على مقربة من انتهاء العام الأول وعلى مدى اثني عشر شهرا من الطوفان يبحث العدو الصهيوني عن أي إنجاز في غزة، مرتكبا ابشع الجرائم بحق الإنسانية، من تدمير وحصار وقتل إبادة ومجازر جماعية وتهجير وانتهاك لكل القوانين والأعراف الدولية بمساندة الولايات المتحدة الأمريكية ودعم من الدول الأوروبية وبريطانيا، بالتوازي مع الخذلان الدولي والجمود المخزي العربي والصمت المشين من الدول الإسلامية، لم يحقق العدو الصهيوني أي إنجاز عسكري يرمم به ما حققه الطوفان المبارك خلال بضع ساعات من نهار، حطم فيها هيبة الكيان ومزق هيكله الإداري وكشف ضعفه العسكري وشتت مجتمعه الإجرامي .
لقد أدرك العدو الصهيوني خلال فترة الحرب خسارته الاقتصادية والمادية واللوجستية العسكرية والبشرية، فلم يتحمل جيشه الورقي وقع الضربات الحيدرية، فكان النصيب الأوفر لمستشفيات الحالات النفسية، لمن لم يقتل منهم، وقد ترتبت على إثر تلك الضربات أزمة بشرية وتباين واختلاف وزاري وفرقة داخلية وصلت لحد التظاهر ضد حكومة الكيان المشؤومة بسبب التجنيد الاجباري وخاصة لما يسمى بالحريديم ، فكان لزاما على الحكومة المشؤومة البحث مع الولايات المتحدة الأمريكية عن أي إنجاز يعيد ترميم الواقع الوزاري المنهار ويعيد الثقة للمجتمع ويعزز معنويات جيشه المنهار، فعلى المستوى الوزاري وبعد التشاور مع البيت الأبيض أقدموا على تنفيذ اغتيال الشهيد إسماعيل هنية والقائد فؤاد شكر من حزب الله، ولترميم الواقع المجتمعي يتجهون حاليا إلى الضفة الغربية بحملة عسكرية هدفها التهجير والسيطرة لزيادة الاستيطان، ولفئة الحريديم المتطرفة يسعون لبناء كنيس في باحات المسجد الأقصى الشريف .
لم يكن للعدو الصهيوني المجرم أن يقدم على تهويد الأقصى الشريف أو أن يسعى لطمس المعالم الإسلامية والمقدسات الدينية وارتكاب المجازر الوحشية، لولا الصمت العربي والتخاذل الإسلامي وخاصة تلك الدول العربية الإسلامية المجاورة للأراضي الفلسطينية المحتلة والخطر عليها قادم لا محالة لولا تلك الفصائل الفلسطينية المجاهدة في الضفة وغزة .
لقد مثلت الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية خط الدفاع الأول عن الأردن لأن العدو الصهيوني متأسس على الاستيطان من يومه الأول، وهدفه السيطرة والتوسع نحو البلدان العربية، فواهم من يظن أن العدو الصهيوني سيكتفي بالضفة الغربية أو بالأراضي الفلسطينية، وعلى العرب ان يتحركوا لوقف الهمجية الصهيونية، قبل أن يداهمهم الخطر، وعلى الأردن قبل غيرها دعم فصائل المقاومة في الضفة الغربية وعدم السماح للصهاينة بالاستمرار لتحقيق أهدافهم، كون المقاومة الفلسطينية خط الدفاع الحقيقي الأول لمنع الخطر الحتمي لا سمح الله.