مسؤولون وشخصيات لـ”الثورة نت”:الاحتفال اليمني الكبير بذكرى مولد النور تعبيراً عن الارتباط والولاء للرسول الأعظم
إستطلاع_ هاشم الاهنومي
أوضح عدد من المسؤولين والشخصيات أن خروج الشعب اليمني في ذكرى مولد النور ومنقذ البشرية وخاتم المرسلين في هذا العام كان خروجا مليونيا أدهش العالم وارهب الأعداء واستثنائيا بالفرط صوتي الذي زعزع أمن كيان العدو الصهيوني واخترق قلبه، وأن الاحتفاء بيوم مولده صلى الله عليه وآلة وسلم لم يأت من فراغ، وإنما من عمق إيمان وارتباط بالله ورسوله وامتثال لقول الله سبحانه:( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) صدق الله العظيم.
“الثورة نت” سلط الضوء على هذا الحدث الكبير ورصد اراء عدد من الشخصيات والقيادات الذين تحدثوا عن عظمة المناسبة والاحتفال بها.
هب الملايين وامتلأت الساحات في مولد المختار
في البداية تحدث الأستاذ عبدالمجيد إدريس عضو رابطة علماء اليمن قائلاً:” لقد دشن اليمانيون شهر ربيع بالفعاليات والأمسيات احتفاء وفرحا وابتهاجا بمولد الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم وتوجوا ذلك بالاحتشاد الكبير في الفعالية الكبرى في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وامتلأت الساحات المخصصة للاحتفال بالرجال والنساء في معظم محافظات الجمهورية اليمنية ،وحضر الاحتفال الملايين من الناس صغارا وكبارا رجالا ونساء، وتقاطرت الجموع وتوالت المواكب من كل قرية وعزلة ومديرية وقطعت المسافات الشاسعة ليتشرفوا بحضور المناسبة الكبرى والفعالية العظمى لم يمنعهم من ذلك وعورة الطريق ولا بعد المسافة ولا حرارة الشمس فمن صنعاء إلى صعدة وذمار إلى حجة وعمران ومأرب والضالع وتعز وريمة والبيضاء وغيرها من المحافظات جاء الناس أفواجا يحدوهم الشوق وتغمرهم السعادة والفرحة بميلاد أكرم بشر وأطهر إنسان ولم تقتصر.
وذكر إدريس أن احتفالات اليمنيين بالمناسبة لم تقتصر على التجمعات وحضور المهرجانات والأمسيات بل رافق ذلك الكثير من الأعمال الخيرية الفردية والجماعية كالمشاريع التي أطلقتها الهيئة العامة للزكاة والهيئة العامة للأوقاف وغيرها من المؤسسات كلها في خدمة المجتمع وخصوصا فئة الفقراء والمساكين ومرضى السرطان.
وأضاف إدريس بأن الشعب اليمني تصدر عالميا في احتفاله بمولد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ،ولم يكن الشعب اليمني الوحيد الذي احتفل بميلاد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لكنه المتفرد بهذه الحشود والجموع، والمتميز على غيره، فالمتابع يرى أن اليمن كان استثنائيا في الاحتفاء بهذه المناسبة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على محبة الشعب اليمني لرسول الله صلوات الله عليه وآله وعلى تجذر تلك المحبة وعمقها ورسوخها ماضيا وحاضرا، ويدل أيضا على تمسكه بهويته وإيمانه العظيم الذي قلده به الحبيب المصطفى في قوله: الإيمان يمان والحكمة يمانية…وفي رواية والفقه يمان
وبين إدريس لئِن احتفل اليمانيون بميلاد الرسول الأكرم في عصرنا الحاضر بهذا الشكل فهم قد استقبلوه ماضيا عند هجرته إلى المدينة المنورة ونصروه وآزروه حتى قال عنهم صلوات الله عليه وآله وسلم: إنكم تكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع، ولعل تمسك اليمانيين برسول الله بما شاهدناه في احتفالاتهم هو سر قوتهم وعزتهم وانتصارهم على أعدائهم من اليهود والنصارى والمنافقين ،لذا فهم لا يقتصرون على الإشادة برسول الله بألسنتهم فأفعالهم شاهدة على ولائهم لرسول الله صلوات الله عليه وآله اقتداء ومنهجا وسلوكا فما مساندتهم لقطاع غزة وفلسطين منذ أول يوم من طوفان الأقصى بخروجهم كل جمعة ومحاصرتهم للكيان ومنع الملاحة البحرية عنه واستهداف سفنه المرتبطة به وتصديهم لكل من يريد فك الحصار عن الصهاينة من الأمريكيين والبريطانيين وغيرهم إلا إحدى مواقف أنصار رسول الله وما خفي كان أعظم.
