رجب مناسبة دينية تعزز الارتباط الوثيق بالهوية الإيمانية

 

التعليم يلعب دوراً محورياً في ترسيخ الهوية الإيمانية لدى أبنائنا الطلاب
أنشطة وفعاليات تساهم في تعزيز القيم والمبادئ الإيمانية
إحياء المناسبات الدينية يرسخ مفهوم الهوية الإيمانية ويجسد الولاء لله ولرسوله

تتجلى عظمة هذا الشهر “رجب” بمناسبة دينية تعزز لدى اليمنيين الارتباط الوثيق بالهوية الإيمانية والوعود الإلهية لمن يتمسك بها بثقة واعتماد على الله، كونها ذكرى عظيمة يجسدها اليمنيون بحب وولاء لنصرة الإسلام، من خلال الاحتفالات والفعاليات والأنشطة التي يحييها أبناء الشعب اليمني صغارا وكبارا في بلد الإيمان والحكمة.. التفاصيل في سياق الاستطلاع التالي!

الثورة / رجاء عاطف-أمل الجندي

ونحن في شهر الهوية الإيمانية اليمانية في يمن العزة والكرامة وفي أول جمعة من شهر رجب حيث لبى اليمنيون دعوة رسول الله لأهل اليمن في الدخول في الإسلام، وكان ذلك عبر مبعوثه الخاص إلى اليمن ابن عمه الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فجعل اليمنيون من هذه الجمعة عيدا يتوارثه اليمنيون جيلاً بعد جيل، هكذا تحدث الدكتور / محمد علي الشامي -أستاذ مساعد قسم الإدارة التربوية- كلية التربية- جامعة صنعاء قائلاً: لترسيخ الهوية الإيمانية والحفاظ عليها من التلاشي بفعل الاستهداف الصهيوني للرموز والمعالم الإسلامية وفصل الشعوب عن ماضيها وثقافتها وحضارتها العريقة المستمدة من القرآن الكريم وسنة رسوله وأعلام الهدى استشعر السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي أهمية استنهاض الأمة وتنويرها من خلال إلقاء المحاضرات ومنها محاضرة الهوية الإيمانية لرفع مستوى الوعي والبصيرة لكافة شرائح المجتمع لتعزيز الارتباط الإيماني وفق المنهجية القرآنية التي تحفظ للإنسان دينه وهويته وعزته وكرامته موضحا خطورة المرحلة وما يخطط له أعداء الأمة في كافة المجالات ومنها مجال التعليم.
وسام العزة والشرف
وأضاف بالقول : هنا تجسد دور المؤسسات التعليمية في ترسيخ الهوية الإيمانية لدى أبنائنا الطلاب والطالبات في كافة المراحل الدراسية من خلال وضع برامج ومواد تحوي مواضيع تهدف إلى غرس مفهوم الهوية الإيمانية في نفوس النشء بشكل عام وعلاقتها بالهوية الإيمانية اليمانية التي خصنا الله بهذا الوسام العظيم حينما قال رسول الله صلى الله وآله وسلم “اتاكم اهل اليمن ارق قلوبا والين افئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية ” وكيف تجسدت الحكمة اليمانية بإسلام أهل اليمن وحمل راية الإسلام فكان لهم شرف الريادة في الإسلام عندما خسرتها قريش، وكذلك دور الأنصار في كافة مراحل بعثة الرسول ودعوته والمعارك والغزوات، ودورهم في نشر الدين الإسلامي عبر التاريخ، وتضحياتهم في سبيل الله ونصرة للإسلام والمسلمين وامتداد تاريخهم المشرق الناصع في عصرنا الحالي في مناصرة المظلومين في فلسطين والدفاع عنهم ومواجهة رأس الشر وطاغوت العصر أمريكا، بقيادة السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله،
وواصل حديثه: لقد جاءت أهمية ترسيخ مفهوم الهوية للطلاب من منطلق الشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتق المؤسسات التعليمية لمواجهة الحرب التضليلية الغربية الصهيونية التي تستهدف هوية الشعوب وتدميرها، وفصل الشعوب عن ارتباطهم بالمنهجية القرآنية كهوية جامعة للمسلمين ليسهل كسر الأمة وتفكيكها وتقسيمها وبعثرتها، وخلق الفوضى وفقدان التوازن والاتجاه الصحيح وإكساب الأمة هوية الغزاة والمحتلين التي تعمل على حرف أنظار المسلمين عن قضاياهم وايمانهم ومعالمهم وحضارتهم لتكون شعوب عمياء جاهلة فاقدة للوعي والبصيرة.
