في ورقته المقدمة لندوة “21 سبتمبر ثورة الحرية والتغيير” التي نظمتها ” الثورة ” العميد مجيب شمسان:الإنجاز العسكري لثورة ٢١ من سبتمبر أعاد السيادة ونقل اليمن للعالمية
كان هناك مخطط صهيوني لفصل الساحل الغربي في تعز لتكون ليهود الفلاشا
قبل الثورة السفير الأمريكي كثّف زياراته إلى المعسكرات ومخازن الجيش للاطلاع على كل عناصر القوة فيها
المخطط ضد الجيش اليمني بدأ باستهداف الدفاعات الجوية والبحرية والمخازن وتدمير الطيران الحربي
المخطط الأمريكي أوصل البلد والدولة في عام 2014 م إلى مرحلة ما يسمى بالدولة الفاشلة
الأمريكي اعتمد الحروب الهجينة بدعم الإرهابيين للسيطرة على القطاع المدني وإسقاط القطاع العسكري
إذا قامت اليمن قام الدين والهوية والرسالة وسقط المشروع اليهودي
قيادة الثورة الربانية استطاعت تعبئة الشعب عسكرياً وأعادت الهوية الإيمانية لليمن
التحرك الذي أنتجته القيادة يوضح حجم التحدي والمعطيات في مواجهة التحديات القائمة
الأعداء أرادوا فصل الجانب الإيماني عن العسكري وهو الذي خلق الانتصار وجسد التحول وفارق القوة الكبير
الثورة والمنهج والقيادة صنعت قوة اليمن من الرصاصة إلى الفرط صوتي وصولاً للطائرات المسيرة
هناك ثلاثة عناصر أساسية تشكل ركائز المدرسة العسكرية اليمنية الجديدة
تحت عنوان “21 سبتمبر ثورة الحرية والتغيير”. نظمت مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر بصنعاء ندوة سياسية فكرية، تزامناً مع احتفالات شعبنا اليمني العظيم بالعيد العاشر لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدية ، وفي الندوة تم مناقشة عدد من الأوراق البحثية التي تناولت مسارات الثورة السياسية والاستراتيجية والأمنية والعسكرية تضمنت مجموعة من المقارنات والإرهاصات والإنجازات قبل وبعد الثورة ، وفي الجانب العسكري للثورة الذي يعتبر من أهم المسارات التي ركز عليها الأمريكان وأعداء اليمن.
شارك العميد مجيب شمسان بورقة حول المسار العسكري لثورة ٢١ سبتمبر تناول فيها الخلفيات التاريخية والأبعاد الإستراتيجية والجيوسياسية التي رافقت المستوى العسكري قبل وبعد الثورة:
الثورة / أحمد المالكي
.. حيث بدأ العميد شمسان ورقته بالقول : إنه لا يمكن فصل المنجزات والخيارات أو المسارات الأخرى للثورة لأن الحديث عن أي عمل ثوري هو حديث عن عمل ” مركب” والعناصر الكيمائية التي لا يمكن فصل بعضها عن بعض ، ولا يمكن هنا فصل الحديث عن الجانب السياسي أو العسكري أو الأمني لأنها كلها تصب في بوتقة واحدة ، وإذا أردنا أن نعرف عن المنجز العسكري ، علينا أن نعرف حجم المؤامرة التي كانت تحاك على اليمن خلال مسيرة ثورة الـ ٢١ من سبتمبر مرورا بما وصلنا إليه اليوم ، وإذا عرفنا حجم المؤامرة سندرك تماماً أهمية الموقع الجغرافي لليمن على اعتبار أن اليمن بحكم موقعها الجغرافي كانت مطمع القوى الاستعمارية عبر التاريخ ، ومن يسيطر على هذا الموقع بإمكانية السيطرة على حركة المرور البحري في باب المندب ويمتلك القوة والسيادة ، ولذلك كان التحرك الجديد ينظر إلى اليمن من زاويتين أساسيتين هما موقعها من مشروع الشرق الأوسط الجديد وإسرائيل الكبرى ، وهذا التحرك بدأ عام 1985م ، إذاً العدوان على اليمن الذي أعلنه الجبير ووزير الخارجية الأمريكية حينها في ٢٦ مارس 2015م تم التحضير له من الثمانينات على مستوى الفكر الأيدلوجي مقاربة لفكرة الاحتلال الصهيوني اليهودية للأراضي المحتلة ، بدءا من المستوى الوطني فيما أصدر المؤتمر الصليبي اللبناني الطبعة الأولى لكتاب “التوراة جاءت من جزيرة العرب” للدكتور كمال الصليبي وبعده أحمد فرج ذيب وعدد من الباحثين الذين تحدثوا عن الرواية التوراتية وعلاقتها بجزيرة العرب كل ذلك كان ترويجاً للفكر الأساسي الذي يروج له اليوم تحت مسمى “الجغرافيا اليمنية وأرض التوراة” ، وإذا قارنا هذه المعطيات وشاهدنا عدد المهاجرين الأفارقة طيلة سنوات الحرب وفقا للبيانات الصادرة عن الهجرة الدولية من 2016م إلى 2019م خلال ثمان سنوات الحرب وصلت لأكثر من 548 الف مهاجر من إثيوبيا وكل ما سألتهم هذه تعود لفكرة فاضل الربيعي فيما تسمى يهود المفاليس وأن الأصل يهود الفلاشا هي من وادي الفلس وكان مخطط صهيوني لفصل الساحل الغربي في تعز لتكون ليهود الفلاشا هذا المخطط ليس جديداً هذا مخططاً صهيونياً عبر التاريخ ، للسيطرة على أهم المواقع الجغرافية سواء عبر أو البحر أو البر ، ولذلك بعد احتلال العراق سيطروا على منطقة في العراق وقاموا بتهجير سكانها تحت مسمى عدم وجود تنمية وقاموا بتوطين 150 ألف أسرة يهودية في منطقة” الأهوار ” أو “القائم” في العراق باعتبارها البوابة البرية التي تربط العراق بسوريا وتركيا وصولا إلى أوروبا .
تصنيف
وأوضح شمسان في ورقته أن اليمن مصنف بأنه البوابة المدخل الأساسي الذي حكم العالم ، وان البيانات التي تتحدث بأن السفن التي تمر عبر باب المندب 21 إلى 24 الف سفينة بمعدل 57 سفينة يوميا هي بيانات غير صحيحة وغير دقيقة لأن اليهودي يدرك تماماً إذا ما عرفنا أهمية مضيق باب المندب فإننا سنشكل ورقة ضغط ليس فقط على الكيان الصهيوني بل على الإمبريالية الغربية بشكل عام ولو كان متاحا لهم الحركة بين مضيق باب المندب لتحركوا لكنهم يدركون تماما صعوبة الحركة خارج مضيق باب المندب لأن البحر الأحمر هو قلب العالم الاستراتيجي ، لذلك إذا كانت هناك دولة يمنية قوية تنتقل تلقائيا ولن تحتاج لسنوات طويلة لتصل إلى مستوى العالمية فقط فترة وجيزة ويصبح وزنها عالمياً كما هو حاصل اليوم ، لماذا لأن أهم مضيق يحكم حركة العالم يوجد تحت سيطرة اليمن ، لذلك تكالبت عليها الأمم والإمبراطوريات والقوى ، ومن هنا كان الحرص على عدم وجود دولة يمنية قوية بدءا من ١٩٨٥م مرورا بعام ٢٠٠٠م وما بعد الوحدة حيث كثف السفير الأمريكي زياراته إلى المعسكرات ، وإلى كل مخازن القوات المسلحة والاطلاع على كل عناصر القوة فيها ، فبدأ المخطط باستهداف الدفاعات الجوية والبحرية ومخازن القوات الجوية وصولا إلى تدمير الطائرات التي وصل عددها خلال سبع سنوات إلى أكثر من ٢٧والى ٤٤ طائرة دمرت ، هذه الأحداث لم تكن عفوية بل كانت خططاً أمريكية مدروسة لتدمير الدفاعات الجوية بالتزامن مع تدمير مخازن القوات المسلحة اليمنية سواء ما كان في معسكر الحفا في نقم أو معسكرات الأمن التي كانت في جبل الحديد في عدن وتكرار ذلك لتدمير القدرات العسكرية اليمنية.