وفي سياق الحديث أكد إدريس بأن اليمن أغرق بعض السفن وفجر بعضها واقتاد البعض الآخر وتصدى للبارجات والمدمرات وحاملات الطائرات الأمريكية وها هي قد غادرت من البحر الأحمر بفعل الضربات اليمنية واستطاع بعون الله وفضله أن يخترق دفاعات الصهاينة بمسيرة يافا ووصلت للعمق وأرسل صاروخا فرط صوتي -في صباح ميلاد الرسول الأكرم- إلى العمق الصهيوني مما شكل ضربة للدفاعات الصهيونية بجميع مسمياتها وتجاوز كل المنظومات الأمريكية في البحار وإن السر وراء تلك الإرادة والصلابة هو التوكل على الله تعالى والتمسك بمبادئ الإسلام الحنيف والولاء الصادق لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولأهل بيته الكرام فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين، فالشعب اليمني باحتفاله بمولد رسول الله يقول للمسلمين وللعالم بأسره بأن المخرج لهذه الأمة هو العودة الصادقة لرسول الله وهو سر قوتها وصمودها وعزتها وفلاحها في الدنيا والآخرة
الزخم اليمني في ذكرى المولد يجسد الولاء والارتباط بالأكرم
من جانبه الدكتور عبدالرحمن المختار عضو مجلس الشورى للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام اهمية خاصة فهذه الذكرى أتت هذا العام والامة الاسلامية في اسوأ حالاتها على الاطلاق فمنذ أكثر من عشرة اشهر من الابادة الجماعية التي يتعرض لها ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومؤخرا في الضفة الغربية دون اي تحرك جدي ملموس من جانب شعوب الامة الإسلامية حكاما ومحكومين خصوصا الشعوب العربية التي ترتبط مع ابناء الشعب الفلسطيني بروابط الدين واللغة والجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك.
وأضاف المختار وبالرغم أن واحدا من هذه الروابط كاف بحد ذاته لاستنهاض شعوب الامة العربية للقيام بمسؤوليتها تجاه ما يتعرض له ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية من جريمة ابادة جماعية على ايدي القوى الاستعمارية الصهيوغربية لكن لا حياة لمن تنادي.
وقال الدكتور المختار تكمن اهمية الاحتفال بمولد الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم هذا العام في حاجة الشعوب العربية والاسلامية التائهة بسبب حكامها وعلمائها إلى القدوة النبوية لتستلهم منه الروح الجهادية ومترتباتها من صبر واعداد واستعداد لمواجهة المستكبرين الظالمين المجرمين المفسدين في الارض ونصرة المستضعفين من ابناء الامة استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى القائل (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) صدق الله العظيم.
وذكر الدكتور المختار لارتباط ابناء الشعب اليمني الوثيق برسول صلى الله عليه واله وسلم وتجسيدهم لهذا الارتباط والولاء بالاحتفاء الكبير بذكرى مولد النور مثل دافعا مهما لأبناء الشعب اليمني لمقارعة قوى الظلم والاجرام العالمي دون اي حسابات لما لدى هذه القوى من عدة وعتاد وكيف لأبناء يمن الايمان والحكمة ان يحسبوا لقوى الاجرام اي حساب وقدوتهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحاضر معهم في قلوبهم وعقولهم في حالات سلمهم وحربهم فهم بمعية الله ورسوله ومن كان الله معه فلن يضره من في الارض جميعا فنصرة ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى والله قد وعد من ينصره بالنصر والتمكين فقال عز من قائل(يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)صدق الله العلي العظيم.
