الثورة نت/..
نشرت الصين مقاتلات وسفنا حربية مع بدئها مناورات عسكرية حول جزيرة تايوان، اليوم الإثنين، في خطوة أكدت بكين أنها عبارة عن “تحذيرات جادة” ضد “الأعمال الانفصالية” لسلطات الجزيرة التي تحظى بالحكم الذاتي.
وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وتعهدت توحيدها مع البرّ الرئيسي، بالقوة إن لزم الأمر. والمناورات الجديدة هي التدريبات الرابعة من نوعها خلال العامين الأخيرين.
وفي حين أكدت تايوان أنها نشرت “القوات المناسبة” للرد على الخطوة الصينية، اعتبرت واشنطن الداعمة لتايبيه أن هذه المناورات “غير مبررة” وتزيد خطر التصعيد.
ومنذ توليه منصبه في أيار/مايو الماضي، اعتمد الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي، أسلوبا أكثر صراحة في الدفاع عن سيادة تايوان، ما يثير غضب بكين التي تصفه بـ”الانفصالي”.
وأعلنت وزارة الدفاع الصينية صباح اليوم الإثنين، أن الهدف من المناورات التي أطلق عليها اسم “السيف المشترك 2024 ب”، هو “اختبار القدرات العملياتية المشتركة” للقوات.
وقال المتحدث باسم القيادة الشرقية للجيش الصيني الكابتن لي شي، إن العمليات تجري “في مناطق بشمال جزيرة تايوان وبجنوبها وشرقها”.
وأضاف أن المناورات “تركز على دوريات الاستعداد القتالي البحري والجوي وحصار الموانئ والمناطق الرئيسية” و”الهجوم على أهداف بحرية وبرية” و”الاستحواذ المشترك على تفوق شامل”.
ووصفت الصين هذه التدريبات الجديدة بأنها “تحذيرات جادة” ضد “الأعمال الانفصالية التي تقوم بها قوات استقلال تايوان”. وقال لي شي “هذه عملية مشروعة وضرورية لحماية سيادة الدولة والوحدة الوطنية”.
وأفادت قناة “سي سي تي في” العامة الصينية بأن “مقاتلات وقاذفات” وطائرات حربية أخرى، إضافة الى “عدد من المدمّرات”، نشرت في مضيق تايوان، إضافة الى مناطق تقع الى الشمال من الجزيرة وإلى جنوبها الغربي وشرقها.
كما يشارك خفر السواحل الصينيون في هذه المناورات العسكرية عبر إجراء “عمليات تفتيش”، وفق مصادر رسمية.
وقال المتحدث باسم خفر السواحل ليو ديجون إن الأساطيل 2901 و1305 و1303 و2102 تشارك في “عمليات تفتيش لإنفاذ القانون في المياه المحيطة بجزيرة تايوان، وفقا للقانون القائم على مبدأ صين واحدة”، الذي بموجبه تُعتبر تايوان جزءا من الأراضي الصينية.
وأظهر رسم نشره خفر السواحل، الأساطيل الأربعة تحيط بتايوان وتبحر في محيطها في اتجاه عكس عقارب الساعة.
وأفاد خفر السواحل في محافظة فوجيان بشرق الصين، أقرب مناطق البرّ الرئيسي من الجزيرة، بأنهم ينفذون “دوريات إنفاذ قانون شاملة” في المياه قرب جزر ماتسو التي تسيطر عليها تايوان.
من جهتهم، أعلن خفر السواحل التايوانيون أنهم رصدوا مجموعات سفن تابعة لنظرائهم الصينيين حول تايوان.
وقال خفر السواحل في بيان إن “سفنا عدة” عبرت الخط الأوسط لمضيق تايوان – في إشارة إلى الخط الذي يقسم المضيق البالغ عرضه 180 كيلومترا بين الجزيرة والبر الرئيسي – وظلّت “في مياهنا الشمالية والجنوبية الغربية والشرقية على شكل مجموعات”.
وعززت الصين نشاطاتها العسكرية في محيط تايوان في الأعوام الأخيرة، ونشرت مقاتلات وطائرات وسفنا حربية للإبقاء على حضور شبه دائم حول مياه الجزيرة.
ودانت وزارة الدفاع التايوانية في بيان “السلوك غير العقلاني والاستفزازي” للصين وقالت إنها “نشرت القوات المناسبة للرد بشكل مناسب من أجل حماية الحرية والديموقراطية، وكذلك بهدف الدفاع عن سيادة” تايوان.
ودعا الرئيس لاي تشينغ تي إلى عقد اجتماع أمني “رفيع المستوى” ردا على المناورات العسكرية الصينية.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي التايواني جوزف وو “في ما يتعلق بالمناورات (الصينية) هذا الصباح، دعا الرئيس إلى اجتماع أمني وطني رفيع المستوى وأصدر تعليمات واضحة بشأن سبل الرد على التهديدات العسكرية الصينية وردود فعل الوزارات المعنية”.
وقال وو إن المناورات “تتعارض مع القانون الدولي واللوائح الدولية وتتطلب إنذارا”. كما دانت الولايات المتحدة المناورات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان إن “الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء المناورات العسكرية المشتركة لجيش التحرير الشعبي (الصيني) في مضيق تايوان وحول تايوان”.
وأضاف أن رد الصين “عبر استفزازات عسكرية على خطاب سنوي معتاد (للرئيس التايواني الخميس) هو غير مبرر وينطوي على خطر حصول تصعيد”.