المركزية الشديدة تعيق تنفيذ الخطط الاستثمارية وتؤدي إلى تعثر المشاريع

>تواجهنا العديد من الصعوبات.. وإنجازاتنا بحسب الإمكانيات المتاحة

تعد مشاريع المياه إحدى الخدمات الضرورية التي لا غنى عنها ولكونها كذلك شهدت محافظة حضرموت خلال الفترة الماضية تنفيذ عدد من المشاريع لمياه الريف في مختلف مديريات المحافظة.
ولتسليط الضوء أكثر على المشاريع المنفذة والجاري تنفيذها وكذا المتعثرة منها والصعوبات التي تواجه الهيئة “الثورة” التقت المهندس زاهر بن خوار الكثيري مدير عام فرع الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف بساحل حضرموت والذي تحدث في البداية عن النشاطات التي يقوم بها فرع الهيئة قائلاٍ:

كثيرة هي المهام التي يقوم بها فرع الهيئة العامة منها استقبال طلبات المواطنين لمشاريع المياه وكذا النزول الميداني لتأكيد الاحتياجات وذلك بإعداد الدراسات الاجتماعية والفنية سواء كانت مدنية أو جيولوجية كل حسب حاجة المشروع بعد ذلك إعداد الخطة الاستثمارية بالتنسيق مع المجالس المحلية بالمحافظة ورفعها إلى المركز بعد اعتمادها لكي تبدأ مرحلة إعداد المواصفات وإنزال المناقصات وكذلك التحليل والبت والتعاقد مع المقاولين لبدء أعمال التنفيذ ويتم الإشراف على هذه المشاريع من قبل كادر الفرع كما يقوم الفرع بتنفيذ جميع مكونات المشاريع من آبار وبناء خزانات تمديد شبكات الأنابيب وأيضا توريد وتركيب وحدات الضخ وعمل مسوحات ميدانية لمشاريع المحافظة لمعرفة نسبة التغطية لكل مديرية وكذلك عمل حصر للمشاريع العاملة والمتعثرة وأسباب تعثرها وكذا الإشراف على تشكيل اللجان المعاملة للمشاريع كما يقوم الفرع بالتعاون مع الجهات المانحة بعمل الدورات التدريبية للجان المشغلة منها على سبيل المثال لا الحصر الدورة التدريبية لاستخدام الكلور في الماء التي أقيمت بمدينة المكلا خلال شهر مارس في عدد 24 مشروعاٍ بمديريات الساحل والوادي بدعم وتمويل من منظمة الصحة العالمية.
البرنامج الاستثماري
وعن البرنامج الاستثماري للعام 2013/2014م يقول: بلغ البرنامجي الاستثماري للعام 2013م -2014م عدد 14 مشروعاٍ لفرعي الساحل والوادي حيث تتوزع هذه المشاريع لعدد 11 مديرية بكلفة إجمالية 194.820.000 ريال ويعد هذا البرنامج مرحل كالتزامات من العام الماضي 2013م وقد بلغت نسبة التنفيذ على أرض الواقع حوالي 89% بفرع المكلا والحمد لله استفاد من هذه المشاريع المنجزة حوالي 5100 نسمة تضمنت كل من مشروع مياه الحاضنة مديرية حجر ومشروع مياه القبالي مديرية الشحر ومشروع مياه قرن ماجد مديرية دوعن وأيضا مشروع مياه الرقاقة مديرية أرياف المكلا.
مشاريع عديدة
وحول المشاريع الجاري تنفيذها تحدث مدير عام الهيئة قائلاٍ: بلغ إجمالي المشاريع الجاري تنفيذها خلال العام الجاري 4 مشاريع موزعة بمديريات وادي حضرموت وهي تأهيل مشروع مياه الرحب بمديرية عمد استكمال مشروع مياه فغمة بمديرية السوم بناء خزان خرساني بمشروع مياه السوم مديرية السوم وأيضا تأهيل مشروع مياه لحروم بمديرية حريضة.
واستطرد: هناك عدد من المشاريع المتوقع تنفيذها خلال الفترة القادمة وحالياٍ يتم التحضير لإنزال مناقصة لها منها على سبيل المثال مشروع مياه عقيق بمديرية الشحر ويمد هذا المشروع من المشاريع النمطية التي تقدم التجمعات البدوية بوادي خرد.
غياب التمويل