من بركات إحياء مناسبة المولد النبوي الشريف ضرب كيان العدو الصهيوني
من جهته قال الاستاذ علي الأقهومي مسؤول التدريب والتأهيل بمحافظة البيضاء الحمدالله الذي جعلنا من اليمن وتوّجنا بوسام الإيمان، ومنحنا تاج الحكمة، وليس ذلك بقول شاعر ولا كاهن ولا ساحر، وإنما بشهادة الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، فعندما نقف في حضرة سيد ولد آدم خاتم الأنبياء والمرسلين حبيب رب العالمين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، تعجز الكلمات عن التعبير وتبقى الألسن صامتة، ولسان حال الكون أجمع يقول
إن حارت الألباب كيف تقول في ذي المقام فعذرها مقبولُ
سامح بفضلك ماديحك فما له أبداً إلى ما تستحقُ سبيلُ.
وأكد الأقهومي بأن الشعب اليمني يحتفي بالمناسبة الكبرى كما هو في كل عام لكن هذا العام كان أكثر وأقوى وأرقى في إحيائه لهذه المناسبة الغالية طبعاً على كل شعوب العالم، ولله در الشاعر المشبع بعشق وحب الرسول الكريم حين قال:
شعبٌ على كل الشعوب تفوقا وبيوم مولدك الشريف تألقا
فأضاء حتى صار من أهل السماء واخضّر في ذكراك حتى استبرقا
لذا لا غرابة إذا كان اليمن يصنع المفاجآت لا غرابة إذا كان اليمن الفريد من نوعه، والمتميز في عصره، والمحمدي في مبادئه، والقرآني في نهجه.
وأضاف الأقهومي بقوله سيدي يا رسول الله يا أبالقاسم من بلد الإيمان من نفَس الرحمن ، من أحفاد أنصارك الذين آووك وناصروك وآزروك ، في زمن عودة الجاهلية الأخرى وزمن الردة عن نهج سبيلك، وزمن هيمنة قوى الشيطان على المعمورة ، كانت اليمن التي راهنت عليها، اليمن التي لم تغير ولا تبدل، اليمن التي رفعت رايتك المحمدية منذ بزوغ فجرها ،اليمن التي دعوتَ لها بالبركة، ها هي شاهدة وفية بيّنة واضحة، محافظة على رسالتك السماوية، مجددة العهد والولاء بأسباب النصر والخير والتوفيق ، ففي إحياء مناسبة ذكرى مولدك الشريف، اليمن شامة العصر ،و تاج الإسلام، و رمز الرسالة ،و حافظ الأمانة ،و معدن العروبة ،ومصنع الرجولة.
وأوضح الأقهومي أن الشعب اليمني وقيادته القرآنية الحكيمة يؤمنون أن النصر والفرج والتأييد والغلبة والعزة والكرامة هو في التولي لله ولرسوله، ويؤكد ذلك ما وصل إليه شعبنا اليمني العظيم من منازلة قوى الاستكبار العالمي، ومحاصرة كيان العدو الصهيوني المحتل، وكذلك بسط يده على بحارنا ومحيطاتنا ومنافذ مياهنا البحرية وتحريمها على كيان العدو ومن يقف بجانبه ويدعمه.
وفي سياق الحديث أكد الأقهومي أن من بركات وتجليات إحياء مناسبة المولد النبوي التوفيق والنصر الإلهي والوقوف الصادق والإسناد المستمر في معركة طوفان الأقصى ومعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس لنصرة إخواننا المستضعفين بقطاع غزة وفلسطين، وكذلك صاروخ فلسطين 2 فرط صوتي الأول من نوعه في العالم لدولة عربية والذي اخترق عمق كيان العدو الغاصب وفي صبيحة يوم المولد النبوي الشريف.
اليمن عبّر عن حبه للرسول الأعظم يوم ميلاد سيد الخلق
أما الأستاذ محمد إسماعيل عجلان يجد الإنسان نفسه عاجزا عن الحديث حول احتفالية بلد الإيمان والحكمة وحضورهم الساحات احتفاء وابتهاجا بذكرى يوم ميلاد خير الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم فالصور والمشاهد الحية التي بثتها القنوات وشاهدها العالم على الهواء مباشرة أبلغ تعبير.
