استكمال المرحلة الأولى من مشروع زراعة الصحراء بالحديدة:

التخطيط لزراعة 100 ألف هكتار من الكثبان الرملية في سهل تهامة

 

 

الثورة  /يحيى الربيعي

في سياق الجهود الرامية لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي والتنمية المستدامة، استكملت الجمعيات التعاونية في 11 مديرية من محافظة الحديدة، بتاريخ 12 ربيع الأول 1446هـ الموافق 16 سبتمبر 2024م، المرحلة الأولى من مشروع زراعة الصحراء.
المشروع يأتي تنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى، الهادفة إلى استغلال موسم هطول الأمطار وتحقيق أقصى استفادة منه من خلال التوسع في زراعة الصحراء والأراضي القابلة للزراعة، بما يسهم في تقليص فاتورة الاستيراد وتعزيز الاكتفاء الذاتي.
وتتمثل الأهداف الأساسية لهذا المشروع في تعزيز استصلاح الأراضي الزراعية وزيادة الإنتاج بهدف الوصول إلى الأمن الغذائي، وتقليص فاتورة الاستيراد على مسار الجهود الحيثية في تحقيق الاكتفاء الذاتي، فضلاً عن دوره في وقف زحف الرمال والتصحر..
وحرصت الجمعيات التعاونية في سهل تهامة، وبالتعاون مع الاتحاد التعاوني الزراعي وشركاء التنمية في الحكومة والسلطة المحلية وكافة الجهات ذات العلاقة، على المستويين الرسمي والمجتمعي على زراعة الأراضي العامة الصافية، والتي تخلو من أي مشكلات. وقد تم التخطيط لزراعة مساحة تصل إلى 100,000 هكتار من الصحاري والأراضي (الكثبان الرملية المعروفة محلياً بالخبوت) في سهل تهامة، والتي تعتبر أراضي مناسبة لإنتاج كافة محاصيل الحبوب والبقوليات وغيرها من المحاصيل الزراعية مثل الفواكه والخضروات.
الفريق التنموي
برنامج زراعة الصحراء لهذا العام، تم تحت إشراف مباشر من وكيل قطاع تنمية الإنتاج بوزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، المهندس سمير عبد الرحيم الحناني بالتعاون مع السلطة المحلية والفريق التنموي بالمحافظة، تنفيذ فريق متابعة تكون من المتخصصين الذين تم توزيعهم للمتابعة مع الجمعيات التعاونية؛ حيث قام الأخ أبوالفضل القحوم الأمين العام للاتحاد التعاوني الزراعي بمتابعة مشاريع مديريات (زبيد، الجراحي، التحيتا)، بينما تولى أحمد هيج، مدير منطقة تهامة بمؤسسة بنيان التنموية ومدير المبادرات بالمحافظة بالإشراف على جمعيات (بيت الفقيه، الدريهمي، المنصورية). كما كان عبد الرحمن هادي هيج مسؤولاً عن متابعة جمعيات (جمعية النحالين في المنيرة، اللحية، الزهرة، جمعية الشباب في الزيدية)، في حين قام شمسان صالح المنيري بالإشراف على جمعيات (باجل، المراوعة، برع). وأخيراً، كان محمد الهاملي متابعاً لجمعيات (المنظر، الحالي).
المدخلات الزراعية
أسفرت عمليات الزراعة- في مرحلتها الأولى- وفق تقرير صادر عن الفريق أعلاه حصلت «اليمن الزراعية على نسخة منه- عن توزيع 8,077.1 كيسًا من البذور، بما يعادل 338,907.9 كجم، تم تصنيفها إلى عدة أصناف حسب احتياجات كل منطقة. شملت الأصناف التي تم توزيعها:
– الدخن: 517 كيسًا (20,667.3 كجم)
– دخن الصحراء: 2,800.4 كيسًا (112,014.3 كجم)
– الذرة الرفيعة الحمراء: 1,621.3 كيسًا (64,697.3 كجم)
– الذرة البيضاء (قيرع): 933.9 كيسًا (37,356 كجم)
– الذرة الزعر الشاحبي: 765.4 كيسًا (30,613 كجم)
– السمسم: 131.9 كيسًا (5,275 كجم)
– الدجرة: 262.2 كيسًا (10,485 كجم)
– الذرة الشامية: 1,045 كيسًا (57,800 كجم)
المناطق المستهدفة
تم توزيع الكميات على 11 جمعية تعاونية زراعية في المديريات: التحيتا، الجراحي، زبيد، بيت الفقيه، الدريهمي، السخنة، المنصورية، المراوعة، باجل، الضحي، المغلاف، الزيدية، والزهرة، بالإضافة إلى الجانب العسكري – المنطقة الخامسة، وفقاً لمتطلبات كل منطقة.
النفقات التشغيلية
بالإضافة إلى ذلك، استهلك المشروع 57,900 لتر من الديزل، مع إجمالي قيمة الديزل المنصرف للجمعيات الذي بلغ 27,502,500 ريال. وقد تم استخدام 35,083.90 لتر من الديزل في الزراعة، مع 7,725.06 ساعة عمل تم تسجيلها، حيث تم زراعة 20,715 معاد من المناطق، بمشاركة 1,752 عاملًا، مما يعكس تفاني القوى العاملة في تنفيذ المشروع.
ويبلغ إجمالي أجرة عمال البذر حوالي 6,770,250 ريالاً، في حين أن كمية البذور المزروعة بالحراثات وبالعمل اليدوي تقدر بـ 63,004 كجم. كما بلغت مصروفات سائقي الحراثات 43,063,571 ريالاً، مع إجمالي النفقات التشغيلية لفريق الجمعيات التي وصلت إلى 1,650,900 ريال.
الأرقام تعكس حجم الإنجازات، وهي في ذات الوقت، تعبر عن العزيمة والإرادة الوطنية في استغلال الموارد وتحقيق التنمية الزراعية. من خلال هذه المبادرة، تخطو اليمن استجابة لموجهات القيادة الربانية لسماحة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي خطوة حقيقية نحو مستقبل أكثر استدامة حيث يصبح الغذاء المحلي هو الخيار الأول. يمثل المشروع خطوة حيوية نحو تحقيق الأمن الغذائي في اليمن، ويمهد الطريق للنمو المستدام وتعزيز الإنتاج الزراعي في المناطق الأكثر احتياجًا.
ختاماً، يجسد مشروع زراعة الصحراء أملًا جديدًا، ويضعنا على درب تحقيق الأمن الغذائي المنشود، مستفيدين من هذه النتائج المبهرة، نحو غدٍ زاهر مليء بالخيارات الغذائية.

قد يعجبك ايضا