الثورة نت/..
تفيد الرسالة الأهم التي وجّهتها المقاومة الإسلامية في لبنان بقيادة حزب الله من خلال عملياتها الصاعقة وغير المسبوقة، ضد كيان العدو الصهيوني مؤخّرا، بأنه لا حدّ للتراجع عن مواصلة مهام الإسناد لغزة ، التي أطلقتها منذ السابع من أكتوبر الماضي، أياً كانت العواقب والتضحيات والتداعيات.
فوفق معادلة لا وقف للجبهة القتالية التضامنية والإسنادية التي فتحتها المقاومة اللبنانية ضد العدو الصهيوني، إلا عبر التوصل إلى إتفاق يُنهي الحرب على غزة، بات واضحاً أن الضربات الصاروخية النوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان، أفشلت مخططات العدو في تحقيق أهدافه، بالإستفراد بقطاع غزة، وفك الارتباط بين المقاومة الفلسطينية والمقاومة في لبنان.
وهذا واضح من خلال تأكيد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن الحزب دخل مرحلة جديدة عنوانها “معركة الحساب المفتوح”.. قائلا: إن الكيان الصهيوني أراد باستهدافه لبنان شل المقاومة وتحريض حاضنتها عليها، بهدف إيقاف جبهة المساندة لقطاع غزة.
وشدد الشيخ قاسم على أن جبهة الإسناد اللبنانية ستبقى مستمرة مهما طال الزمن حتى تنتهي الحرب على غزة.
ونوّه بأن التهديدات الصهيونية لن توقف جبهة إسناد غزة اللبنانية وأنها مستعدة لمواجهة كافة التحديات العسكرية.
ووفق محللون سياسيون، فإن الضربات النوعية للمقاومة اللبنانية وجهت رسالة واضحة إلى قادة الكيان الصهيوني بأنه لا فصل بين ما يجري في غزة والشمال، وأن المقاومة في لبنان لن تتوقف عن دعم وإسناد غزة حتى تتوقف حرب الإبادة عليها.
ويقول المحللون: إن المقاومة اللبنانية تؤكد بردها الواسع على المواقع العسكرية والاستراتيجية للكيان الصهيوني، أنها لن تتخلى عن فلسطين، ولا عن غزة، مهما بلغت التضحيات.
وهنا يشير المحلل السياسي معاوية موسى، في تصريحات خاصة لوكالة “شهاب” للأنباء إلى أن رد حزب الله خلال الأيام الأربعة الماضية حتى اليوم كان لإعلان جهوزيته وأن وقف جبهة الاسناد مرتبط بوقف العدوان على غزة.
وقال موسى: إن تكتيك حزب الله في اسناد قطاع غزة وربط الشمال بالجنوب هو فعلياً مشاركة بالحرب.
ولفت إلى أن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية منزعجة وبشدة من هذا الربط، وهذا الانزعاج جعل واشنطن تعطي ضوءاً أخضراً لكيان العدو بتوسيع الهجمات وتكثيفها على لبنان.
وبين أن ما يدور على الجبهة الشمالية هو سير على حافة الهاوية، بين إرادة فصل الجبهات، وبين تثبيت تلك المعادلة للوصول إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة.
وتابع قائلا: إن الكيان الصهيوني من خلال تصعيده الحالي تريد أن توصل رسالة إلى لبنان وحزب الله مفادها أن أمامكم خياران إما حرب شاملة أو وقف اسناد قطاع غزة.
أما الكاتب والمحلل من لبنان حمزة بشتاوي فيؤكد أن الإسناد سيستمر بغض النظر عما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر في لبنان بعد فشله في القضاء على المقاومة في غزة وإطلاق سراح أسراه بدون صفقة تبادل، وسيفشل في كسر إرادة المقاومة من خلال استمرار جبهة إسناد مؤثرة.
وقال بشتاوي لموقع “فلسطين أون لاين”: إن “إسناد جبهات المقاومة أدى لتشتت جيش الاحتلال أمام بطولة وصمود المقاومة، وبات يعيش في أزمة كبيرة يحاول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الخروج منها باستدعاء أمريكا ودول غربية لإنقاذه من الأزمة”.
وفي حين أكدت المقاومة الإسلامية في لبنان رفضها وقف جبهة الاسناد مهما طال الزمن إلى أن تتوقف الحرب على غزة كان لافتا ما أكدته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لها، أن العدوان الصهيوني على لبنان، يعبر عن فشل “إسرائيل” في إخضاع حزب الله، من خلال تكبيده خسائر كبيرة عبر عدد من العمليات الأمنية النوعية.
وقالت الصحيفة في تقريرها: إن “المسؤولين الصهاينة كانوا يأملون أن يؤدي تصعيد هجماتهم على مدى الأسبوع الماضي.. إلى زعزعة استقرار حزب الله وإقناعه بالانسحاب من الحدود “الإسرائيلية” اللبنانية”.
وأضافت: “وكان المسؤولون الصهاينة يعتقدون أن زيادة تكاليف حملة حزب الله من شأنها أن تسهل على الدبلوماسيين الأجانب، دفع الحزب إلى التراجع لكن ما حدث هو العكس تماما.
وشددت على أن هجمات جيش العدو الصهيوني على لبنان “تعكس مدى ابتعاد “إسرائيل” عن تحقيق أهدافها، ومدى اقتراب الجانبين من الحرب الشاملة”.
ومنذ صباح اليوم الثلاثاء أكدت المقاومة الإسلامية في لبنان، أنها قصفت 16 هدفًا عسكريًا لقوات العدو الصهيوني في الجولان السوري المحتل وجنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة.
وقالت المقاومة الإسلامية، في بلاغات عسكرية لها: إن عملياتها تأتي “دفاعًا عن لبنان وشعبه وردًا على الاعتداءات الصهيونية، ودعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة”.
واستهدف حزب الله، بعد ظهر اليوم، المخازن الرئيسيّة التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا التابعة لقوات العدو، بعشرات الصواريخ، بالإضافة لاستهداف معسكر “إلياكيم” التابع لقيادة المنطقة الشمالية الصهيونية جنوب حيفا بصلية من صواريخ “فادي 2”.
وأضافت في بلاغ ثالث: “قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية المخازن اللوجستيّة للفرقة 146 في قاعدة نفتالي بصلية صاروخية”.
ولفتت النظر إلى أن مجاهدي المقاومة الإسلامية قصفوا مستوطنات: “كتسرين” و”هجوشريم” و”غيشر هزيف”، بصليات صاروخية.
وتابعت: “قصفنا مستوطنة كريات شمونة بصليات من الصواريخ، ومطار مجيدو العسكري (للمرة الثالثة اليوم) غرب العفولة بصلية من صواريخ فادي 1 وفادي 2”.
ونبهت المقاومة الإسلامية إلى استهداف مصنع المواد المتفجرة في منطقة “زخرون”؛ التي تبعد عن الحدود 60 كلم بصلية من صواريخ “فادي 2″، وقاعدة عاموس (القاعدة الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية) بصلية من صواريخ “فادي 1”.
وذكرت في بلاغ عسكري آخر، أن مجاهدي المقاومة الإسلامية قصفوا قاعدة ومطار رامات ديفيد بصلية من صواريخ “فادي 2”.
واستطردت بالقول: “قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية قاعدة شمشون (مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية) بصواريخ “فادي 3″، ومستوطنة روش بينا بصليات صاروخية”.
وفي البلاغ العسكري الـ16 منذ صباح اليوم، أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان أن مجاهديها قصفوا قاعدة “دادو”؛ مقر قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الصهيوني، بـ50 صاروخاً.