هذا على المسار المؤسسي أما على المستوى المجتمعي فإن القوة العسكرية في اليمن لا تنحصر على المؤسسة العسكرية فقوة اليمن عبر التاريخ هي في ” القبيلة” وهذا كان من أهم النقاط التي عملت أمريكا على دراستها بشكل انثربلوجي وسيسلوجي على مدى طويل ، استهداف القبيلة كعنصر قوة يمنية كان مدروساً ومخططاً باستنساخ القبيلة بالمال كما تم استنساخ الدين بالوهابية لتشويه الدين من الداخل تم استنساخ القبيلة بالمال لتشويه صورة القبيلة وحتى انه تم تحويلها إلى واجهة أمام المجتمع بأنها معيق للتنمية لذلك كانت أمريكا تخطط للقضاء على كل عناصر القوة ، بعدها تحولوا إلى سحب الأسلحة من المواطن ، وبدأت المعركة التي تحرك الأمريكي فيها لسحب الأسلحة من المواطنين والذخيرة من السوق ، وهنا يبرز السؤال: لماذا كل هذا التحرك!؟ تدمير الأسلحة والدفاعات وسحب الأسلحة ، تذرع الأمريكي في بيانات له بأنها خوفا من وقوعها في أيدي إرهابية والقاعدة !؟ كيف يمكن أن ينطلي هذا التبرير الأمريكي وهم أساس الإرهاب وصانعوه ، لكن الهدف كان هو حماية الطيران الأمريكي في أجواء اليمن من أي تهديد ، ولابد من القضاء على والدفاعات البحرية على اعتبار أنه يخطط أن يغزو اليمن البحر ولا بد من القضاء على أي قوة ولو من سبيل الفطرة اليمنية لانهم يعرفون أن المجتمع اليمني مقاتل ويمتلك مختلف أنواع السلاح ولا بد من سحب الأسلحة من المواطنين ولا بد من زراعة مختلف عناصر الضعف والخلل داخل الدولة اليمنية ، ووصلت البلد والدولة في عام 2014 م إلا وهي في مرحلة ما يسمى بالدولة الفاشلة في كل المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية ولعلنا نتذكر باسندوة وهو يبكي ويتحدث بأنه لا يجد حتى مرتبات للموظفين وسافر بطائرته إلى السعودية يوم تفجير العرض لقوات الأمن المركزي حينها في السبعين وهو يبحث عن رواتب الموظفين، تلك الأحداث الأمنية التي أشار لها سيادة اللواء كانت منظمة ومدروسة على مختلف المستويات .
