محمد القعود
تذهبُ معك إلى حيثُ وحدك البعيد /القريب..
تذهبُ وأنت مثقلٌ بك، وبشوقك إليك وبشغفك، بملاقاتك وتلاحمك بك.
تذهبُ إليك وأنت تترنح بثمالة وجدٍ قديمٍ وبعبقٍ حنين معتّقٍ في حناياك وبولهٍ معتمرٍ في بساتين هيامك وأحلامك المزهرة والدائمة الاخضرار رغم مواسم القنوط والصقيع والذبول المتلاحقة وقساوة صولاتها الكاسحة.
تذهبُ معك، إليك..
حاملاً بعضاً منك إليك لغاية لا مرادف لها سوى: أنت!
تحمل ذاتك إلى ذاتها وتسيرُ على قدمين من لهفةٍ وبجناحين من ضوءٍ يدفعهُ الذهول ويغذُّ سيره حُلم اللقاء بمن هو، هو، وبمن هو يتنفسهُ وينبض به ويتبرعمُ منه، ويطلُّ منه ويتماهى معه ويتساكن فيه .. وهو أنت..!!
*تتدثر بزمانك الآتي..
وتتجلببُ بما في ماضيك من نبلٍ..
وترتدي حاضرك المنقّط بذكرياتك الخضراء وبقطرات الضوء، وتذهبُ بك ومعك، إلى حيثُ أنت، ذلك الكائن العاري من أهواء المطامع والمغانم والأرصدة المكتظة بالأنانية.. والزهو المتناثر في هوّة النسيان.
تذهبُ بك، إلى حيثُ إنسانيتك المفعمة بالحب والخير، والوفاء والعطاء والتوهج بنور يصافح الحياة، وبحب يعانق الكائنات النابضة بالسلام والدّعة والدفء الإنساني.
تذهبُ بك، ومعك، إلى حيث تجدك تمارس صلاحيتك الإنسانية بكل ما تملك من محبة وأملٍ وأشواق.
تذهبُ بك إلى حيثُ أنت، أنت، وليس سواك..!!
تصوير/حامد فؤاد