وأضاف في حديثه نسمع ونرى – هنا وهناك – بعض الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ولكن لا يقارن ذلك ولو بجزء من محافظة من محافظات الجمهورية اليمنية المحررة فما بالك بكل المحافظات ، فالحضور المليوني – وغير المتوقع – غير مستبعد على بلد أجداده فهم أول من آمن برسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وهم أول من احتفل به صلى الله عليه وآله وسلم يوم قدم عليهم إلى يثرب قادما من مكة ضيفا عليهم وليسكن بينهم فقد روى لنا التاريخ أنهم جلسوا أياماّ وهم يخرجون كل يوم إلى خارج يثرب ( المدينة المنورة حاليا ) ينتظرون وصوله إليهم بكل شغف وشوق فلما وصل إليهم استقبلوه بالترحاب والأهازيج مرددين
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع
وقال عجلان نحن – اليوم – نشاهد أحفاد أولئك الأنصار يقتفون آثار أجدادهم فنراهم يستعدون ليوم مولد نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم – في يوم الثاني عشر من ربيع الأول – من بداية الشهر بالفعاليات والأنشطة المختلفة المتعلقة بالمناسبة، وجعلوا من الذكرى محطة تربوية توعوية آخذين الدروس والعبر من سيرته العطرة ليزدادوا وعيا وبصيرة وليترجموا سيرته صلى الله عليه وآله وسلم قولا وعملا في واقعهم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على صدق ولائهم ومحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا ما جاء يوم الثاني عشر من ربيع الأول رأيت ذلك الولاء وتلك المحبة تظهر بجلاء أكثر على وجوههم وهم يملؤون الساحات في الفعالية الكبرى رغم العدوان والحصار والمعاناة وبعد المسافة في معظم المناطق حيث يتجشمون عناء السفر ورغم حرارة الشمس وغير ذلك مما يمكن أن يكون عذرا لهم عن الحضور لكن اليمنيين لم يمنعهم ذلك عن الحضور حبا ووفاء لخاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وتخص محمد وآله .
وأوضح عجلان إن هذا الزخم والحضور – الغير مسبوق والذي لم يسبق له مثيل في تاريخ أمتنا الإسلامية – والاحتفاء بيوم مولده صلى الله عليه وآله وسلم لم يأت من فراغ، وإنما من عمق إيمان وارتباط بالله ورسوله فهم يمتثلون في ذلك لقول الله سبحانه : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) وهذا الامتثال لتعاليم خير ما جاء به رسول الله من عند ربه ليس في هذا الموضوع فقط بل نجدهم ملتزمين بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم من عند الله وما نصرتهم للمستضعفين ووقوفهم مع إخوانهم في فلسطين – رغم العدوان والحصار عليهم لما يقارب العشر السنوات الماضية – إلا شاهد آخر على ذلك منطلقين من قول الله : ( إنما المؤمنون إخوة ) وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من سمع مناديا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس من المسلمين )، كما جسدوا شعار المناسبة في هذا العام ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ) جسدوا ذلك بأعظم وأصدق تجسيد وهو العملية النوعية التي قامت بها القوات المسلحة اليمنية صباح يوم المناسبة فقد ضرب الكيان الصهيوني المؤقت بصاروخ بالستي فرط صوتي إلى يافا المحتلة – قلب عاصمته المزعومة والمسماة تل أبيب – وأصاب هدفه بدقة .
وأشار الاستاذ عجلان إن القوة الموجودة والشجاعة لدى الشعب اليمني لم تكن لولا عمق إيمانهم ارتباطهم بالله ورسوله واستشعارهم معية الله معهم وتوكلهم عليه ووثوقهم بنصره، وما أجمل قول الشاعر العلامة / أحمد زيد المحطوري عن المناسبة:
هنا التاريخ يكتبه الكرامُ ومن بالمصطفى المختار هاموا
هنا شعب يماني عظيم بفضل محمد صلوا وصاموا
وحول محمد خاضوا جهادًا بفضل الله قد زال الظلامُ
قد احتفلوا بمولده ولبّوا رسول الله وهو لهم إمامُ
رسول الله عند الحرب نصرٌ وفي زمن السلام هو السلامُ
رسول الله فوق البر بحرٌ وفي جو السماء هو الغمامُ
عليك الله صلى كل حين وآلك، أيها البدر التمامُئ