-أنهى ترامب ولايته الرئاسية الأولى بقرار إدراج اليمن في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، واستهل ولايته الثانية مؤخرا بالعودة إلى نفس الموال، وكأن اليمن قد عشعش في رأس هذا الرئيس المعتوه، ولم يعد يشغله غير هذه البلاد المثقل أهلها بتبعات وآثار العدوان الأمريكي الذي لم يتوقف لحظة منذ عقد كامل من الزمن؟
-يُجمع مراقبون ومحللون سياسيون، أن القرار الأمريكي غير المسؤول وغير المبرر ليس سوى تكتيك رخيص اعتاده التاجر الرئيس، لابتزاز الدول والحصول على مزيد من الأموال والصفقات السياسية ذات الطابع المادي، كما رأوا فيه عربوناً رمزياً قبيل زيارته الأولى للسعودية وهي التي تعهدت بدفع أكثر من نصف تريليون دولار استرضاء للرئيس النرجسي المغرم بجني المال بالحق والباطل وإشباعا لغروره وغطرسته.
-زعم ترامب خلال حملته الانتخابية، أنه رجل سلام وأنه يطفئ نار الحروب ولا يشعلها، ونسب إلى نفسه الفضل في إتمام اتفاق وقف الحرب في غزة، وقال بغرور غير مسبوق أنه حقق خلال الأربعة الأيام من حكمه إنجازات، عجز عن تحقيقها سلفه في أربع سنوات، ومن تلك الإنجازات التي عناها بطبيعة الحال التصنيف الجديد القديم لـ”أنصار الله” الذي لا يخدم بالمطلق توجهات إحلال السلام في اليمن، بل يوسّع نطاق الصراع بين الأطراف اليمنية ويعوق الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة تلبي تطلعات جميع اليمنيين، ويلقي بالمزيد من الأعباء والمصاعب، أمام معيشة شعب بات يعيش واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية على مستوى العالم.
-قائمة “المنظمات الإرهابية الأجنبية” من الدرجة “الأولى” (FTO ) هي أرفع مستوى من تصنيفات أمريكا للدول أو الكيانات التي لا تروق لها أو تناهض مشاريعها ومصالحها الأنانية، وقد تم إدراج اليمن لأسباب ودوافع ربما تبدو واضحة للجميع، وهي لا تبتعد كثيرا عن الموقف القوي والواضح الذي سجلته القيادة اليمنية في مناصرة مظلومية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما نتج عنه من انتصار مشرف للمقاومة الفلسطينية على الكيان الصهيوني، بعد أكثر من 471 يوما من العدوان وما اقترفه من جرائم بحق ملايين المدنيين في القطاع قبل أن ينصاع صاغرا لشروط المقاومة التي وضعتها منذ اللحظات الأولى لطوفان الأقصى.
-سيدفع اليمنيون المسحوقون تحت وطأة العدوان السعودي الأمريكي المستمر على اليمن بدرجة أساسية ثمنا كبيرا إزاء قرار ترامب المجنون ولن يحقق النتائج المرجوة التي يأملها ترامب وحلفاؤه، على الصعيدين العسكري والسياسي، وستبقى تلك الآثار جرحا غائرا في الوجدان اليمني لا يمحوه تقادم السنوات، ودليلا إضافيا على قبح وبشاعة الحضارة والإنسانية التي تزعمها أمريكا وساستها.
– إن البعد الانتقامي من اليمن واضح في التصنيف الأمريكي الذي يؤشر بما لا يدع مجالا للشك وحسن النوايا إلى أن هناك من يعد العدة لتأجيج الصراع العسكري مرة أخرى عبر أدوات محلية وربما عبر الحلفاء الإقليميين بمشاركة أمريكية وبريطانية وصهيونية أكثر وضوحا مما كان عليه الحال خلال العشر السنوات الماضية ولكن.. ” ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”.