حروب هجينة
وتطرق العميد شمسان في ورقته إلى المخطط الذي كان يستهدف فصل اليمن شمالة عن جنوبه عن طريق تنظيم القاعدة وداعش بدءا من خلق موطن لها في الحديدة مرورا بمنطقة العدين رداع البيضاء الجوف مارب ، حيث كان هناك في قناة العربية برنامج يسمى صناعة الموت في عام 2011م بعد ثورة فبراير كان يتحدث عن انتقال القاعدة من مناطق واسعة إلى اليمن بينما تتحدث المخابرات الأمريكية التي يدعون أن لديها إمكانات تجسسية وأقماراً صناعية ترصد حتى أرقام السيارة التي يتحرك فيها هؤلاء الإرهابيون فكيف لم يتم رصدهم وهم يتحركون نحو السيطرة على معسكرات داخل اليمن وفي مارب والبيضاء ورداع ولعلنا نتذكر التفجير الذي حصل في جبل الحديد والسيطرة على مصنع الذخيرة ، كل ذلك كان مخططاً ومدروساً ، على أساس الوصول إلى محافظة البيضاء وهذا ما يحاولون اليوم فيه الوصول إلى البيضاء والسيطرة عليها باعتبارها حلقة الوصل بين محافظات الشمال ومحافظات الجنوب ، لذلك سميت إمارة الجزيرة العربية بشكل عام هذا التركيز الأمريكي على وجود القاعدة في اليمن هو ضمن استراتيجية ما يسمى بالحروب الهجينة أو الحروب الجديدة بمعنى أن السيطرة على القطاع المدني ستؤدي تلقائيا إلى إسقاط القطاع العسكري هذه الحروب الهجينة التي تجمع عدداً من الأجيال تطورت قدرتها للوصول إلى هذا المستوى ، والتركيز على دعم التنظيمات الإرهابية وتشتيت قدرات القوات المسلحة والقدرات الأمنية ، بالتفجيرات والاغتيالات .
الاعتبار الرمزي
وتناول العميد شمسان التحركات الأمريكية على مستويات أخرى من خلال إضعاف الدولة سياسيا واقتصاديا لتأتي منظمات المجتمع المدني وتقسم كل شريحة اجتماعية تحت مسمى شريحة المرأة والأطفال والمهمشين والسياسيين الخ.. ، ويصبح الاعتبار الرمزي ليس للمواطنين وإنما للمنظمة فلو حصلت جريمة بشعة وقتل عشرات الآلاف اذا لم تكن هناك منظمة تقول أن هناك عشرة آلاف قتلوا ليس هناك وجود لهم على الواقع لأن الاعتبار لما تقوم به المنظمة وليس لما يقوم به الشعب والمؤسسات التابعة للدولة ، هذا هو التحول الذي حصل في مفهوم الحرب وفق المفاهيم التي نعايشها اليوم لنعرف حجم الإنجاز العسكري ، ما حرص عليه اليهودي خلال هذه المرحلة هو أن نغض الطرف تماماً عن ما يجري في المعركة التي تدور في اليمن وكأنها ليس بأهمية المعركة التي تدور في العراق أو سوريا أو لبنان ، لماذا لأن هي بوصلة الصراع عبر التاريخ واذا قامت اليمن قام الدين والهوية والرسالة وسقط المشروع اليهودي ، هذا هو المشروع الرباني لذلك كان الغزو الحبشي الأول والثاني والثالث وكان منهم يهود ولديهم خبر بأن أنصار الرسول سوف يكونون من اليمن وعليكم أن تقضوا على هذه القوة لتقضوا على الرسالة والدين ، اليوم نعود إلى نفس المؤامرات والتحركات خوفا من تحرك اليمن لن تتحرك إلا بدعوة دينية واذا تحركت بدعوة دينية تحولت إلى قوة عسكرية يصعب مواجهتها على الإطلاق ، وهذا ما يحصل اليوم بأن القيادة بحجم الإنجاز العسكري لم يكن فقط في الجانب المؤسسي بل كان في قدرته على تعبئة القبائل ، كيف يمكن أن تخلق مساحة أكبر لتعبئة الشعب بأن يكون هناك جهوزية في الميدان وجبهة مقاتلة ، هذا هو المنهج الذي استعادته القيادة من جديد هوية الشعب اليمني والعقيدة القتالية المقاتل اليمني بعيدا عن المسخ للهوية والعقيدة القتالية التي نشاهدها في معظم الجيوش العربية المطبعة حالياً ، وأصبح الجيش في اليمن الآن مخصصا لحماية البلد والثورة بكل تحولاتها ، والتحرك الذي أنتجته القيادة يوضح حجم التحدي والمعطيات في مواجهة التحديات القائمة .
