ردع هيمنة أمريكا مصدر افتخار لأبناء الشعب ولكل أحرار العالم

 

الثورة / أمين رزق
في إطار مرحلة ردع أعداء الأمة العربية والإسلامية دشنت الجمهورية اليمنية المرحلة الخامسة من التصعيد ضد العدو الأمريكي والإسرائيلي.. «الثورة» ترصد أصداء هذه المرحلة في السطور التالية:
في البداية أكد الأخ /منير الشامي أنه في لحظات فارقة من معركة (طوفان الأقصى) وفي ظل تطورات خطيرة تشهدُها المنطقة، كان آخرها قيام العدوّ الصهيوني بالعدوان المباشر على اليمن بقصف هستيري غاشم لميناء الحديدة ومخازن المشتقات النفطية ومحطة الكهرباء التي تغذّي مدينة الحديدة بالطاقة، أعلن قائد الثورة السيد العَلَم عبدالملك الحوثي، الدخولَ في المرحلة التصعيدية الخامسة ضد طغيان وإجرام العدوّ الصهيوني وحدّد نقطة الصفر لهذه المرحلة بالعملية المباركة والناجحة التي استهدفت بها قواتنا المسلحة هدفاً مهمًّا في قلب مدينة يافا المحتلّة (تل أبيب) أهم مدينة محتلّة للكيان المجرم وأهم أوكاره بطائرة مسيّرة يمنية الهوى والهُــوِيَّة فلسطينية الاسم والهدف سميت باسم اختارته المقاومة الفلسطينية باسم (يافا).
الدخول في المرحلة التصعيدية الخامسة بتلك العملية المباركة التي سبَّبت فضيحة للعدو الصهيوني وفاجأته في عقر وكره، باختراقها لجميع منظوماته الدفاعية وإصابتها لهدفها بدقة متناهية، له عدة دلالات هامة، أولها أن هذه المرحلة هي مرحلة التركيز على ضرب العدوّ الصهيوني وقصف أوكاره ومنشآته في عمق الأراضي المحتلّة؛ وهو ما يعني التوسع في ميدان معركة (طوفان الأقصى) إلى خارج الأراضي المحتلّة، وتحول محور المقاومة من عمليات مرحلة الضغط على العدوّ الصهيوني لوقف عدوانه وحصاره على غزة إلى مرحلة المواجهة العسكرية المباشرة معه بكل إمْكَانيات المحور، والاستهداف المباشر لجيشه ومنشآته في كافة الأراضي المحتلّة من جميع أطراف محور المقاومة؛ الأمر الذي يشير إلى انطلاق شرارة الحرب الإقليمية، وقد تكون عملية يافا اليمنية هي شرارة معركة وعد الآخرة لتحرير وتطهير فلسطين من رجس هذا العدوّ المتوحش.
قائد الثورة -يحفظه الله ويرعاه- أكّـد أَيْـضاً أن في هذه المرحلة مفاجآت كبيرة لا يتوقعها العدوّ واعتقد أن معظم مفاجآتها ستتضمن الكشف عن أسلحة استراتيجية جديدة بقدرات ومواصفات متطورة جِـدًّا، أولها طائرة يافا المستخدمة في تدشين المرحلة التي أذهلت الجميع بقدرتها وصدمت جميع أعداء الأُمَّــة بمواصفاتها.
وفي رده على مزاعم العدوّ الصهيوني والأمريكي وعملائهما من أنظمة الخيانة والتطبيع، أكّـد سماحته أن هذه طائرة يافا صنعت بأياد يمنية ١٠٠% وأنتجت منها أعدادًا كبيرة، وبين سماحته أن هناك تنسيقًا وتخطيطًا كاملَينِ بين أطراف المقاومة في إطار وحدة الهدف والقضية، وأنه يتم تنفيذ العمليات على هذا الأَسَاس بالتوافق، لا على أَسَاس الإملاءات لا من إيران ولا من غيرها، وأن إيران طرف من أطراف محور المقاومة ويتم التعامل معها على هذا النحو ولا تتدخل في شؤون الأطراف الأُخرى بأي شكل.
إضافة إلى ذلك فقد تبين من خلال كلمة قائد الثورة -يحفظه الله ويرعاه- أن اليمن سيعتمد على استراتيجية النفَس الطويل في مواجهة العدوّ الصهيوني وأن تصعيد العمليات القادمة سيتوسع ليشمل كافة المستوطنات المحتلّة وفي مقدمتها تل أبيب ولا خطوط حمراء أبداً.
