«ثورة الجياع» تعُم عدن والضالع وتعز ولحج ودعوات للعصيان ورحيل حكومة المرتزقة ومليشيات الاحتلال
عدن الموعودة بدبي ثانية.. ظلام دامس وانقطاع المياه وانعدام الغاز وانهيار غير مسبوق للعملة
حكومة تجتمع عبر تطبيق «زووم» وتصدر قراراتها عبر «الواتس آب».. وتستلم «بدل اجتماع» بالدولار
الثورة / محمد شرف
تتواصل الاحتجاجات الشعبية في المدن المحتلة في جنوب الوطن، منددة بانهيار منظومة الكهرباء والصحة وانقطاع المياه وارتفاع الأسعار وتدهور غير مسبوق في سعر العملة غير القانونية .
فقد شهدت مدن عدن وتعز والضالع ولحج، احتجاجات شعبية غاضبة بسبب انهيار خدمة الكهرباء وتدهور العملة وتردي الوضع المعيشي.
فعدن التي وعد بن زايد بتحويلها إلى دبي ثانية، أصبح الحصول على الثلج فيها من الأماني المستحيل تحقيقها بالنسبة للسكان، بعد انقطاع تام للكهرباء .
فقد قطع المحتجون بالإطارات المشتعلة والحجارة الشوارع في مديريات الشيخ عثمان، المنصورة، خور مكسر، والقلوعة، مما أدى إلى شلل شبه كامل لحركة المرور.
وردد المحتجون هتافات طالبت برحيل «حكومة المرتزقة» ومليشيات الاحتلال من البلاد وحملوهم مسؤولية الأوضاع الكارثية في المدينة .
وامتدت الاحتجاجات إلى مدينة الشعب وخط البريقة القريب من “مقر التحالف السعودي الإماراتي” غربي عدن، في حين نشر الانتقالي قوات في محيط المقر والطرق المؤدية له، حيث قطع المحتجون غالبية الشوارع في مديريات المنصورة والشيخ عثمان وخور مكسر .
وأشارت مصادر محلية إلى ترديد المحتجين هتافات دعت التحالف إلى مغادرة عدن واليمن عموماً بعد تسببه في انهيار الأوضاع المعيشية والخدمية.
ونشرت مليشيا الاحتلال من مما يسمى « قوات المجلس الانتقالي» تعزيزات عسكرية في شوارع المدينة، وسط مخاوف من اندلاع ثورة شعبية غاضبة .
وتشهد مدينة عدن أزمة حادة في خدمات المياه والصرف الصحي نتيجة الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي ونقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الاحتياطية، حيث أدى هذا الوضع إلى توقف محطات الضخ، مما تسبب في طفح مياه الصرف الصحي في شوارع المدينة.
كما أطلق مرضى الفشل الكلوي في عدن نداء استغاثة عاجلاً، عقب توقف مركز الغسيل الكلوي في مستشفى الجمهوري بعدن، نتيجة لانقطاع الكهرباء، مما يعرض حياتهم للخطر.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان مؤسسة الكهرباء في عدن عن انطفاء تام لمنظومة الكهرباء في المدينة لأول مرة في تاريخها، بعد نفاد الوقود في محطة الرئيس، التي تعد المصدر الرئيسي للطاقة.
كما شهدت المدينة أزمة حادة في توزيع الغاز المنزلي، حيث توقفت معظم محطات التعبئة عن تزويد المواطنين بالغاز.
وقال مواطنون إن أكثر محطات الغاز في عدن توقفت من تزويد المواطنين بالغاز.
وواصلت العملة غير القانونية، انهيارها المتسارع والمخيف في المناطق المحتلة، فقد وصل سعر الدولار بـ2300ريال؛ حيث سجل الخميس الماضي، 2270 للبيع و2252 للشراء، في ظل عجز واضح لحكومة المرتزقة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
(احتجاجات واسعة في الضالع)
وتزامنت احتجاجات عدن مع تظاهرات مماثلة في مدينة الضالع، يوم الخميس الماضي، حيث عبر المواطنون عن غضبهم من تردي الخدمات الأساسية والأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
وقام المحتجون بإشعال إطارات السيارات وإغلاق عدد من الطرق الرئيسية في المحافظة، مطالبين حكومة المرتزقة بالتدخل العاجل لوقف التدهور الاقتصادي المتسارع.
حيث رفع المتظاهرون شعارات تندد بارتفاع الأسعار وتدني مستوى المعيشة محذرين من تصعيد احتجاجاتهم في حال استمرار تجاهل مطالبهم.
»حركة ثورة الجياع« تدعو للعصيان المدني
إلى ذلك دعت “حركة ثورة الجياع”، الخميس الماضي، للخروج الكبير وإعلان العصيان المدني الشامل في مناطق سيطرة تحالف العدوان وحكومته، لإيقاف تفاقم الوضع المعيشي واستئصال الأسباب من الجذور، بعد أن استفحل الجوع وفتك بالسواد الأعظم من أبناء شعبنا العزيز”.
