–
براعمنا وتأهيل المدربين
العزي العصامي
كانت مشاركات منتخبات البراعم الوطنية لكرة القدم في مهرجان دول غرب آسيا بالعاصمة القطرية الدوحة خلال السنوات الماضية منعطفا هاما في مسيرة الكرة اليمنية من حيث شكل ومضمون بناء القاعدة القوية والصلبة للمنتخبات الوطنية مستقبلا , ومنها المشاركة الأخيرة للبراعم في الدوحة خلال الفترة من 19 إلى 26 فبراير الماضي , مع مشاركة اثنين من المدربين الشباب للفئات العمرية في دورة تدريبية آسيوية واثنين من الحكام المبتدئين في دورة تحكيمية على هامش المهرجان , والتي تصب في صالح تطوير كرة القدم بالاعتماد على تأهيل الكوادر المتخصصة وتؤتي ثمارها في الفترات اللاحقة , وتتماشى مع البرنامج الانتخابي لرئيس الإتحاد العام لكرة القدم الشيخ احمد صالح العيسي .
ومن خلال مرافقتي لبعثة منتخب البراعم الوطني الأخيرة في الدوحة لمست الكثير من الجوانب الإيجابية التي تصب في صالح تطوير الكرة اليمنية بدءا ممن قاعدتها الأساسية والمتمثلة بفئة البراعم , إلا أنني أدركت اننا نفتقد للبدايات الحقيقية لصناعة النجوم من المواهب المتوفرة لدينا على مستوى الأندية , وان الاتحاد نفسه هو الذي يقوم بهذا الدور على مستوى منتخبات البراعم والناشئين والشباب , من دون وجود تأهيل علمي احترافي دقيق لمدربي الفئات العمرية بما يتطلبه هؤلاء المدربون من شروط خاصة تؤهلهم لأن يسهموا بالفعل في صناعة النجوم وتقديمهم بالصورة المثلى للأندية ليشقوا طريقهم فيما بعد على المنتخبات الوطنية ببناء سليم ونموذجي .
أما مدربي هذه الفئات في الأندية فهم بنفس الصور والأسماء لسنوات طويلة دون أن يهتم بهم أحد ليعمل على تنمية قدراتهم ومهاراتهم التدريبية للتعامل الجيد مع الفئات الصغيرة وبالتالي تظل خبراتهم محدودة ومقتصرة فقط على بعض النواحي التي لا تسمن ولا تغني من جوع وتظل قاعدة الأندية ضعيفة ونادرا ما يأتي لاعب بموهبة فذة يتمكن بعد مرحلة مدربي الفئات العمرية من الانطلاق نحو أفاق أرحب من الابداع من خلال ما يكتسبه من خبرات أخرى عبر متابعة لاعبي المنتخبات ونجوم كرة القدم والمباريات العالمية للأندية والمنتخبات عبر شاشة التلفزيون , بينما نجد أن دول الجوار الخليجي تتعاقد مع مدربين بدرجة خبراء للعمل مع الفئات العمرية الصغيرة بدءا من الأندية ووصولا إلى المنتخبات .
ولهذا لم أستغرب عندما سمعت المدرب الشاب المثابر أحمد المهتدي مدرب الفئات العمرية بأهلي تعز والذي شارك في دورة مدربي الفئات العمرية خلال مهرجان الدوحة الأخير , وهو يكشف لي أنه استفاد كثيرا من الدورة لدرجة أنه اعتبر كل ماضيه التدريبي بما تعلمه محليا لا يساوي شيئا , وانه اكتشف ان كل ما كان لديه مجرد صفر على الشمال إلى جانب الاستفادة العظيمة والفائدة التي حققها في دورة المدربين بالدوحة ,وهذه شهادة من مدرب شاب ومعروف في الوسط الكروي بمدينة تعز بما يعني أنه وأمثاله من مدربي الفئات العمرية رغم اجتهادهم إلا أنهم لم يسهموا في أي عملية تطوير لكرة القدم اليمنية بمعنى الكلمة باعتبار أن كل أعمالهم لا تمت إلى واقع التدريب الفعلي بصلة وهذا أمر مهم يحتاج إلى إعادة نظر من قبل الإتحاد في إطار منظومة عمله الخاصة بالتطوير الفني وتأهيل الكوادر المحلية بدءا من القاعدة.
نتمنى أن يبادر رئيس إتحاد كرة القدم إلى تعيين شخص من ذوي الخبرة المحلية أو المستوردة ليكون مستشارا له لهذه الفئة وأن يبادر إلى تنفيذ برنامج تطوير لكرة القدم اليمنية من خلال تبني إتحاده لدورة تدريبية متطورة تقام بصورة سنوية , وتخص مدربي الفئات العمرية في الاندية بدءا من أندية النخبة وأندية الدرجة الثانية , وأن يتم الاهتمام بهذه الفئة من المدربين المغمورين الذي ظلوا لسنوات طويلة يحفرون في الصخر دون أن يلتفت إليهم أحد سواء في الأندية أو في الاتحاد , فيما لهم دور كبير بما تنتجه ملاعبنا من لاعبين وما يصلوا إليه من مستوى يظل محدودا إلا من رحم ربي .