ما وراء الاستهداف الصهيوني المتكرر لليونيفيل!

سند الصيادي

 

 

بعد أن امتهنت الولايات المتحدة وذراعها الغاصب للأرض والمقدسات الإسلامية، الأمم المتحدة ومؤسساتها، وبعد أن انتهكت بشكل سافر كل المواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية و القيم والأعراف الدولية الإنسانية في غزة ، ها هو ذات السيناريو من الإجرام والتوحش بحق الإنسانية و الامتهان الخطير للمؤسسات الدولية يستنسخ في العدوان على لبنان، إذ بدأ الكيان الصهيوني بالاستهداف الممنهج لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان التي تعرف بقوات اليونيفيل، و هي قوات دولية متعددة الجنسيات تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان منذ حرب العام 2006م .
وإزاء استمرار الاستهداف ذهبت الأمم المتحدة إلى استجداء الكيان والولايات المتحدة بحماية هذه القوات التي يفترض أن تقوم هي بالحماية لنفسها وللاتفاقيات الدولية ، ورغم الإدانات المتعددة من دول مشاركة في قوام هذه القوات إلا أن الكيان متسلحا بالولايات المتحدة لا يلقي بالا بالتنديد الدولي الذي يظل خافتا وغير مخيف في ارتداداته على المشهد، المشهد الذي يفسر في أحد واجهاته مدى الانهيار الحادث في المنظومة الدولية وحجم الهيمنة الغربية الصهيونية على مقاليد القرار الدولي ، لكنه في الوجه الآخر يكشف ما وراء حجم التصعيد الأمريكي الصهيوني الخطير الذي يأتي في سياق استراتيجية أوسع لإضعاف الدعم اللوجستي والعسكري للمقاومة ويكشف عن محاولة أمريكية خبيثة الزج بالجيش اللبناني إلى المنطقة الجنوبية وإيجاد صراع بيني مع المقاومة، ناهيك عن ما يمثله من عرقلة لجهود هذه القوات في تقديم المساعدات الإنسانية، ما يزيد من صعوبة تنفيذ مهامها الأساسية.
يسعى الكيان الغاصب بدعم أمريكي لا محدود إلى إجبار هذه القوات إلى إخلاء مواقعها وإعادة التموضع في خطوط جديدة آمنة خارج خارطة الحدود التي رسمتها المقاومة، كما أن استمرار الاستهداف – وفق الكثير من القراءات التحليلية- قد يدفع بعض الدول المشاركة فيها إلى إعادة النظر في مشاركتها أو تقليص عدد قواتها حسب الرهانات الصهيونية، وهو ما يعني تقليص النفوذ الدولي في الجنوب اللبناني، وإتاحة مساحة أوسع للكيان في التعامل مع المعركة دون حضور دولي، في نية صهيوأمريكية مبيتة لهجمات أكثر دموية ووحشية ضد السكان والأعيان المدنية والبنى التحتية في الجنوب اللبناني.
ثمة شبه إجماع دولي وإنساني على أن غياب هذه القوات قد يزيد من معاناة المدنيين هناك، سواء من خلال توقع الأجندة الصهيونية في توسيع دائرة الإجرام، أو من حيث التأثير على ما تقوم به هذه القوات من أدوار مهمة في تقديم المساعدات الإنسانية وضمان الاستقرار للمدنيين، وعدم اضطرارهم للنزوح، وباستثناء أن نتوقع بالحد الأدنى أن يكون الضغط الدولي وردود الفعل الدولية قد تساهم في تعقيد هذه المخططات الصهيوأمريكية، فإن المسار يبدو مضبوطا بما ستقرره المقاومة الإسلامية في لبنان على الميدان، وما سيفرزه هذا الميدان من صدمات على واقع الأحلام الإسرائيلية الواهمة بتغيير خارطة المنطقة.

قد يعجبك ايضا