ميناء غزة.. من طموح فلسطيني إلى أنقاض بسبب الاحتلال

 

الثورة /

في جريمة جديدة تُضاف إلى سجلّ الاعتداءات الوحشية، دمّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي ميناء غزة البحري بالكامل خلال عدوانها على القطاع، في إطار حرب إبادة ممنهجة تستهدف البشر والحجر على حدّ سواء.
منذ الأيام الأولى للحرب، تعرّض ميناء غزة لقصف مكثّف من الطيران الحربي الإسرائيلي، الذي استهدف البنية التحتية بشكل مباشر، مخلّفًا دمارًا هائلًا في أرصفته ومرافقه الحيوية.
الميناء، الذي كان يُشكّل شريان حياة لمئات الصيادين الغزيين، أصبح الآن حطامًا متناثرًا، بعدما مزّقت الصواريخ أرصفته وقواربه، وجعلت منه ساحة رمادٍ وسكون.
يقول الصياد محمد الكُحلوت، وهو ينظر بحسرة إلى قاربه المحطّم وسط الركام: “لم يتركوا لنا أي شيء، هذه ليست حربًا على المقاومة، بل حرب على كل فلسطيني في غزة، كانوا يعلمون أن هذا الميناء مصدر رزق لعائلاتنا، ومع ذلك دمّروه بالكامل”.
استهداف ممنهج للبنية التحتية
لم يكن استهداف الميناء حدثًا منفصلًا، بل يأتي ضمن استراتيجية الاحتلال لتدمير كل مقوّمات الحياة في غزة، فإلى جانب الميناء، طالت الغارات الأسواق والمصانع والمزارع، ما يعمّق من الأزمة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين منذ سنوات طويلة.
يؤكد الخبير الاقتصادي محمد أبو جياب أن “تدمير ميناء غزة له تداعيات خطيرة، فهو لم يكن مجرد نقطة انطلاق للصيادين، بل نافذة اقتصادية محدودة كان يمكن أن تُسهم في تقليل آثار الحصار، هذه الضربة تزيد من عزلة القطاع وتفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية”.
كارثة بيئية وإنسانية
إضافة إلى الخسائر الاقتصادية، يُنذر تدمير الميناء بكارثة بيئية، إذ أن بقايا القوارب المحترقة وتسرب الوقود في المياه تهدد البيئة البحرية، ما ينعكس سلبًا على الثروة السمكية ومستقبل الصيد في غزة.
بدوره، يقول الناشط البيئي محمود الحاج: “ما جرى ليس فقط تدميرًا للميناء، بل جريمة بيئية تهدد البحر والكائنات البحرية، الاحتلال لم يكتفِ بقتل البشر، بل يقتل حتى البحر!”.
غزة ستنهض من جديد
رغم الدمار الهائل، يتمسّك الفلسطينيون في غزة بالأمل، في مشهد مؤثّر، حيث شوهد عدد من الصيادين وهم يحاولون إصلاح ما تبقّى من قواربهم، في رسالة تحدٍّ واضحة بأن غزة لن تموت، وستعيد بناء ميناءها مهما حاول الاحتلال محو ملامح الحياة فيها.
يختم الحاج حسن، وهو أحد أقدم الصيادين في غزة، حديثه بحزم: “اليوم دمّروا الميناء، لكن غدًا سنعيد بناءه، غزة لم تسقط ولن تسقط، ستنهض من تحت الرماد كما تفعل دائمًا”.

قد يعجبك ايضا