وطالبت الحركة بإنهاء تدخل دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي وحلفائهم في اليمن “ورحيلهم عن جزرنا وموانئنا وسواحلنا وكافة الأراضي اليمنية”، مشيرة إلى أن اليمنيين “قادرين على إدارة واستغلال وتصدير ثرواتنا للإيفاء بدفع المرتبات ووقف انهيار العملة اليمنية”.
ودعت أيضا “كافة الأحزاب والقوى السياسية والمشائخ والشخصيات المرتبطة بتحالف العدوان إلى سرعة تحديد موقفها الواضح والصريح بالإعلان ( اما انحيازها للشعب والوطن أو الانحياز للعمالة لدول التحالف والمشاريع الخارجية )”.
وأكدت “حركة ثورة الجياع”، أن الثورة “لن تتوقف وستستمر في حراكها حتى تنفيذ أهدافها وإسقاط كل المتآمرين والعملاء والخونة”، مشيرة إلى أن انهيار الريال اليمني “ليس حدثا لحظيا أو طارئا، وثورة الجياع هي امتداد لحراك شعبي ومجتمعي يعكس هموم شعب ومعاناة أمة تكدح من أجل لقمة عيشها”.
(تعز حراك مستمر)
وشهدت محافظة تعز هي الأخرى احتجاجات واسعة النطاق، على خلفية الانهيار الاقتصادي الذي وصل فيه سعر صرف الدولار إلى 2270 ريالاً يمنياً.
وتظاهر المئات من المواطنين في شوارع المدينة، مرددين هتافات غاضبة ضد تدهور العملة وارتفاع الأسعار في مناطق سيطرة الاحتلال.
ورفع المحتجون شعارات تطالب برحيل حكومة المرتزقة ، محملين إياها مسؤولية الوضع الاقتصادي المتردي وانعدام الأمن.
وتوسعت دائرة الاحتجاجات المطلبية التي تنظمها اللجنة التحضيرية لاتحاد التربويين اليمنيين في تعز منذ أكثر من شهر، مع انضمام العديد من الكيانات النقابية في المدينة.
وشهد شارع جمال عبدالناصر وسط مدينة تعز، مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف، بتنظيم من اللجنة التحضيرية لاتحاد التربويين، وبمشاركة النقابات العمالية والمهنية والمجالس التنسيقية واللجان التحضيرية .
وأكد المتظاهرون الاستمرار في الإضراب العام والشامل الذي بدأ في ديسمبر الماضي، بدعوة من اللجنة التحضيرية لاتحاد التربويين اليمنيين في تعز، حتى تحقيق المطالب الحقوقية المشروعة.
وجدد المشاركون في المسيرة تأكيد مطالب المعلمين بنيل حقوقهم وتسوية أوضاعهم ورفع رواتبهم، بما يتناسب مع الوضع المعيشي.
وحمل المشاركون في المسيرة لافتات تطالب بصرف رواتبهم المتأخرة وعلاواتهم المستحقة، وإعادة هيكلة الأجور بما يتناسب مع أسعار اليوم ورفع الحد الأدنى للرواتب، وصرف الرواتب المتأخرة، وقال بيان اللجنة إن الإضراب المتواصل منذ أكثر من شهر هو الطريق الصحيح لإنقاذ الوطن، والداعم الحقيقي للمجلس الرئاسي والحكومة الشرعية لعمل حلول جذرية لإنعاش الاقتصاد، ومواجهة انهيار العملة، وغلاء الأسعار الذي أثر بدوره على الموظفين والمواطنين وحتى التجار.
ودعا الاتحاد العام لنقابات عمال محافظة تعز، مؤخرا، إلى الانضمام والمشاركة في المظاهرات، احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية.
وأكد بيان الاتحاد، على وحدة المطالب والتحرك النقابي في محافظة تعز، مع استمرار تدهور القيمة الشرائية للعملة المحلية، والارتفاع الجنوني في تكاليف المعيشة.
(الاحتجاجات تمتد إلى لحج )
كما توسعت الاحتجاجات الشعبية الغاضبة، وامتدت إلى محافظتي لحج والضالع، تنديداً بتردي الخدمات وانقطاع الكهرباء.
وقطع محتجون غاضبون الطريق الرئيسي بمحافظة لحج الذي يربطها بالعاصمة المؤقتة عدن، وأشعلوا النيران بالإطارات التالفة وسط الشارع الرئيسي بمنطقة صبر بمديرية تبن، وأغلقوا الطريق بأكوام من الحجارة.
وردد المتظاهرون هتافات تندد بتردي الخدمات والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وانقطاع المياه والانهيار المتواصل للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية، مما تسبب بارتفاع المواد الغذائية والمشتقات النفطية وارتفاع أجور المواصلات.