فضل عشر ذي الحجة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن اهتدى بهداه وبعد أيها الأخوة الأحبة إن لربكم في أيام دهركم لنفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن صيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدا وها نحن قد أظلنا العشر الأول من شهر ذي الحجة وقد عقد إخوانكم الإحرام وقصدوا البيت الحرام وملأوا الفضاء بالتكبير والتهليل والإعظام ساروا وقعدنا وقربوا وبعدنا فإن كان لنا معهم نصيبا سعدنا فنسأل الله أن يرزقنا حج بيته وحسن عبادته في هذه الأيام فقد أخبر سيد الأنام صلى الله عليه وآله وسلم كما في رواية بن عباس رضي الله عنهما (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر – قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) رواه البخاري.
من هنا أيها الأخوة نجد سؤالا يطرح نفسه ما هو العمل الصالح المطلوب في مثل هذه الأيام نقول يكون بالذكر وذلك لقول حبيبنا صلى الله عليه وآله وسلم كما في رواية بن عمر ( ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحن إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) ومن هذه الأعمال أيضا الصيام كما ورد عن سيد الأنام فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه (ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر) هذه بعض الأعمال التي وردت عن الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الأيام وليست مقصودة بعينها فقط بل كل عمل صالح من قراءة للقرآن وتصدق وصلاة نوافل وقيام ليل وغير ذلك مطلوب في هذه الأيام لأن العمل في هذه الأيام وإن كان مفضلا في غيرها فهو فيها فاضل فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال كان يقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم ويوم عرفة عشر الآلاف يوم قال: يعني الفضل نسأل الله من واسع فضله أن يرزقنا الله في هذه الأيام الخير العميم والفضل الكبير وهو سبحانه صاحب الفضل والمنة وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

● عضو البعثة الأزهرية

قد يعجبك ايضا