وأضاف: ينقسم البرنامج الاستثماري في الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف إلى قسمين حكومي وقطاعي يعتمد التمويل القطاعي على الدعم الحكومي والتمويل الهولندي وتمويل البنك الدولي وقد كانت نصف مشاريع الفرع تنفذ من الدعم القطاعي ولكن منذ عام 2011م توقف الدعم القطاعي بسبب الظروف السياسية التي مرت بها البلاد ما انعكس سلباٍ على عجلة التنمية في قطاع مشاريع المياه خاصة وأنها توجد العديد من المشاريع التي تمثل احتياجاٍ ضرورياٍ لسكان المحافظة ولكن لا يوجد لها تمويل لتنفيذها ومن هنا بدأنا في البحث عن تمويل لهذه المشاريع وتم مناقشة هذا الموضوع مع المجلس التنفيذي بالمحافظة والذي أصدر القرار رقم 5 لسنة 2014م بخصوص تكليف مدير عام فرع مياه الريف بالمكلا بالتنسيق مع المنظمات الحكومية والدولية والهيئات والصناديق والجمعيات الخيرية الداعمة لمشاريع المياه من أجل استكمال وتغطية وتأهيل مشاريع المياه المطلوبة ومن خلاله تم الاتفاق مع كل من الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة وجمعية العون المباشر الكويتي ومؤسسة بغلف الخيرية وكذلك مؤسسة العون بالمكلا للبحث عن تمويل لعدد 11 مشروعاٍ في مديريات الساحل.
وأردف: وحالياٍ يتم التنسيق مع جمعية العون من أجل التحضير لتنفيذ المشاريع المدرجة ضمن برنامجهم وعددها أربعة مشاريع بساحل حضرموت بقيمة إجمالية تقدر بـ”463.532″ دولاراٍ كما يجري حالياٍ تجهيز الدراسات الفنية والاجتماعية لهذه المشاريع منها مشروع مياه زاحق بأرخبيل سقطرى والذي تم البدء بتنفيذه كذلك مشروع مياه عتود مديرية الضليعة الذي يتم تجهيز الدراسات الفنية والاجتماعية لهذا المشروع.
مشاريع متعثرة
وفيما يتعلق بالمشاريع المتعثرة قال: هناك عدد من المشاريع المتعثرة في قطاع مياه الريف رغم حالة الجفاف أو شح مصدر المياه بسبب الخلافات الاجتماعية وعدم تفاعل المستفيدين بتحقيق المساهمة المجتمعية وكذلك توقف التمويل لهذه المشاريع ومن المشاريع المتعثرة أيضا مشروع مياه بمديرية الريدة وقصيعر والمتعثر بسبب الخلافات الاجتماعية وكذا عدم تفاعل المستفيدين بتقديم المساهمة المتمثلة في شق الطريق للخزان بالإضافة لمشروع مياه جزول بمديرية حجر والمتعثر بسبب مشاكل في مصدر المياه وكذلك مشروع مياه وادي المحمديين بمديرية بروم ميفع والمتعثر بسبب جفاف مصادر المياه وشحتها وأيضا مشروع مياه بجيدة بمديرية الضليعة وسبب تعثر المشروع عدم تمويل تركيب الأنابيب وحالياٍ يجري حصر المشاريع المتعثرة والبحث عن حلول لتشغيلها والاستفادة من المكونات المنفذة واستكمال ما هو مطلوب.
المركزية الشديدة
وعن الصعوبات والمعوقات التي تواجه الفرع أوضح قائلاٍ: الحقيقة أن خصوصية محافظة حضرموت بفرعيها الساحل والوادي والتي تحوي على حوالي 30 مديرية تتوزع المناطق الريفية فيها على مساحة جغرافية كبيرة ما يقارب 40% من مساحة الجمهورية وبالتالي فإن العمل على تغطية هذه المشاريع المتناثرة على هذه المساحة بحاجة إلى إمكانيات كبيرة وهذا ما يعاني منه فرع الهيئة بالمحافظة حيث أن الإمكانيات المحدودة للهيئة لمشاريع مياه الريف بالمحافظة بفرعها الساحل والوادي تعتبر المعوق الأساسي لتنفيذ المشاريع خاصة وأنه يتم اعتماد ميزانية استثمارية محدودة ويتم معاملة الفرعين كفرع محافظة واحدة وقد تم التواصل مع مركز الهيئة عدة مرات وكذلك رفع التوصيات والقرارات للمجلس المحلي بالمحافظة منها توصية الهيئة الإدارية بالمجلس المحلي بالمحافظة بدورتها الثانية المنعقدة في فبراير الماضي والتي توصي باعتماد ميزانية استثمارية مستقلة لفرع مياه الريف بالساحل وأخرى لفرع مياه الوادي بما يوازي ميزانية الهيئة لمحافظتين أسوة ببقية الهيئات في المحافظة.
ويضيف: من المعوقات التي تواجهنا أيضا المركزية الشديدة التي يتعامل بها مركز الهيئة مع فروع المحافظات وهذه المركزية تعيق تنفيذ الخطط الاستثمارية وعلى سبيل المثال خطة العام الماضي لم يصرف منها سوى 19% من إجمالي المعتمد علماٍ أن نسبة الإنجاز المادي بلغت 89% والسبب في ذلك يرجع إلى مركزية التعامل التي تسببت بجنوح المقاولين والموردين نتيجة لتأخر مستحقاتهم المالية.