الارتباط بالهوية الايمانية
وأكد الشامي أن التعليم اليوم ساهم في تعزيز القيم والمبادئ الإيمانية من خلال الاهتمام بالأنشطة والفعاليات و الندوات وإحياء المناسبات الإسلامية التي تشد الطالب إلى التمسك بهويته الإيمانية مع إبراز الشواهد التي تعزز أهمية الارتباط والحفاظ على الهوية علميا وعمليا من خلال عرض نماذج عن أشكال الانحرافات التي استهدفت بعض الدول العربية التي اخترقتها الصهيونية تحت مسميات متعددة مثل التطبيع وتبادل الثقافات والابراهيمية وغيرها من المسميات التي كانت سببا في توسع الكيان الصهيوني وضرب نفسيات الأمة وصياغة المناهج التعليمة بنكهة صهيونية.
أيضا من المواد الدراسية التي تلعب دورًا في تعزيز الهوية الإيمانية مواد الإرشاد التربوي والطالب الرسالي ودورات طوفان الأقصى في التعليم العام ومواد الثقافة الإسلامية والصراع العربي مع العدو الإسرائيلي والثقافة الوطنية من منظور قراني في مؤسسات التعليم الجامعي، وفي إطار التعبئة العامة والتي لها اثر كبير في تصحيح المفاهيم الثقافات والقيم التي تعمل على تحصين الشباب من الانزلاق في اتون الحرب الناعمة بكافة أشكالها والتي تستهدف الطلاب والطالبات بالدرجة الأولى باعتبارهم قادة المستقبل.
كما أن هناك برامج ودورات مهارية وثقافية وتعبوية متعددة للمعلمين في التعليم العام والأكاديميين في الجامعات تعمق مفهوم الهوية الإيمانية والهوية الوطنية من منظور إيماني تحافظ على الأصالة والعزة والكرامة لكل يمني حر مستقل متحرر من الوصاية والاحتلال الأمريكي الصهيوني، كوادر تمتلك القدرة على فهم الحقائق ومواجهة الباطل بكل أشكاله.
تجسيد المفهوم الحقيقي للهوية الإيمانية
وعن أهمية التعليم في تعزيز الهوية الإيمانية لدى أبنائنا الطلاب، تقول سبأ الشامي – نائب مدير الإعلام التربوي والقناة التعليمية بالأمانة: إن التعليم الحقيقي و البنّاء يهدف دوماً إلى رفع الوعي ويسعى لإصلاح المجتمعات والارتقاء في مختلف مجالات الحياة، حيث والهوية الإيمانية كان لا يعرف منها أبنائنا سوى اسمها وها نحن نراهم اليوم يحتفلون ويقيمون الأنشطة والفعاليات في سياق الإذاعات المدرسية الصباحية بوعي كامل مما اكتسبوه من معرفة حقيقية لمفهوم الهوية بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الكوادر التعليمية لإثراء معلوماتهم في هذا الجانب.
وتحدثت الشامي عن المواد الدراسية ودورها في تعزيز الهوية الإيمانية قائلة: يجب استقاء العلم من منبعه أولاً.. فالفهم الصحيح عند تعلم مادة القرآن الكريم ينير بصيرتنا لرؤية دلالات هويتنا ومكانتنا في الإسلام منذ القدم، وأضافت: لن نفصل بين المواد فاغلبها كالتاريخ والوطنية والقراءة والنصوص ومواد التربية الإسلامية تزهو بعبق التاريخ ورونقه الحقيقي في ظل استحداث المناهج بعد طمس الحقائق من المناهج السابقة.
هوية تاريخية
وقالت الشامي: إن ما يدرسه الطلاب في مادة الإرشاد التربوي، المادة الغنية بالمفاهيم الحقيقية البريئة من الثقافات المغلوطة تمحورت في عدة قضايا تلامس حياة الفرد وما يدور حوله من أحداث، وتعزز الكثير من الثقافات الصحيحة التي تسهم في إعانة الإنسان لاتخاذ موقف ذا أثر إيجابي على دينه ومجتمعه.