والخلاصة أن العدوّ الصهيوني بتوسيعه لدائرة المواجهات بعدوانه الغاشم على اليمن، قد ارتكب خطأ فادحاً، وفتح لمحور المقاومة الباب الذي كانوا يتمنون فتحه، باب المواجهات المباشرة لطغيانه وإجرامه، وأن تصريحات وتهديدات المجرم «نتنياهو» عن قصف المنشآت المدنية بالحديدة، إنما يعكس حالة الرعب التي أصابته من قدرات مسيّرة يافا، وَإذَا كان هذا حاله فكيف حال المستوطنين من الصهاينة وكيف سيكون حالهم بعد الخامسة؟
لتكن غزةُ المنطلقَ واليمن القُدوة
إما الأخت دينا الرميمة فتقول: عددٌ يسيرٌ من سكان غزة ينتظرُهم الموتَ وينتظرونه ليرتفع عدد الشهداء إلى أربعين ألف شهيد، وربما يكتمل العدد قبل أن أنهي كتابة مقالي هذا، فالموت في غزة قد استوطن وغرست الحرب كمائنها في كُـلّ ركن وزاوية، وخلال الثانية الواحدة تحصد اليد الصهيونية روحاً وجسداً دون خجل أَو خوف بعد أن أَمِنَت العقوبة ومنحت كُـلّ الأضواء الخضراء لتفعل ما تشاء دون حساب!!
غير أن ما يدمي الروح أننا نقف عاجزين عن مد يد الحياة لأُولئك الذين وضعتهم الحرب بين سندان الموت ومطرقة الخذلان، وما بينهما نقف بأعين لا تكف عن هذيان الروح بمأساتهم، التي جعلتنا ندرك أننا أُمَّـة جسدها متهالك ومفتت إلى قطع متناحرة تأكل بعضها بعضاً، على ذات غفلة من أن موت قطعة منه هو موت لكامل الجسد العربي، الذي صمت وغض الطرف عن وجود الصهاينة في جزء من أرض يعلمون ونعلم أنها عربية لا عبرية، بل وإن وجد منا من يقاوم وجودهم تتوجّـه أسهم العداء نحوه قربة للصهاينة الذين بلا شك لن يكتفوا بما احتلوه من الأرض، وإنما أملهم أن ينتشر وجودهم إلى حَيثُ أنا وحيثُ أنت وحيثُ البقية منا، فسيناء بعد رفح أملهم القريب ليحيطوا بقاهرة المعز ومكة ترقبها أعينهم بنظرة الطامع بمقدساتها والحاقد على مصاب يهود خيبر، وأما اليمن التي يتغنى ليلها ونهارها بالموت لهم فيتمنون كسر شوكتها لا سيَّما وقد بات غضبها يتساقط عليهم ويلاً وثبوراً إسناداً لغزة!!
وربما وبسبب الخوف من دائرتهم قد يتحقّق مرادهم، فهم يعلمون أنه وإن وجد أي صوت هنا يندّد بهم ويرفض وجودهم، فالملايين سيغضون الطرف، بل ربما أن منهم من سيرحب بهم على أرضه ومعهم سيعمل على تهوديها، ظناً أن ذلك سيرضيهم ويكف عنه أذاهم!!
ولعل ما يحدث في غزة كان فاضحاً للكثير من المواقف وكشف الواقع المأساوي الذي باتت عليه الأُمَّــة من الذل والهوان لأعدائها، بعد أن تجند الكثير من أبنائها للدفاع عن «إسرائيل» وتحميل حماس ومن ساندها في معركتها المحقة ضد العدوّ الصهيوني مسؤولية ما يرتكبه الصهاينة من إجرام وقتل وتدمير، وأن القضاء على مقاومتها هو الحل الأمثل لإنهاء مأساتها، وهذه هي لغة ورغبة «نتنياهو» والمتطرفين الصهاينة التي فشلوا في تحقيقها، على الرغم مما منحت لهم من القنابل والأسلحة الأمريكية أسقطوها على غزة ولا يزال نتنياهو في خطابه الذي ألقاه على طاولة الكونجرس، يطالب بالمزيد، في دلالة فاضحة على تلوث يد أمريكا في جريمة الإبادة التي يرتكبها في غزة، والتي جعلت أكثر الداعمين من الغرب لهم يغيرون قناعتهم بحق الصهاينة في دولة على أرض فلسطين، وهنا تكمن المفارقة بين الغرب وبعض العرب الذين لا يزالون ينحنون برقابهم ليصعد عليها «نتنياهو» لتحقيق حلمه وتثبيت أركان دولته على الأرض العربية.
لذلك وأمام مأساة قلوبنا النازفة على حال أمتنا الذي أظهرته غزة، علينا النظر بوعي لما أصبحنا عليه من ذل وهوان، لم يكن إلا نتاج البعد عن قيم ديننا وتعاليمه التي تحرم الولاء لأعدائنا وغياب استشعار المسؤولية التي ربى النبي الكريم أمته عليها وبها نظر الإمام الحسين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- لحال أُمَّـة جده وجعلته يخرج ثائرًا لإصلاح أمرها، ولننظر للأحداث نظرة بصيرة كتلك التي نظر بها الإمام زيد -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- لحال الأُمَّــة بعد خِذلانها لثورة الإمام الحسين وثار في أوساطها وأوساط علمائها الذين ألجمهم الجور الأموي عن قول الحق وعن الأفكار المغلوطة التي أحدثها بنو أمية في دينهم، ثورة وعي ومن ثم ثار على الظالمين ثورة دم وَسيف.
