وفاء الكبسي
عام مضى على أعظم ملحمة في التاريخ عملية طوفان الأقصى «يوم السابع من أكتوبر» الذي يعد يوماً فاصلا في التاريخ، يوماً لا يمكن نسيانه أبدًا من الذاكرة الإنسانية؛ لأنه اليوم الذي سقطت فيه أكذوبة وأسطورة الكيان الإسرائيلي اللقيط الذي قام على الأكاذيب والخزعبلات والخرافات، هذا اليوم المجيد الذي داس فيه الفلسطينيون بكل عنفوان وجبروت على غطرسة وعنجهية ووحشية الإحتلال الإسرائيلي المهزوم.
عام مضى على أقدس معركة جهادية في تاريخنا المعاصر، ففي الوقت الذي أوشك العالم أن ينسى فيه قضية فلسطين، وأرادت قوى الطغيان أن تطوي صفحة الشعب الفلسطيني إلى الأبد، أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى لتهزّ العالم، ولتكسر شوكة الاحتلال الصهيوني، وما لبثت أن لفتت الأنظار، وجذبت الأنصار، وحرّكت قوى المقاومة من حولها، برغم حالة التيه والخنوع التي تعيشها معظم الشعوب العربية والإسلامية نتيجة تسلّط الأنظمة العميلة على رقابها، إلا أن الموقف اليمني المشرف الأسطوري كان ضربا من الخيال أرعب الأعداء وأذهل العالم في زمن التخاذل والخنوع العربي الإسلامي، فهذا الموقف المشرف لم يكن ليتحقق لو لم يتحرر الشعب اليمني في العام 2014م، من الوصاية والهيمنة الخارجية التي ظلّت تمارسها عليه قوى الهيمنة بقيادة أمريكا وإسرائيل كغيره من بلدان المنطقة والعالم، لم يكن التآمر على الشعب والقضية الفلسطينية، وليد اللحظة وإنما بدأ منذ عقود في إطار مخطط غربي صهيوني لزرع هذا الكيان المتوحش في جسد الأمة بالتواطؤ مع بعض القادة والزعماء العرب الذين عملوا على تثبيط شعوب الأمة وإفشال أي مساعٍ لتوحيد الصف العربي في مواجهة الكيان الصهيوني، وكذا المساهمة في جعل القضية الفلسطينية من القضايا الثانوية وصولا إلى محاولة تصفيتها بشكل كامل، وتحوّل حكام معظم الدول العربية والإسلامية الخانعة إلى عصابات مستبدة، تجردت من الإنسانية وتنصّلت عن القيام بالمسؤولية، وباتت مهمتهم الوحيدة تنفيذ أجندة قوى الاستعمار والاستكبار في إخضاع الشعوب وتركيعها وتدجينها، لتكون مسلوبة القرار والإرادة، حيت تقوم تلك الحكومات والأنظمة العميلة بمنع شعوبها حتى من تسيير المظاهرات الاحتجاجية المنددة بما يرتكبه كيان العدو الصهيوني من جرائم يندى لها جبين الإنسانية في غزة.
عام مضى على معركة «طوفان الأقصى» التي قام العدو الصهيوني فيها بارتكاب كل أنواع جرائم الإبادة وأفظعها بحق أبناء غزة والأراضي المحتلة في صورة لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيلًا، في ظل صمت مُقيت وخذلان مريب وتغاضٍ فاضح من قبل حكام الأنظمة العميلة، وفشل ذريع في أي تحرك يفضي لإيقاف آلة القتل الصهيونية، فبقدر ما أعادت عملية السابع من أكتوبر 2023م، للقضية الفلسطينية مركزيتها وجعلتها في صدارة القضايا إقليميًا ودوليًا، فإنها أحيت أيضًا روح المقاومة ووحّدت الفصائل الفلسطينية وعززت تلاحم محور المقاومة لمواصلة إفشال مشاريع العدو الصهيوني وتقديم المزيد من التضحيات لفضح المؤامرات الهادفة لتصفية هذه القضية.