وفيما يتعلق بأنشطة مكتب التربية والتعليم بالأمانة أكدت الشامي أنه لم يألُ جهدًا في تفعيل كافة الأنشطة المدرسية الداخلية والخارجية والفعاليات والمسابقات الإذاعية لشهر رجب “شهر الهوية” وتنفيذ الزيارات الطلابية والتربوية للأماكن والمعالم الإسلامية والتاريخية المرتبطة بهوية اليمنيين، وإقامة الندوات والمجالس التربوية التي لا تخلو من الحديث عن تاريخ اليمنيين المشرف بدخولهم الإسلام و نصرتهم للإسلام والمسلمين والمستضعفين منذ القدم.
التوعية المستمرة والمثمرة
ومن جانبه أكد عبدالله الفقيه – مدرس القرآن الكريم ووكيل مدرسة: أن التعليم يساهم في تعزيز القيم والمبادئ الإيمانية من خلال الإذاعة المدرسية والنشاط المدرسي وتقديم كلمات طلابية عن أهمية الاقتداء برسول الله، وكذلك مشاهد تمثيلية قصيرة، وأيضا عمل اللوحات الحائطية في الفصول والساحة وممرات الفصول، إلى جانب عمل حصص توعوية أسبوعية أو نصف شهرية، وكذا طلب بحوث مختصرة عن الموضوع وتشجيع الطالب بدرجات شهرية .
وقال الفقيه: أما عن المواد التي تلعب الدور المهم فهي مادة القرآن الكريم والتربية الإسلامية من خلال الموضوعات وشرح الآيات فكل القرآن الكريم شامل لكل جوانب الحياة ولكل زمان ومكان.
ودعا المدرسين إلى التطرق لمثل هذه المواضيع أثناء شرحه للآيات المقررة، أو للموضوع المناسب في مادة الإسلامية، وان قامت إدارة المناهح والوسائل بإعداد كتاب خاص يخصص له حصص محدده بحسب الفئات العمرية وتكلف مدرس القرآن أو الإسلامية بذلك فهذا من الوسائل الناجحه لتحقيق ذلك.
وقال: إلى جانب المدارس التربوية والتعليمية يجب أن تلعب الوسائل الإعلامية دورا كبيرا في ترسيخ الهوية الايمانية من خلال البرامج الخاصة بذلك وتوعية الشباب بهويتهم الدينية التي طغت عليها الثقافات المغلوطة والدعايات السامة حالياً
تعزيز القيم والمبادئ
إن وزارة التربية والتعليم هي أهم مرفق حكومي له أثرٌ كبيرٌ في تربية الجيل، هكذا بدأت منى السكري- أستاذة بمدرسة سالم الصباح حديثها- قائلة: إن قوة الدولة الحقيقية وضعفها تتمحور حول هذا المرفق، فالتعليم السليم القائم على الإعلاء من مكانة الإنسان واحترام إنسانيته قبل إملاء القيم والمبادئ التي يريدها المجتمع أو الجماعة التي تدير الحياة في المجتمع يدل على وعي هذه الدولة وقوتها، لضمان جيلاً قوياً متيناً تستطيع أن تزرع فيه مبادئ وقيم وأخلاقيات يحترمها ذلك الإنسان ويطبقها بإيمان وليس تقليداً فقط.
وأضافت: فالتعليم له أثر كبير في تعزيز القيم والمبادئ الإيمانية سلباً وإيجاباً حسب موقع الإنسان فيه إعلاءً وتهميشاً، فالمواد الدراسية والأنشطة داخل المدرسة والجامعة لها الدور الثاني في تعزيز الهوية الإيمانية، عندما يمثل المعلم أداة قوية ومجدية لإيصال الشعور بالاستقرار والاحترم كإنسان ومربي ومن ثم التمحور في المواد التي تعزز الهوية الإيمانية لأداء رسالته على أكمل وجه.