علينا أن ننتهج نهجهم ولنجعل من غزة البداية والمنطلق للعودة إلى سابق مجدنا الذي دمّـره علماء السلطة والحكام المطبعون وعلى أطلاله بنى الصهاينة مجدهم الهش، وبلا شك كما استطاعت غزة أن تجعل الغرب الكافر يلتف حول مأساتها التي أنقذت إنسانيتهم من موت محقّق، فغزة إذَا ما ناصرناها وانتصرت ستعيد لنا مجدنا وتعيدنا لنكون خير أُمَّـة أخرجت للناس.
ولتكن القُدوة من اليمن التي انتهج شعبها نهج آل البيت، فانتصروا وصنعوا لأنفسهم قوة باتت اليوم تشارك غزة في معركة الفتح الموعود إيذاناً بتحرير القدس من القيد الصهيوني لتعود عربية إسلامية خالصة.
اليمن.. »المرحلة الخامسة« من البطولة
وفي نفس السياق تحدث الأخ /غيث العبيدي بقوله: تعايشت وتساكنت وتوافقت الحكومةُ الإسرائيلية، مع النيران الناتجة عن قصف طائراتها الحربية لميناء الحديدة اليمني، واعتبروها العاملَ المشتركَ الأكبرَ للتوافق، فقسموها” كمؤشر رضا بين أعضاء الكنيست الإسرائيلي بدون باقٍ، وسوَّقوها إعلاميًّا على أنها مغزى استراتيجيٌّ تاريخي، وانتصارٌ مؤكَّـدٌ على اليمنيين، ورسالةٌ تحذيرية لأعداء «إسرائيل» في عموم الشرق الأوسط.
دائماً ما يبحثُ المهزومون والمحبطون والمكسورون وفاقدو القيمة، عن انطباعات قادرةٍ على تحقيق ”الانتصارات المستعارة“ للتقليل من مرارة واقعهم الحقير، ووضعهم الذميم، للانتقالِ من حالة مزرية ومخزية وسيئة، لحالة أفضل، ولخلق نوعٍ من التوازن النفسي، في نفوسِهم الضاربة للحسرات، والمحاصَرة بشعور الخوف من الفشل، والقلق من قادم الأيّام التي لا تحمل غاياتهم، وَغير القادرة على تحقيق رغباتهم، سواء في جبهة اليمن أَو بقيةِ جبهات محور المقاومة، فما كان منهم إلَّا الإعجاب بمنظر حرائق خزانات نفط ميناء الحديدة، وحرَّكوا أحلامهم ومنّوا أنفسَهم بأن هكذا مناظر قد أعادت لـ «إسرائيلَ» قوتَها المزيَّفة وصلابتَها المفقودة، وأكّـدوها بـ ”لإسرائيل اليد الطولى في المنطقة“ لمعالجةِ مشكلات الانكسار في الداخل الإسرائيلي.
حسم الحرب والانتقال لحالة الانتصار، لا تتحقّق بالنيران ولا بالخراب والدمار، وكثرة الضحايا، ولا بمستويات التدريب، وعدة التسليح، وتكنولوجيا المعلومات، بل على الكفاءة والعقيدة والإيمَـان الراسخ بالقضية، وحكمة القيادة ومعنويات الجيش وتأييد الشعب، واليمن تمتلك كُـلّ تل المقومات بدلائلَ عديدة أهمها:
الإعلانُ السريعُ على لسان أعلى قيادة سياسية في البلاد عن الدخول في «المرحلة الخامسة» في معارك إسناد غزة.
الفشل الإسرائيلي في إبعاد اليمن عن ميدان الصراع، حَيثُ أعلن اليمنيون عن قصف أهدافٍ مهمة في إيلات بعد الغارات الإسرائيلية مباشرة.
الانطلاقُ في تحديد أهداف جديدة، في يافا وعموم فلسطين المحتلّة، واستمرارية تهديد السفن الداعمة للكيان المحتلّ، يثبت أن ما يمتلكه اليمن من قدرات عسكرية يفوق التصورات الإسرائيلية بكثير.
يمتلك اليمنيون السبقَ في الإيمان بالله، والقوة والعطاء وسخاء الإسناد، وحكمة القيادة، وترسيخ الانتصارات، وجرأة القرارات، لذلك أدرك اليمنيون أن أقصى ما سيذهبُ إليه الصهاينة استهدافَ البنى التحتية اليمنية” لمرة أَو مرتين وكأقصى حَــدّ لثلاث مرات مع ”تفخيمات“ لمنظر حريق هنا ورماد لحريق هناك، ولم يدرك الصهاينة لحد هذه اللحظة، أن مفاعلَ ديمونة ”لا تحميه صورةُ الحرائق المفخَّمة ولا الانتصارات المستعارة“.

قد يعجبك ايضا