القيادة والنموذج
ويضيف العميد شمسان بالقول : القيادة قدمت نموذجا فعالا لمواجهة العدوان حينما كنا في بداية العدوان لا نمتلك القدرة على حماية مدينة واحدة لأن العدو تحرك بتحالف من ١٧ دولة بعد أن أوصل اليمن إلى مرحلة الدولة الفاشلة ومن بينها قوى عظمى ناهيك عن العملاء والخونة والشرائح التي كانت موزعة في كل مكان ومن الصعب جدا أن يكون هناك صمود، لكن القيادة استطاعت أن تخلق هذا الصمود أولا من المنهج وهذا ما يتم الآن تغييبه والحديث عنه بنوع من الاحتقار ، لأن الجانب الديني لا ينبغي الحديث عنه في الجانب العسكري لأننا نخاطب عقول راقية ، وهذه هي الضربة القاصمة الموجهة لنا لأنه يراد لنا النظر إلى الجانب الإيماني وكأنه ليس بالمستوى الذي يمكن أن يخلق قوة أو يجوز الحديث عنه في مثل هذه المحافل ، وعلى العكس هذا هو ما خلق الانتصار اليوم وجسد التحول وخلق فارق القوة الكبيرة اليوم ، هل يمكن أن نسأل أنفسنا: كيف وصلنا إلى امتلاك صواريخ فرط صوتية لا تمتلكها سوى اربع دول في العالم من بينها الصين أمريكا وإيران وكوريا الجنوبية، المسألة ليست أننا خارقون وأقوياء ولكن هي المعونة الإلهية ، فمن نقل العرش لسليمان قبل ان يقوم من مقامه بل قبل أن يرتد طرفه هو الذي سيعطي هذه القدرة لماذا ، لأننا في مرحلة بلغ فيها الفساد والطغيان أعلى مراتبه، فيقض الله هذا الشعب للخروج لأنه وصفنا بأننا عباد له ” واذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليهم عبادا لنا” هذا التحول لأنه كان في مواجهة تطور تكنولوجي يمتلكه الآخر كان علم الكتاب حاضرا في مثل هذه القفزات النوعية السابقة ، وإذا ما عدنا إلى المواجهة والانجازات العسكرية ظل الأوروبي والأمريكي يتحدث عن معركة البحر الأحمر لمدة أسبوعين، ويصف الصواريخ التي تقصف السفن في البحر بأنها تقصف السفن من الأعلى ، لم يجرأوا أن يتحدثوا بأن هناك صواريخ باليستية وصفهم من الأعلى ولم يكن الأمر مقبول على الإطلاق أن تكون هناك صواريخ باليستية تقصف السفن لم يكن متوقعا ومقبول على الإطلاق في العلم العسكري أو الفيزياء ، كيف يمكن بصواريخ باليستية أن تضرب أهدافا بحرية متحركة !؟ من الذي أوصلنا إلى هذا التحول هو هذا المنهج والقيادة الربانية في هذه المرحلة، الناحية الأخرى في امتلاك الصواريخ الفرط صوتيه ليست كأي صواريخ لا من حيث التكوين أو المحرك أو الوقود أو التصميم أو المواد الداخلة في الهيكل الخارجي، ذلك يحتاج إلى بنية تحتية متكاملة كيف تم الوصول اليها في ظل حرب وحصار على كافة المستويات ٢٣ قمرا صناعيا مسخرة لمراقبة اليمن ولبنان وسوريا وإيران معظمها مخصص لليمن ، كيف تم الوصول إلى هذا المستوى قالوا بأنها تهريب!؟ كيف ذلك هذا لا يمكن في ظل الحصار والرقابة التجسسية ، لذلك هذا التحول الذي نحن اليوم فيه لا بد أن ندرك حجم الإنجاز العسكري على أعلى مستوى ، ولأن الله أراد هذا الإنجاز لنا وقيض لنا هذه القيادة التي تحظى بتأييد الهي، بالانتصارات والإنجازات التي تحققت منذ بداية العدوان إلى اليوم يدل على أن هناك إرادة إلهية نافذة وتقتضي منا أن نكون جميعا بقدر المسئولية والمرحلة كل في مجاله وتخصصه ، فالمعركة ليست معركة عسكرية فقط ، بل إعلامية وأمنية وسياسية واقتصادية وثقافية وزراعية، هذه المعركة نخوضها مع الشيطان مباشرة ، أمريكا التي ظهر رئيسها وهو يقول نحن أمة مثلية، هذا الفساد والانحطاط والسقوط الأخلاقي الذي وصل إليه الناس بقيادة أمريكا كان لا بد من مواجهته من مشروع آخر يتحرك يمتلك عناصر القوة والتي توفرت من خلال هذه الثورة من الرصاصة إلى الفرط صوتي والطائرات المسيرة التي كسرت كل المعادلات بل وأنشأت مدرسة عسكرية جديدة والتي تجلت من خلال إسقاط المنظومة الأمريكية فيما يتعلق بالرادارات الأمريكية .