ثقافة القرآن وتغير الشعوب
ومن جانبه أوضح أمير الدين الحوثي – معلم وناشط تربوي: إنه من الهام والضروري جدا تحديد اصطلاح الهوية الإيمانية، إذ أن هذا المصطلح شديد الإشكالية بين الشرق والغرب، وداخلهما أيضاً، وذلك نتيجة القفزات العلمية التي تحصل التطورات السياسية المتسارعة على صعيد الخارطة السياسية والاستراتيجية في العالم كلها التي أدت إلى حصول تبدلات بنيوية في الهويات داخل المجتمعات، ولهذا أسس مصطلح الهوية الايمانية، مسار تغيير أمام مصطلحات ومفهوم الغرب (استعماري في وجهه الثقافي) إلى مصطلح اكثر التباساً، بل ويحمل في طياته بوادر انقلاب على المفاهيم الغربية الاستعمارية.. وتحول الهوية الإيمانية وثقافة القرآن إلى إمكانية متاحة أمام الشعوب والثقافات المختلفة إلى الطور الإنساني الأكثر عطاء وإيجابية في هذه الحياة وممارسة الإنسان لدورة الإيجابي في الإعمار حيث يعد النموذج الأكثر تقدما وتأثيرا في منظومة التربية.
وتابع الحوثي بالقول: ترتبط الهوية الإيمانية بالجانب المفهومي من البحث التربوي، وفي مستوى انتخاب القيم والمبادئ والسياسيات التربوية التي تدخل في تصميم المناهج التربوية، وكذلك من أوجه متعددة في انتخاب المتون التعليمية ومضامينها وفي تقنيات التعليم وغير ذلك من الشؤون المرتبطة بصناعة العملية التعليمية والتربوية، ولذلك، فإن تحديد هذه المفاهيم وضبطها وتنقيحها وتأصيلها يعد أمراً بالغ الأهمية في صناعة نظامنا التربوي والمناهج التعليمية بل وفي السعي نحو الريادة والقيادة التربوية ومن هنا يأتي البحث عن كيفية ونوعية العلاقة بين الهوية الإيمانية والمناهج التربوية، وتحديد مستويات التداخل والتأثير والتأثر بينهما، وفي أي مرحلة من صناعة المناهج التربوية يظهر هذا التدخل، مع ذكر نماذج هامة عن هذه التأثيرات والتطبيقات العملية لها.
وحول أبرز القيم التربوية والأخلاقية التي تحملها الهوية الايمانية للمناهج التربوية.. وكيفية معالجتها يؤكد الحوثي أنه من الواجب الديني استعراض أهم القيمة التربوية والأخلاقية التي تشكل ملامح الهوية الإيمانية (أو قيمها العليا: الارتباط بمصادر الهداية الأساسية، ترسيخ مبدأ الولاية، الثقة بالله والانطلاقة الواعية والايمانية ….ألخ)، والتي تتأثر بها المناهج التربوية، وكيف يمكن مواجهة هذه التأثيرات، داخل البيئة التعليمية والتربوية للمدارس والجامعات، وأيضا في أي مؤسسة ذات اتجاه تربوي.
تعزيز الثقة بالله
وأوضحت هيفاء نهشل – أخصائية اجتماعية بمدرسة الجيل الجديد، أن للتعليم دور أساسي وكبير في ترسيخ الهوية الإيمانية لدى أبنائنا الطلاب وبناء شخصيات إسلامية متوازنة لديهم من خلال توفير بيئة تعليمية إسلامية وتوفير الموارد اللازمة من كتب ومناهج وبرامج تعليمية تغرس القيم دينياً وأخلاقياً وثقافياُ، بالإضافة إلى التوعية المستمرة وتنظيم ودعم الأنشطة والفعاليات الدينية وتشجيعهم على المشاركة فيها وهنا تتجلى عظمة المناسبات الدينية لتعزيز الهوية الإيمانية كجمعة رجب الذي تمثل مناسبة دينية بذكرى دخول اليمنيين في الإسلام وإيمانهم بالرسالة المحمدية، ويُحيي أهل اليمن الجمعة الأولى من رجب لارتباطهم الوثيق بالهوية الإيمانية، والدعوة الإسلامية حيث ناصروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحملوا راية العقيدة وساهموا في نشرها.
بالإضافة إلى النقاش الذي يلعب دوراً كبيراً في تعزيز الثقة بالله وبالنفس، وهذا يرفع الوعي الديني ويعزز القيم الأخلاقية والهوية الدينية والثقافية لديهم والحد من التأثيرات السلبية والتحديات التي قد تواجههم.

قد يعجبك ايضا