شوارع وأحياء المدن ومبانيها تزدان بالأنوار المحمدية والفعاليات تزداد زخماً
الثورة /افتكار القاضي
يتحضر اليمنيون منذ وقت مبكر وبشغف كبير لاستقبال اعظم مناسبة في تاريخ البشرية، وأغلى حدث في المعمورة .. وهي ذكرى المولد النبوي الشريف مولد المصطفى، النبي المجتبى محمد صلى عليه وعلى آله وسلم .
وأخذت العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية تشهد استعدادات وترتيبات مكثّـفة ومبكرة على المستويين الرسمي والشعبي استشعاراً بعظمة هذه المناسبة التي ينتظرونها كل عام بترحاب وشغف تتجلى من خلال مظاهر الفرح والبهجة التي تزين منازل وشوارع المدن والأحياء السكنية ومؤسساتها وتلالها وجبالها والتي تبدو هذه الأيام في أبهى حللها وقد اكتست بالألوان الخضراء واللوحات الضوئية الخضراء والشعارات الدينية وغيرها من الأعمال الفرائحية التي تعكس عظمة هذه المناسبة، ناهيك عن الفعاليات المتنوعة الخطابية والثقافية والإبداعية التي تحتضنها مختلف المؤسسات الرسمية والمجتمعية والجوامع والميادين والساحات العامة ، والتي بدأت منذ وقت مبكر ابتهاجها بهذه الذكرى العظيمة ، التي غير نور مولدها مجرى التاريخ.
زخم كبير
وبزخم كبير تتواصل التحضيرات والترتيبات الرسمية والمجتمعية لاستقبال ذكرى مولد رسول الأمة والإنسانية ونبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله في انتظار الفعالية المركزية الكبرى التي ستحتضنها أمانة العاصمة يوم الثاني عشر من شهر الربيع المحمدي والفعاليات المركزية المماثلة التي ستقام في بقية المحافظات.
ولا تقتصر الفعاليات والمظاهر الفرائحية على العاصمة صنعاء ومدن المحافظات بل تمتد إلى المديريات والقرى البعيدة استعدادا واستبشارا وابتهاجا وفرحا وسرورا بهذه بالمناسبة الغالية التي تفيض بالحب الكبير والولاء العميق والمتجذر لدى اليمنيين منذ فجر الرسالة المحمدية الخالدة .
ويتعاظم احتفال اليمنيين بالمولد النبوي الشريق كل عام ليؤكدوا للعالم أجمع، ارتباطهم الوثيق بنبي الرحمة والإنسانية وسيد البشرية وقائدها ومعلمها الأول، والاقتداء به والسير على نهجه.
تنوع
وتتنوع مظاهر الفرح والاحتفاء، حيث تزدان شوارع وأحياء المدن بالأنوار واللافتات والشعارات واللوحات المضيئة، فيما تعتلي عبارات الترحيب بقدوم مولد الرسول الأعظم قمم الجبال المطلة على عاصمة شعب الإيمان، لتشكل حلة خضراء تشع جمالا وروحانية.
إن احتفال اليمنيين بمولد النور المحمدي هو تعبير عن ابتهاجنا وفرحنا وتعلقنا ووفائنا وحبنا واقتدائنا برسولنا الكريم ونهجه القويم المنبثق من رسالة السماء الإلهية التي أخرجت الناس من الظلمات إلى النور ، وأسست وبنت مجتمعا ايمانيا أساسه العدل والحق والإخوة الصادقة وأركانه القوة والعزة والنصر والكرامة.
وتتجلى ملامح العشق المحمدي كما اشرنا من خلال مظاهر الفرح والفعاليات والندوات ، وأعمال التزيين المختلفة التي تتضمن اللوحات القماشية والضوئية والأعلام الخضراء، والعبارات الدالة على المناسبة على أسطح مباني المكاتب والمؤسسات الحكومية، ومداخل المدن والطرق والجزر الوسطية، وتزيينها بمختلف أنواع الزينة والأضواء واللافتات والشعارات المتنوعة، التي تعكس الفرح والبهجة بذكرى مولد رسول الإنسانية.
وتتميز مظاهر الاحتفال بطابع ديني وبرامج توعوية ولقاءات موسعة مركزية ومحلية للحشد لأنشطة وفعاليات المناسبة، ، وتثقيف وحشد وتوعية ، تتسم ب بمعانٍ ودلالات ، ترسيخ معاني الاعتزاز والتوقير للرسول -الكريم والسير على نهجه والاقتداء بأخلاقه ونهجه .
وتشهد حارات ومربعات المدن يوميا عشرات الفعاليات والأمسيات ابتهاجا بالمناسبة كمحطة إيمانية وتعبوية مهمة باتجاه تعزيز الصمود وتعميق الارتباط برسول البشرية .
ولا تخلو أنشطة الاحتفالات بهذه المناسبة من قصائد المديح والأهازيج والموشحات المعبرة عن حب النبي وسيرته العطرة، التي تعج بها المساجد، والساحات والأمسيات والمجالس العامة وغيرها .
مسيرات ضوئية
كما تشهد العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات مسيرات ضوئية لمئات السيارات والمركبات المزينة بالأضواء الخضراء التي توّهجت بالأنوار المحمدية، لتعكس مشهداً احتفاليا مهيباً يبرز مدى الفرحة والبهجة الغامرة التي يعيشها أبناء اليمن، بقدوم ذكرى مولد نور الهدى ، وبعضها لا تقتصر داخل المدن فقط بل تقطع مسافات طويلة وهي تتنقل بين عدة مديريات ومدن وهي ترسم لوحة بديعة تعكس مدى الفرح والبهجة الكبيرة لدى اليمنيين بمختلف توجهاتهم وشرائحهم وانتماءاتهم ، كما تجسد مستوى الزخم الشعبي والرسمي في الاستعداد الكبير لاستقبال ذكرى مولد سيد البشرية ورسول الإنسانية ويعتبر اليمنيون الاحتفاء بهذه المناسبة شرفاً كبيراً ونعمة من نعم الله وتفاعلهم معها يؤكد وعيهم لأهمية هذه المناسبة ومدى ارتباطهم بالرسول الأعظم للنهوض بالأمة والسير على منهج المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم.
فرصة كبيرة
ويعد المولد النبوي الشريف فرصة رائعة وثمينة يجب اغتنامها للتعرف على سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من ولادته حتى وفاته.
ويعكس التفاعل اللافت والكبير لأبناء اليمن في إحياء ذكرى مولد النبوة ، الحرص على مدى الاقتداء والتأسي بنبينا الكريم وبسيرته العطرة ونهجه الإيماني القويم ، وخاصة في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة اليوم والتي أوصلتها إلى الحضيض والى هذا المستوى من الذل والهوان بعد أن ابتعدت عن تعاليم الدين الإسلامي وعن النهج المحمدي .
وهو في الوقت ذاته تذكير لها بأنه لا يمكنها أن تخرج من واقعها المظلم المشبع بسموم الانحراف والفساد والهوان والانكسار إلا بالعودة إلى القرآن الكريم، وجوهر الرسالة المحمدية.