي لمنتسبي القوات المسلحة والأمن بما في ذلك إعادة بنائها معنويا ونفسيا وعلميا بما يؤهلها أن تعمل بعقيدة قتالية وطنية دون انحياز لحزب أو طائفة أو قبيلة أو فرد ويقتصر الدور على حماية الوطن والثوابت الوطنية وفي ذلك صونا للدماء وحماية للسلم الأهلي وقطع الطريق أمام من يستهويهم القفز بمشروعيه القوة ويتخذون من إشاعة الفوضى والانقسامات في المؤسسة العسكرية والأمنية مطايا لتحقيق أهدافهم .
يشار الى أن الندوة التي ترأس وقائعها الدكتور / حمود العودي شارك فيها كل من : الأستاذ / محفوظ سالم والأستاذ / امين الحذيفي والمهندس / عبد الرحمن العلفي .. الى جانب عدد من الباحثين والأكاديميين .