نساء اليمن.. الرديف الحاضر بقوة في احتفالات المولد النبوي
حرائر اليمن.. دور مشهود في توثيق الارتباط بالرسول الأعظم والهوية الإيمانية
الثورة /خاص
اليوم يحتفل اليمنيون ومعهم شعوب الأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم. والاحتفالات في بلادنا دائما ما تكون مميزة وذات حضور وزخم جماهيري كبير من مختلف فئات وشرائح الشعب اليمني.
وحرائر اليمن في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات بدأن الاستعداد للاحتفال بذكرى المولد الشريف منذ وقت ليؤكدن مجددا ان المرأة شريكة لأخيها الرجل في هذا التمسك الأصيل لشعب الإيمان والحكمة بهويته الإيمانية اليمانية التي تجمع ولا تفرق، وتنبذ الأفكار الدخيلة على المجتمع اليمني.
وتسجل نساء اليمن في كل عام حضورا مشرفا في احتفالات المولد النبوي الشريف ليجسدن بذلك الولاء والمحبة للرسول الأعظم عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم في أفضل صورة، وكذا التمسك بالنهج المحمدي والاقتداء به.. وكذلك انطلاقا من حقيقة ان إحياء ذكرى المولد النبوي محطة مهمة لتعزيز الهوية الإيمانية للأمة الإسلامية، خصوصا في ظل ما تواجهه من تحديات تستهدف هويتها وعقيدتها.
وتأتي الاحتفالات بالمولد النبوي هذا العام مميزة وأكثر ألقا وتميزا في ظل الموقف المشرف الذي سجلته بلادنا في نصرة الشعب الفلسطيني وما فرضته من حصار بحري شامل على الكيان الصهيوني في البحر الأحمر لتكتسب المناسبة- كما تقول ناشطات -أبعادا مهمة لا شك هي مصدر إزعاج لأعداء الأمة وأذنابها ممن يرون في إحياء مناسبة عظيمة مثل المولد النبوي انها تشكل خطرا عليهم وعلى مصالحهم المادية الضيقة
ولم يتركوا وسيلة الا أقدموا عليها لعرقلة عودة اليمنيين للاحتفال بالمولد النبوي بهذا الزخم والتفاعل الجماهيري الكبير وهو الذي قد كان تم تغييبه وتهميشه خلال العقود الماضية بشكل معيب ومخجل، وتوضح الناشطة المجتمعية مروى أحمد في حديثها لـ”الثورة” بالقول :يُحسب لأنصار الله أنهم كانوا أول من أعاد طرح مسألة إحياء فعاليات المولد النبوي الشريف، في احتفالات جماعية عامة، كجزء من دعوتهم إلى العودة للقرآن الكريم والإسلام المحمدي الأصيل، وهو مشروع الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي والمتميز بتبني فعاليات المولد من قبل أنصار الله هو مسألة ربط الروحي بالسلوكي، وباعتبار الاعتزاز بالرسول جزءاً من التحرك العملي في المواجهة مع اليهودية الصهيونية والاستعمار الأمريكي، ويوضحن ان التفاعل الشعبي الكبير مع هذا التوجه دليل آخر على أصالة أبناء اليمن وارتباطهم الروحي مع النبي ودعوته الربانية وآل بيته الأطهار و ظلت هذه العلاقة المقدسة في تطور مستمر منذ ثورة الـ21 من سبتمبر المباركة.
قيم سامية
فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي في اليمن هذا العام تتزامن مع وصول اليمن إلى مراحل متقدمة من التصنيع العسكري، وقد ظهر ذلك جليا في مواجهة الكيان الصهيوني وضرب عمق الأراضي المحتلة بطائرة يافا محلية الصنع وكذلك استهداف السفن والبوارج التابعة للأعداء في البحر الأحمر وما حمله ذلك من عزة وتمكين لأحفاد أنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبلادهم وامتهم.
ويؤكد إعلاميون وناشطون ان الإسلام في جوهره ثورة اجتماعية على الظلم والطغيان وكل ألوان الاستعباد والاستغلال لبني الإنسان، ولهذا كان أنبياء الله ورُسله عليهم السلام يحملون مشاعل النور والحق والحرية ويستقطبون بنور الحق كل المعذبين والمستضعفين في الأرض، والجماهير البائسة التي مزقتها أساطير الآلهة الدنيوية المُزيّفة روحياً، وشتتها الجاهلية فكرياً، ووقعت فريسة أشكال مختلفة من الاستغلال والظلم الاجتماعي.
لهذا كانت النبوة كظاهرة ربانية تُمثّل رسالة ثوريّة، وعملاً تغييرياً جذريّاً، وإعداداً ربانيّاً للجماعة المؤمنة، لكي تستأنف دورها الصالح في مجتمعٍ تسوده الفضيلة وترفرف فوق ربواته راية الحق والعدل.
أجمل اللوحات الإنسانية
يرسم اليمنيون رجالا ونساء خلال إحياء احتفالات المولد النبوي أجمل اللوحات الإنسانية المعبرة عن الفرح والابتهاج بالنعمة الإلهية المهداة من رب العالمين لإخراج الناس من الظلمات إلى النور.
الفعاليات الاحتفائية ليست عبثا ولا ترفا كما يحاول الأعداء تصويرها وتشويهها في عقول الناس بل تظل من القضايا ذات الأهمية القصوى لليمنيين فمن خلالها يتم استلهام الدروس والعبر من سيرة الرسول الأعظم، عليه وآله أفضل الصلاة والسلام والاقتداء بها وتطبيقها واقعا عملياً، وبما يعزز ارتباط الأمة بالرسول الكريم والتأسي به والعمل بكل ما جاء به من قيم إنسانية، وتوليه وتعظيمه وتعزيره امتثالا لأوامر الله سبحانه وتعالى.. باعتبار ذلك طريق الفوز والنجاة في الدنيا والآخرة.