بحجم المسئولية
ونختم بأن هناك ثلاثة عناصر أساسية يمكن أن تشكل ركائز المدرسة العسكرية اليمنية الجديدة تتمثل بإسقاط كل التكتيكات العسكرية السابقة سواء من حيث التحرك في الميدان أو من حيث الأسلحة التي أسقطت كل بروبوجندا الأسلحة القائمة ، حيث كان الأمريكي يدعي بأن لديه باتريوت ١-٣ الثاد والزرافة البريطاني ، كلهم جاءوا إلى دول الخليج لحمايتها بينما استطاع اليمنيون بإمكانياتهم البسيطة أن يحولوا تلك المنظومات وكأنها غير موجودة على الواقع ، هذا أسقط نظرية الدفاع التي كانت تعتز بها أمريكا ، وعلى مستوى المعركة البرية كانت الإبرامز والبرادلي وكل القدرات التي تفاخر بها الأمريكي أحرقت بالولاعة ، على مستوى المعركة البحرية كانت اذا تحركت حاملات الطائرات فرضت القرارات التي تريدها أمريكا وكانت تسميها دبلوماسية الـ ١٠٠ الف طن وكان كيسنجر يتحدث أين هي أقرب حاملات طائرات آتوني بها ويتحدث وفقا لما تمليه سياسة حاملات الطائرات ، هذا التحول في المعركة البحرية قلب المعادلة ، واستطاعت اليمن أن تفرض حصارا بحرياً دون أن تملك سفينة أو قطعة بحرية واحدة ، وعجز الأمريكي الذي يمتلك ٤٠% من القوة البحرية العالمية ، و العالم يمتلك ٢٠ حاملة طائرات وأمريكا تمتلك ١١ حاملة طائرات لحالها ، إلى جانبها بريطانيا التي كانت تسمى بسيدة البحار، وبعد أسبوعين من المعركة سمعنا الأمريكي والبريطاني وهو يتحدث بقوله ” تركنا وحيدين في مواجهة الحوثيين” وكأنه يتحدث عن قوة عظمى صاعدة بينما كانت القدرات اليمنية لم تخطر على البال بأن تمتلك مثل هذه القدرات والإمكانات، وعلى مستوى المعركة الفرط صوتيه وبعيد المدى وصلنا إلى مثل هذه القدرات المتقدمة ، التي ضربت كل ركائز المعركة وفرضت مدرسة عسكرية جديدة بفضل هذا النهج والقيادة وتجسدت كل معاني هذه الثورة وإنجازاتها لنكون بحجم المسئولية والحدث والمرحلة القادمة التي ستكون فيها كثير من العمليات وينبغي أن نكون مدركين لطبيعة المعركة وطبيعة العدو وأساليبه وما يمتلكه من قدرات وإمكانيات.